مقال طريف للغاية !
---
#عن خارطة الطريق و الازمات و الحاجات و كدهون ..
-------------------------------------------
ببساطة , سيكون مقالاً شديد الطرف و المرح .. لاننا - كما يقول الجميع - نفتقدهما في حياتنا .كالانابيب و الشرف و غيرهما من المعاني الجميلة الاخرى..
لذا , هلم نتنازع الطرف!لأرضٍ ما شديدة التعرّج . اسلم ظهره
و جلس يسترجع و يتأمّر على ذاكرته أن تسعفه بأحداث اليوم الطويل جداً .
كلما تذكر حدثين , نسي من بينهما آخر فيعود يرتب ثلاثتهم من جديد حتى يبدو الامر كما انبغى له و كان .
و حتى لا نتطفّل على البشر , فالتطفل شيء قبيح ..كالانقلابات التي تحدث و عربات الامن المركزي التي توجد , سنعرف فقط أنه راضٍ عن يومه بضع الرضا الذى تمنى
حضّر الافطار مع محضريه . يشعر بالفخر عن انجازه في التقطيع الممتاز للبطاطس .
قبيل الافطار , اختلى إلى ركنٍ عالٍ اخضر قد امتلكه لنفسه دون إذن من الكون و اهله. اختلى يراجع حزب " ولو أننا انزلنا إليهم الملائكة .."
حمد الله ان معلمه لم يكن بقربه ليستمع إليه و هو يدغم ما لا إدغام فيه و يقتطع نفسه عند الحركة الثانية في المدّ
لكنه كما اشباهه, سيتأدّب ذاتياً .. و يعاود القراءة بنبرة العفاسي التي يميزه الناس بها .
انصرف مسرعاً إلى الافطار . ارفق في سِرِّ دعائه اسماً لا نعرفه انا و لا انت .. اسماً يخص من فتنت روحه , لو أنها تعلم ما يسرّه له و يمنعه حياؤه لانزوت عن اهل الحياة جميعهم إلاه ..
اصبري .. اصبري و ستصبحين يوماً لي , لن ادع الدنيا بعدها تغضبك ابداً
بعد الافطار , جلس يجمع الطعام مع جامعيه كما حضره مع محضريه
و ردّ على صاحبه .. و سلّم على اخيه .. و اتصل على جاره ..
و حكى كثيراً مع مسئوله .
ثم , اصطف مع المصطفين .. و كبّر كما كبروا .. و صلى كما صلوا و دعا و آمن كما أمّنوا ..
و اسرع إلى خيمته , و جلس مع البقية في حديثٍ غامر ماتع , ربما كره انعقاده لشدة ما يكره انفضاضه .
ينظر إليهم , و يفكر كم يحب هؤلاء القوم . و كم تشبهه تلك الوجوه.
يكره فيهم أنه لن يعيش معهم حتى إنقضاء الابد, و أنه عندما يقدم النصر قد لا تجمعهم خيمة و لا يتفقون على مزحة مجدداً كما اعتادوا ..
ليتنا لا نعتاد شيئاً !
بعض الضحك الفيّض و التمثيليات و الذكر و الصلاة و الحب و الطعام ..حياه.. هو يجلس ..
و يضم كفّيه يرفع الدعاء الاعظم ..
" أي رب .. شهادةٌ .. و ألفُ جنة , و كل الفردوس ..آمين "
اقترب من حاجياته يتذكر الاغراض التي يريد استحضارها عند عودته إلى البلد ,
كم يفتقد أمه العجوز البسّام . سيقص على مسامعها الضعيفة نوعاً الكثير مما سيضحك قلبها قبل ثغرها .
ستدعو له بشدة , و تطعمه بشدة .. و تحبه أكثر ككل مرة تحبه فيها ...
هل استجاب الله لها منذ اكثر من 23 سنةً أن يرزقها صالحاً ؟
قد فعل يا أم الصالحين كلهم .. قد فعل !
سيجلس الليل كله معها , ستشتكي له ألماً آخر و مرضاً اخر .. و تسأله ان يشتري لها دواءاً و دواءاً و دواءاً .. و يشير إلى كلتا عينيه أن : من عينيا !
و يسمع في صبر حكاية الجارات مع بائع السوق , و حكاية الطبيب .. و حكاية الطعام الذي لم يعد طعاماً من دونه ..
ستبكي و تدعو بالنصر .. و يؤمّن !
يجري مسرعاً ينحني إلى التي لا يزال يذكرها و هي تبكي البكاء الاول , ينحني إليها يقبّلها و يملأ بصراخها المرح المكان .
سيلاعبها بالاوراق و تلاعبه .. و يتركها تغلبه فتغضب لأنها لم تعد مبتدئة كالاطفال ..
فيضحك لانها بالفعل صارت عروساً صغيرة ..
سيسألها في تعمد لمضايقتها , و هل صرتِ في الثاني ام الثالث الابتدائي الآن ..
تزداد هي غضباً .. و تتشابه لامها فيما إن احمرّ وجهها
فتقول بلثمة السين الشهيرة أنها كبرت و صارت في الخامسة " يا بارد " ..
سيعطي لامه مبلغاً ما , هو ما يبدو ما قد تبقي ..
سيغسل ملابسه بنفسه , سيكتب يومياته بنفسه , سيذهب بالعشاء إلى الأرملة الجارة .
و ابنائها.. بنفسه
إنه بخير ..
بخيرٍ و الحمد لله ..
حتى و لو قالوا أن الجو لا يطمئن ,
إنه مطمئن .
حتى لو قالوا أنهم بادؤوا بالضرب .
إنه هاديء .
حتى لو قالوا أن الدماء في كل مكان ,
إنه ثابت
حتى لو وجد نفسه يرفع جثث محمد و ابراهيم ..
إنه يستغفر .
حتى لو وجد نفسه يهرول صارخاً في النساء , و يبحث عنها
إنه يسبح .
حتى لو شمّ الدم و رأى الغاز!!
إنه لا يهتم .
حتى لو حمل دلواً ليدلي به سبباً لوقف اضطرام المسجد العظيم ,
إنه صامد !
حتى لو وقف يرفع جثثاً إلتفّت بالابيض .
إنه لا يزال بخير .
حتى لو وجد نفسه جثةً كالآخرين و من لم يصيروا جثثاً بعد يحملونه هلعاً ,
إنه الآن شهيد ..!
و لأرضٍ ما شديدة التعرج , اسلموا ظهره ..
ألم نقل أن الله قد استجاب لك يا أم الصالحين؟
أتم الله عليه صلاحه بشهادة تزفّه في جوقة من افراح السماء .. من جحيم الارض , إلى فردوس السماء.
و ..ألم نعدكم أن يكون مقالاٌ شديد الطرافة ؟