سلام عليك فراشتنا الجميلة هوني عليك جعله الله في ميزان حسناتك
حقا تقود القراءه الى شئ من الجنون، لدرجة أن التعليق على ما جاء في الكتاب اصبح غير ممكن، و بارك الله لنا فيك، و في ما تكتبينه فأنت بهذا تنيرين عقولنا نحن أيضا، فهذا الكتاب يفتح العيون على الكثير من التسؤلات، و يجعل المرء يراجع ما عنده من رصيد ديني،
بارك الله فيك
نعم يا أسماء لم يعد بالإمكان أكثر مما كان، لم يعد يجد الإنسان بمَ يعلّق على هذه التراهات التي جمعت لتسمى كتابا !!! فعلا لم أعد أجد بمَ أعلق .... ولكن ما لا يكاد يغادر رأسي هو التفكير بهؤلاء الذين تأثروا به، أتعلمين أن تأثرهم به مرآة لحال الكثير الكثير جدا من شباب أمتنا، الذين لم يعرفوا من قرآنهم شيئا، فلما تعرضوا أول ما تعرضوا لكتاب مثل هذا، ولكاتب مثل هذا رأوه السَّبق إلى الذي لم يُسبق إليه ...!! رأوه الفَلتة، لأنهم لم يتدبروا قرآنهم كما يجب، ولم يقرؤوا لعلماء أجلاء من الأسبقين ومن المحدثين تكلموا في القرآن بعلم، وبحذر وبفقه، بفقه في الدين، وبفقه في اللغة، وبفقه في العلوم، كان منهم العلماء الموسوعيّون الذين إذ تكلموا فقد تكلموا بعلم ....
أما هذا فعند من لم يشمّ من الورد شيئا زهر وورد ونَوَرٌ وريحان وأقحوان .... وأما عند من رتع في رياض الصالحين المصلحين العلماء الربانيين الذين أوتوا الفضل الكبير من عند الله تعالى ليسخّرهم سبحانه لخدمة الدين، وكانوا فلتة بحق، فأولئك لن يجدوا في هذا الكلام ما يُعجز معرفتهم بكنوز العلماء .... ولن يجدوا في هذا الكلام ما يُعجز ما عرفوه وهم يتدبّرون القرآن الكريم ... وفي رحلة تدبّرهم تلك كانوا يغرفون من علوم أولئك الربانيين ....
انبهار شبابنا بمثل هذا الكاتب وما كتب سببه هذا البعد منهم عن المعين الصافي وعن المضان الصحيحة التي يؤخذ منها الدين، مع ما يبث من سياسة التنويم البرمجي اللغوي العصبي في كلماته التي تلقي في الرّوع أنه قد سبق، وأنه الذي جاء بما لم يُؤتَ به، وأنّ الأسبقين كانوا عاجزين عن معرفة الكثير بحكم عيشهم في عصر ما قبل الكشوفات العلمية الكبيرة والثورة التكنولوجية والبحثيّة الدقيقة ... ولكن بالموازاة حتى على فرض التسليم بذلك لم يكن في هذا الكتاب ولا من صاحبه ما يشير إلى دقة علمية، بل إنّ ما يذكر من بعض الأمور العلمية القليلة جدا، لم تكن بالمنهجية المعروفة في نشر الحقائق العلمية، إن هي إلا إشارات كإشارات عامة الناس إلى أمور علمية يُسمع عنها ....
ناهيك عن أنّ تُهمته للعلماء الأولين لم تكن في مجال الكشوفات العلمية الدقيقة فحسب، بل إنه قد جاء ليتعالم في مجال اللغة الذي كانوا فيه وما يزالون الرواد، ونحن نعيش اليوم في عصر ضعف اللغة بقلة معرفة أهلها بها على الوجه الذي لا يجعلهم مجرد محل للقياس بالعرب الأقحاح....
إذن شبابنا ينبهر بإطلاقات جزافية ترمّم وترقّع لفكرتها من شَتات من هنا وشتات من هناك، شتاتات غير أصيلة ولا صحيحة، بل شتات من يد الذي يريد أن يصنع لفكرته قاربا من قشّ أو من ريش يريد أن يبحر به في عرض بحر زاخر عظيم لا قِبل له به ولا بأمواجه، ولا ببحّاريه وملاحيه، إلا مِن انبهار بعض الراكبين الذين لا علاقة لهم بالبحر، ولا صلة لهم به إلا مِن مرّتهم الواحدة....
الرجل الآن في مرحلة متقدمة من الضرب والخبط والخلط، هو الآن يقدّم مناسك الحج على أنها تمثيل لقصة نفخ الروح في الإنسان الذي كان حيوانا وارتقى للإنسان، ومن بعد رقيه إلى العقل بوادي منى، يقبل أول ما يقبل على الفحشاء فتكون معصيته الأولى، وهم جماعة وليس آدم وحواء فحسب، وتهبط هذه الجماعة في موكب من عرفات إلى المزدلفة على أن عرفات هي جنة المأوى التي جمعتهم فعصوا فيها ربهم إلى المزدلفة......
ومراحله متقدمة في عالم الخلط، وهو يفسر سورا من القرآن الكريم ليصيّرها مناسبة لفكرته هذه الممثلة لعملية الخلق ، والمعصية ثم من بعدها الخروج من الجنة والتوبة (وأي توبة هي عنده بمعناها
إذ الكلمات التي تلقتها تلك الجماعة من الأوادم من ربها إنما هي الحجارة يرصونها جبلين هما الصفا والمروة!!!!!!)
نعم يفسر السور كما يحلو له ويطيب على نسقٍ تعوّده وهو إتيانه بجذر الكلمة، وتوجيهها الوجه الذي يليق بفكرته إن وجد لها في المعاني أوجها .... حتى إنه ليدعك تضرب كفا بكف واللغة عنده لعبة طيّعة تمشي حيث يريد لها أن تمشي فتنقلب من لغة إلى لعبة !!! وهو يفسر سورة العصر، وصورة الضحى بأن العصر قد عنى وقت توبة الأوادم العاصين، والضحى هو وقت أيضا من أوقات مرحلة الخلق....وياااه ما أبعد الثرى عن الثريّا ....!!!
ماذا عساي أقول ....لم يعد في الجعبة من أدوات التعجب والتحيّر شيء أكبر من أنّ العجب العُجاب هو في عصر حرية التعبير المزعومة هذا هو الحرية عندهم ....!! ألا سحقا لحرية تفتح الباب للحابل يراقص النابل، وللباطل يُلبس لباس الحق، وللحق يُعاتَب ويُتّهم ويجانَب .....
هدانا الله وثبتنا على الحق وأماتنا عليه .