التبرع بقافلته التجارية في عام القحط في خلافة الصديق:
جاء في المصباح المضيء لابن حديدة الأنصاري أنه:
"قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق، فاجتمع الناس إلى أبي بكر فقالوا: السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت, والناس في شدة شديدة،
فقال أبو بكر: انصرفوا واصبروا، فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم،
قال: فما لبثنا أن جاء أجراء عثمان من الشام، فجاءته مائة راحلة بُرًّا -أو قال طعاما- فاجتمع الناس إلى باب عثمان ، فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم عثمان في ملأ من الناس، فقال: ما تشاءون؟
قالوا: الزمان قد قحط؛ السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، والناس في شدة شديدة، وقد بلغنا أن عندك طعاما، فبِعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين،
فقال عثمان: حبًّا وكرامة ادخلوا فاشتروا،
فدخل التجار، فإذا الطعام موضوع في دار عثمان،
فقال: يا معشر التجار كم تربحونني على شرائي من الشام؟
قالوا: للعشرة اثنا عشر،
قال عثمان: قد زادني،
قالوا: للعشرة خمسة عشر،
قال عثمان: قد زادني،
قال التجار: يا أبا عمرو، ما بقي بالمدينة تجار غيرنا، فمن زادك؟
قال: زادني الله -تبارك وتعالى- بكل درهم عشرة، أعندكم زيادة؟
قالوا: اللهم لا،
قال: فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين".