المحرر موضوع: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"  (زيارة 45255 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« في: 2014-01-07, 10:56:35 »
هذا كتاب سمعنا أن عددا من الشباب الجامعيين اتخذوه صيحة اعتقاد في هذا الزمان الذي كثرت فيه النواعق، فأحببت أن نقرأه ونسبر غوره عسانا نعرف ما شدّ الشباب إليه ...

ولما علمت  أن صاحب الكتاب يتخذ من نظرية التطور مستندا، أحببت أن أسبق قراءته بهذه السلسلة حول نظرية التطور، والتي وضعت حلقاتها تباعا على هذا الرابط :
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=6147.0

أنا وبعض الأخوات قررنا قراءة الكتاب ثم اللقاء لمناقشته، فأحاول في هذا الموضوع أن أسجل بعض النقاط التي أتعرض لها خلال قراءته، من جهة حتى لا تضيع مني، ومن جهة أخرى لتعميم الفائدة بيننا في تصحيح أخطاء ...

سأحاول أن تكون القراءة موضوعية، وأتمنى أن يشاركنا الإخوة جميعا بآرائهم وإضاءاتهم .

"آذان الأنعام-دراسة قرآنية علمية لنظرية داروين في الخلق والتطور -"  تأليف : عماد محمد بابكر حسن بالاشتراك مع مهندس: علاء الدين محمد بابكر حسن. وكلاهما من السوادن .

ويبدو أن الكتاب قد أحدث ضجة عالمية من وقت قريب .

وهذا رابط لتحميله
https://groups.google.com/group/cerclemarrakech/attach/bb639284beb0ed13/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%85%20%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7.pdf?part=4
« آخر تحرير: 2014-01-07, 11:16:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #1 في: 2014-01-07, 11:12:38 »
و كانك احسستي بي و الله كان عندي بعض من الكسل بدا يدخل لكن الحمد لله باقتراحك هذا اعطاني نشاطا
معكي انا سجلت بعض الملاحظات فساكتبها لاحقا ان شاء الله لا لشئ حتى لا تضيع الفكرة مني  ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #2 في: 2014-01-07, 11:17:10 »
و كانك احسستي بي و الله كان عندي بعض من الكسل بدا يدخل لكن الحمد لله باقتراحك هذا اعطاني نشاطا
معكي انا سجلت بعض الملاحظات فساكتبها لاحقا ان شاء الله لا لشئ حتى لا تضيع الفكرة مني  ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::

ممتاز يا أسماء  ::ok::. اكتبي ما عندك، وأنا أيضا سأحاول وضع ما عندي .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #3 في: 2014-01-07, 11:50:38 »
سأضع بعض الملاحظات هنا :

أولا الكاتب عاش في إنجلترا، ويحكي عن نفسه أنه كان له مجهود في مجال دعوة الغرب للإسلام، فيذكر له قصتين واحدة عن قسيس أسلم على يديه، وأخرى عن طبيبة أحزنه جدا أنه بعدما بلغ معها مبلغا محمودا لإقناعها بالإسلام أفسد عليه عمله جوابه إياها عن سؤالها كيف خلق آدم، وذلك عندما أجابها أنه خلق من طين، فرفضت جوابه على أساس أنه هو تلك القصة الموجودة عندهم في الإنجيل وفي التوراة وهي لا تقنعها !
فيرى في قصته معها سببا من أسباب بحثه عما يُقنع !

وهنا أرى ميله لأن يعطي حسب المطلوب هو سبب من أسباب عمله في هذا الكتاب .

ثانيا :

هو ليس متخصصا في علوم الدين، بل هو طبيب نفساني . وأخوه الذي اشترك معه ف يالفكرة وفي الكتاب، مهندس ميكانيكي ، ومن هنا هو يصرح أنه لا يؤمن بمصطلح "رجال الدين"، والتي أفهمها "العلماء"، بل إن كل المسلمين رجال ونساء دين ! وأنه لا يوجد "علوم دين" مناقضة لعلوم الدنيا ...

هو هنا يلغي تميز أهل العلم، ويلغي أن يكون للدين علومه وعلماؤه، وعنده يكون للعلم علماؤه، ولا يكون للدين علماؤه؟ فأين : "...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)" -فاطر-
أولم يتميز في علم الدين رجال زكاهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه؟ ابن عباس حبر الأمة، والذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه التأويل، وأبو الدرداء الذي عرف بعلمه، وعبد الله بن مسعود الذي عرف بسعة علمه أيضا ... وغيرهم كثير، ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم، ومن بعدهم .... فهل كل المسلمين وهُم سواء في هذا ؟ !
هلكت إذن الأمة إن تنطّع الناس وجعلوا من أفسهم علماء !!

وهو هنا كان أحرى به أن يقول لا يوجد تناقض بين علوم الدنيا وعلوم الدين، بل أراه يريد أن يخضع القرآن للعلم، ولا أراه حتى يخصعه لحقيقة علمية، بل لنظرية لم ترتقِ يوما لحقيقة علمية


ثالثا:

يدافع عن داروين وعن ماركس، ويقول أن الملاحدة هم الذين استغلوا نظرياتهم لتطويعها لأفكارهم، بينما هم لم يدخلوا الإلحاد، بل هم فقط وضعوا نظريات، حتى أنه يبرئ ماركس في مقولته "الدين أفيون الشعوب"  على أساس أن الأفيون في ذلك العصر كان يباع في الصيدليات كأي دواء، فهو إذن يريد أن يقول أنه دواء للشعوب !!! فهو بالنسبة للفقير مثلا دواء إذ يتذكر أن له حظا في الآخرة عند الله وأن الدنيا زائلة وعذابها زائل مع الصبر والرضى ...!!

كذلك يبرئ داروين، ولا ينسب له القول بعدم وجود خالق، بينما الحقيقة تقول أن داروين يقول بالتوالد الذاتي، وبأن البداية خلية واحدة، توالدت ذاتيا !

رابعا:
يريد أن يعرض حسب قوله دراسة كما سماها "قرآنية" تعرض لنظرية الخلق والتطور، ويريد أن يحلل مستندا إلى آيات قرآنية مدى مطابقة القرآن لهذه النظرية.

هو يقول أنّه لا سند صحيح لا من القرآن ولا من السنة يؤكد أن آدم عليه السلام هو أول من خلق الله تعالى من البشر، بمعنى أنه يريد الوصول إلى أن آدم عليه السلام كان من سلالة سابقة ...

يستند إلى قول الله تعالى : "وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً(17)" -نوح-
ولا يقنعه التفسير أن فعل "أنبتكم " هنا إنما هو للمجاز ...

فيقول أن آدم هو مرحلة ما سماه "الإنسان العاقل"، وقد سبقته سلالته التي هي صنف قريب من الحيوان، قريب من القرد، مستندا أيضا إلى الحفريات التي هي من ملايين السنين، والحفريات التي تخص الإنسان المشابه للإنسان العاقل ، (يعني إنسان اليوم) والتي أقدمها من 7000 سنة، فيقول أن العلم هنا مؤيَّد بهذه الحفريات، إذ يجعل مما سبق السبعة آلاف عاما مرحلة انتقل فيها الإنسان من طور إلى طور ....

سأكمل في مداخلة لاحقة بإذن الله

« آخر تحرير: 2014-01-07, 12:28:16 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #4 في: 2014-01-07, 11:57:01 »
لا يفوتني في نقطة دفاعه عن ماركس، أنه يتهم المسلمين بأنهم قد انطلت عليهم حيلة مخابراتية أمريكية توهمهم أنّ الشيوعية الروسية الماركسية هي الخطر على الإسلام من أجل أن يقبلوا بوداد أمريكا وبالتودد لها على حساب الشيوعيين ...

وهنا أراه يضع فعلا نظرية جديدة، لم أسمع بها من قبل ! ألهذه الدرجة لم تعد الشيوعية خطرا؟ ولهذه الدرجة هو قد تفطن لما لم يتفطن له جميع المسلمين ؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #5 في: 2014-01-07, 12:53:54 »
يريد أن يبين بشكل أو بآخر أن المكان الذي أوكلت فيه الخلافة للإنسان العاقل -كما يعبر- هي مكة، وتحديدا منى، وهو يضع علاقة بين الحج وخلق الإنسان، ويقول أنه اكتشف "نظرية آذان الأنعام" والتي سيفصّل فيها في باب مستقل ما يسميه اكتشافه الفريد والمبهر عن حقيقة خلق الإنسان.

يلقي بلائمة كبيرة على المسلمين الذين -على حد تعبيره- سارعوا إلى تكفير داروين، فقط لأنهم يستندون إلى روايات إسرائيلية منقولة من التوراة إلى تفاسيرنا المختلفة درج عليها عقل الإنسان المسلم، وسلّم بها، ولم يقبل النقاش فيها، بينما كان حريا بالمسلمين أن يناقشوا داروين الذي يقول أنه كان على فطرة سليمة، ومات على فطرة سليمة، وهو لم يقبل روايات كتابهم المقدس عن خلق الإنسان.

يورد احتمالات حول حقيقة الخلق، فيجعل الأول أن نظرية داروين تكون خاطئة، ويعود ليعلق على هذا بأنه يُحدث "الطلاق الأحمق" بين العلم والدين

وهذه هي الفقرة من الكتاب :


ثم لااحتمال الثاني الذي يضعه أن تكون النظرية صحيحة، فيعود ويعززها، وأنقل لكم من الكتاب قوله فيها :






« آخر تحرير: 2014-01-07, 13:35:15 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #6 في: 2014-01-07, 13:26:07 »
تحت عنوان "الطرح القرآني للتطور" يبدأ الكاتب هنا بليّ أعناق الآيات الكريمة، لتوصله إلى هدفه، وإلى الفكرة التي تبناها ...

فيبدأ بأول آية من سورة "الإنسان"، قوله تعالى: "هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً(1)" -الإنسان-

وهذه الآية في الحقيقة لا تحتاج لكبير عناء من أجل فهمها واستيعاب معناها، ولكنه هو في كتابه، يريد أن يجعلها دليلا على فكرته، وعلى تعزيزه لنظرية التطور، وأنها مذكورة في القرآن، فيبحث في لغويات كلماتها، عما يقوّي مراده ....

فيفسرها بأنه حين ووقت من الدهر لم يكن فيه الإنسان يستحق الذكر، ويرجع ذلك إلى أنه الإنسان في طور ما قبل "العاقل"، ما قبل آدم، ما قبل الاستخلاف !!!  وإلا فلا تفسير آخر لها ! فيقول فيما معناه : "هل يعقل أنه لم يكن شيئا مذكورا في عصر آدم أو ما بعد آدم والرسل تبعث واحدا إثر آخر ؟!" وهو هنا يحصر معناها فقط فيما قبل آدم، أما فيما معناه انعدام كل إنسان قبل وجوده، فهذه لا يذكرها ولا يجعلها أهلا للمعنى !!!

فهل يحتاج الأمر في هذه الآية إلى هذا التفسير لو لم يكن يحتاج أن يؤولها لعى هواه ؟، إنما لم يكن شيئا مذكورا، أي أنه لم يكن شيئا أصلا مذكورا، لم يكن شيئا، حتى خلقه الله سبحانه من العدم بإرادته . فأين كنت أنا أو أنت أو هو؟ لم نكن شيئا حتى أراد الله أن نكون . لم يكن آدم شيئا حتى أراد الله ب "كن" أن يكون .

وفي تفسير ابن عاشور اللغوي العميق غنى عن كل هذه الالتواءات، فهو يقول :

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) استفهام تقريري والاستفهام من أقسام الخطاب وهو هنا موجَّه إلى غير معين ومُسْتعمل في تحقيق الأمر المقرر به على طريق الكناية لأن الاستفهام طلب الفهم ، والتقرير يقتضي حصول العلم بما قرر به وذلك إيماء إلى استحقاق الله أن يعترف الإِنسان له بالوحدانية في الربوبية إبطالاً لإِشْراك المشركين . وتقديم هذا الاستفهام لما فيه من تشويق إلى معرفة ما يأتي بعده من الكلام . فجملة { هل أتى على الإِنسان } تمهيد وتوطئة للجملة التي بعدها وهي { إنا خلقنا الإِنسان من نطفة أمشاج } [ الإنسان : 2 ] الخ . و { هل } حرف يفيد الاستفهام ومعنى التحقيق ، وقال جمعٌ أصل { هل } إنها في الاستفهام مثل ( قَدْ ) في الخبر ، وبملازمة { هل } الاستفهامَ كثير في الكلام حذف حرف الاستفهام معها فكانت فيه بمعنى ( قد ) ، وخصت بالاستفهام فلا تقع في الخبر ، ويَتطرق إلى الاستفهام بها ما يَتطرق إلى الاستفهام من الاستعمالات . وقد تقدم بيان ذلك عند قوله تعالى : { هل ينظرون إلاّ أن يَأتيهم الله في ظلل من الغمام } في سورة [ البقرة : 210 ] . وقد علمت أن حمل الاستفهام على معنى التقرير يحصِّل هذا المعنى . والمعنى : هل يقر كل إنسان موجودٍ أنه كان معدوماً زماناً طويلاً ، فلم يكن شيئاً يذكر ، أي لم يكن يسمى ولا يتحدث عنه بذاته ( وإن كان قد يذكر بوجه العُموم في نحو قول الناس : المعدوم مُتوقف وجوده على فاعل . وقول الواقف : حبست على ذريتي ، ونحوه فإن ذلك ليس ذِكراً لمعين ولكنه حكم على الأمر المقدَّر وجودُه ) . وهم لا يسَعهم إلاّ الإقرار بذلك ، فلذلك اكتفي بتوجيه هذا التقرير إلى كل سامع . وتعريف الإِنسان } للاستغراق مثل قوله : { إِن الإِنسان لفي خسر إلاّ الذين ءامنوا } الآية [ العصر : 2 ، 3 ] ، أي هل أتى على كل إنسان حينُ كان فيه معدوماً . و { الدهر } : الزمان الطويل أو الزمان المقارن لوجود العالم الدنيوي . والحين : مقدار مُجمل من الزمان يطلق على ساعة وعلى أكثر ، وقد قيل إن أقصى ما يطلق عليه الحين أربعون سنة ولا أحسبه . وجملة { لم يكن شيئاً مذكوراً } يجوز أن تكون نعتاً ل { حين } بتقدير ضمير رابط بمحذوف لدلالة لفظ { حين } على أن العائد مجرور بحرف الظرفية حذف مع جاره كقوله تعالى : { واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً } [ البقرة : 48 ] إذ التقدير : لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئاً ، فالتقدير هنا : لم يكن فيه الإِنسان شيئاً مذكوراً ، أي كان معدوماً في زمن سبق . ويجوز أن تكون الجملة حالاً من { الإنسان } ، وحذف العائد كحذفه في تقدير النعت . والشيء : اسم للموجود . والمذكورُ : المعيّن الذي هو بحيث يُذكر ، أي يعبّرُ عنه بخصوصه ويخبر عنه بالأخبار والأحوال . ويعلَّق لفظه الدال عليه بالأفعال . فأمّا المعدوم فلا يذكر لأنه لا تعيّن له فلا يذكر إلاّ بعنوانه العام كما تقدّم آنفاً ، وليس هذا هو المراد بالذّكر هنا . ولهذا نجعل { مذكوراً } وصفاً ل { شيئاً } ، أريد به تقييد { شيئاً } ، أي شيئاً خاصاً وهو الموجود المعبر عنه باسمه المعيِّن له .

ثم لا يتوقف الكاتب عند هذا الحد، بل يجعل من الآيتين المواليتين، الثالثة والرابعة، دعما وسندا لنظريته وفكرته، ويقول أنهما والآية الأولى مفصلات لمراحل تطور الإنسان

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً(1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً(2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)

فيقول : !!!

« آخر تحرير: 2014-01-07, 13:36:36 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #7 في: 2014-01-07, 13:52:35 »
ثم وتحت العنوان نفسه "الطرح القرآني للتطور" يستند إلى آية أخرى، قوله تعالى في سورة نوح : " مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً(13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً(14)"

على أساس أن كل نبي يخاطب قومه بما يفهمون، فإن مخاطبة سيدنا نوح لقومه بلفظ "أطوار" عن الإنسان لا تكون منطقية وقوم نوح لم يدركوا من العلم بأن الإنسان يمر بمراحل النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم اللحم....

وما يدري الكاتب أن نوحا لم يكن يعلم بهذا ؟ ، وما يدريه أن قومه لم يكونوا يعلمون هذا ؟

ثم التفاسير جاءت على هذا، كما جاءت أيضا على أوجه أخرى، وكلها مستساغة ومقبولة ومفهومة
وأضع هنا تفسير القرطبي لها:
أي جعل لكم في أنفسكم آية تدل على توحيده . قال ابن عباس : " أطوارا " يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ; أي طورا بعد طور إلى تمام الخلق , كما ذكر في سورة " المؤمنون " . والطور في اللغة : المرة ; أي من فعل هذا وقدر عليه فهو أحق أن تعظموه . وقيل : " أطوارا " صبيانا , ثم شبابا , ثم شيوخا وضعفاء , ثم أقوياء . وقيل : أطوارا أي أنواعا : صحيحا وسقيما , وبصيرا وضريرا , وغنيا وفقيرا . وقيل : إن " أطوارا " اختلافهم في الأخلاق والأفعال .


وأعود للكاتب هنا لأسأل، إن كان نوح وقومه لا يعلمون عن الحقائق "المعمليّة" كما نعتها، أي النطفة ثم العلقة ثم المضغة، فهل يعلمون عن مرحلة ما قبل "الإنسان العاقل" ليخاطبهم بها؟ كيف لهم أن يعلموا عن تلك المراحل وأنها أطوار، وسلالتهم في تلك المراحل لم تكن تعقل لتنقل لهم تاريخها ؟!! أم أنه وحده نوح يعلمها من ربه ؟ حتى في هذه وحسب منطلق الكاتب والذي هو مخاطبة القوم بما يفهمون، فإنه سيخاطبهم بما لا يفهمون هُl بل يفهمه هو وحده !!
« آخر تحرير: 2014-01-07, 13:56:16 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #8 في: 2014-01-07, 14:17:19 »
أما هنا فأحب أن أشير إلى تناقض الكاتب، وكيف أنّ عباراته هي ذاتها كاشفة حقيقة تأثره بمَن يبحثون عن تفسيرات مادية تراها أعينهم وإلا فهم يرفضون...

هو هنا يذكر أن نظرية داروين "نظرية"، ولكن من غير أن يعمَد عمدا لما بداخله من تأثره العميق بها، وبأن يبحث لها عن مسوّغات من القرآن بليّ أعناق الآيات واللغة لإسقاط المعنى على ما يريد ...

هو في فقرة من فقرات كتابه يصفها ب"الحقيقة" بينما هي نظرية في ميزان العلم، حتى بعيدا عن الدين، في ميزان علماء الغرب، لم تعدُ كونها نظرية، تعرضت للنقد من الغربيين أنفسهم، وللتفنيد من الغربيين أنفسهم، وللنقض من العلماء أنفسهم .

وذلك خلال سَوقه للآية 17 من سورة نوح : وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً(17) ...يريد أن يقول أنّ أنبتكم هنا ليست للمجاز كما جاء في التفاسير، وإنما هي حقيقة أصل كل المخلوقات التي بدأت نباتا ثم تطورت إلى حيوان وإنسان !!!

فيقول في الصفحة 40 من كتابه :


ثم يعود ليقول أن هذه الآية وحدها تؤكد مصداقية نظرية داروين !!

وهل علينا أن نسلّم بكلامك هذا ؟!  "تؤكد" و"نظرية" تارة و"حقيقة" تارة أخرى ؟ اجعل لك مرسى واحدا لا أكثر  ::)smile:


ثم لننظر لكلامه في هذه الفقرة، والتي يريد منها أن يلزم المسلمين بضرورة إعادة النظر بتفسير نصوص القرآن . طيب لمَ ؟  يقول لأنه ثبت علميا ولأنها حقيقة علمية ...من قال أن نظرية داروين أصبحت حقيقة علمية ؟! 
اقرؤوا هذا :




« آخر تحرير: 2014-01-07, 15:20:32 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #9 في: 2014-01-07, 23:55:16 »
سمعت بهذا الكتاب من قبل
وقد قرأت كتابا آخر اسمه أبي آدم بين الخلقة والخليقة
وسمعت بأن فكرة الكتابين متطابقة لذلك قررت أن لا أقرأ آذان الأنعام ويكفي أني قرأت كتاب أبي آدم
لم أقرأ المشاركات السابقة بعد :)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #10 في: 2014-01-08, 06:38:26 »
سمعت بهذا الكتاب من قبل
وقد قرأت كتابا آخر اسمه أبي آدم بين الخلقة والخليقة
وسمعت بأن فكرة الكتابين متطابقة لذلك قررت أن لا أقرأ آذان الأنعام ويكفي أني قرأت كتاب أبي آدم
لم أقرأ المشاركات السابقة بعد :)

أهلا بك يا زينب. وهل تبيّن من "أبي آدم" أن أباك فعلا آدم ؟ ::)smile:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #11 في: 2014-01-08, 10:31:17 »
ثم هو ذا يستدل بقوله سبحانه :

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30)" -البقرة-

على أن هناك خلقا آخرين سبقوا آدم عليه السلام، أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء، وهم من عنتهم الملائكة.

قد بحثت، فوجدت حديثا صحيحا في صحيح مسلم، وفيه فصل، وهو:

حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني إسمعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال:" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل."
قال إبراهيم حدثنا البسطامي وهو الحسين بن عيسى وسهل بن عمار وإبراهيم ابن بنت حفص وغيرهم عن حجاج بهذا الحديث -صحيح مسلم-

أما عن خلق الجنّ قبل الإنسان والتي يعود لها عدد من المفسرين في تفسيرهم لجواب الملائكة الله سبحانه، فقد جاء في القرآن الكريم ما فيه فصل:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(26) وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ(27)

واحتجاج المفسرين بالجنّ في سفك الدماء قبل وجود آدم عليه السلام، معقول جدا .
كما أن لابن عباس قول في ذلك أورده المفسرون، وهو أن الله تعالى أعلم الملائكة بحال من حال هذا البشر الذي خلق، وأنه سيفسد في الأرض.
في تفسير الطبري جاء

حدثني به موسى بن هارون, قال: حدثنا عمرو بن حماد, قال: حدثنا أسباط, عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس - وعن مُرَّة، عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب النبي < 1-452 > صلى الله عليه وسلم: أنّ الله جل ثناؤه قال للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة ". قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذُرّيةٌ يُفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا (42) . فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إني جاعل في الأرض خليفةً منّي يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدمُ ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه.

وطبعا "اليوم" ليس بتقدير يومنا نحن، وإنما اليوم علميا من يؤوله بالمرحلة والمرحلة علميا تأخذ ملايين السنين، ومن يؤوله بما جاء في القرآن أنه ألف سنة، أو خمسون ألف سنة مما نعد.

كما يُنقل عنهم أيضا تأويلهم جواب الملائكة بما كان من الجنّ من سفك للدماء وإفساد في الأرض.
والأمر لا يقتضي أبدا أن نعزز لنظرية وجود خلق من قبل آدم جعله الله خليفة عليهم .

وحتى "الجعل" هنا "إني جاعل"  التي يستند الكاتب إلى كونها غير الخلق، ليس فيها أي إشكال، لأن الجعل هنا هو وظيفة يسندها الله تعالى لآدم بعد أن خلقه، فهو سبحانه قد خلقه بشرا، ثم جعله خليفة، أي أسند له الخلافة، وهنا على معان في هذه الخلافة التي أسندت لآدم عليه السلام، نعرفها.
« آخر تحرير: 2014-01-08, 15:09:10 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #12 في: 2014-01-08, 11:49:15 »
تحت عنوان : "خلق الإنسان من طين"، يورد الكاتب بعض الآيات التي جاء فيها ذكر خلق الإنسان من طين، ويريد أن ينحى بالعقل إلى منحى آخر بقوله أن الله سبحانه لم يورِد اسم آدم فيما أورد من آيات فيها خلق الإنسان من طين، يتعلل بقوله: "وكأن اسم آدم يشير إلى مرحلة لاحقة من مراحل تطور البشر، وليس بداية خلقه"

استغربت من استدلاله هذا الناقص كل النقص، حتى على اعتبار المضيّ معه في خطوات فكرته، فاستدلاله لا يخدم فكرته أصلا .
ذلك أن قوله بأن اسم آدم لم يرد في ذكر الله تعالى خلقه من طين قول خاطئ، فالله سبحانه وتعالى ذكر آدم وذلك في قوله سبحانه :

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ(12)

سبحان الله كيف يتحدث هذا الكاتب عن القرآن بشيء ليس فيه ؟!!!

وأيضا قوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً(61)

سبحان الله !! أين مصداق ما يقول هذا الرجل بأن القرآن لم يأتِ على ذكر اسم آدم وهو يصف خلق الإنسان من طين؟ أكل هذا من أجل إثبات فكرة ؟
« آخر تحرير: 2014-01-08, 11:50:56 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #13 في: 2014-01-08, 12:53:46 »
وتحت عنوان "الحلقة المفقودة" التي استوحاها من "حلقة داروين المفقودة"، وهي التي تشكل معضلة نظرية داروين، بحكم أن داروين لم يجد تلك الحلقة التي تصل بين الإنسان على هيئته الحيوانية، والإنسان العاقل ...

يعنون الكاتب "الحلقة المفقودة"، ويريد فيها أن يطرح لفكرة أنّ آدم وكل الخلق من بعده يشتركون في خلقتهم من طين، ليس الاشتراك الذي نفهمه نحن على أنه البداية، والأصل الذي كان في آدم، كما علمنا القرآن، ثم جعل النسل من ماء مهين، ليس هذا، بل الكاتب يريد أن يقول أن الذين يدخل في تركيبتنا جميعا، دخولا مطردا لا ينقطع، وبالتالي فخلق آدم هو كخلقنا، هو عبارة عن عملية تطور من الطين وصلت بعد أزمنة إلى "آدم" .... طبعا مرت بالحيوان وصولا إلى "آدم"، وكله من الطين، وأن هذه العملية التطورية ما تزال مستمرة خلقا من بعد خلق في كل إنسان جديد يخلق

وفي هذا يريد الكاتب أن يجعل من المثل الذي ضربه الله سبحانه في خلق عيسى عليه السلام بخلق آدم دليلا على صحة قوله، ذلك ببحثه عن أوجه الشبه بين عيسى عليه السلام وآدم في عملية الخلق ...

قوله سبحانه: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ(59)"-آل عمران-

اقرؤوا بتمعّن ما يريد الوصول إليه من هنا:


كما أن الله سبحانه وهو يضرب مثل خلق عيسى عنده بخلق آدم، أنه سبحانه يبين لعباده طلاقة قدرته في خلق ما يشاء كما يشاء، فإن كان خلق عيسى من غير أب أمرا يحيرهم، فهو سبحانه قد خلق آدم من غير أب ولا أم، وهذا الأعقد والذي اختصّ به الله وحده في بدء خلق الإنسان من لا شيء، الذي لم يكن شيئا مذكورا.

بينما هو هنا يريد أن يبين أنّ وجه التشابه بينهما ليست هذه القدرة بل هو طريقة الخلق، للوصول إلى أن آدم عليه السلام جاء عبر التطور ولم يكن الأول .
« آخر تحرير: 2014-01-08, 15:04:55 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #14 في: 2014-01-08, 13:15:26 »
جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا العرض الشيق والممتع والمفيد
والتحليل الموضوعي

كما لاحظت زينب التشابه بين هذا الكتاب وكتاب آخر
لاحظت ايضا تماثلا في موضوعه واهدافه مع كتاب لشيخ ازهري، صدر قبل بضع سنوات، وثارت ضجة حوله، وناظر الدكتور زغلول النجار مؤلفه وبين له أخطاء افكاره من ناحيتين شرعية وعلمية ايضا
الفرق ان ذلك المؤلف كان شيخا ازهريا، يفترض انه متخصص في العلم الشرعي...
أما المؤلف الحالي الذي تناقشين كتابه،  فلا هو عالم طبيعة متخصص ليتكلم عن علم بما تم اكتشافه واثبتته الابحاث العلمية، بل يعتمد على قراءات من هنا وهناك
ولا هو عالم شرعي او لغوي، فيحق له ان يأتينا بتفسيرات محدثة عن القرآن

---------------------

هذا وهناك موجة جديدة من محاولة اعادة اختراع العجلة، واعادة تفسير القرآن بما في ذلك آيات الاحكام، وليس فقط آيات الخلق... وكأنما هي موجة من خلخلة الثوابت ابتلينا بها، وانساق لها كثيرون بقصد او اغترار

وفي النهاية نقول: عافانا الله من حب الظهور
ومن عقدة الخواجة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #15 في: 2014-01-08, 15:14:50 »
أهلا بك يا هادية، أسعدتني مداخلتك .نعم أذكر مناظرة زغلول النجار وعبد الصبور شاهين، وأظن زينب تعني بكتاب "أبي آدم" كتابه هو، وفعلا أصبحت هناك هذه الصيحات الشاذة، وكما قلتِ يبدو أننا نبتلى بها مع ما نبتلى، وأراها خطيرة جدا على عقول شبابنا اليوم وهم قد أصبحوا يلهثون خلف كل وافد جديد، ويستسهلون اتهام موروث الإسلام العلمي خاصة أصحاب التفاسير  بحجة أن أصحابه لم يكونوا أهل زمان العلم، بينما الحقيقة أنهم أصبحوا يطوّعون القرآن لما يتنادى به الغرب .

نسأل الله التبصرة وأن يهدينا بنوره .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #16 في: 2014-01-08, 16:07:25 »
طيب صاحبنا الآن وتحت عنوان "ظهور الإنسان العاقل والحلقة المفقودة"

يريد أن يبحث عن حلقته المفقودة في القرآن، من أجل هذا هو دأبه، وهذه المرة، هو يسهب في موضوع نفخ الروح في عملية خلق سيدنا عيسى عليه السلام.

وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ(91) -الأنبياء-

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12) -التحريم-

ويلوي الآيات ليّا في تفسيره لعملية النفخ، وذلك حتى يضع لعملية نفخ الروح في آدم أجلا يتواءم وفكرته ونظرية التطور، كيف ذلك،

هو يقول بأن الله خلق البشر، هو على هيئة ما، -وكما  يقول-نمل ،قرد !!

ثم ينتقل إلى مرحلة التكاثر الجنسي عبر النطفة الأمشاج التي حدث عبرها تطور الإنسان من مرحلة إلى مرحلة، وأن الإنسان كان حيوانا مفسدا في الأرض مهلكا، ولذلك كان رد الملائكة المستغرب على الله تعالى بعد أن أخبرهم أنه سيجعل في الأرض خليفة !

ثم تطور الإنسان مرة أخرى وفق طفرات تحدث في تلك الأمشاج، وتطور إلى ما يقارب إنسان اليوم !!

ثم جاءت مرحلة القفز به إلى مرحلة أخرى هي مرحلة العقل، والتي فيها استخلف الله آدم من بين البشر الذين خلقهم

ثم وأخيرا نفخ الله في هذا الإنسان من روحه لما أودعه العقل .

وهو من أجل أن يثبت قوله أعلاه والمراحل التي خلُص إليها تفكيره، يستند إلى مجموعة من الآيات يقول أن فيها مراحل التطور بكل وضوح ...
وهي قوله تعالى :

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ(7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9) -السجدة-

ولنلاحظ جيدا :

هو كي تلائم الآات مفهومه،وما خلُص إليه، يذهب حتى بألفاظ اللغة العربية مذهبا شاذا غريبا، ربما يأخذ أغرب المعاني من اللفظ إذا وجده يناسب فكرته.

مثلا هنا كيف يشرح كلمة "سوّى" . سوى: كلمة تدل على لااستقامة والاعتدال بين شيئين !!
يعني يريد أن يصل إلى أنها تسوية للمخلوق الذي كان منحنيا وأصبح مستقيما بهذه التسوية بين الحالين !

سبحان الله !! سوى : عدّل قوّم ...سوّى الشيء: جعله سويا مستقيما .

وهذه الكلمة بمعناها الواضح الدقيق الصحيح، الذي ليس فيه مراوغات ولا ليّ تدلّ دلالة كبيرة جدا على أن الإنسان خلق من ساعة خلقه الأول سويّا .... معتدلا، قائما، منتصب القامة، ولم يكن منحنيا، ذا عمود فقري منحن، عمود حيوان!!

أليس سبحانه القائل :"الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)" -الانفطار-

أليس سبحانه القائل:  "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4)" -التين-

هل هذه الآيات البينات مستبعدة من ذهن هذا الذي يدعي أنه يقوم بدراسة قرآنية للنظرية التطورية ؟!!

ثم هو أيضا لغويا ينحى باللغة منحى عقله، فيقول أن "ثم" التي تفيد التراخي، تعني الفرق في الزمن بما يعادل ملايين السنين، وكل هذا ليثبت فكرة التطور، أي من طين وفيه كيفية التناسل غامضة !! ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية من التطور والتي فيها التناسل الجنسي، والذي انتقل به الإنسان إلى زمرة الحيوان بالتقاء ما ذكر وماء أنثى ! هو كان في مرحلة الطين يتناسل وكان أحادي الجنس لا ذكر ولا أنثى ...............!!!

هو يقول أن مرحلة الطين كانت فيها مرحلة تناسل غامضة لا جنسية، ثم انتقل الإنسان إلى مرحلة التناسل الجنسي ويستند في ذلك إلى "جعل" مرة أخرى التي يقول أنها تفيد نسب أمر لمخلوق موجود أصلا ...

طيب نقول في هذا، وما المشكلة في الحديث عن نسل الإنسان هنا، بطريقة عادية، الله سبحانه الذي خلق آدم، ألم يقدر أن له نسلا سيأتي منه، وهذا النسل قدّر له الله سبحانه أن يكون من ماء مهين، يبدأ من لقاء آدم وحواء، وما بعدهما.....

أليس الله سبحانه القائل :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1) -النساء-

بأي حق يُلوى عنق الكلمات، والآيات لتخدم فكرة شاذة عقيمة ؟! ثم يدعي أن الخلق عملية غامضة تستدعي التدبر والبحث وووو، بينما الله سبحانه وتعالى قد بينها لنا واضحة، تحيط بها من كل جوانبها قدرة الله وطلاقة قدرته في خلقه كما يشاء.

وسأكمل نظريته الفذة مع الطور الثالث الذي يُخضع له هذه الآيات من سورة السجدة، الآية 9 منها، لاحقا بإذن الله
« آخر تحرير: 2014-01-08, 16:12:03 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #17 في: 2014-01-09, 07:16:55 »
ونأتي الآن مع الطور الثالث، من الأطوار التي مر بها الإنسان، وهي عند كاتبنا تفسرها الآية الثالثة مما بين أيدينا أي الآية 9 من سورة السجدة

ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9) -السجدة-

هذه الآية يراها الحاسمة، يراها المفسرة للحقلقة المفقودة التي لم يجدها داروين، فوجدها هو في كتاب الله عز وجل !!

يقول أن الإنسان انتقل في هذه المرحلة،بعد المرحلة الثانية التي أصبح فيها يتناسل جنسيا كصنف من أصناف الحيوانات، الآن سينتقل إلى مرحلة النفخ والتسوية، وطبعا كما أراد إعطاء معنى مغاير لكلمتي "نفخ" و"تسوية" حتى يتلاءم الحال مع فكرته، فنفخ الروح عنده، -ورغم أنه يعيد ويكرر أن الروح من أسرار الله تعالى- إلا أنه يقول أنه ليس نفخا لسر الحياة، بدليل أن مريم لها روح، وينفخ فيها جبريل الروح ! ويقول أن التسوية هي التسوية بين شيئين

فخلُص إلى أن النفخ هنا والتسوية هي الحلقة المفقودة التي انتقل بها الإنسان من مرحلة الحيوان إلى مرحلة الإنسان العاقل، ذلك أن الله غير من وظيفة أذنيه وعينيه، ليصبحا جهازي استقبال لما يحيط ولكن بعقل، فالتسوية كانت على مستوى المخ، ثم النفخ هي عملية التغيير الجذري على مستوى هاتين الحاستين لتصبحا لاقطين ليعقل الإنسان الذي سوّي مخّه ...

فهذه إذن مرحلة الإنسان العاقل...

لا والأجلب للضحك، هو تذكره لكلمة عامية يتسخدمها الناس في مصر خاصة وربما في السودان بلده أيضا هي كلمة "نافوخ"، فيقول أنه رغم اجتهاده الكبير في أن يصل لأصل لغوي لهذه الكلمة يربط النفخ بالمخ، إلا أنه لم يفلح !! ::)smile: ولكنه لا يشك أن هناك علاقة بين "نافوخ" وعملية النفخ ...بمعنى أنه الجزء الذي نفخ فيه ........!!

أعود هنا للآية الكريمة عودا عقلانيا بحق، عودا منطقيا، عودا سليما من كل هذه التراهات ....

قوله سبحانه :
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ(7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9) -السجدة-

الآية 7 تصف بداية خلق الله تعالى للإنسان، بدأ خلقه من طين ....واضحة جدا .
الآية 8 تصف جعل الله تعالى لنسل هذا الإنسان من سلالة من ماء مهين، والنسل معناها الذرية، والسلالة لغة معناها الشيء الذي يُسلّ، فهي مسلولة من الإنسان، وهذه السلالة هي تلك النطفة التي ستنفصل عن الإنسان لتشكل ذريته، وتشكيلها طبعا من ماء مهين، ماء الرجل وماء المرأة، وهذه إرادة الله تعالى أن قدّر لهذا الإنسان كيف يكون نسله من أول الخلق، من لقاء سيدنا آدم وأمنا حواء، وليس كما يدعي هذا الكتاب من انتقال من مرحلة تناسل غير جنسي إلى تناسل جنسي ...

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1) -النساء-

الآية 9 : في هذه الآية يصف عملية التسوية والنفخ التي تحدث للجنين، هذا الذي هو نسل ذلك الإنسان الذي بدأ خلقه من طين، هذا الذي هو من سلالة من ماء مهين، وعملية التسوية في الجنين معروفة جدا خاصة في عصرنا الحالي والمراحل التي يمر بها الجنين، والتي ذكرها القرآن أصلا، ونفاجأ ونحن نجد ابن كثير يصفها وكأنه في عصرنا اليوم، فيصف النطفة ثم العلقة بتعريف علمي، ويصف المضغة وشكلها كذلك، شيء حيّرني شخصيا، وهم من أصبحنا نجد الكثيرين اليوم من أبناء هذا العصر يصفونهم بقلة المعرفة وبالتحجر ويتنادون بضرورة عدم التعويل على تفاسيرهم.... بينما يتجلى لنا أن قلة المعرفة هي في أمثال هذا الذي يدعي ما ليس له، فهو بغير حجج علمية ولا براهين عقلية يصف مراحل التطور ...!!

وهنا لا يفوتني أن أضع كلاما لابن كثير يفسر به مراحل الجنين، وكأنه في عصرنا :
 ثم خلقنا النطفة علقة " أي ثم صيرنا النطفة وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره وترائب المرأة وهي عظام صدري ما بين الترقوة إلى السرة فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة قال عكرمة وهي دم " فخلقنا العلقة مضغة" وهي قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط فخلقنا المضغة عظاما " يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين عظامها وعصبها وعروقها

إذن فعملية النفخ والتسوية هذه والتي أعقبت الآية التي فيها الحديث عن التناسل، هي تعني النفخ في الجنين، لأن هذا التسلسل في هذه الآيات، يتخذه الكثير من المؤمنين بالتطور حجة يقولون أنها تبين تسلسل عمليات التطور وذلك لأن آية التسوية والنفخ جاءت بعد آية التناسل، بمعنى وجود خلق قبل النفخ في آدم عليه السلام .

وبالتالي فهذه الآية وكما يدل عليه تسلسلها ومجيئها بعد الآية 8، تعني النفخ والتسوية للجنين، ولا تعني النفخ في سيدنا آدم .وهنا يجب أن أذكر حديثا مهما جدا جدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث صحيح يفصل عملية النفخ هذه التي تتم للجنين:

روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال:(إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم

« آخر تحرير: 2014-01-09, 10:02:03 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #18 في: 2014-01-09, 12:13:43 »
الكاتب الآن يحتج لفكرته ولنظرية داروين بقوله تعالى :

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(11)" -الأعراف-

هنا يتخذ من صيغة الجمع حجة لفكرته، بمعنى أن الله تعالى يخاطب جمعا ممن خلق من البشر، على اعتبار أن "ثم" تفيد الترتيب مع التراخي ، ثم اصطفى منهم آدم الذي أسجد له ملائكته، أي إنسان مرحلة العقل، أو مرحلة الإنسان العاقل...!!

وقد ادّعى صاحبنا أنه ستكون له خلال هذا الكتاب دراسة قرآنية، بتبحّره ف يالمعاني اللغوية التي بها يثبت فكرته، ولكن ليس هذا معناه أن يكون المنطلق "إثبات فكرتي" فينجر عن ذلك ليّ لأعناق الآيات، وليّ للغة، أكل هذا لأن الغرب قالوا ب"نظرية" التطور؟ بل إن من علماء الغرب المنصفين أصحاب العقول السليمة والسجايا السليمة من فنّد النظرية جملة وتفصيلا .

ولقد قرأت في مجموعة من التفاسير، وكلها تخاطب العقل وسمتها الحق والصدق، واخترت جزءا من تفسير ابن عاشور لغوصه الغوي الدائم في بحور الألفاظ والتراكيب، فلندقق :

وأمّا تعلُّق فِعْلي الخلق والتّصوير بضمير المخاطبين فمراد منه أصل نوعهم الأوّل وهو آدم بقرينة تعقيبه بقوله : ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فنُزل خلق أصل نوعهم منزلةَ خلق أفراد النّوع الذين منهم المخاطبون لأنّ المقصود التّذكير بنعمة الإيجاد ليشكروا موجدهم ونظيره قوله تعالى : { إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية }
[ الحاقة : 11 ] أي حملنا أصولكم وهم الذين كانوا مع نوح وتناسل منهم النّاس بعد الطّوفان
، لأنّ المقصود الامتنان على المخاطبين بإنجاء أصولهم الذين تناسلوا منهم ، ويجوز أن يؤول فعلا الخلق والتّصوير بمعنى إرادة حصول ذلك ، كقوله تعالى : حكاية عن كلام الملائكة مع إبراهيم : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين } [ الذاريات : 35 ] أي أردنا إخراج من كان فيها ، فإن هذا الكلام وقع قبل أمر لوط ومَن آمن به بالخروج من القرية .
ودلّ قوله : { ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } على أنّ المخلوق والمصوّر هو آدم ، ومعنى الكلام خلقنا أصلكم وصوّرناه فبرز موجوداً معيَّناً مسمّى بآدم ، فإنّ التّسمية طريق لتعيين المسمّى ، ثمّ أظهرنا فضله وبديع صنعنا فيه فقلنا للملائكة اسجدوا له فوقع إيجاز بديع في نسج الكلام .
و ( ثُمّ ) في قوله : { ثم قال للملائكة اسجدوا لآدم } عاطفةٌ الجملةَ على الجملة فهي مقيّدة للتّراخي الرّتبي لا للتّراخي الزّماني وذلك أنّ مضمون الجملة المعطوفة هنا أرقى رتبة من مضمون الجملة المعطوف عليها .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #19 في: 2014-01-09, 13:18:27 »
ثم وتحت عنوان "نقل السلطات الإلهية"

يقول الكاتب أن آدم قد نقل من مرحلة الحيوانية إلى مرحلة العقل، فأصبح إنسانا عاقلا، فلما أصبح هذا الإنسان العاقل، أصبح أهلا لأن توكل له مهمّة الخلافة، وعبّر عن ذلك بأن الله جلّ في عُلاه قد نقل شيئا من سلطاته إلى الإنسان عندها ...

وأن الإنسان قد أصبحت فيه بعض ميزات الألوهية !!! بتسخيره للطبيعة وما حوله، وأنّ الأسماء التي عُلّمَها إنما هي فقط سمات عامة وليست علوما، ويرجع ذلك إلى عدم معرفة قابيل فيما بعد لطريقة يواري بها سوءة أخيه، وأنّ في ذلك غرابة إن كان آدم قد عُلّم من الأسماء ما كان قيمة معتبرة من معارف هذه الدنيا ....

ثم هو يعود ويؤكد أن "آدم" هذا الذي تعلم وفق نظرته أعلاه، ليس آدم الشخص النبي عليه السلام، بل هو "اسم جنس"، وقد عُني بذلك كل ما يتعلمه الإنسان في الدنيا وما يتطور فيه من مدارك ومعارف وعلوم .

ثم وتحت عنوان "تنصيب الخليفة"

يصف النقلة التي انتقلها الإنسان إلى مرحلة الإنسان العاقل، وأن الله جعله خليفة، أنه أصبح أهلا لأن يكون نائبا عن الخالق في الأرض، ومتحكما في مخلوقاته

ولنلاحظ خطورة هذا التعبير .

والله سبحانه وتعالى هو الخالق الآمر الناهي المسيّر السماوات والأرض وما بينهما وهو سبحانه القائل:
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ(84) -الزخرف-
وأيضا أحب أن أشير إلى كلام خطير يورده في هذا السياق، وهو يؤلّه الإنسان، ويرفع من شأنه مقاما لا يجب أن يرتفع إليه، لما قال أنه قد أصبحت فيه ميزات من الألوهية، وأنه قد أوكل إليه نيابة الله في الأرض، وأنه ليتحكم في مخلوقات الله ....

أيضا يجب أن أذكر كلاما خطيرا آخر أورده، وهو نظرته إلى آيات يفرد فيها الله سبحانه وتعالى ذاته حين المخاطبة، وأحيانا أخرى يجعل ذاته بصيغة الجمع، فيفسر إفراده لذاته في بعض المواضع من القرآن بأنه ليرفع من مقام مخاطَبه . وقد ضرب لذلك مثلا مخاطبته لموسى عليه السلام بـ : " إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى(13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14)" -طه-

وهذا الكلام منه يسوقه خلال حديثه عن إفراد الله لذاته وهو يخاطب الملائكة بشأن جعله آدم خليفة، ثم جمعه لذاته أي بصيغة الجمع حين أمرهم بالسجود "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا....."

وسبحان الله ! ليس لما ذكر من علاقة لا من قريب ولا من بعيد بإجلال الله سبحانه لعبد من عباده إلى الحد الذي يتحدث فيه عن ذاته بصيغة المفرد بدل صيغة الجمع ...

قال صاحب المعجم الوسيط: نحن ضمير يعبر به الاثنان أو الجمع المُخْبِرون عن أنفسهم، وقد يعبِر به الواحد عند إرادة التعظيم.

كذلك أمر إيراد حديث الله عن نفسه بالجمع تارة وبالإفراد تارة أخرى، للدكتور سلمان العودة نكتة جميلة جدا في ذلك أنقلها لكم :

القرآن كلُّه نصٌّ واحد، يفسِّر بعضُه بعضًا، وما قد يلتبس في موضع، يبيَّن وينكشف في مواضع أخرى.

وإذا تأملت الآيات الواردة في الحديث عن الله، وجدت لها صيغتين:

الأولى: صيغة المفرد، وتأتي في مقام الأمر بالعبودية؛ لتأكيد الوحدانية ونفي الشرك: (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طـه:14]، (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 92]، (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 52]؛ لأنها في مساقٍ لا يحتمل اللبس، ولم يرد أبدًا: فاعبدونا، أو: اتقونا، أو: أطيعونا..

ولذا كانت سورة الإخلاص أعظم سور القرآن، وكانت آية الكرسي أعظم آياته؛ لاحتوائهما على هذا المعنى خالصًا واضحًا مؤكَّدًا.

ومثله: مقام الدعاء والتضرع إذا حكاه الله عن عباده: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) [البقرة: 201]، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ) [الأعراف: 89]، (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا..) [البقرة: 286].

ومثله: مقام التوبة: (أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 160].

ولكن قد يحكي الله فعل العباد بصيغة التعظيم، كقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

وهذا يلتحق بالصيغة الثانية، وهي:

صيغة الجمع، والأولى أن تسمَّى: صيغة التعظيم، وتأتي في مقام تعظيم الله لنفسه أولًا، وفي مقام الإلماح إلى جنوده وملائكته الذين يعملون بأمره ما يشاء.

ومن ذلك: الامتنان بالعطاء والفضل، كالآية السابقة، وكقوله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، ولهذا عقَّب في الموضع ذاته بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 1-2]، ولم يقل: (صلِّ لنا). ومثله قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فالصلاة والعبادة والنحر له وحده سبحانه.

ومثله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا)، وقد أعقبها بقوله: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) [الإنسان: 23-24].

وفي موضع آخر: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) [الطور: 48]؛ إشارة إلى المعنى ذاته، وجمع الضميرين معًا في سياق واحد يزيل كل التباس أو توهُّم.

وهو يتضمن الإلماح إلى جنوده الذين كلَّفهم بحفظ أنبيائه وتنزيل وحيه، أو إهلاك أعدائه.

ومنه: مقام المنة بالخلق والرزق والإحياء والبعث والتفضيل، وهو كثير جدًّا، كقوله: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) [الأنبياء: 30]، (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) [الأعراف: 11]، (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12]. وهي إشارة إلى الملائكة الكرام الكاتبين.

ويشبه هذا قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، ولذا عقَّب بقوله: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 16-18]. وهو الملك الموكل بالإنسان.

ومثله قوله: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) امتن بنعمة الفتح المبين، وضمن الآية الإشارة إلى الملائكة الذين يقاتلون مع نبيه، وعقَّب بقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ..) [الفتح: 1-2].

وفي مقام إهلاك الكافرين يذكر ضمير العظمة، ولا أُسمِّيه: ضمير الجمع، وكأن المراد أنهم بكثرتهم وجمعهم لا يعجزونه سبحانه، فهو الواحد العظيم القدير.

وأمثلته كثيرة، منها: سورة القمر: (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا...) الآيات.

ومجيء الضميرين معًا هو الغالب؛ ولهذا قال هنا: (فَدَعَا رَبَّهُ)، وقال: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ).

ولا تكاد تجد موضعًا سيق فيه ضمير العظمة، إلا وقبله أو بعده ضمير الإفراد، أو الاسم الظاهر «الله».

حكمة ربانية لنفي كل شبهة تعلق بنفس، أو يلقيها شيطان، أو يوسوس بها مُغْرِض.

ومن أسرار هذا المعنى، أن ضمير العظمة يأتي في كلام الله، ولا يأتي في كلام الأنبياء والصالحين حين يخبرون عن ربهم، كما في قوله تعالى: (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) [الكهف: 14]، (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف:38].

ولا أجد ما يخالف هذا في القرآن الكريم حسب تتبعي، وهو يدل على عدم استحسان تعبير العباد بضمير العظمة عن ربهم؛ لأن اللبس محتمل هنا، والعبد ليس بمعصوم، وكذلك أدعية النبي صلى الله عليه وسلم كلها تأتي بخطاب المفرد: «رب، ربنا، إلهي، اللهم..».
« آخر تحرير: 2014-01-09, 13:22:22 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب