ممتاز يا سلمُ
ممتاز
... إنما قد استفززناكِ لنستمتع بهذه الكلمات العربية الموزونة منكِ ذات الحركات والبركات
الهَمْز والغمز واللهز واللمز والنّهز واللّكْز كلها تؤدي معنى واحدا، وهو الدفع والضرب، والدفع والضرب من معاني الهمز،همزَ الجوزة بيده أي هشمها ، والمِهْماز هي الأداة التي يُهشَم بها، كما أن المِهمزة عصا في رأسها حديدة يُنخَس بها الحِمار،والهَمْزُ ضغط، ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط،وقد هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز...
هذا من معانيها،كما أن من معانيها أيضا السبّ والطعن، يهمزُ أي يعيب أحدٌ أحداً بالإِشارة بالعين أو بالشِّدق أو بالرأس بحضرته أو عند توليه، كما في قوله تعالى "هُمَزَة لُمَزَة"
طيب ... ما أصل هذا التركيب "هُمَزَة" ؟
هذا التركيب على وزن فُعَلَة وهي صيغة تدل على كثرة صدور الفعل المصاغ منه وأنه صار عادة لصاحبه كقولهم :
ضُحَكَة لكثير الضحك ، و
لُعَنَة لكثير اللعن، و
عُيَبَة لكثير العيب، وهنا التاء التي نراها في الآخر، هُمز
ة، إنما أيضا دورها للمبالغة في الوصف بتلك الصفة، كقولنا نصف الرجل "علاّمة" و"رحّالة". وأما عند الشتم فتحذف التاء، فيقال "يا فُسَق"...
وقالت العرب "صه يا
عُقَق يا من هو الشّجا والشَّرَق" والشجا هو ما يعترض في الحلق من عظم أو عود والشرق مفهوم ....
هذا عن الهَمز .... وهي جملة ما فهمناه من عدد من معاجم العرب والتفاسير .
أما عن قوله صلى الله عليه وسلم:
"
من سَرَّهُ أن يُبسطَ له في رزقِه ، أو يُنسأَ له في أَثَرِهِ ، فليَصِلْ رحِمَه" -البخاري-
فالشطر الأول قد أحسنتِ فيه، وأما الثاني : "يُنسأ له في أثره"، فمعناه يؤخّر له في أجله كما جاء في شرح مسلم، لأن نسأَ في اللغة بمعنى تأخّر، ونسأَ الشيء وأنسأَه أي أخّره .... وامرأة نسيئ ونَسْء هي المرأة تأخر حيضها وبدأ حملها ...
سعدت جدا بما كتبت يا سَلَمُ يا "شُغَبة "