طيب .
اذكر يا ماما هادية انني اخبرتك أنني اعاني مشكلة ما .. فنصحتني بالتمهل و الصبر و التحضير لان اكون نموذجا لما احب ان تكون عليه المسؤولات فاتفادى اخطائهن .
كل هذا كان جميلا , حتي بدأ الامر يتفاقم و يضطرب و تضطرب معه اتجاهاتي .
ساذكر لكما الامر مبسطا و مختصرا و في نقاط واضحة بدون اي احكام عاطفية و ربما اذكر امثلة لما عانيته ..
اولا : كما قال اخونا احمد .. لا يتم اختيار المسئولين بحكمة كبيرة .. يتخلجكم شعور أنهم يٌختارون مجاملةً ..او حطّوا دا و خلاص ..
لم اجد مسئولة اقدّرها بحق بقدر التي صارت فيما بعد متأخرا جدا مسؤولتي .. و قد احببتها بحق , و احاول التقرب إليها إلا أن القلب لا يزال في كِبره .. كأنني اريد من العالم كله أن ينتقم لي :))
عيب المسئولات و المسئولين يتمثل في :
1) عدم التحلّي بالصبر .. او العصبية الشديدة ..
كثيرا ما تجد الاخت المسئولة تصرخ بأختٍ ما دون سبب .. او لتأمرها بتأدية أمر هي لا تقبل النقاش فيه ولا المجادلة بحجة اننا في وضعٍ خطِر و انها مجبرة كمثل ما اننا مجبرون علي الطاعة فوراً حفظا علي البنات ..
طيّب فهميني.. فيه إيه؟ مفيييش !! ..
و هنا تحمل القلوب اكثر مما حملت و يجد الشيطان و البغض طريقهما في النفوس مما يؤثر مهما ادّعينا علي العمل و الرغبة في الانضمام .. " و انا ايه اللي يرميني ع الهمّ دا ؟ "
لذا .. فانا اري ان المسئولات و المسئولين يجب ان يتحلوا بقدر واسع من الصبر و حسن التصرف و التوقف عن الهستيريا و التسلّط ..لأن هذا يُغضب و غير مقبولٍ أبدا !
2) إهمال الافراد المنضمين حديثاً .. و عدم السعي لاحتضانهم ..
يأتي الشاب او الشابة يريد الانضمام إليهم , فيبدأون بالسلام عليه و اهلا و سهلا و تشرفينا و تنورينا و يا دي النور يا دي النور ..حتى يأتي وقت الجد! .. فينصرف الجميع من حول المسكين او المسكينة .. كلُ ذهب إلى رفقته و تجمعوا للمزاح او للتخطبط فإذا اقترب او اقتربت للسماع .. سكتوا او غيروا الكلام او انفضوا معلنين انها النهاية .
بالنسبة إليّ .. وجدت من هذه المعاملات ما إن اتذكرها حتى امتلأ بالغضب الشديد و الغيظ .. يقفن بجواري يتحدثن عن الفعالية المنتظرة .. فاسألهن عن الامر باعتباري واحدة منهن .. ان اردن مساعدة او غيره.. فيقلن بكذبٍ واضح : إحنا لسه مش عارفين هنعمل ايه ؟!! .. يا سلام !..قولي أنكِ تكذبين .. قولي انكِ لا تريدينني ان اعرف و لسوف احترمك .. لا تكذبي لأنكِ تظنين انني " امنجية " .. و قد كان بالفعل هو الظن :) .. فلأنني كنت كثيرة الالتصاق بهم و الاستفسار عن اي شيء ..قيل انني امنجية .. او قيل اننا لا نثق بها كثيرة .. لانني معهم نادرة الكلام .و هذا ما علمته لاحقاً
نقطة اخرى .. بعد مُضيّ شهرٍ و بضع الشهر علي هذه المآسي ..اردت ان ينتهي هذا الاسلوب و هذه الطريقة للابد , فرُحت إلى فلانة و علّانة و هذه و تلك اسألهن عما يجب ان افعل و فيم اخطأت ..فكان الرد الوحيد هو انهم ليطمئنوا إليّ يجب ان اكون " مٌحوّلة " من منطقتي إلى الجامعة !! .. وهذا ما غاظني جدا .. و ماذا لو لم اكن في منطقة ابدا! .ماذا لو اردت فجأة وانا في الجامعة ان انضم اليكن و لم اكن عضوة في اي شيء قط؟؟ يجب ان اٌعامل بالتشكيك إذاً و قلة الاحترام و التهميش ؟!!
سبحان الله !!..
لكم التعليق ان شاء الله
3) لا يهتم المسئولين كثيرا باخلاق الشباب حولهم ..
هذا هو الامر الجلل العظيم , لقاءات ؟ لا يوجد .. مواعيد ؟ لا يوجد .. تنبيهات و لو فردية ؟لا يوجد ..و تبريراً باننا في مرحلة صعبة .. فإنه لا يهم اي شيء سوى الفعاليات ..فعاليتان في اليوم قد تصل ..و ما ادراكم و لا ادراني عن ذلك الامر!
حتى ان الخالة هادية نصحتني بالتوقف ..
بطبيعة الحال نحن جامعة مختلطة .. و يحدث بين الاخوة و الاخوات ما يحدث بين اي افرادٍ اخرين .. و إن لم يكن معلناً فهو يحدث علي اية حال .. النت و الهواتف في كل مكان :)
اضف إلى ذلك .. ان الشباب يبدأون بالسباب في التظاهرات .. هتافات كثيرة مشهورة لا داعي لذكرها .. فتجد الاناث يبدأن خلفهن كأي افرادٍ اخرين ..الاخلاق يا جماعة .. توقفن .. اسكتنْ .. اي حاجة طب مش كدا !!
نبهتني لذلك مسئولتي الجديدة أن لا تسبّي و لا تهتفي اي شيء يُهتف.. و قد كان ..
و لكم وددت ان تنبه المسئولة الكبيرة عن الامر ايضاً .. لكن .. مجتش علي دي يعني :)
اخلاقنا في انحدار و اضمحلال بشعين !! .. لا يمكنك ان تحدث اختاً او اخاً حتي تجد سيلاً من القُبح و الإباحية و الفجاجة ينهال في وجهك !
الاخوات صرن متوحشات جدا ! .. والمسؤولات في سبات عميق ..
4) عدم الجدية ..و قلة التشاور .. و الانفراد بالرأي
هذا الموقف حدث معي شخصيا ..بعثتني مسئولتي الكبيرة التي لا احبها من " آداب " حتي " حقوق " و هي مسافة عظيمة .. ان اقضي بعض الامور مع الاخوات هناك .. فرِحت ..و رٌحت .. كنت مع اخواتٍ لا يحبنني ولا احبهم .. ثقيلات الظل و انا اثقل منهن ظلاً و اكثر صدّاً .. فابتعثنْني هن مجددا إلى اداب لاحضار إما مقص او صمغ لا اذكر .. رحت متعجلة لاستعجالهن لي ..حضرت إلى مسئولتي اسالها فكانت غارقة في المزاح مع احداهن تطلب منها خمسة جنيهات لانها تأخرت ربما ..وهي عادتها من تتأخر تأخذ منها خمسة او جنيها علي سبيل المزاح ..و كنت انا هناك متعجلة اطلب منها الامر , فكانت لا ترد " و هي عادتها بالمناسبة " و تستمر في الضحك .. مروة ردّي عليّ احتاج كذا سريعا فلبّيني ..فقالت دون ان تنظر استني شوية لو سمحتي ! .. و اكملت و انا واقفة كشيء !
يعني .. اتحمل ان احدثك فلا تردين دائما .. او تردين دون النظر إليّ .. اتحمل معاملتك الجافة .. و انزواءك مع اصحابك ..و في النهاية لأن يكون الامر متعلقاً بعمل متعجل .. يكون ذلكم ردك ..فلبئس المسئولة و لبئس مزحك وقت الجدّ .
كانت الفعالية التي كنا نحضر لها تبدأ بعد ساعة مثلا .. و لذا كان العجل ..
و فوجئت بعد عمل 6 ساعات مع الجهل بما نخطط له اصلا . اننا كنا نخطط للقيام بيوم بانورامي عن رابعة ..احضروا الخيام و فرشوها الساحة .. علّقوا اللوحات ووزوعوا ملفوفات ما .. و احضروا stand ووضعوا عليه - اعتذر - بلالين ! بها وريقات صغيرة .. جلسن تقريبا ساعة يحضرون لها ..
و انتشرنا بعد العمل في الساحات ندعوا الطلبة ..
طيب .. و حان الوقت .. وقف من البنات يشاهد فقط من حضّرن ..و ربما بعضاً اخرين من الاخوات ايضاً لم يحضروا :))) .. وتلقي اللفافات الاخوات .. و فجّر البالونات الاخوات ..
و كأننا كنا نصنع يوماً لنفسنا ! .. 6 ساعات لأجل نفسنا !..
عظيم عظيم ..
طيب , ماذا لو كنتن استشرتنْ الباقيات ؟.. ماذا عليكنْ لو إذا سألنْكن عما نصنع اجبتن باجات وافية دون هذا الغموض السخيف؟
كأن البشر كلهم يضطهدوننا . و كأننا ملوكٌ و البقيةُ يتربصون ..
أكمّل ؟
تقريبا لا يحضرني شيء اخر الآن .. وإن كان يوجد الكثير .. لكني تعبت من الكتابة .. اوفوني القول في ما فوق . و سأزيدكم ..