شاهدتم ذلك المقطع الصبياني , يُصور ما يقارب المائة او اكثر- ذكر المقطع انهم ثلاثمائة - من ضباط الجيش المغوار يسيرون فيما يشبه رزمة بشرية تحاول ان تكون تظاهرة شريفة .. و يرددون فيما يشبه هتافات حماسية لم اتبين منها حرفاً ..
يشهرون فوّهات البنادق للسماء , يرتدون ذلك الزي المميز للجيش ..
و من هناك , و في سيرٍ حُددت وجهته سلفاً كما هو الواضح ..هم في مهمة مجيدة لفض تظاهرات الازهر .
بنادق و اسلحة و ثلاثمائة فطحل في الطريق لفض تظاهرة واحدة في الازهر! .
إنهم بريئون و رقيقون جد الرقة ..
كم أنهم بشر!
احب فيهم حنانهم ..
هلموا يا بواسل , يا حماة الديار .. اديروا الرحى و افرغوا خزائن رشاشاتكم و اسحقوا ببياداتكم كل السّحق لقومٍ اكبرهم لم يزد عن الخامسة و العشرين .
انسفوهم من الحياة نسفاً . لأنكم ابطال .. و لانكم وجدتم المطبّلون و فارغي الجماجم الذين سيهللون لكم .
سيروا في الارض ذبحاً و أسراً و قنصاً و صفعاً و ركلا ..
ادعوا الله ان يمدّكم بالقوة لأجل ان تسفحوا الدماء و ان يسدد و يرشد رصاصاتكم و قنابلكم في اكباد العباد الصائحون في وجوهكم .
تضرعوا من اجل ان تطرب اسماعكم باصوات الدم و ابصاركم بلون الموت .
تلذذوا بالبطش . فلكم يوم يُبطش بكم فلا تردون البطش .
هلموا بالموت . انزعوا الحيوات من اصحابهم . كونوا نازيين .
سترحلون!
سترحلون و من خلفكم يصفقون و يرقصون لكم . ستتشقق الارض يوماً فاذا بالجميع هناك بالسرابيل و السلاسل مكلّبين .. يأتيهم الاخذ من كل مكان ..
لسنا نعاني فيكم مشكلة .. فلولا امثالكم لما بُعث الانبياء , و إنما نحن منكم في الساجدين امام احذيتكم لا ينهاهم عن تقبيلها شيء مما يمنع الناس .
في نفس المقطع , وقف الرجال و النساء اللاتي خرجن من سيارتهن و اطلّ اهل الشرفات من شرفاتهم يصفقون و يهتفون لهم .. و جماعة التيوس تلك لا تزال في سيرها و قد انتفخت انوفهم و تضخمت خُيلاؤهم .. و تضاءل فيهم كل معنىٍ نظيف آخر ..
صفقوا مشيئتكم كلها .. هلّلوا امركم كله .. و ارقصوا حياتكم كلها
سترافقونهم !