السلعوة 000

[أسيرة الصفحات]

هل تذكرونها
ليست ذئبا , و لا كلبا ولا ثعلبا , فقد جمع ذلك المخلوق الأسطوري بين قوة الذئب و شكل الكلب و دهاء الثعلب , و سواد الليل
إنه بطل قصص الرعب الذي تحكي قصصه الأمهات لأبنهائهن كي يطيعونهن , كنت آنذاك في العاشرة من عمري لما إنتشر صيت ذلك الحيوان بين أركان المحروسة , تناقلت صوره الجرائد الشهيرة و صار حديث الساعة في برامج التلفاز المحلية , وصل المقطم و أكتوبر و عدد من محافظات مصر الحبيبة , لكن من وجهة نظري أكثر من تأذى من بطش السلعوة كان مدرسة الرياضيات عندنا في المدرسة , فقد حباها الله صوتا جهورا تخيف به طالباتها , فكنا في ذلك العمر ثقيلات ظل و كنا حينما تزأر مدرستنا نسخر منها قائلات : حاضر يا مس سلوع ( بدلا من سلوى ) و ننهمر في ضحك خبيث , وانتشرت الشائعات حينها أنها ستلد سلعوه سوداء صغيره حيث كانت حاملا تلك المدرسة المسكينه ...
على أي حال , بعد فترة إختفت أخبار السلعوة , و ظن الجميع أنها ذهبت بلا سبب كما ظهرت بلا سبب ,عم إطمئنان شديد بين الناس , حتى أني صرت لا أحلم بها مرارا و تكرارا و لا أفكر بها كثيرا , و حينما كنت أرى كلبا أسود كنت أبتسم و اقول في نفسي يا ترى فين السلعوة , و صرنا ننادي مس سلوى بإسمها العادي خصوصا حينما أرتنا صور طفلتها , لكن و بينما الناس في حالة الأمان الداخلي إذا بخبر يعتلي الصفحة الأولي في جريدة الأهرام
( عودة السلعوة )
لقد عاد الوحش , عاد و قد قتل من جديد ,
انتشر الرعب مره أخرى , و ارتادت صورة الذئب الكلبي الأسود الثعلبي أحلامي , صرت أتأخر عن الذهاب للمدرسة خوفا من أن تستهدفني السلعوة أثناء انتظار الحافلة ... و في يوم عظيم من أيام جمهورية مصر العربية ظهر بطل مغوار , البطل الذي قضى على السلعوة , من هو هذا الشخص الباسل الخطير الذي هزم الوحش
سارعت بفتح القناة الأولى , و كان برنامج صباح الخير يا مصر يستقبل البطل المغوار , قالت المذيعة ... نقدم لكم الآن الشخص الذي هزم السلعوة , إنها أم إسماعيل .. إحكي لنا كيف هزمت السلعوة
و ظهرت على الشاشه إمرأه بثياب رثة ترتدي منديلا فوق راسها و على وجهها محفورة طرق ووديان , قالت بصوت أجش : صلي عالنبي , أنا و أنا قاعده في أمان الله سمعت صوت بيخبط عالباب قلت ده أكيد مصطفى رجع , قمت و قربت من الباب و قلت مين بيخبط , سمعت حد بيقول أنا , فقمت فتحت الباب محستش إلا و السلعوه نطت عليا قمت بقدرة قادر ركبت عليها و شديتها من ودانها و فضلت أشد لحد ما طلعت في الروح !

سبحان الله ... تلك السلعوة الخارقة التي قتلت من الرجال الأقوياء تقتلها أم اسماعيل بتلك البساطة ... ! اختفت بعدها أخبار السلعوة مره أخرى , و لازلت إلى اليوم لم أفهم من أين لهم بهذا المسمى و هل له أي علاقة بتصنيفات الحيوانات , هل حقا قصة السلعوه حقيقة أم أنها كانت مجرد شو إععلامي لجذب الناس و شغلهم عما هو أهم !

[سلمى أمين]

لو كان حديثها و قد كان عمرك عشر سنوات .. فهذا يعني انك فقط تكبرينني بعام او بضع العام !
إذ ذاع صيت الاخت السلوعة الكريمة هذه و انا في الابتدائية
و قد صدقت امرها حتي انني كنت ابكي و اغطي نفسي جيداً قبل ان انام .. و احلم ان هناك كلباً بقدم و ذراعي ماعز تقف عند رأسي ..و انها ستربّت علي كتفي في اية لحظة !
و كنت كذلك ارهب النظر من احد النوافذ عندنا في الليل إذ كانت نافذة بعيدة و مكانها مظلم و تُريك الكادر بصورة مرعبة ..
وكنت كثيرا ما انظر إلى الباب الرئيسي لبيتنا منتظرةً او متأهبة لرؤية كلب يقف مثل القط توم وله قدمان كقدمي الماعز و حوافر مثله ..
ياااه
و هذه تقول ان اباها قد رآها و ضربها .. و تلك تقول انها دقت باب بيتهم و انها تتحدث وتقول اذا سألها احد : أنا محمد ..
اكشن اكشن يعني :))
لكني لم اعِ يوماً بموضوع ام اسماعيل هاته..

[elnawawi]

عشت في ايام هذه السلعوة وانا في المرحلة الاعدادية .. وكان تأثيرها كاسحا .. كل القنوات تتحدث عنها .. كل البرامج التلفزيونية تذكرها .. كل نشرات الاخبار .. حتى البرامج الفكاهية والساخرة (عزب شو وغيره) .. السلعوة كانت حقيقية تماما في أعين الجميع من حولنا .. الآباء والأمهات والأطفال والمعلمين .. لذا لم يكن يوجد شخصا يكذب وجودها على الرغم من أن أحدا لم يرها .. بالضبط كما يحدث الآن تماما في الحديث عن "إرهاب الأخوان" .. هذا الشيء المبهم الذي يروجه الإعلام .. الفارق الوحيد هو أن الملايين تستطيع أن ترى كذبهم هذه المرة ولا تقع في شراك أفخاخهم ..

[سلمى أمين]

و لا تقع في فخاخهم ؟
سبحان الله .. بعض من الفئة المصرية وصل إلى اعلى قمم السفه إذ صدّق و آمن بما يُقال ..
و قريبٌ لي .. حاججّناه بمقتل جارٍ لنا هو يعرفه جيداً .. فقال في بساطة إنه يمثّل !
هكذا ..لدينا سلعوة كبيرة أكثر خطراً من الكلاب ذات اقدام الماعز .. التغيٌّب و الغباء معاً ..

[أسيرة الصفحات]

كم احب ان ابدا يومي بمشاركه ... سلام عبيكم ...الحديث حديثها يا فلانه ... احييكي على اختيار الاسم ...و يبدو اننا في نفس العمر فعلا و سعيده بمعرفتك و مشاركتك اتفق معك ان الناس الى الان لازالوا يندرجون وراء اكاذيب الاعلام و لكن هناك فئه كبيره كما ذكر الاخ الكريم قد استفاقت

[سيفتاب]

أختي الحبيبة أسيرة

سعيدة جدا بعودتك وإبداعاتك