المحرر موضوع: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم  (زيارة 31019 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اختير بأغلبية أصوات المسلمين ليكون الخليفة، في الاستفتاء الذي أجراه عبد الرحمن بن عوف  ، فثبتت أفضليته.
جاء في زوائد الهيثمي، عن المسور بن مخرمة قال :
«لما كانت الليلة التي في صبيحتها يفرغ النفر الذين استخلفهم عمر بن الخطاب عليه السلام من الخلافة، صليت العشاء ثم انصرفت إلى ستر لي، فنمت عليه، فأيقظني من النوم صوت خالي عبد الرحمن بن عوف رحمة الله عليه:
أيا مسور! قال: فخرجت مشتملا بثوبي، فقال: أنمت؟ قلت: نعم قد نمت،
قال: خذ عليك ثوبك ثم الحقني الى المسجد، ففعلت .....
 قال: وأذن المؤذن بالصبح، قال: فتفرقوا للوضوء وقد علم الناس أنها صبيحة الخلافة، فاجتمعوا للصبح كما يجتمعون للجمعة،
فأمر عبد الرحمن النفر (أي رجال الشورى الذين عينهم عمر  ) أن يجلسوا بين يدي المنبر،
فلما أبصر الناس بعضهم بعضاً، وطلعت الشمس، قام عبد الرحمن إلى جنب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

يا أيها الناس! قد علمتم الذي كان من وفاة أمير المؤمنين، واستخلافه إيانا أيها النفر، ورضي أصحابي أن إلي ذلك لهم، فأختار رجلاً منهم، وهؤلاء بين أيديكم.
 ثم استقبلهم رجلاً رجلاً، ثم قال:
 أي فلان، عليك عهد الله وميثاقه لتسمعن ولتطيعن لمن وليت، ولترضين ولتسلمن؟
فيقول: نعم. رافع صوته يسمع الناس، حتى فرغ منهم رجلاً رجلاً من عثمان وعلي والزبير وسعد،
قال: أما طلحة فأنا حميل برضاه، ثم قال:

"إني لم أزل دائبا منذ ثلاث أسألكم عن هؤلاء النفر، ثم سألتهم عن أنفسهم، فوجدتكم أيها الناس وإياهم اجتمعتم على عثمان، قم يا عثمان".
فلم يقل رجل من المهاجرين والأنصار ولا وفود العرب ولا صالحي التابعين: إنك لم تستشرنا ولم تستأمرنا، فرضوا وسلموا، فلبثوا ست سنين لا يعيبون شيئاً.
 قال: كان طائفة منهم يفضلونه على عمر يقول: العدل مثل عمر، واللين ألين من عمر».

وفي المصدر السابق ما يبين أن كل وأحد من أهل الشورى كان يقر بأفضلية عثمان ، فقد جاء فيه عن أسامة بن زيد عن رجل منهم :
«أنه كان كلما دعا رجلا ًمنهم تلك الليلة، ذكر مناقبهم قال: "إنك لها لأهل، فإن أخطأتك فمن؟" قال: فيقول: "إن أخطأتني فعثمان".»
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
متابع،

موضوع طيب، جزاكم الله خيرا.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
متابع،

موضوع طيب، جزاكم الله خيرا.

وإياكم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جمع القرآن الجمع الثاني:
روى البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك  قال: "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق."
وقد قام سيدنا عثمان بن عفان  بذلك بموافقة الصحابة وتأييدهم، فكان منهم إجماعاً.


بُشِّر بالإفطار مع رسول الله   في الجنة:

روى البيهقي في دلائل النبوة، عن نافع مولى ابن عمر : "أنَّ عثمانَ   رأى النَّبيَّ   في منامِهِ في اللَّيلةِ الَّتي قُتِلَ في صبيحتِها، فقالَ: يا عثمانُ أفطِر عندَنا اللَّيلةَ؛ فقُتِلَ وَهوَ صائمٌ".

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
شهد بيعة الرضوان وكان سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل كان السببب فيها

وذلك أنه في يوم الحديبية، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل رسولاً من طرفه إلى قريش، يؤكد لهم أنه جاء معتمراً لا محارباً.. فاختار عثمان بن عفان رضي الله عنه،  وقال : أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً، وادعهم إلى الإسلام، وأمره أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين، ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، ويخبرهم أن الله عز وجل مظهر دينه بمكة، حتى لا يستخفي فيها أحد بالإيمان.

"فانطلق عثمان حتى مر على قريش بِبَلْدَح، فقالوا : أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، قالوا : قد سمعنا ما تقول، فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان ابن سعيد بن العاص، فرحب به ثم أسرج فرسه، فحمل عثمان على الفرس، وأجاره وأردفه حتى جاء مكة، وبلغ الرسالة إلى زعماء قريش، فلما فرغ عرضوا عليه أن يطوف بالبيت، فرفض هذا العرض، وأبي أن يطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واحتبسته قريش عندها ـ ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيما بينهم في الوضع الراهن، ويبرموا أمرهم، ثم يردوا عثمان بجواب ما جاء به من الرسالة ـ وطال الاحتباس، فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغته الإشاعة : ( لا نبرح حتى نناجز القوم ) ، ثم دعا أصحابه إلى البيعة، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال : ( هذه عن عثمان )
وهذه هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }(الفتح: 18)"

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ :
فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ لَا نَبْرَحُ حَتّى نُنَاجِزَ الْقَوْمَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّاسَ إلَى الْبَيْعَةِ فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرّضْوَانِ تَحْتَ الشّجَرَةِ.
وقَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ عَمّنْ حَدّثَهُ بِأَسْنَادٍ لَهُ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَرَ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَايَعَ لِعُثْمَانِ فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى .

وجاء في صحيح البخاري:
جاء رجلٌ من أهلِ مصرَ وحجَّ البيتَ، فرأى قومًا جلوسًا، فقال : من هؤلاءِ القومُ ؟ فقالوا : هؤلاءِ قريشٌ، قال : فمنِ الشيخُ فيهم ؟ قالوا: عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، قال يا ابنَ عمرَ، إني سائلكَ عن شيءٍ فحدِّثني، هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أُحُدٍ ؟ قال : نعم . فقال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بدر ولم يشهدْ ؟ قال : نعمْ . قال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بيعةِ الرِّضوانِ فلم يشهدْها ؟ قال : نعمْ . قال : اللهُ أكبرُ . قال ابنُ عمرَ : تعالَ أبيِّنْ لك، أما فرارُه يومَ أُحُدٍ، فأشهدُ أنَّ اللهَ عفا عنهُ وغفر له، وأما تغيُّبه عن بدرٍ فإنه كانتْ تحتهُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكانت مريضةً، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنَّ لك أجرُ رجلٍ ممن شهد بدرًا وسهمَه ) . وأما تغيُّبه عن بيعةِ الرِّضوانِ، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ لبعثه مكانَه، فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعد ما ذهب عثمانُ إلى مكةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدهِ اليُمنى : ( هذه يدُ عثمانَ ) . فضرب بها على يدهِ، فقال : ( هذهِ لعثمانَ ) . فقال لهُ ابنُ عمرَ : اذهب بها الآنَ معكَ .

وأما قوله: فأشهد أن الله عفا عنه، فذلك لقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (آل عمران: 155)
« آخر تحرير: 2016-04-20, 11:37:59 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
فيما يلي مراجعة لأهم المناقب التي أنعم الله بها على سيدنا عثمان بن عفان، واختصه بها من بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مناقب سيدنا عثمان بن عفان

1-   ذو النورين
2-   ذو الهجرتين
3-   تستحي منه الملائكة
4-   التبرع ببئر رومة
5-   توسعة المسجد النبوي في عهد الرسول 
6-   تجهيز جيش العسرة، وبشرى رسول الله   له أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
7- بايع الرسول صلى الله عليه وسلم نيابة عنه بيعة الرضوان
8-   بشر بالشهادة
9-   أحد العشرة المبشرين بالجنة
10-   أحد ستة الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب   ليكون أحدهم الخليفة من بعده.
11-   التبرع بقافلته التجارية في عام القحط في خلافة الصديق
12-   اختير بأغلبية أصوات المسلمين ليكون الخليفة، في الاستفتاء الذي أجراه عبد الرحمن بن عوف  ، فثبتت أفضليته.
13-   جمع القرآن الجمع الثاني
14-   بشر بالإفطار مع رسول الله   في الجنة
15-   أمره الرسول   ألا يخلع قميص الخلافة ويصبر. فثبت وصبر
16-   وتنبأ له رسول الله   بأنه ستخرج في زمنه فتنة، وأنه سيكون ومن اتبعه على الحق.
   


وفي المداخلة التالية -إن شاء الله- نذكر أهم منجزاته في فترة خلافته رضي الله عنه وارضاه
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
سلام عليكم
متابعة  emo (30): emo (30):
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
سلام عليكم
متابعة  emo (30): emo (30):

أهلا ومرحبا بك يا اسماء
تسعدني متابعتك

ربما اكون قد اسهبت قليلا في ذكر مناقب سيدنا عثمان رضي الله عنه، وان كان كل ما ذكرته لا يحيط بشيء من محاسنه ولا يوفيه شيئا من حقه العظيم وفضله الكبير
الا ان هذا الابحار في سيرته، والتشبع من فضائل شخصيته الفذة، ضروري قبل الخوض في حديث الفتنة، لكي يدرك الانسان كم هي هوجاء تلك التهم التي رمي بها رضي الله عنه وكم فيها من الافتراء والكذب والتلفيق
ويحزنني ان بعض المفكرين الاسلاميين والعلماء المعاصرين، انساقوا وراء هذه القراءات الضحلة لهذه الشخصية العظيمة، فكرروا تلك التهم، وحاولوا تلطيفها، او تقديم الاعتذار عنها... وما كان هذا ليكون موقفهم لو أنهم حققوا الروايات التاريخية، وجعلوا الاحاديث الصحيحة نبراسهم، وميزانهم في قبول الروايات وردها

وآمل ان أستطيع في هذا الموضوع ان اوضح هذا بعون الله تعالى
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فتاة مسلمة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1763
  • الجنس: أنثى
  • Seni seviyorum Tanrı'ya
ما أحلاها من سيرة  ::ok::
متابعة

سلمت يداك ماما هادية

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ما أحلاها من سيرة  ::ok::
متابعة

سلمت يداك ماما هادية

سلمت حبيبتي
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أعماله رضي الله عنه  في خلافته: 24-35 هـ

كانت خلافته  رضي الله عنه مليئة بالأعمال الجليلة والفتوحات الإسلامية، وعم فيها الرخاء والأمن، طيلة عشرة أعوام مديدة، حتى نجمت الفتنة في آخر عامين أو ثلاثة منها، لكن المؤرخين يركزون دوما على أعوام الفتنة ويتغافلون عن أعوام الاستقرار والتوسع والرخاء، مما يعطي انطباعا خاطئا عن الخليفة وخلافته، ويبدو كأنه لم يكن قادراً على سياسة دولته كأفضل ما تكون السياسة والإدارة وأعدل ما تكون.

 وهذه ملامح لأهم الأعمال التي حدثت في أعوام خلافته الاثني عشر.

1-   عام 24 هـ / فتحت الري مرة ثانية، وولى على الكوفة سعد بن أبي وقاص ، وعزل المغيرة بن شعبة .

2-   عام 26 هـ / وسع المسجد الحرام، واشترى ما حوله من أراض من أصحابها، وضمه للمسجد.

3-   عام 27 هـ / غزا معاوية   قبرص، وركب البحر بالجيوش/ وعزل عمرو بن العاص  عن مصر، وولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي السرح، ففتح الله به إفريقية سهلا وجبلاً / وفتحت الأندلس.

4-   عام 28 هـ / استمرار الفتوح / توسعة المسجد النبوي، وجعل عمده من حجارة منقوشة.

5-   عام 30 هـ / فتح كثيراً من خراسان / وكثر الخراج وفاضت الأموال.

6-   عام 33 هـ / غزا ابن أبي السرح الحبشة.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقرة التالية مأخوذة من ملخص كنت وزعته على طالباتي.. لهذا تبدو مختصرة نوعا ما، إذ يفترض أن أقوم بشرح كل نقطة بشكل موسع، ويبقى التلخيص للدراسة والحفظ
على أية حال، فالملخص يبين لنا الخطوط الرئيسية لسياسة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتضمن بعض الميزات، التي حولها أهل الفتنة إلى عيوب، وشغبوا عليها

------------------------------------

سياسة عثمان بن عفان  رضي الله عنه في خلافته، ومراقبته لعماله:

•   ساوى عثمان بن عفان  بين الناس في العطاء، كما فعل سيدنا أبو بكر الصديق، في حين أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يعطي الناس بحسب سابقتهم في الإسلام. رضي الله عنهم أجمعين.
•   استبقى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة في المدينة، وأذن لهم سيدنا عثمان رضي الله عنه بالانتشار في البلاد المفتوحة.
•   لم يستعن أبو بكر رضي الله عنه بالمرتدين الذين عادوا للإسلام في الفتوحات، واستعان بهم عمررضي الله عنه  بضوابط، على ألا يؤمروا على أكثر من سبعين، واستعملهم عثمان رضي الله عنه مع توسع الفتوحات والحاجة إلى الجنود، ومضي سنوات عليهم بعد عودتهم للإسلام و ثباتهم عليه.
•   أقر عثمان  رضي الله عنهعمال عمر رضي الله عنه  عاماً كاملاً فلم يعزلهم أخذاً بوصية عمر  .
•   رغم رحمته ورأفته لم يكن يتأخر عن إقامة حدود الله ومعاقبة المخطئين مهما كانوا. ولم تأخذه في الله لومة لائم، فأقام الحد على أخيه من أمه الوليد بن عقبة لما شهد عليه شاهدان بشربه للخمر وعزله  (وقال له ما معناه: نقيم حدود الله بحسب ما ثبت من شهادة الشهود، وإن كانوا كاذبين سيقتص الله تعالى لك منهم يوم القيامة). وكذلك عزَّر عمار بن ياسر رضي الله عنه في خصومة بينه وبين أحد المسلمين.
•   حج في سنوات خلافته كلها ليلتقي بوفود الأمصار.
•   عم الرخاء وكثر العطاء في عهده، وقال البخاري في (التاريخ): قال الحسن البصري: أدركت عثمان رضي الله عنهعلى ما نقموا عليه، قل ما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرا، يقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أعطياتكم فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على السمن والعسل. الأعطيات جارية، والأرزاق دارة، والعدو متقى، وذات البين حسن، والخير كثير، وما من مؤمن يخاف مؤمنا، ومن لقيه فهو أخوه."


•   اهتم بمراقبة عماله، وكان من أساليبه في ذلك: 
‌أ-   سؤال الحجاج في كل عام في موسم الحج عن أحوال بلادهم وعماله عليها.
‌ب-   سؤال القادمين من الولايات، واستدعاء الموفدين منها.
‌ج-   تعيين مراقبين على ولاته، ينقلون له الأخبار، ويكتبون له، ويفتشون في أحوال البلاد والعمال.
‌د-   كان يسافر بنفسه إلى بعض الولايات للاطمئنان على أحوال البلاد والرعية.
‌هـ-   المراسلة مع الولاة للسؤال عن أحوال البلاد، وما يبلغه من شكايات، واستقدامهم عند الحاجة، والتحقيق معهم، ومحاسبتهم إذا اتضح تقصيرهم.


•   أما على الصعيد الخارجي: فلم يكد يشيع نبأ اغتيال الفاروق رضي الله عنهحتى اشتعلت نيران الفتنة والتمرد، وتلاحقت الثورات والقلاقل، حيث ثارت قبائل الفرس في أذربيجان ومنعوا الجزية، ونقضت الاسكندرية الصلح، واستعانت بقوة الروم البحرية، ووصلت هذه الأنباء للخزر والأرمن والترك فتعللوا بالذرائع لنقض الصلح، فواجه سيدنا عثمان رضي الله عنه كل هذه التحديات بالعزم والرأي، والسرعة في تصريف الأمور، وإسناد كل عمل إلى من يحسنه. ونجح سيدنا عثمان رضي الله عنه في:
‌أ-   تثبيت مهابة الدولة
‌ب-   إخضاع المتمردين وإعادة السلطة للمسلمين
‌ج-   توسيع رقعة الفتوحات الإسلامية
‌د-   اتخاذ قواعد ثابتة يرابط فيها المسلمون لحماية البلاد
‌هـ-   إنشاء قوة بحرية لمواجهة أي هجوم بحري، ولغزو الجزر المحيطة ببلاد المسلمين.

---------------------

وفي الحلقة المقبلة سيبدأ حديثنا عن الفتنة التي نجمت في آخر سنتين من خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه وأسبابها ومسعِّروها، وكيف تفاقمت حتى انتهت إلى مقتل ذي النورين وإراقة دمائه الطاهرة على مصحفه


جرحان   في   كبد   الإسلام   ما   التأما   ***   جرح   الشهيد   وجرح   بالكتاب    دمي
   :emo:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الفتنة الأولى

ظهرت بوادر الفتنة سنة 34هـ، وقد أشعلها عبد الله بن سبأ، والذي نشر دعوته في الأعراب والبداة الذين دانوا حديثا بالإسلام من سكان الأمصار. 

    الفرقة السبأية ودورها في الفتنة:
أسسها عبد الله بن سبأ الحميري، وهو يهودي من أهل اليمن، يقال له ابن السوداء، أظهر الإسلام، وبدأ يبث أراجيفه بين جهال المسلمين، فأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال بإمامة علي رضي الله عنه، وأنه أحق بالخلافة من الشيخين، ثم بولايته، ثم زعم نبوة علي، ثم ألوهيته، وكان يقع في أبي بكر وعمررضي الله عنهما، وادعى العصمة لعليرضي الله عنه،
 وأحدث القول بالوصية والرجعة والتناسخ.
أما الوصية: فزعم أن عليّاً رضي الله عنههو وصي الرسول صلى الله عليه وسلمعلى أمته، وأنه خاتم الأولياء كما كان محمد  صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
 وأما الرجعة: فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم  سيرجع بعد أن مات، والدليل بزعمه قوله تعالى: ((لرادك إلى معاد))، وقال: أعجب ممن يؤمن أن عيسى سيعود ولا يقول أن محمداً سيعود وهو خير من عيسى.
وأما التناسخ فيعني تناسخ الجزء الإلهي في الأئمة من آل البيت بعد علي.

والسبأية يزعمون أن علياً  لم يمت، وأنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما امتلأت جوراً. ويزعمون أن علياً هو الله، سبحان الله عما يقولون. ولما قالوا هذا لعلي رضي الله عنه أوقد لهم ناراً عظيمة وأحرقهم فيها، ونفى عبد الله بن سبأ إلى المدائن.

 وأول ما بدأ ابن سبأ في الحجاز ثم في البصرة ثم الكوفة ثم الشام (ولم يجد صدى لدعوته هناك)، ثم مصر ثم المدائن حين نفاه علي  رضي الله عنه.
وفي زمن عثمان رضي الله عنه كان يتظاهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وينادي بأحقية علي  بالخلافة.

وفي زمن علي  تمادى فتكلم عن الرجعة والتناسخ وألوهية علي رضي الله عنه.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ملاحظات:

- الفقرات التي أنقلها يفترض أنها من ملخص، لهذا قد يبدو فيها الاختصار في بعض المواضع، فمن غمضت عليه نقطة وأحب أن يستوضحها فليتفضل بالسؤال، وسأجتهد في الإجابة إن شاء الله

- أنكر بعض الناس وجود شخصية عبد الله بن سبأ تاريخيا، وهذا أدى إلى تخبط كبير في فهم التاريخ وفهم أحداث الفتنة، لكن بعض الباحثين التاريخيين تحققوا من وجود هذه الشخصية ومن دورها التاريخي، ونشروا في ذلك أبحاثهم المحققة ذات المنهجية العلمية

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
    أسباب قبول المجتمع الإسلامي آنذاك لانتشار الفتنة:

1-   الرخاء والاستقرار
2-   طبيعة التحول الاجتماعي: حيث دخلت أجناس مختلفة ذات خلفيات ثقافية مختلفة في الإسلام
3-   جهل الناس وقلة تفقههم في الدين؛ حيث انتشر الإسلام ودخل الناس فيه أفواجا قبل أن تنضج تربيتهم الإيمانية.
4-   الجهل باللغة العربية مما أدى إلى عدم فهم النصوص وروح الشريعة ومقاصدها.
5-   النفاق، وخاصة من المرتدين الذين عادوا راغمين للإسلام وبقي حقدهم مشتعلاً.
6-   ظهور جيل جديد من المسلمين لم يترب على الإسلام، فيه طموحات شخصية وعصبيات قبلية، ويبحث لنفسه عن زعامة وبطولة.
7-   شخصية عثمان بن عفان رضي الله عنه الرحيمة وحلمه، وأنه جاء بعد سيدنا عمر رضي الله عنه الشديد الصارم، مما أطمع فيه الناس.
8-   استكبار المسلمين الجدد عن الاقتداء بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وطموحهم لمنافستهم.
9-   استعداد المجتمع لقبول الشائعات نتيجة لما سبق.
10-   تآمر الحاقدين من يهود أو نصارى أو فرس واستغلالهم الجهال من المسلمين.


    طرق إثارة الفتنة

1-   إشاعة الشائعات والأراجيف، حتى يظن أهل كل ولاية أنهم وإن كانوا بخير إلا أن الولايات الأخرى تموج بالفتن ويعم فيها الفساد والاضطراب.
2-   تكوين فرق من المعارضين في البصرة والكوفة ومصر.
3-   إثارة القلاقل، والمطالبة بعزل الولاة، والإكثار من الانتقاد والاعتراض، تحت ستار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لإثارة الناس، أولاً ضد الولاة، ومن ثم ضد الخليفة.
4-   تزوير كتب بأسماء الصحابة تستنهض الناس للثورة على الخليفة.
5-   وأخيراً- المطالبة بخلع الخليفة عثمان بن عفان  رضي الله عنه وإعلان الجهاد ضده.


وفي المداخلة التالية إن شاء الله نتناول:
أهم المآخذ التي أشيعت على سيدنا عثمان رضي الله عنه ، والردود عليها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أهم المآخذ التي أشيعت على سيدنا عثمان  ، والردود عليها:
   
1-   ضربه لعمار بن ياسر  حتى فتق أمعاءه.
والرد: هذا كذب صراح، ولكنه عزر عماراً لما اختصم مع عباس بن عتبة بن أبي لهب، وهو خليفة وهذا من صلاحياته.

2-   ضربه لابن مسعود  حتى كسر أضلاعه ومنعه عطاءه.
الرد: كذب صريح. ولكنه اختلف معه لما أمره أن يحضر مصحفه ليحرق مع بقية المصاحف الفردية، حين قرر الخليفة توحيد المصاحف في الأمصار وحرق ما سواها من صحف ومصاحف فردية، لكن لم يكن ضرب ولا أذى.

3-   ابتدع في جمع القرآن وتأليفه وفي حرق المصاحف.
الرد: هذه من أعظم مناقبه  . وتفصيلها فيما يلي: تم هذا الجمع في السنة الخامسة والعشرين من الهجرة المباركة، وقد كان صاحب الفكرة هو سيدنا حذيفة بن اليمان  ، وذلك لخشيته من اختلاف القراءات، فقد اتسعت الفتوحات الإسلامية، وتفرق القراء في الأمصار، وأخذ أهل كل مصر قراءتهم عمن وفد إليهم من الصحابة والتابعين، وكانت وجوه القراءة التي يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحرف التي نزل بها القرآن، فكانوا إذا ضمهم مجمع واحد، عجب البعض من وجوه هذا الاختلاف، وقد يؤدي الأمر إلى الملاحاة ثم اللجاج والتأثيم. فلما كانت غزوة أرمينية وغزوة أذربيجان، كان فيمن غزاهما حذيفة بن اليمان  ، فرأى اختلافاً كبيرًا  في وجوه القراءات، وبعض ذلك مشوب باللحن ،  مع مماراة كل شخص لغيره ممن خالفه، وبلغ ذلك بهم إلى حد تكفير بعضهم بعضاً، ففزع إلى عثمان  . روى أنس بن مالك  قال: "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق."   وقد قام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بذلك بموافقة الصحابة وتأييدهم، فكان منهم إجماعاً. قال ابن جرير الطبري:"وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وحرق ماعدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف للمصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه."

4-   حمى الحمى، ومنع منها المسلمين.
الرد: الحمى لإبل الصدقة والجهاد والمصالح العامة، لا لاستعمال الخليفة الشخصي، وقد حمى رسول الله  ، والخلفاء من بعده، فلما كثرت الأموال والصدقات زمن سيدنا عثمان  وسع الحمى المحمي. وقد كان   من أكثر الناس شاء وبعيراً قبل الخلافة، ثم لم يبق له وهو خليفة إلا بعيران لحجه.

5-   أجلى أبا ذر الغفاري  إلى الربذة.
الرد: أبو ذر  كان يرى تحريم كنز الذهب والفضة حتى إن أخرجت زكاتهما، وكان يؤلب الناس في الشام على الأثرياء، فنهاه معاوية  بصفته والياً على الشام، وأخبره أن الآية نزلت في أهل الكتاب، وفي الذين لا يخرجون زكاة الذهب والفضة، وأن ما أخرجت زكاته فليس بكنز، فلم ينته، فنهاه عثمان  فلم ينته، واستأذن هو أن يهجرهم ويقيم في الربذة (بجوار المدينة) فأذن له عثمان  .

6-   رد الحَكَم (من بني أمية وأقارب عثمان) إلى المدينة بعد أن نفاه رسول الله  منها.
الرد: هذه الرواية مرسلة، أي ضعيفة الثبوت، وعلى فرض ثبوتها فهي تدل على أن عقوبة الحكم قد انتهت، أو أن رسول الله   أذن له ولم يعلم بذلك أبو بكر وعمر، فلما لي عثمان قضى بعلمه ورده، رضي الله عنهم جميعاً.
 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
تابع الشبهات والردود


7-   أبطل سنة قصر الصلوات في السفر.
الرد: ناقشه في ذلك عبد الرحمن بن عوف   فقال عثمان : "إني أُخْبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذت بمكة أهلاً، فرأيت أن أصلي أربعًا لخوف ما أخاف على الناس، وأخرى قد اتخذت بها زوجة".. فهو اجتهاد منه  ، خشي مع كثرة المسلمين وأفواجهم ألا يفقهوا أن قصر الصلاة رخصة للمسافر فقط، فيحسبون الصلاة ركعتين، ورأى أن القصر علته السفر وليس الحج، وهو قد تأهل واتخذ زوجة وسكناً بمنى، فلم يعد مسافراً، فأتم الصلاة، وقد اقتدى به الصحابة في ذلك ولم يخالفوه.

8-   كان يولي أقاربه من بني أمية، فقد ولى معاوية وعبد الله بن عامر بن كريز ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة.
الرد: لقد ولى من أقاربه خمسة من أصل 18 والياً، وكلهم من أهل الكفاءات، وممن استعملهم الخلفاء من قبله.

9-   أعطى مروان خُمس أفريقية.
الرد: كانت فيها غنائم أكثر من أن تنقل، فسألوا من يشتريها؟ فاشتراها مروان، ودفع ثمنها لبيت المال وأخذها.

10-   كان ينفق على أقاربه من بيت المال. الرد: كان  سخيا جواداً، وكان يعطي أقاربه وغير أقاربه، من ماله الخاص، ومن نصيبه في بيت المال، وقد فاض الخير والمال في عهده، وكان يحسن إلى جميع المسلمين.

11-   لم يحضر بدراً وانهزم يوم أحد، وغاب عن بيعة الرضوان.
الرد: جاء في صحيح البخاري، عن ابنُ عمرَ  أنه قال: «أما فرارُهُ يومَ أحدٍ فأشهدُ أن اللهَ عفا عنه ، وأما تغيُّبُهُ عن بدرٍ فإنه كان تحتَه بنتُ رسولِ اللهِ   وكانت مريضةً، فقال له النبي  : "إن لك أجرَ رجلٍ ممن شهدَ بدرًا وسهمَه". وأما تغيُّبُه عن بيعةِ الرُّضوانِ فإنه لو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ بنِ عفانَ لبعثَه مكانَه، فبعثَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوانِ بعدما ذهبَ عثمانُ إلى مكةَ، فقال النبيُّ   بيدِه: "هذه يدُ عثمانَ، فضربَ بها على يدِه، فقال: هذه لعثمان".»

12-   لم يقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب بالهرمزان.
الرد: قيل أن الهرمزان هو الذي أعطى السكين التي طعن بها عمر بن الخطاب  إلى أبي لؤلؤة المجوسي قاتله، وأنه حرضه على قتله، فقتله ابن عمر بأبيه. فابن عمر كان متأولاً، ويرى أن الهرمزان شريك في القتل، وهذه شبهة يُدرأ بها الحد عنه. هذا إن صدقت الرواية التي تقول أنه لم يقم عليه الحد، وهناك رواية أخرى تقول: "قال القماذبان يحدث عن قتل أبيه: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمر فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال آنس به، فرآه رجل، فلما أصيب عمر قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيدالله فقتله، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله، فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي، إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم ألي قتله؟ قالوا: نعم. وسبوا عبيدالله، فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا. وسبوه، فتركته لله ولهم، فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم".
فسبحان الله ما أعظم هذا الدين وما أعدل رجاله. فمن مثلهم في الأمم؟

وشبه أخرى على هذا المنوال، والردود عليها واضحة ومتوافرة. 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
سياسة سيدنا عثمان في مواجهة الفتنة
   
-   أنصف الناس من نفسه
-   ناظرهم وشرح لهم وبين ورد على الشبهات.
-   استعان بالصحابة ليناظروا الثائرين ويبددوا لهم شبهاتهم.
-   لم ينفرد بالرأي، بل استشار الصحابة ووجوه الناس.
-   لم يكن ضعيفاً في مواجهة الفتنة، ولكنه اختار الإصلاح بالرأفة والسياسة، قال بعد أن شاور الناس في أمر الفتنة. "قد سمعت كل ما أشرتم به، ولكل أمر باب يؤتى منه، وإن هذا الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن. وإن بابه الذي يغلق عليه ليفتحن، فنكفكفه باللين والمواتاة إلا في حدود الله، فإن فتح فلا يكونن لأحد علي حجة، وقد علم الله أني لم آل الناس خيرًا، وإن رحى الفتنة دائرة، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها. سكِّتُوا الناس وهبوا لهم حقوقهم، فإذا تعوطيت حقوق الله فلا توهنوا".
-   رفض أن يشغل الثوار بأنفسهم فينفيهم أو يعاقبهم أو يجندهم على الثغور، أو يحرمهم عطاياهم، خشية أن يظلمهم، أو تكون سنة في الاستبداد السياسي من بعده.
-   حاول أن يسكن الثورة بالرفق ويلبي للثائرين مطالبهم التي لا تضر المسلمين، كتغيير ولاتهم.
-   أرسل المراقبين للتفتيش في الأمصار التي تثار فيها القلاقل ليأتوه بحقيقة الأمور، ويسكنوا الناس.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
    كيف نجمت الفتنة وتطورت:

-   نشر ابن سبأ دسائسه وشائعاته، وقال أن "عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر". (هل يذكرنا هذا بأفعال داعش؟ وبعض الخونة من المتظاهرين بالتدين الذين أفشلوا الحكومة الإسلامية وظاهروا اعداءها بحجة أنها لا تطبق الاسلام 100%)

-   انتقل بين الأمصار لينشر فيها دعوته، فانتقل بين الحجاز والبصرة والكوفة والشام (وفشل في الشام)، ومصر.

-   جمع الخليفة عثمان  أمراء الأمصار في حج 34 هـ، فاقترحوا عليه نقل المنحرفين إلى الثغور وحرمانهم من الأعطيات لينشغلوا بأنفسهم، فرفض خشية ان يكون في هذا ظلم لهم وأخذ بالظنة، ونفذ للثائرين رغباتهم، فتمادوا.

-   أرسل بعض الصحابة إلى الأمصار يستطلعون آراء الناس ويستمعون إلى شكاواهم.

-   جاء وفد من مصر في رجب 35هـ إلى الحجاز يتظاهرون بإرادة العمرة، وقابلوا الخليفة، وناظروه، فاستمع لهم، ورد عليهم، وأفحمهم.

-   عاد الوفد المصري وانتشر يحرض أهل الأمصار، ويحرضهم على التوجه للمدينة، وإظهار الشكوى فيها.  (أحسب الإعلاميين المصريين المعاصرين من سلالة أولئك)  emo (30):

-   قدم أهل الفتنة من مصر في شوال 35 هـ مع الحجيج (600 إلى 1000 رجل)، وانطلق في نفس العام أهل الفتنة من الكوفة والبصرة على شكل أربع فرق، على كل فرقة أمير، وعلى الجميع أمير، مما يشي عن تخطيط وتنظيم وتدبير قديم، وزعموا أنهم يريدون البيعة لعلي  ، وعسكروا حول المدينة.

-   خرج لهم وفد من الصحابة على رأسهم علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم، وفندوا شبهاتهم ودعاواهم، ودعوهم للرجوع، فأظهروا الاقتناع والخضوع والعزم على الرجوع.

-   لبى الخليفة للوفد المصري طلبه بعزل واليه على مصر؛ عبد الله بن أبي السرح، وتعيين محمد بن أبي بكر الصديق واليا عليهم، فخرج معهم. وعاد الصحابة للمدينة.


وفي المشاركة المقبلة إن شاء الله
: كيف تطورت الأمور حتى وصلت إلى مقتل الخليفة؟؟!
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
جزاك الله خيرا يا هادية على تعبك ومجهودك لتفنيد هذه الشبهات حول سيدنا عثمان رضي الله عنه.

هناك فقرة لم أفهمها جيدا، سأضع خطا تحتها:

اقتباس

12-   لم يقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب بالهرمزان.
الرد: قيل أن الهرمزان هو الذي أعطى السكين التي طعن بها عمر بن الخطاب  إلى أبي لؤلؤة المجوسي قاتله، وأنه حرضه على قتله، فقتله ابن عمر بأبيه. فابن عمر كان متأولاً، ويرى أن الهرمزان شريك في القتل، وهذه شبهة يُدرأ بها الحد عنه. هذا إن صدقت الرواية التي تقول أنه لم يقم عليه الحد، وهناك رواية أخرى تقول: "قال القماذبان يحدث عن قتل أبيه: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمر فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال آنس به، فرآه رجل، فلما أصيب عمر قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيدالله فقتله، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله، فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي، إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم ألي قتله؟ قالوا: نعم. وسبوا عبيدالله، فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا. وسبوه، فتركته لله ولهم، فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم".

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ