سلام عليكم
واكمل مع تاني ركن من اركان العقيدة
الايمان بالله واليوم الآخر
نحن والموت نحن والموت على اصناف اربعة صنف يهتف مع الشاعر الاحمق (ما مضي فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها) قول احمق
1-هذا الصنف لا يفكر في موت، ولا يعد لمقبل، ويظن الامس قد فني، لا والله ما فات ولكن قيد علينا سيئة وحسنة و"المؤمل غيب" غيب عن الحس، حاضر في النفس موجود عند الله، آت لا شك فيه، وهذا الصنف هو شر الثلاثة، الذي لا يفكر ولا يذكر الموت.
2-وصنف يذكر الموت لكن على قول الشاعر عمر الخيام حيث يقول اذذا كان الموت حقا لا شك فيه، وكانت الحياة قصيرة لا بقاء فيها، فلنملئها بالعشق والهيام، ونهرب منها الى كأس المدام، فنمضي العمر في اللهو.
3-وصنف يذكره، لكن كذكر الشاعر ابي العتاهية له، وكأنه يقول " رأيت الموت غاية كل حي" من دون ذكر ما بعد الموت.
ولكن أهل الحق، يعرفون أنه ليس الغاية بل إنه البداية، وما هو بنوم ولكنه يقظة من النوم" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" الحياة الاخرى حقيقة هي الحياة، لكن لمن له بصر يرى بأن حياة الانسان مراحل، فقد كان يوما منطويا على نفسه، مكوما في بطن أمه، ولو كان يفكر ساعاتها لظن آن خروجه من بطن أمه يكون موتا مع انها ولادة، وهكذا مثالنا نحن مع الموت، الذي هو في حقيقة الأمر خروج من هذه الدنيا، وانتقال الى عالم أرحب الى عالم البرزخ.
الاستعداد للموت الانسان مغروز فيه طول الامل، لذلك كان الموت أقرب شيء في حواسنا منا، وأبعد شيء عنا في افكارنا عنا، نشيع الجنائز ونفكر في الدنيا، نرى المقابر وقد امتلأت بالموتى، ولا نفكر أن سنكون يوما من ساكينيها، الانسان ينسى الموت، لكن المؤمن يذكره دائما ويستعد له بالتوبة والاستغفار ورد الحقوق الى أهلها، والمداومة على محاسبة النفس، يخاف يوما تتقلب فيه الوجوه والابصار. وتأتي ساعة الموت التي لا مفر منها، فلا ينفع ساعتها الا الصادقين صدقهم، ساعة حق لا يوقفها لا طب وعلم ولا أي شيء، فقط ن أحياها هو الذي يستطيع أن يأخدها، "
وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ".
يوم القيامة الايمان باليوم الآخر (يوم القيامة) الركن الثاني من أركان العقيدة، ولا يكاد يذكر الا ويكون مقرونا بالايمان بالله. والمؤمن ينبغي له أن يذكره دائما، لكن ليس ذكرا لمجرد ان هذا اليوم موجود، لا بل الذكر يكون مقترنا بأعمال يبتغي بها وجه الله تعالى، ويتقي بها الوقوف بين يديه في هذا اليوم، ,ان كل أعماله محصاة في كتاب سيقرأه، اما أن يكون له او عليه.
كما أن هذا اليوم له موعد، وقد صرح القرآن الكريم بأنه لا يعلم موعدها إلا الله وحده، وأنها لا تأتي إلا بغتة، لكن ورد في القرآن أنه أحداث غريبة في هذا الكون منها :أنه يخرج من الارض دابة تكلم الناس، أما صفتها وكيف تكلم الناس فهذا عند الله وحده، ومن ذلك ايضا : يأجوج ومأجوج وخروجهم، والله لم يبين من هم واي الامم هم، وما بلدهم ولا أين يقع هذا السد، فوجب الايمان بهذه الاحداث دون الكلام فيها بلا دليل سمعي ثابت. وامور اخرى كثيرة وردت في الاحاديث الصحيحة.
ابتداء الساعة يكون ابتداءها بزلزال هائل، لايشبه ما يعرفه الناس من زلازل يقع والحياة البشرية لازالت مستمرة، فيصاب المجتمع البشري بفزع عام يصل الى درجة أن الام تذهل عن رضيعها، والحوامل يسقطن من الرعب ما في بطونهن، ويغدو الناس كأنهم سكارى، إومما يرجع القول على الزلزال قوله تعالى "ِ
ذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3"وفي القرآن نصوص صريحة، تدل على أن كثيرا من السنن الكونية(قوانين الطبيعة)، تطرأ عليها تبديلات وتغييرات، ومن هذه الحوادث: أن الجبال تصيبها رجفة أرضية هائلة، وتنسف نسفا فتسير كما تسير كثبان الرمل، ثم تغدو سرابا وتصير الارض كلها مستوية.
النفخ في الصورلا نعرف ما الصور، وماهي حقيقتهن ولا كيفية النفخ فيه، والذي جاء في القرآن: أنه ينفخ فيه فيفزع من في السموات والارض، فلا يبقى من الارض احياء، وتمضي مدة الله أعلم بمداها، ثم ينفخ فيه اخرى، فتعود الحياة لكل ميت.
البعث والحشر يبعث كل ميت على الحالة النفسية التي مات عليها، يظن أنه لم يمر عليه إلا ساعة أو ساعات، لذلك علمنا ديننا أن نسأل الله حسن الخاتمة.
وقد ضرب الله لنا الأمثال في القرآن : كأصحاب الكهف مثلا الذين ناموا ثلاثمئمة وتسع سنين، ثم قاموا يظنون أنهم ناموا ساعات، وايضا مثل الذي مر على القرية الخالية الخاوية، هذه حال الناس عند البعث، يظن أحدهم أنه نام قليلا واستيقظ. يومها يرى المرء صديقه الحميم فلا يسأل ولا يهتم به، يهرب من أخيه وأمه وأبيه، لايهتم إلا بنفسه، بل إنه يضحي بهم ويقدمهم أفدية له، ويتركون هكذا أمدا لا يعلمه إلا الله، ثم يساقون الى الحشر جميعهم، والجن والشياطين والوحوش، ثم يأمر ربنا بجهنم فتبرز للناس من بعيد ويقول لهم :"
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ، وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ، هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"
ويأمر ربنا بأن يفرز المجرمون، فيتمنى كل واحد منهم أنه لم يكن بشر. ويجمع الكافرون في جهنم هم وما كانوا يعبدون من آلهة، ويقول لهم ربنا: "
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ"، وينظر الضعفاء الى المستكبرين، الذين جعلوا أنفسهم زعماء في الدنيا، وقادوا قومهم الى الشرك والكفر، فاستنصروهم فقالوا:"
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ"، فأجابوهم بالبراءة وأنهم لا يستطيعون دفع العذاب حتى عن انفسهم، وساعتها يتبرأ كل معبود من ممن كان يعبده، حتى الشيطان يعترف لمن تبعه بكذبه، ويتملص من الالتبعية ويلقيها كلها عليهم، ما كان له من حول ولا طول، ولا نفع ولا ضر، وأنه يملك إلا الوسوسة. "
وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ"
الحساب الوقوف بين يدي الله، وقيام ميزان العدل المطلق، الذي لا يضيع مثقال حبة من خردل، ولا أصغر من ذلك، تحصى المرء أعماله كلها، وتبرز نياته الخيرة واخلاصه القلبي، فتكون له ثقلا في الميزان، وما كان في قلبه من نفاق يكون عليه. محاكمة عادلة لا ينفع فيها إلا عمل الانسان، والعفو من الله، ولا يسعف من كان له مال ولا جاه، ولا يستطيع أحد أن ينفع أحدا، ولا يجد أحد شفيعا يشفع له إلا من بعد أذن ربه، وشفاعة الآخرة ليست كالدنيا، فشفاعة الآخرة تكون عندما يريد برنا أن يرحم أحدا، ويريد بتكريمه أن يشرفه، يجعل الشفاعة سببا ظاهرا لهذا العفو.
الشهود والبيناتحكمات الآخرة قاضيها رب الارباب، وبيناتها شهادة الانبياء، والملائكة الذي كانوا يحصون الأعمال.
الكتب والصحفهذه الصحف تسجل فيها كل اعمالنا في الدنيا، تكون مطوية ومخفية، سرا لا يدري به الخلق، فإذا حل يوم الحساب، نشرت وأعلنت مثل نتائج الامتحانات، تكون سرا عند الفاحصين لا يعلم بها سواهم فإذا جاء موعد الاعلان، علم بذلك كل الناس، والراسب هنا يسقط في جنهم ويخسر، وإلا ذلك فإنه تنشر وتوزع فمن كانت حسناته اكبر من سيئاته فهو يومها في فرح واستبشار-اللهم اجعلنا منهم- من كان العكس ايقن هلاكه، وظلمه لنفسه.
الدفاع والاقرار إذا وقف الناس للحساب، لجؤوا الى الانكار، وحلفوا كذبا على براءتهم، ونسوا انهم أمام رب العالمين الذي يعلم ما في النفوس، فيمسك الله بألسنتهم، ويأمر اعضائهم التي مارست الحرام فتقر بما صنعت، فإذا اخذوا بإقرارهم، عاتبوا اعضائهم، وكيف يفر المرء من جلده، وبصره وسمعه، وهذه عاقبة كل كافر بالله، منكر ليوم الحساب، لا يمتد إلى ابعد من هذه الدنيا، ويختفي بذنبه من الله، والله مطلع عليه، فكيف يتوارى من شاهد هو معه، لا يستطيع مفارقته؟
والحساب أنواع، منه اليسير كحساب من اخذزا كتابهم بيمينهم، ومنه الشديد كحساب القرية التي عتت عن أمر ربها ويخرج الناس من الحساب وهم اصناف، السابقون المقربون، وأصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة.
ويمرون على صراط من فوق جهنم، يسرعون باجتيازه بمقدار قربهم من الله، فينجو المتقون، ويسقط فيها والعياذ بالله الظالمون.
الجنة وجهنم الجنة أنها تجري من تحتها الانهار، واهلها يحلون فيها من اساور من ذهب، ولباسهم فيها حرير، وأن فيها أنهارا من لبن وخمر وعسل، وكل هذا جاء على وجه التقريب للأفهام، لأن اللغات البشرية موضوعة في الأصل للتعبير عن أشياء أرضية، فما من شيء في الجنة يكون كالذي في الارض، وقد ذكر هذا في قواعد العقائد، حيث ذكر أن العقل البشري لا يستطيع الإحاطة بها، أو تمثيلها.
وليس دخول الجنة بالتمني والتشهي، ولكن بالإيمان والطاعة. "
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ"، فالمؤمن الذي يدخل الجنة، يكون فاعلا للخير، لا يكون منفعلا للشر، وأن يصبر على ما يلقى في سبيل تمسكه بدينه، فيكون من الصابرين، فإن اجتاز الصراط، تحققت النجاة إلى جنة عرضها كعرض السموات والارض.
جنة اعدها الله للمتقين، ومن هم هؤلاء المتقون؟ وماذا كانوا يصنعون؟ لعلنا نصنه مثلهم فنكون معهم، والمتقون هم "
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ "
هذه بعض صفاتهم، فمن اتصف بها بعد تصحيح العقيدة، وصدق التوحيد، أدخله الله بكرمه ومنه الى الجنة. والجنة درجات، فيفها جنة النعيم وهذه خصصت للسابقين السابقين، وجنة سماها الله بالغرفة ووعد بها عباده الذين يجمعون صحة الاعتقاد، واستقامة السلوك، وكثرة العبادة، وعلو الاخلاق، وهم مذكرون في سورة الفرقان، وأن فيها امكنة مثل جنة المأوى، جنات عدن، ولمن خاف مقام ربه جنتان، وأن فيها عليين.
أما عن أحوال أهل الجنة، فإنهم يجتمعون بإخوانهم وأهلهم، في ود وصفاء، تصف لهم الأسرة والارائك، وفرش من شيء اسمه الاستبرق، ويخدمهم فيها خدم صغير، يطاف عليهم بالطعام، وتحمل لهم الاشربة، يقصدون من أركان الجنة حيث شاءوا، ولا يقولون فيها إلا خيرا، وإذا تحدثوا تذكروا احوال الدنيا، وما كان من أمرهم فيها، يقولون "
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"،
اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، وعفوك ومغفرتك، أعذنا من النار، وأدخلنا الجنة بسلام.
جهنمجهنم ليست بنار كالتي نعرفها، هي من نوع آخر، إذ لو كانت كنار الدنيا لأحرقت كل شيء، لكن جهنم فيها شجر الزقوم، وفي جهنم شراب ولكنه ماء كالصديد، وفيها ثياب لكنها من نار، وفيها ظل و ظلل لكنها من نار، هذه عاقبة من آثر الدنيا وترفها، وأصر على الكفر، وأنكر البعث
فإذا انتهى الحساب، وحقت كلمة العذاب على الكفار، يساقون الى جهنم زمرا، حتى تغتاظ جهنم نفسها من كفرهم واصرارهم، وخزنتها لا ينقضي عجبهم من حماقتهم وعنادهم، فأقروا بأنهم كانوا صما لا يسمعون، وأنهم قد عطلوا عقولهم فلا يفكرون، ولجهنم سبعة ابواب، وهي مغلقة بمزاليج ضخمة، كأنها أعمدة، وهم يلقون فيها في مكان ضيق، مربوطا بعضهم ببعض.
ببلوغ الانسان بسلوكه جهنم، راح يحاول الخروج منها، ويعدو أنه إن أعيد للدنيا راح يستدرك النجاح في دورة أخرى، لا يدري أنه اذا خرج من الدنيا لا يعود إليها، ومن دخل النار "
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ" فيكون الجواب الحاسم، "
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " فيلجأ الى خزنة جهنم، يظن أنهم يملكون له نفها، فيقولون لهم"
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ، قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" فاذا يئسوا منهم، عمدوا الى مالك، رئيس حرس جهنم، فأجابهم الجواب الحاسم، "
إنكم ماكثون"، فيفكرون في ان يفتدوا انفسهم، كما يفتدون الدنيا بالمال، ولكن هيهات: "
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ، وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" فلا تنفعهم محاولاتهم ابدا للخروج، وهنا يكثر الحديث والاختلاف.
أهل الجنة اخوان على سرر متقابلين، وأهل جهنم في نزاع وجدال،"
هَٰذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ، قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ، قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ، وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ، إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ"
كما ان هذا الجدال يعقبه حوار من آخر، بين أهل الجنة والنار "
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ...... وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ الاعراف الذي يفهم من الآيات، أن الاعراف مكان بين الجنة والنار، يقوم فيه مدة من الزمان من قصرت به حسناته عن دخول الجنة، يرون منه الجنة ويأملون دخولها، ويخاطبون أهلها، ويرون النار ويعوذون بالله منها ويكلمون اصحابها "
وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
ورأوا في جهنم ناس جبارين عرفوهم في الدنيا، فنادوهم وقالوا لهم"
قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ" وسيرون أنه لا يغني عنهم من شيء، لا حليف ولا أليف، اذا مات فينزل وحده للقبر، وإذا بعث وحده، واذا وقف للحساب فوحده، هذه حقيقة مشاهدة في الدنيا، ولكن عميت عليها الأبصار والبصائر، فيا رب افتح ابصارنا حتى نرى الحقائق الدالة عليك، ونور بصائرنا حتى نبصر الطريق الموصل اليك، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن يا عفو يا غفار.[/size]
آمييين
يتبع ان شاء الله مع تالث ركن من اركان الايمان -الايمان بالقدر