دخلنا سجن البندر، وبينما نحن واقفين و كأن رئيس المباحث يبحث عن شخص ما، حتى تقدم منا النقيب مصطفى وسأله: أأمر يا باشا.
فقاله: واحد إخوان. فرد عليه: يعني تهمته ايه يا باشا، ما هو إخوان دي حاجات كتير !
فرد عليه بشئ لم أسمعه.
ثم أخذ النقيب أوراقي، ووضع ملفي البلاستيكي في الأمانات، ثم فك المخبر القيود و أمسكني بيده ، ثم قال أحدهم: اتوصوا بيه!
وقلقت من معناها الذي يريدون، وزاد من قلقي أن أحدهم وضع يده على كتف المخبر وقالها فارتبك المخبر وارتجف وقال لا مش انا دا ده !
دخلت الممر الذي به غرف الحجز، وكان على يمين الداخل حجز الانتظار، وبعده حجز النساء، الذي كان في مقابله حجز السياسيين وبعده حجز الجنائيين.
وعلى هذا الممر باب حديدي يسمح لك برؤية ما ورائه، وعلى الغرف باب حديدي ذو صوت مزعج كالذي كان في القسم، وفي أعلاه شباك صغير به أسياخ من الحديد.
دخلت و لا أعلم ما الذي سيحل بي، فقال لي أحدهم: اخلع الجزمة ! فخلعتها. ثم قامو بتفتيشي، وأمرني أحدهم أن أخلع الحزام، فأخبرته أنه أخذ مني بالقسم، ثم قالوا لي ادخل، و أدخلوني غرفة الجنائيين !
و كان هذا أصعب و أشد ما لقيت في فترة اعتقالي.