الهواتف الذكية باب من أبواب تغييب العقول والجهود والمواهب والقدرات. .
لا أصدق هذا ..
فالموظف المصلحة الحكومية قبل الهواتف الذكية وغير الذكية كان يقوم بحل الكلمات المتقاطعة .. والموظفة تقوم بـ"تقميع الباميا" ..
والطالب كان يخبئ القصة داخل الكتاب المدرسي ويتظاهر أنه يذاكر
والبائع كان ينشغل بمتابعة المباريات في التلفاز
والممرضة كانت تنشغل بالدردشة مع زميلاتها
والعامل كان يذهب لصلاة الظهر لمدة ساعتين ويذهب لدورة المياه لمدة ساعة
المجتهد مجتهد والكسول كسول .. فالمجتهد سيتخطي ألف عقبة .. والكسول سيختلق ألف حجة ..
في الأسر .. كما تشغل البعض عن الحوار مع بعضهم البعض .. في المقابل تشغل البعض عن جلسات النميمة الشهيرة التي تحدث كلما اجتمعوا ..
وإذا كانت تأخذ من وقتهم الذي يقضوه سويا .. فإنها تعطيهم أوقات أخرى كثيرة يقضوها معا على الرغم من عدم تواجدهم في مكان واحد .. ربما أغلب هذه المشكلة يكمن في التواصل بين الأجيال الأكبر سنا والتي لم تصل لهذه المرحلة من التكنولوجيا .. ولكن عندما تستخدم كل الأجيال هذه التكنولوجيا (أو أي تكنولوجيا أحدث منها في المستقبل) فبالعكس ستزداد العلاقات وتتوطد (نسبيا)
ثم أن استخدام هذه الهواتف في ذاته يختصر أوقاتا كثيرة كانت تضيع في أشياء أخرى .. مثلا الوقت الذي يضيع في المواصلات وخاصة في المدن المزدحمة مثل القاهرة .. بدل من ضياع ساعة أو ساعتين بدون فائدة فيمكن استغلال هذا الوقت في أشياء كثيرة .. ربما إنجاز الأعمال بعض الأعمال .. او قراءة القرآن .. أو الاطلاع على الاخبار أو أي شيء ..