المحرر موضوع: حديث ذو شجون  (زيارة 430396 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حديث ذو شجون
« رد #20 في: 2014-04-17, 09:42:36 »
خزائن بيت المال اليوم ملأى ، وقد دفع المسلمون الزكاة بعد حروب الردة التي استمرت عاما كاملا...كما بدأت تقدُم على المسلمين غنائم بلاد فارس التي ابتدر هو وأمر بالتوجه إليها والبدء بفتحها تصديقا منه بموعود حبيبه صلى الله عليه وسلم....

فأين هو من هذا ؟؟ وهو خليفة المسلمين ووليّ أمرهم، والآمر الناهي، الذي يسيّر الجيوش، ويأمر الأجناد....
إنه يحمل على ظهره أبرادا، ويقصد السوق...
يعترضه عمر رضي الله عنه فيسأله: إلى أين؟
فيرد عليه: إلى السوق.
فيقول: وما حاجتك بالسوق؟
يرد قائلا: ومن أين لي بقُوتي وقوت عيالي ؟!!

يقول عمر: اذهب إلى أبي عبيدة، وهو أمين بيت المال، فليفرض لك قوت عيالك... فيذهب إليه ويفرض له أبو عبيدة قوت عياله .......

هذا هو أمير المؤمنين أبو بكر الصديق ....
يخاطب عائشة ابنته رضي الله عنها، وهو على فراش الموت: أما إنّا منذ ولينا أمر المسلمين، لم نأكل لهم دينارا ولا درهما، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيئ المسلمين قليل ولا كثير، إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير، وهذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر وابرئي منهنّ...

ففعلت عائشة ذلك بعد وفاته رضي الله عنه وأرضاه، فلما قدم الرسول بها على عمر أجهش باكيا بكاء شديدا وهو يقول: رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من بعدك...رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من بعدك...رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من بعدك....

هذا هو أبو بكر العظيم الذي دفع يوما ما كل مالِه للإسلام، فلما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما تركت لأهلك؟ ، قال: تركت لهم الله ورسوله .......

رضي الله عنك وأرضاك يا من نزل فيك قرآن يتلى إلى يوم الدين : "وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى(17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى(19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى(20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21)"

ولسوف يرضى... ولسوف يرضى ...

تمعّر ممن أغضب صاحبه وحبيبه وجهه صلى الله عليه وسلم   يوما فقال: هل أنتم تاركو لي صاحبي ؟!! هل أنتم تاركو لي صاحبي ؟؟


« آخر تحرير: 2014-04-17, 09:52:21 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: حديث ذو شجون
« رد #21 في: 2014-04-18, 06:57:35 »
صلى الله عليه وسلم ورضى عن أبي بكر الصديق ورزقنا صحبتهما في الجنة
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حديث ذو شجون
« رد #22 في: 2014-04-19, 06:34:20 »
صلى الله عليه وسلم ورضى عن أبي بكر الصديق ورزقنا صحبتهما في الجنة

اللهم آمين .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حديث ذو شجون
« رد #23 في: 2014-04-19, 09:02:59 »
أبو بكر الصديق هو قاهر الفتن ...
أجل لقد كان عرضة لفتن شتى، ولكن لم تقهره منها واحدة، بل لقد قهرها جميعا ....

فتنة الرئاسة... وما هي وقد كان أكثر الناس تواضعا، ولم تفعل فيه الرئاسة والمنصب شيئا، ولم تغير من تواضعه...
كان عمر يزور امرأة ضريرة يقضي لها حوائجها، وكان كلما أتاها أخبرته أنّ أحدهم قد سبقه وقضى لها ما تريد، وهكذا حتى تتبّع يوما ذلك السابق فإذا هو أبو بكر الصديق، خليفة المسلمين يومها .... يأتي هذه العجوز الضريرة، ولا تكون مسؤوليته حائلا دون أن يزورها ويعينها فيما تحتاج ....

كان يحلب لضعاف الناس، فلما وُلي أمر المسلمين، قالت إحداهم، لن يحلب لنا بعد اليوم، فقال: بلى والله لأحلبنّ لكم، وكان يحلب ويسألهم أأُرغي أم أصرّح، أي أبرغوة أجعله لكم أم بغير رغوة.

فتنة الولد... لم تكن عائقا أمام أبي بكر، فكل ولده وضعه في خدمة الإسلام، وفي خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيام الهجرة المباركة هو وحبيبه صلى الله عليه وسلم خير شاهد على ذلك، وعبد الله  يبيت في مكة ويصبح عندهما في غار ثور يحمل لهما أخبار القوم وما يعتزمون، وأسماء وقد ضربها أبو جهل لعنة الله عليه حتى أسال الدم من أذنيها، من بعدما أنكرت معرفتها بمكان أبيها وصاحبه صلى الله عليه وسلم، وكانت خير أمينة على سرهما، بل ولقد كانت تقطع المسافة المضنية بين مكة وغار ثور في رأس الجبل تأتيهما منتطقة بالزاد وهي المثقلة بحمل الشهور السبعة ... وظلت على ذلك اياما ثلاثة ....

أما ابنه عبد الرحمن فبقي على الشرك، حتى ذلك الحين، وكان ذلك مُضْنى أبي بكر، حتى جاء عام الحديبية الذي أسلم فيه، فأخبر أباه قائلا: والله يا أبتِ لقد أهدفتَني يوم بدر فملت عنك... فرد عليه الأب العظيم : أما أنا فلو أهدفتني يومها لما ملت عنك ....!!

فهل فعلت فيه فتنة كثرة أهل الباطل فعلها ؟
ويالها من فتنة !! يالها من شاقّة ...هي اليوم أمامنا طَود عظيم كلما تقدمنا خطوة كبونا أمامه الكبوة تتلوها الكبوة....
لا لم تفعل فيه فعلها وهي التي اشتدت واحتدّت في أيامه كما لم تحتدّ على أحد بعده.
أجل ... إنه الارتداد عن الإسلام... وهل أكبر من هذا باطل يفشو ويعمّ الجزيرة بأكملها ولا تنجو منه إلا مكة والمدينة والطائف وقرية هَجَر .... أما باقي مناطق الجزيرة فكلها ارتدت، كان المرتدون ألوفا مؤلّفة ... وكان مدّعو النبوة، حتى لم تنثنِ امرأة عن ادعاء ذلك فيمَن ادّعى ....

كان أسدا جسورا رغم كل الرقة التي عُرفت فيه، لم يردعه أحد عن قرار الحرب، ولا حتى عمر، فقال : لأقاتلنّهم وحدي حتى تنفرد ثالثتي، أي تقطع عنقي ... فلما رأى الصحابة منه ذلك اطمأنوا كل الاطمئنان لانشراح صدره لهذا القرار الصعب فتابعوه ....

أما المال، فلم يكن يوما فاتنا لأبي بكر، لا قبل توليه أمر المسلمين ولا بعده،فقد بذله كله للإسلام أكثر من مرة... بل لولا أنّ عمر دلّه على طلب افتراض شيء لعياله من خزينة المال لبقي يرتاد السوق كسائر الناس ليقتات عياله....

إنه الذي فاق حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل حب... إنه الذي ملك عليه حب الإسلام شغاف قلبه... إنه الذي كان كله وماله وولده فداء للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما تأخر يوما، بل كان متقدما، مقبلا غير مدبر ...حتى سأل يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول من كل ابواب الجنة قائلا:هل على من يُدعى من تلْكَ الأبوابِ من ضرورةٍ ، فَهل يُدعى منْها كلِّها أحدٌ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : نعَم ! وإنِّي أرجو أن تَكونَ منْهم ....

دخل مرة حائطا(حديقة) فتأمل الشجر فيها والطير، فقال: ليتني كنت شجرة تُؤكل ثم تُعضد أي تقطع ... وقال: أيها الطير تأكل من الشجر، وتستظل بالشجر، ثم تطير بلا حساب ليت أبا بكر مثلك....

فهل فتَنَه الموت ؟!!!! هل أذهله عن المسلمين وعن أحوالهم ؟  .............

لا .. لا وألف لا .... ما مثل أبي بكر يُذهله موته عن الإسلام وأمر المسلمين ....

دعا عمر ليوصيه يومها، فقال:  اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار،وأن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباع الحق في دار الدنيا وثِقَلِه عليهم، وحُقّ لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلا.وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباع الباطل وخِفّته عليهم، وحُقّ لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف ألا ألحق بهم، وإن الله تعالى ذكر أهل النار بأسوء أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو ألا أكون مع هؤلاء، ليكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمة الله، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكُ غائب أبغض إليك من الموت ولست تُعجِزه .

وقد استقبل المثنّى بن حارثة قائد جيوش المسلمين آنذاك بالعراق، جاءه يطلب المَدد للجيش، والصديق على فراش الموت، لم يتوانَ ولم يؤخره حاله، فيأمر عمر ويقول: اسمع يا عمر ما أقول لك ثم اعمل به، إني لأرجو أن أموت من يومي هذا، فإن أنا مت فلا تُمْسينّ حتى تندب الناس مع المثنّى، ولا تشغلنّكم مصيبة وإن عظمتْ عن أمر دينكم ووصية ربكم، وقد رأيتَني متوفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما صنعت ولم يصب الخلق بمثله .وإن فتح الله على أمراء الشام فاردُد أصحاب خالد إلى العراق فإنهم أهله وولاة أمره، وهم أهل الضراوة بهم والجراءة عليهم.

ودخلت عليه عائشة في آخر لحظاته ونفسه تَحشرج في صدره، فتمثلت البيت :
لعمرُك ما يغني الثراء عن الفتى** إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر.
فخشي رضي الله عنه أن تكون قالت ذلك ضجرا أو اعتراضا، فنظر إليها كالغضبان، ثم قال في لطف: ليس ذلك يا أم المؤمنين ولكن قول الله أصدق :"وجَاَءْت سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ *مِنْهُ تَحِيد"

ثم جاؤوا له بأثواب جديدة ليكفّن فيها، فردها وأمر أن يكفن في أثواب قديمة له، وقال: إن الحي أحوج إلى الجديد ليصون به نفسه إنما يصير الميت إلى الصديد وإلى البِلى .

وأوصى أن تغسله زوجه أسماء بنت عُميس وأن يدفن بجوار حبيبه صلى الله عليه وسلم ...

مَن للأمة مثلك أيها الصدّيق العظيم ؟!! تالله إنّ الأمة لن تعود أمة كما كانت إلا وبين ظهرانيها رجال من جنس هؤلاء، رجال هؤلاء هم مُستَشرَفهم ...رجال يرون هؤلاء قُدوتهم ومثالهم ومدرستَهم التي لا ينضب علمها... ويتمنون لقاءهم غير مبدّلين...


 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حديث ذو شجون
« رد #24 في: 2014-04-29, 15:22:55 »
عشت مع الدكتور راغب رحلة ولا أروع، ولا أجمل مع أبي بكر الصديق، مع العظيم خليفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الذي أحبّه كما لم يحبّ أحدا ...

عشت معه تلك اللحظات التي هي أقرب للخيال منها للحقيقة ... ولكنها الحقيقة...
عشت معه مجموعة تسجيلات ومقالات عن الصديق العظيم ... فلم أجد في نفسي ولا في قلمي ما يلخّص أو يجمع وكل ما قد أتى يذكر ولا يُذَر ....

جعلت أقرأ للدكتور راغب وهو يعيش مع أبي بكر الصديق، ويجعلنا نعيش معه، حتى بلغت بالقراءة الأسطر الأخيرة وهو يودع الصديق رضي الله عنه وأرضاه... يودعه على سطور الورق، ويسأل الله أن يجمعه به في الجنة ....

وهذه كلماته الأخيرة يودّع سيرته، ويودع معها الصديق ... ويقتبس من مقالة علي بن أبي طالب فيه يوم وفاته ... فاقرؤوا إن شئتم القراءة، أو اسمعوا إن أحببتم السماع وقد اقتطعت لكم من التسجيل المقطع الأخير، مقطع الوداع أدناه (5دقائق تقريبا) ، والدكتور راغب يقرأها متأثرا ...

وختامًا وداعًا يا صدِّيق.

ووداعًا يا خير الناس بعد رسول الله .

ووداعًا يا صاحب، ويا خليفة.

كم من اللحظات السعيدة مرت كدقائق قليلة، وأنا أعيش معك في مكة والمدينة.

أكاد أجزم أني أراك وأعرفك.

والله يا صدّيق إني أحبك في الله.

وأسأل الله أن يجمعني، ويجمعنا معك في الفردوس الأعلى مع حبيبك، وحبيبنا محمد .

فإلى لقاء قريب معك في حروب الردة، إن شاء الله.

وأختم بكلام قاله علي بن أبي طالب يوم مات الصديق ، يوم ارتجت المدينة بأسرها لفراقه، يوم أن أقبل علي بن أبي طالب إلى بيت الصديق، مسرعًا، باكيًا، مسترجعًا، ووقف، والناس حوله يقول: رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنيسه، ومستراحه، وثقته، وموضع سرّه، ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء، صَدّقت رسول الله حين كذّبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقًا فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [الزُّمر: 33].

وَاسَيْته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة، أكرم الصحابة، ثاني اثنين، صاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمته..

أحسنت الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله : ضعيفًا في بدنك، قويًّا في أمر الله تعالى، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عنك في ذاك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر بك أمر الله، فسبقت والله سبقًا بعيدًا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبدًا،

كنت للدين عزًّا وحرزًا وكهفًا، فألحقك الله بنبيك محمد ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك.

----
المقطع محمل أدناه



« آخر تحرير: 2014-04-29, 15:27:33 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب