المحرر موضوع: العقيدة الإسلامية  (زيارة 21391 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #20 في: 2014-08-06, 14:27:00 »
بارك الله فيك يا زينب
نكمل إذن إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #21 في: 2014-08-06, 14:39:06 »
الدرس السابع
الوحي: طريقنا الوحيد للتعرف على عالم الغيب



ولكن ماذا بعد الإيمان بوجود الله عز وجل وكماله وجلاله؟!! وما هي واجبات الإنسان تجاه هذا الخالق العظيم؟ وما هو المطلوب منه وما الغرض من خلقه؟ وماذا وراء عالم المادة من غيوب وعلوم محجوبة عنا، وكيف يمكن أن نتعرف إليها؟
كل هذا لا يمكن الوصول له بالتفكر ولا بالبحث العلمي، ولا وسيلة لنا إليه إلا أن يطلعنا المولى جل جلاله عليه، بإخباره إيانا ما يشاء عن عالم الغيب المحجوب عنا، وعن الغرض من خلقنا، وعن واجباتنا التي علينا أن نقوم بها لنحقق معنى عبوديتنا.
وقد اختار الله عز وجل أسلوب الوحي، يتصل به من يختار من عباده ويصطفيه، ليكون رسولاً منه للبشر، يبلغهم أوامره وشرائعه، ويعلمهم ما يحتاجون لمعرفته مما خفي عليهم من علوم الغيب، ليقوموا بمهمتهم في عبادة الله وعمارة أرضه على أكمل وجه.

فما هو الوحي؟ وما الدليل عليه؟ ولماذا علينا أن نؤمن به؟

الوحي لغة: هو الإعلام الخفي السريع، مهما اختلفت أسباب هذا الإعلام. لذلك يطلق على الإيماء، وعلى الإشارة السريعة، وعلى الكلام الخفي، وعلى الكتابة، وعلى إلقاء المعنى في النفس، وعلى الإلهام سواء كان بدافع الغريزة أو بإشراقات الفطرة، وعلى الرؤيا الصالحة الجلية.

الوحي شرعاً: هو إعلام الله رسولاً من رسله، أو نبياً من أنبيائه، ما يشاء من كلام أو معنى، بطريقة تفيد النبي أو الرسول العلم اليقيني القاطع بما أعلمه الله.

وبهذا يستجمع الوحي شرعاً عدة عناصر ذات أهمية:

-   أنه إعلام من الله المحيط بكل شيء علماً.
-   أن الرسول أو النبي يتلقف هذا العلم الإلهي تلقفاً، وهو مستجمع كامل شعوره الفكري والوجداني حول ما يلقى إليه من علم، ودون أن يكون لإرادته واختياره تدخل في مضمون ما يلقى عليه، أو في لفظه إذا كان الموحى لفظاً.
-   أن ما يلقى بالوحي من كلام أو معنى يحتل في ذات الرسول أو النبي مركز العلم اليقيني القاطع بصحة التلقي عن الله؛ حتى لا يعتري نفسه أدنى تردد أو شك في ذلك.
-   أن ظاهرة الوحي ناموس إلهي يتلقى به جميع الرسل والأنبياء ما يلقى إليهم من إعلام.

قال تعالى : {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهرون وسليمن وءاتينا داود زبوراً}


أقسام الوحي:

وينقسم الوحي إلى ثلاثة أنواع، أخذاً من قوله تعالى:
{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}

وهي كما يلي:
1-   ما كان بلا وساطة: وذلك بالإلقاء في القلب يقظةً أو مناماً، وهو يشمل ما كان كمثل صلصلة الجرس، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا المنامية. ومن أمثلته ما كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام في الرؤيا عندما رأى أنه يذبح ابنه، وما أخبر به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من نفث روح القدس في روعه.
2-   ما كان بواسطة إسماع الكلام الإلهي من غير أن يرى السامع من يكلمه. ومن هذا النوع ما كان لموسى عليه السلام حين مناجاته ربه في جانب الطور.
3-   ما كان بواسطة إرسال ملك تـُرى صورته المعينة ويُسمع كلامه، كجبريل عليه السلام، فيوحي إلى النبي ما أمره الله أن يوحيه إليه، وهذا النوع هو الغالب من أنواع الوحي بالنسبة للأنبياء.

وننبه هنا على أن الوحي بأنواعه الثلاثة من الأمور الممكنة عقلاً، والجائز وقوعها، وأنه لا حَجْر على الله في قدرته القادرة في واحد من الممكنات. فمن آمن بالله وقدرته، لا يجد مانعاً عقلياً من الإيمان بالوحي، ويبقى عليه أن يتحقق فقط من صدق الشخص الذي يخبر بهذا الوحي ويدعي أنه يتلقاه من الله تعالى، ومن ثم صدق المبلغين عنه والناقلين لتعاليمه، وهذا ما سنبحثه لاحقاً في مبحث (الأنبياء والرسل، ثم مسلك الخبر الصادق) بعون الله.

وقد أثبت الله في كتابه هذه الأنواع الثلاثة للوحي وهو العليم الخبير، فما علينا إلا التسليم.

شبهات حول الوحي:

حقيقة (الوحي) هي الفيصل الوحيد بين الإنسان الذي يفكر من عنده ويشرع بواسطة رأيه وعقله، والإنسان الذي يبلغ عن ربه دون أن يغير أو ينقص أو يزيد.   
من أجل هذا يهتم أعداء الإسلام، بمعالجة موضوع الوحي في حياته صلى الله عليه وسلم، ويبذلون جهداً فكرياً شاقاً، في تكلفٍ وتمحلٍ، من أجل التلبيس على حقيقته والخلط بينه وبين الإلهام الذاتي وحديث النفس، بل وحتى الصرع أيضاً، وذلك لعلمهم بأن موضوع الوحي هو منبع يقين المسلمين وإيمانهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، فلئن أتيح تشكيك المسلمين بحقيقته، أمكن تكفيرهم بكل ما قد يتفرع عنه من عقائد وأحكام، وأمكنهم أن يحملوهم على الاستجابة لفكرة أن: كل ما دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم من المبادئ والأحكام التشريعية ليس إلا من تفكيره الذاتي، وأنها أمور قابلة للمناقشة والمعارضة والتطوير والتغيير!!. 

ومن أجل تحقيق هذه الغاية، أخذ محترفو الغزو الفكري، يحاولون تأويل ظاهرة الوحي وإبعادها عما يرويه لنا بشأنها المؤرخون وترويه صحاح السنة الشريفة، كما يحاولون تجريدها عن حقيقتها الظاهرة، وراح كل منهم يسلك إلى ذلك ما يروق لخياله من فنون التصورات المتكلفة الغريبة. فمن متصور أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يزل يفكر، إلى أن تكونت في نفسه بطريقة الكشف التدريجي المستمر عقيدة كان يراها الكفيلة بالقضاء على الوثنية، ومن قائل إنه تعلم القرآن ومبادئ الإسلام من بحيرا الراهب، ومن قائل بأن الأمر إلهام، أو إشراق نفسي، أو نوبات من الصرع..... إلخ

ومن حق أي عاقل من الناس أن يبادر فيسأل عن البرهان العلمي الذي اعتمده هؤلاء المتصورون لإثبات مزاعمهم هذه عن الوحي وحقيقته، خصوصاً وهم الذين يتهموننا بأننا نقيم بحوثنا الدينية على أساس العقيدة والتقليد دون العلم، فأين هو العلم أو حتى صورة العلم في بحوثهم؟

أما نحن فنقول: إن مصدر كلمة (الوحي) في حياة محمد عليه الصلاة والسلام، هو الخبر الذي نقل إلينا عن طريق القرآن وعن طريق السيرة وصحاح السنة، فلولا أن الكلمة وردت إلينا من هذه المصادر، لما كان لها وجود في أفكارنا ولا في أفكار أعداء الإسلام، ومن ثم لم يكن ليقوم حولها أي بحث ولم تكن لتفسر بأي نظرية من النظريات أو معنى من المعاني لا عندنا نحن المسلمين ولا عند أولئك الآخرين .

إن أولئك الذين يعمدون إلى القرآن ونصوص السنة والسيرة، فيستلون منها كلمة (الوحي) مجردة ومشذبة عن كل ما يتولى تفسيرها وبيانها من تلك النصوص نفسها، ليرغم الكلمة أن تحمل معان وتأويلات أخرى غير تلك المعاني التي تولت النصوص إعطاءها إياها، إن أولئك العابثين لا يعاندون العلم فقط، بل إنهم ليعاندون العقل في أوضح بدهياته المسلمة.
   
فإما أن نؤمن بصدق النصوص التي أخبرتنا بظاهرة (الوحي) وعندها علينا أن نكل إليها وحدها أمر تفسيره وبيان أنواعه وكيفياته، أو لا نؤمن بها، فعندها لا مبرر لمحاولة تفسير الكلمة التي لا نؤمن بمصدرها.

ولندع النصوص تحدثنا بأنواع الوحي التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف بدأ الوحي إليه:
 
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء، فيتحنث فيه (والتحنث التعبد ) الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود بمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أنا بقارئ ). قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم }. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: ( زملوني زملوني ). فزملوه حتى ذهب عنه الروع . قال لخديجة : (أي خديجة، مالي؟ لقد خشيت على نفسي). فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، أكون حياً حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أو مُخرجِيَّ هم؟ ). قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم "

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما انا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري، فإذا بالملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني، فأنزل الله تعالى {يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر}  فحمي الوحي وتتابع."

- عن عائشة رضي الله عنها، أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فينفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول"

- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً" .

- كما ورد أن راحلته كانت تبرك به إلى الأرض إذا نزل عليه الوحي وهو راكب. وقد نزل عليه الوحي مرة وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها .


إن هذه الأحاديث المختلفة عن بدء الوحي، وأشكاله، تدحض بقوة كل تخرصات المشككين والمتأولين لظاهرة الوحي، وتبين بجلاء أنه لم يكن كسباً ولا إشراقاً روحياً ولا نفسياً ولا أمراً مكتسباً، بل كان أمراً خارجاً تماماً عن قدرة وإرادة واختيار النبي صلى الله عليه وسلم، يدل على ذلك ما يلي:
-   الرعب والحيرة والخوف الذي تملك النبي صلى الله عليه وسلم لدى رؤيته الملك أول مرة بعيني رأسه
-   خوف النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه في أول أمره أن يكون ما رآه هو طائف من الجن، وطمأنة السيدة خديجة رضي الله عنها له.
-   تعرف ورقة بن نوفل على الوحي وقوله إنه الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام، مما يدل على أن ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بدعاً من الرسل، بل هو نفس الوحي والملك الذي كان يتنزل على إخوانه من الرسل السابقين.
-   تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة في بدء أمره حتى عايره المشركون، وحتى جزع بسبب ذلك جزعاً عظيماً، كذلك تأخره عن إلقاء الأجوبة عليه في أوقات ملحة، كأسئلة بني إسرائيل له الواردة في سورة الكهف، وكتبرئة السيدة عائشة في حادثة الإفك، وغير ذلك من مواقف تبين بجلاء أن الوحي كان أمراً خارجاً تماماً عن إرادته، وقد يتأخر عنه في أوقات يكون فيها النبي صلى الله عليه وسلم في قمة التطلع والتشوق له.
-   معاتبة الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم على عدد من التصرفات بعد حدوثها، كما في أسرى بدر، و"عبس وتولى"، و"عفا الله عنك لم أذنت لهم"، وغيرها من مواقف، تدل دلالة واضحة على انفصال الوحي تماماً عن إرادة النبي صلى الله عليه وسلم واختياره، وأن موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي لم يكن إلا التلقي الواضح اليقيني، ومن ثم البلاغ الصادق الأمين.
-   استشعار بعض الصحابة رضوان الله عليهم بتنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهرهم، بالتغيرات الجسمانية التي تظهر عليه من ثقل وتعرق في الليلة الشاتية الباردة، واختلاف هذا عن الذهول والصرع وغير هذا من السخافات التي يقولها المشككون، فلو كان ما يعتري محمداً صلى الله عليه وسلم هو الجنون أو المس أو الصرع، لأتى بتخيلات وأوهام ومفاهيم مضطربة، وتكشف للعورات، وذهول ونسيان، وغير ذلك من مظاهر مرضية معيبة، تعاكس تماماً ما كان يحدث له صلى الله عليه وسلم أثناء تلقيه الوحي، إذ ينفصم عنه وهو أكثر إشراقاً وفهماً وتهللاً، مزوداً بعلوم يقينية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. 
-   التمييز الواضح بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الحديث النبوي الشريف، رغم أن القرآن الكريم نزل منجماً على ثلاث وعشرين عاماً، ويستحيل على شخص واحد مهما كان عبقرياً أن يتكلم بأسلوبين مختلفين جذرياً، ومتميزين أحدهما عن الآخر غاية التميز.
-   أمور الغيب التي كان يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت من الأحداث التاريخية التي لم يكن له من سبيل للاطلاع عليها، أو من الأمور المستقبلية، فمن الأخبار التاريخية: قصة ولادة المسيح عليه السلام، وقصة يوسف عليه السلام، وأصحاب الكهف والخضر وذي القرنين، ومن الأخبار المستقبلية: انتصار الروم بعد هزيمتهم، وفتح مكة وعمرة القضاء... إلخ
-   مطابقة ما جاء في القرآن الكريم لكل الحقائق العلمية التي اكتشفت عبر العصور اللاحقة، وعدم تناقضه مع أي منها، كظلمات أعماق البحار، وأطوار خلق الجنين، وكروية الأرض، وجريانها والشمس والقمر في الفضاء... إلخ..  مما يدل دلالة قاطعة على أنه من لدن حكيم خبير عليم بما خلق سبحانه وتعالى.



خاتمة الفصل:


الشبهات التي يثيرها المشككون والمتأولون لظاهرة الوحي، (بعد إقرارهم بوجود تلك الظاهرة) وزعمهم أنها عبارة عن إشراق نفسي، أو اجتهاد كسبي، أو عبقرية أو إلهام أو نوبات صرع.. إلخ، تكذبها وقائع تنزل الوحي وأشكاله وكيفية بدئه التي وردتنا بالأخبار الصادقة، ويكذبها مضمون ذلك الوحي بنوعيه من قرآن وحديث نبوي وكيفية تنزله وتوقيت ذلك التنزل.
وأما من ينكر ظاهرة الوحي من أساسها، فإما أنه ينكرها لأنها من وجهة نظره غير معقولة، فنرد عليه بأنها من الممكنات عقلاً، ومن آمن بالله القدير العليم، لا يجد مانعاً من الإيمان بالوحي، بل يتطلع ويتشوف –في الواقع- للاتصال بالله ومعرفة أوامره وتكاليفه وتشريعاته، والتي لا وسيلة لمعرفتها إلا الوحي المتنزل على رسل الله عليهم السلام.
وإما أنه ينكرها لتكذيبه بالأحاديث والأخبار التي حكت عنها، فهذا سبيله أن يبحث في صدق النبي الرسول الذي يحدثنا عن الوحي (وهو ما سنبحثه في الفصل التالي)، ثم يتأكد من صدق من نقل لنا هذه الأخبار وصحة هذا النقل، وهذا ما سنتحدث عنه في مبحث (مسلك الخبر الصادق) بعون الله تعالى.

خلاصة ما سبق:

-   آمنا بأن الله تعالى واجب الوجود حكيم خبير حي قدير عليم خالق كل شيء.

-   علمنا أن للعقل حدوده التي لا يستطيع تجاوزها، ولهذا لا يستطيع الاتصال بعالم الغيب أو ما وراء المادة.

-   الطريقة الوحيدة للاتصال بعالم الغيب هي الوحي.

-   الوحي ممكن عقلاً، فمن آمن بالله تعالى، لا يجد أي مانع عقلي يمنعه من الإيمان بالوحي.

-   مصدرنا لمعرفة ظاهرة الوحي وكيفيتها هي الخبر الصادق الذي وصلنا عن طريق رسول مصطفى من الله عز وجل لتبليغ رسالته، وبالتالي فإن تفسير ظاهرة الوحي وأنواعها وأشكالها يجب أن يقتصر على حدود ما أخبر به هذا الرسول.

-   بقي علينا أن نتأكد من صدق هذا الذي يدعي النبوة، لنؤمن بكل ما يبلغنا به عن عالم الغيب من خلال الوحي... فكيف يمكننا ذلك؟ وما هي الأدلة على صدق من يدعي النبوة أو الرسالة؟ وما ضرورة إرسال الرسل، ولماذا علينا أن نخوض في هذا المبحث؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #22 في: 2014-08-11, 03:40:04 »
أسجل حضوري وإعجابي ..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #23 في: 2014-08-11, 16:44:22 »
أسجل حضوري وإعجابي ..

جزاك الله خيرا يا فارس
وبانتظار الاشارة من زينب لأتابع
emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #24 في: 2014-08-12, 22:33:20 »
تم يا ماما هادية بارك الله فيك :)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #25 في: 2014-08-13, 13:26:17 »
الدرس الثامن
الأنبيــاء والرســـل


بعد أن رأينا كيف أن العقل لا يتردد في الإيمان بوجود مدبر للكون مالك لأمره، وعلمنا أن هذا الخالق العظيم واجب الوجود، متصف بكل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقص، صمد لا يحتاج لشيء، ويحتاجه كل شيء، بعد هذا العلم اليقيني والإيمان لا يسعنا إلا أن نتساءل عن وظيفتنا في هذا الوجود؟ ولا يسعنا أن نتصور أن ليس لنا أي وظيفة، ولا يناط بنا أية مسؤولية.
هل يصدق العقل ألا شأن لنا في الدنيا إلا ما هو شأن الدواب والحيوانات الأخرى إلى أن يلتقمنا الموت؟ وهل كل ما يمتاز به الإنسان عن سائر المكونات الأخرى وهو العقل الذي يستجلي أغوار الكون بمظاهره المختلفة، مجرد مزية صادف أن امتاز بها على غيره، ثم هي لا تعني شيئاً أكثر من ذلك.
إن أي عاقل لا يمكن -بعد أن انتهى من مرحلة الإيمان بوجود الخالق- أن يتصور شيئاً من هذه الفرضيات، فضلاً عن أن يعتقدها ويتبناها، فقد علم هذا العاقل أن من أجلى صفات الله عز وجل أنه حكيم في خلقه وعامة أحكامه، وأنه لا يُتصور في حقه العبث، وأي عبث أكبر من أن تكون هذه الأكوان المنسقة غاية التنسيق، ثم المسخرة للإنسان غاية التسخير، منتهية أخيراً إلى لا شيء، وسائرة إلى غير غاية.
إن العجب لا ينقضي من إنسان يبدو أنه عاقل، يفكر طويلاً في الكون إلى أن يتوصل للاعتراف بأنه: "لا شك أن ثمة (قوة خارقة ) من وراء هذا الوجود"، ثم يطوي فكره عن مزيد من البحث وينصرف إلى ما شاء من عمله ولهوه.
{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون *  فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}
فلا بد للإنسان من أن يجتهد في البحث عما يكون مرتباً عليه من وظيفة ومسؤولية تجاه خالقه العظيم الذي لم يجعله مجرد مخلوق من مخلوقاته الكثيرة، بل جعله سيد هذه المخلوقات وألقى إليه زمام تسخيرها ومقاليد كثير منها، حتى إذا علم وظيفته في الكون، شمر عن ساعد الجد لتنفيذها، وللاشتراك مع هذه المكونات كلها في القيام بما وكـِل إلى كل منها من الأعمال والمهام.

 ولكي لا يحار الإنسان في معرفة وظيفته هذه، فقد أرسل الله عز وجل رسلاً إلى الناس،  يبلغونهم أوامر الله ونواهيه، وشرائعه وأحكامه، ويحذرونهم من أن حياة أخرى تنتظرهم من بعد الموت، وأنهم مجزيون فيها بدون شك على كل ما اكتسبوه في الدنيا إن خيراً فخير وإن شراً فشر.   
{رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }

فلنبحث إذاً في أمر هؤلاء الرسل والأنبياء وما قد أرسلوا به. وفي الدلائل العلمية على صدقهم وصدق ما قد بعثوا به، وفي المؤيدات التي يؤيدون بها، حتى نعلم بذلك جيداً حدود المسؤولية المنوطة بعنق الإنسان، والدليل اليقيني على ثبوتها، وضرورة التزامنا بها.




تعريف النبوة والرسالة:

النبوة مأخوذة من النبأ بمعنى الخبر، ومعناها وصول خبر من الله بطريق الوحي إلى من اختاره من عباده لتلقي ذلك، فالكلمة إذاً تفسير للعلاقة التي بين النبي والخالق جل جلاله، وهي علاقة الوحي والإنباء.
والرسالة: تعني تكليف الله أحد عباده بإبلاغ الآخرين بشرع أو حكم معين، فالكلمة إذاً تفسير للعلاقة التي بين النبي وسائر الناس. وهي علاقة البعث والإرسال.


دلائل الرسالة:


متى يجب الإيمان بالرسول؟

إذا ثبت لدينا بدليل قاطع أن واحداً من البشر رسول من عند الله، يبلغ ما أمره الله بتبليغه للناس، وجب علينا الإيمان به، ووجب علينا اتباعه، والائتمار بأمره والانتهاء عما نهى عنه في حدود شروط رسالته وشروط العمل بها. فليس كل إنسان يدعي النبوة أو الرسالة نسلم له دعواه فيها، حتى تتوافر فيه شروط صدقه. ونستطيع أن نستدل على صدق الرسول في دعواه النبوة والرسالة بعدد من الأدلة، منها:

1-   جوهر الرسالة التي يحملها الرسول:

   إن أي إنسان ينظر بإمعان العاقل المنصف فيما جاء به -مثلاً- نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من دعوة التوحيد ومن بيان لأصول العبادات، ونظم المعاملات، ومناهج الأخلاق ، ومبادئ السياسة، ثم يراقب موافقتها لمصالح الناس وسعادتهم في شتى مطالب حياتهم، ويرى أن كل جزئية فيها موافقة للحق بلا مرية، فلا تهافت في نصوص دعوته، ولا ضعف في أصول شريعته ولا فروعها، علماً بأن ما يأتي به أي إنسان –بالغاً ما بلغت فيه العبقرية- أو أية جماعة في مؤتمر تشريعي –بالغاً ما بلغ بهم التجرد والإنصاف- لا يخلو من شيء من الضعف والنقص، أوالجهل والتهافت، أو البطلان والتناقض.
لكن المرء متى أمعن في جوهر هذه الرسالة بفهم وإنصاف، فسيؤمن بلا تردد أن صاحب هذه الرسالة رسول من عند الله الحكيم العليم، الذي يحيط بكل شيء علماً، فلا يصدر عنه إلا الكمال المطلق. فجوهر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكمال أصولها وفروعها، شاهد عظيم على صدق أنه رسول الله.
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} 

2-   الاستدلال بشخصية الرسول وأخلاقه وسلوكه على صدقه:

فإن النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس حال هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين.
ولدى دراسة شخصية أي رسول من رسل الله عليهم الصلاة والسلام، نلاحظ شخصية فذة غير عادية، لا نجد نظيرها إلا في زمرة الأنبياء الذين اصطفاهم الله بوحيه ورسالاته، ذلك أن شخصية الرسول مصونة بالعصمة الربانية من جميع جوانبها، ومتصفة بصفات الكمال الإنساني، في خلقه وسلوكه، وعصمته عن الخطأ في بيان حدود الصراط المستقيم لعقائد الناس وعباداتهم، وأخلاقهم ومعاملاتهم.
ولدى دراسة شخصية أي إنسان آخر ليس من أنبياء الله ورسله، فلا بد أن نجد له جوانب ضعف أو نقص في ناحية من نواحي الأخلاق أو السلوك أو التفكير.
ولنأخذ مثالاً على ذلك شخصية أعظم الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مستعينين بما كتبه الشيخ علي الطنطاوي في كتاب "تعريف عام بدين الإسلام":

[ ترجمة حياته صلى الله عليه وسلم كانت في ذاتها معجزة .
وإن من الظلم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإن من الظلم للحقيقة، أن نقيسه بواحد من هؤلاء الآلاف من العظماء الذين لمعت أسماؤهم في دياجي التاريخ، من يوم وجد التاريخ، فإن من العظماء من كان عظيم العقل ولكنه فقير في العاطفة وفي البيان، ومن كان بليغ القول وثّاب الخيال ولكنه عادي الفكر، ومـن برع فـي الإدارة أو القيادة ولكنّ سيرته وأخلاقه كانت أخلاقَ السوقةَ الفجار .
ومحمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها وكتمان أمرها، ويخشى أن يطلع الناس على خبرها. نواح تتصل بشهوته، أو ترتبط بأسرته، أو تدل على ضعفه وشذوذه، ومحمد هو وحده الذي كشف حياته للناس جميعاً، فكانت كتاباً مفتوحاً، ليس فيه صفحة مطبقة، ولا سطر مطموس، يقرأ فيه من شاء ما شاء.
وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كل ما يكون منه، ويبلّغوه، فرَوَوْا كل ما رأَوْا من أحواله في ساعات الصفاء، وفي ساعات الضعف البشري، وفي ساعات الغضب، والرغبة، والانفعال .
وروى نساؤه كل ما كان بينه وبينهن، هاكم السيدة عائشة تعلن في حياته وبإذنه أوضاعه في بيته، وأحواله مع أهله، لأن فعله كله دين وشريعة، وكتب الحديث والسِّيَر والفقه ممتلئة بها.
لقد رووا عنه كل شيء حتى ما يكون في حالات الضرورة البشرية، فعرفنا كيف يأكل، وكيف يلبس، وكيف ينام، وكيف يقضي حاجته، وكيف يتنظّف من آثارها.
فأروني عظيماً آخر، جَرُؤَ أن يغامر فيقول للناس: هاكم سيرتي كلها، وأفعالي جميعاً، فاطلعوا عليها، وارووها للصديق والعدو، وليجد من شاء مطعناً عليها.
أروني عظيماً آخر دُوِّنت سيرته بهذا التفصيل، وعُرفت وقائعها وخفاياها، بعد ألف وأربعمائة سنة، مثل معرفتنا بسيرة نبينا.
والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أمته وفي تاريخ العالم.
ولكل عظيم جانب من هذه المقاييس تقاس بها عظمته، أما عظمة محمد فتقاس بها جميعاً لأنه جمع أسباب العظمة، فكان عظيم المزايا، عظيم الأعمال، عظيم الآثار.
والعظماء إما أن يكونوا عظماء في أقوامهم فقط، نفعوها بقدر ما ضروا غيرها، كعظمة الأبطال المحاربين والقواد الفاتحين، وإما أن تكون العظمة عالمية، ولكن في جانب محدود: في كشف قانون من القوانين التي وضعها الله في هذه الطبيعة وأخفاها حتى نُعمل العقل في الوصول إليها، أو معرفة دواء من أدوية الأمراض، أو وضع نظرية من نظريات الفلسفة، أو صَوْغ آية من آيات البيان قصةً عبقريةً، أو ديوان شعر بليغ .
أما محمد فكانت عظمته عالمية في مداها، وكانت شاملة في موضوعاتها، وكان مؤمناً بما يدعو إليه، وكثير ممن نعرف من الدعاة -قديماً وحديثاً- يقولون بألسنتهم ما تخالفه أفعالهم، ويعلنون في الملأ ما لا يأتونه في الخلوات، وتغلب عليهم طبائع نفوسهم، في ساعات الرغبة والرهبة والغضب والجوع والحاجة، فينسون كل ما يقولونه.
أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يدْعُ يوماً إلى محاضرة جامعة فـي بيان أحكام الإِسلام، ولم يقم مدرسة لها ساعات ودروس، ولم يجلس في حلقة وعظ، بل كان يبلِّغ ما يوحى إليه في البيت والمسجد والطريق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حين تدعو الحاجة إليه، ولكنه يقول ذلك بلسانه وعمله، ويعبر عنه بقوله وفعله، فقد كان خلقه القرآن، وأنتم تسمعون هذه الكلمة ولا تفكرون في معناها، ومعناها يا سادة: أن كل فعل من أفعاله، وكل خلق من خلائقه، آيات تتلى، ومحاضرة تلقى، وحلقة درس ومجلس وعظ، لأنها كلها تنطق بما يأمر به القرآن.
وكان يقوم الليل يصلي حتى تورّمت قدماه، ويستغفر الله دائماً فقيل له: ألم يغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ وكان في أعماله كلها في صلاة، لأن كل سعي للخير ودفع للشر وعمل لمصلحة الجماعة، إن أُريد به وجه الله، كان لصاحبه صلاة.
وأنا أعجب لماذا حاول المتأخرون من مؤلفي السيرة الاستكثار من المعجزات، والتوسع فيها، وإضافة معجزات لم تثبت، وما حاجتهم إليها؟ وكل موقف من سيرة الرسول، وكل جانب من شخصيته، هو معجزة من أكبر المعجزات .
وما المعجزة؟ أليست الأمر الذي يعجز الناس عن مثله؟! .
إن صدقه وأمانته معجزة، ولن أسرد عليكم أمثلة كثيرة، فالمجال ضيق ولكن أعرض مثالاً واحداً: كلكم تعرفون أنه لما هاجر الرسول إلى المدينة ترك عليّاً مكانه ليرد الودائع التي كانت عنده لقريش، فهل فكرتم يوماً ما قصة هذه الودائع؟
يردها لقريش لا للمسلمين، إذ لم يبقَ أحد من المسلمين في مكة لما هاجر الرسول، لأنه كان آخر من هاجر، بقي كما بقي الربان في السفينة الجانحة، لا يتركها حتى ينزل الركاب جميعاً، ويصلوا إلى قوارب النجاة، وهذه مَنْقبة ذكرتها عرضاً.
قصة الودائع هي أن قريشاً كانت ( على كلّ ما كان بينها وبين الرسول ) لا تجد من تأتمنه على ذخائرها إلا محمداً، فتصوروا حزبين مختلفين، الحرب قائمة بينهما، حرب اللسان واليد والمبدأ والعقيدة، ثم يأتمن أفراد الحزب علـى أموالهم وأوراقهم رجلاً مـن الحزب الآخر! .
هل سمعتم بمثل هذه الحادثة؟ وكيف يستودعونها هذا الخصم، إن لم يكن في أخلاقه وأمانته معجزة من المعجزات، والشك فيه أحد المستحيلات؟ .
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم! .
ويومَ بدرٍ، يومَ مرّ يعدل الصفوف قبل المعركة، وفي يده قدح ( قطعة من الخشب )، فوجد سواد بن غزية بارزاً من الصف ، فدفعه بالقدح فـي بطنه وقال: " اعتدل يا سواد"، قال: "يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل"!!
تصوروا هذا المشهد، قائد الجيش يجابهه جندي عادي بهذا الكلام! ماذا ترونه صانعاً به؟
يؤدبه؟ يعرض عنه؟ أو تبلغ به سماحة الصدر ونبالة الطبع أن يسامحه ويعفو عنه؟ أو يزيد على الغاية فيقول: " عفواً أنا أعتذر إليك "؟ .
أما رسول الله فقد صنع شيئاً لا يصنعه أحد، ولا يخطر على بال أحد، كشف له عن بطنه وأعطاه القدح، وقال له: "استقد"، أي: أوجعني كما أوجعتك.
أقاد من نفسه وهو سيد البشر! .
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم!
كانت سيرة حياته كلها معجزة، عجز عظماء العالم جميعاً عـن أن يتركوا لهم سيرة مثلها. في كل ناحية منها عزة وعظمة، في قوة جسده، وتكوينه الرياضي، في روحه الرياضية، وأنه لا يستخفه النصر حتى يبطره، ولا تزلزله الهزيمة حتى تثير غضبه أو تذهب بعزمه.
في ثباته في المعامع الحمر حتى كان أبطال الصحابة يحتمون به، وفي شجاعته التي تضعضع أمامها صناديد الرجال، وفي تواضعه للمسكين والفقير، ووقوفه للأرملة وللعجوز.
في إقراره بالحق، في صدق التبليغ عن الله، حتى إنه بلـّغ الآيات التي نزلت في تخطئته وفي عتابه.
 في احترامه العهود وحفاظه على كلمته، مهما كلفه الحفاظ عليها من مشقة ونصب، سواء عنده في ذلك معاملاته الشخصية وشؤون الدولة.
في ذوقه وحسّه المرهف، وأنه هو الذي سنّ آداب الطعام وقرر قواعد النظافة، في وضعه مع أصحابه إذ يعلمهم ويعمل معهم، ويعيش مثلما يعيشون، ويستشيرهم ويسمع منهم، ويجلس حيث يجد المكان الفارغ في آخر المجلس حتى كأن القادم عليه لا يراه، ينظر في وجوه القوم فيقول: " أيكم محمد ؟" لأن محمداً لم يكن يمتاز عليهم في جلوسه، ولا في ثيابه، كان مثلهم في كل شيء.
 في سلوكه المهذّب العفيف مع النساء، وفي سيرته في بيته ومع أهله، ومزحه الصادق، وانطلاق نفسه، وأنه كان محبَّباً إلى كل قلب، في تواضعه ورفضه أن يُعَدّ ملكاً، ونهيه أصحابه عن القيام له، وأنه كان يقوم بحاجة أهله، ويخصف بيده نعله، وأنه عاش حياة الفقر زهداً في الغنى لا عجزاً عنه، ولو شاء لكان قصره أفخم من إيوان كسرى ودارة قيصر، ولكنه اختار الآخرة فكانت دور نسائه جميعاً، نسائه التسع، لا يتجاوز طولها كلها خمسة وعشرين متراً.
وكان منزل عائشة غرفة واحدة مبنية من اللَّبِن والطين، وكانت من الضيق بحيث إنها لم تكن تسع لنومها وصلاته، فكان إذا سجد دفع رجلها ليسجد في مكانها. أما طعامه فقد حدثت عائشة أنه كان يمر الشهر والشهران، ولا يوقَد فـي بيت رسول الله نار ليخبز فيها الخبز، قالوا: "فماذا كنتم تأكلون ؟" قالت: "التمر والماء". هذا هو طعام أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي بيانه وفصاحته، أنه كان أبلغ من نطق وأبان.
كل ذلك فيه الإعجاز، وفيه الدليل على أن الله ما اختاره لأسمى الرسالات، وما جعله خاتم الأنبياء، حتى أعده لذلك إعداداً جعله واحداً في بني آدم، ليس له في شمائله نظير، صلى الله عليه وسلم.
{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }.] 




ويتبع ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #26 في: 2014-08-14, 19:40:26 »
جميل بارك الله فيك متابعة ^_^

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #27 في: 2014-08-25, 10:11:16 »
الدرس التاسع
الأنبيــاء والرســـل (2)



دلائل الرسالة (تابع):


3-   الاستدلال بأخبار الرسل السابقين بصفاته وانطباقها عليه تماماً:

إننا نعلم أن جميع المرسلين عليهم السلام إخوة، رسل مرسلٍ واحد، برسالة توحيد واحدة، وإن من تمام رسالة كل رسول منهم أن يؤمن بمن سبقه من رسل الله، وبما أنزل عليهم من كتاب، وأن يدعو قومه إلى الإيمان بما آمن به. كما أن من تمام رسالته أن يدعو قومه إلى الإيمان بكل رسول صادق يأتي من بعده، إن لم تكن رسالته هو خاتمة الرسالات السماوية، وقد يبشر بالرسول المبعوث من بعده، ويبلغ قومه بأماراته ويخبرهم من أوصافه ما به يعرفونه إذا بعث بين ظهرانيهم.
 
وكمثال على ذلك، فإننا نرى أن الله تعالى لما أراد أن يختم رسالات السماء برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ويجعلها عامة للناس، بشر برسالته في كتب الديانتين اليهودية والنصرانية، ليحث أتباعهما على اتباع رسالة محمد-صلى الله عليه وسلم- متى بعثه الله، وليجعل في كتبهم حجة عليهم إذا هم أخذتهم العصبية، أو حجبهم حسدهم للأمة التي سيجعل منها هذا النبي.
{وإذ قال عيسى بن مريم يبني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينت قالوا هذا سحر مبين} 
{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر....}
 
لذا فإن من كان مؤمناً بالديانة اليهودية أو بالديانة النصرانية، واطلع على البشائر الواردة في التوراة والإنجيل التي تنوه ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وتبين صفاته المميزة، ثم وجد هذه الصفات منطبقة كل الانطباق على محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه يرى نفسه مضطراً إلى التسليم بأنه رسول الله حقاً، ثم لا يحجبه عن الإيمان به إلا عصبية ممقوتة، أو خوف على منافع ومناصب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار" 
وقد ظهر هذا التصديق من خلال إسلام كثير من النصارى عندما سمعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، كالنجاشي ملك الحبشة، وكان نصرانياً نسطورياً، وعبد الله بن سلام وكان من أحبار يهود، وسلمان الفارسي وكان مجوسياً اعتنق النصرانية وعلم منها اقتراب زمن بعثة نبي آخر الزمان ودلائل نبوته، واعتراف هرقل عظيم الروم والمقوقس عظيم القبط به، وكثيرين غيرهم من اليهود والنصارى الذين دخلوا في دين الله أفواجاً في عصر الرسالة وما تلاه من عصور.

4- تزايد العلم بصدقه حتى يصل ليقين قاطع:
 من ذلك تحقق ما يخبر به من مغيبات، أو شهادة العقلاء له بالصدق، أو استمرار علو شأنه، أو نصر الله له على عدوه رغم القلة وضعف العدد والعدة، أو تواتر الأخبار بمعجزاته من قبل العقلاء والصادقين.

5- الاستدلال بالمعجزة التي يجريها الله على يد النبي:

المعجزة: أمر ممكن عقلاً، خارق للعادة، يجريه الله على يد من أراد أن يؤيده، ليثبت بذلك صدق نبوته، وصحة رسالته.
وإنما يجري الله سبحانه –بحكمته العالية- هذه المعجزات على أيدي رسله، باعتبار أن الشواهد المادية والمعنوية الخارقة للمعتاد المألوف في قوانين الكون وأنظمته تضع الباحث عن الحق أمام البرهان الواضح، الدال على صدق الرسول في دعواه الرسالة.
ذلك لأن الذين يتحداهم الرسول بالمعجزة –بشراً أو غيرهم- لا يستطيعون الإتيان بمثلها منفردين أو مجتمعين، في حدود قدراتهم الممنوحة لهم بحسب مستواهم. فإن ظهر لهم عجزهم عن المعارضة، علموا بأن ذلك من فعل الله، ليشهد بلسان حال المعجزة أن هذا الإنسان الذي ظهرت على يديه هذه المعجزة رسول الله حقاً وهو صادق فيما يبلغ عن ربه.

ولقد تعددت المعجزات واختلفت، وذلك حسب الزمان والمكان وطبائع الناس الذين بعث فيهم رسولهم، وكانت السمة الغالبة في هذه المعجزات أن تكون فيما برع فيه أهل ذلك الزمان، حتى يفهموها ويعوها، وتكون أبلغ في التحدي والإعجاز، وأيقن في نفوس الناس أنها من عند الله تعالى، تصديقاً لذلك النبي أو الرسول.
فعلى سبيل المثال بعث موسى عليه السلام في قوم فشا فيهم السحر وانتشر وبرعوا فيه وبلغوا الذروة، فكانت معجزته الكبرى هي قلب العصا حية تسعى وتلقف ما حولها، وأدرك السحرة أن هذا تحويل للحقائق وليس من قبيل السحر والتخييل، فسجدوا لله مؤمنين، وآمن الناس من خلفهم.
وبعث عيسى عليه السلام في قوم برعوا في الطب، وبلغوا فيه مبلغاً، فكان من أبرز معجزاته إحياء الموتى بإذن الله، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله.
أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد بعث إلى قوم أهل لغة، وعندهم من البديع والبيان ما يفوق الوصف ويحار له العقل، فلقد برعوا في البلاغة ونظم الكلام شعره ونثره، فكانوا أصحاب حس مرهف، وذوق رفيع، فأراد الله سبحانه وتعالى أن تكون أكبر وأعظم معجزة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم، الذي هو حروف كلامهم، ولكن لا يستطيعون الإتيان بجزء ضئيل من آياته الكريمة، ولذلك تحداهم الله تعالى في كتابه العزيز، قال تعالى:
{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}
بل أكثر من هذا، لقد تحداهم أن يأتوا حتى ولو بعشر سور من مثله، وذلك لأنهم ادعوا أن هذا القرآن من صنع البشر، ولكنهم عجزوا أيضاً:
{أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين}
ثم رفع لهم مستوى التحدي بأن تساهل لهم في الشروط ومع ذلك عجزوا عنها، فطالبهم بأن يأتوا بسورة واحدة فقط من مثله:
{أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} 
فعجزوا أيضاً عن ذلك، وتمت المعجزة التي كانت سبباً في إيمان ما لا يحصى من الخلائق، وكانت دليلاً ساطعاً بيناً على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يماري فيها إلا مستكبر أو أحمق. فحتى كفار قريش الذين استكبروا عن اتباع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم اعترفوا بأن هذا القرآن ليس بكلام البشر:
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوه لك فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له.
قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته، و ما يقول هذا بشر."


هذا ولم يكن القرآن الكريم هو معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيدة، فقد أيده الله تعالى بالعديد من المعجزات الأخرى، كالإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، وتكثير الطعام، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة، وتسبيح الحصى في كفه الشريفة، وشفائه للمرضى بإذن الله، كعين سيدنا علي بن أبي طالب وعين قتادة رضي الله عنهما، إلى غير ذلك من معجزات ثابتة له صلى الله عليه وسلم سواء بنص القرآن أو صحيح السنة. ولكن القرآن الكريم هو المعجزة الباقية على مر العصور إلى  أن يرث الله الأرض وما عليها، وإعجازه حجة قائمة على كافة البشر إلى يوم الدين، بخلاف المعجزات الأخرى التي تكون حجة على من يراها فقط.

خاتمة الفصل:

إذا ثبت لنا –بأدلة قاطعة- أن شخصا ما هو رسول اختاره الله تعالى لتبليغ رسالته للناس، فإن صدق هذا الرسول فيما يخبر به عن ربه عز وجل من أحكام ومن أمور الغيب تثبت لدينا بصورة يقينية، إذ يستحيل عقلاً على الرب الحكيم العليم أن يختار لتبليغ رسالته إلا أصدق الصادقين، فخبر الرسول بالتالي يفيدنا العلم اليقيني قطعاً، لأن الرسول يخبر عن ربه بما يتلقاه منه عن طريق الوحي، ويتصل بالوحي بعالم الغيب، فكل ما يأتينا من هذا الطريق يقين لا شك فيه.

[ويبقى علينا بعد ذلك ان نتأكد من صدق من يبلغنا عن النبي المعصوم، أقواله او ما يبلغه عن ربه، من صحابة وأتباع.. وهذا ما نتناوله بالدراسة في "علوم القرآن" (بالنسبة للقرآن) و"علم مصطلح الحديث" (بالنسبة للحديث) بتوفيق الله تعالى وعونه ]

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #28 في: 2014-08-25, 10:15:24 »
بهذا تكون قد تمت يا زينب دروس العقيدة التأسيسية
التي تبين لنا كيف بنى الإسلام عقائده على اليقين لا على الظن
وكيف استحث الناس على التفكر والتعقل والبحث عن البرهان للوصول الى حقيقة الايمان الصحيح، وتمييزه من العقائد الفاسدة
بعد هذا التأسيس الاصلي، تأتي الفروع العقائدية التي يتعلمها الإنسان من إخبار النبي المعصوم، وليس له سبيل إلى معرفتها إلا من خلاله، كأسماء الله تعالى وصفاته وأهوال يوم القيامة وصفات الجنة والنار وأهل كل منهما، والملائكة والجن والشياطين، وقصص الانبياء السابقين، إلى آخر ذلك من أخبار الغيب التي علمناها من النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، إما بالقرآن الذي بلغه، او السنة التي علمها.
آمل أن تكون هذه الدروس نافعة ومفيدة
وإن كان لديك أي سؤال أو استفسار يتعلق بما سبق فمرحبا به
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #29 في: 2014-10-03, 14:39:24 »
تسجيل متابعة حتى أعود لقراءته
جزاك الله خيرا ماما هادية

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #30 في: 2014-10-04, 00:46:44 »
بارك الله فيك يا أستاذة للتو أكملت القراءة
حاليا لا أسئلة لكن ربما مستقبلا (:
جزاك الله كل خير

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #31 في: 2015-01-12, 07:01:30 »
لي عودة هنا بإذن الله..
حتى أكون متابعا متعلما مستفيدا قبل البدء في جديد ..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: العقيدة الإسلامية
« رد #32 في: 2015-01-12, 15:41:46 »
بانتظاركم
ماما فرح وفارس الشرق
والله الموفق لكل خير
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*