بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد فقط ان اشجع نفسي على عرض هذا الموضوع الذي أراه مفيدا
بداية القصة كانت عندما اتصلت بي احدى قريباتي تقص علي موقفا حصل بينها وبين ابنتها
كانت تتكلم مع ابنتها فرُفع الأذان
فبدأت الأم تردد خلف المؤذن، فلما انتهى قالت لابنتها لماذا لم ترددي؟ الا تعلمين انها سنة مؤكدة؟
فثارت البنت في وجهها وقالت: لا .. لا أعرف.. وانا لا أعرف اي شيء عن ديني.. أنتم لم تعلموني اي شيء
فاستغربت الأم واندهشت، وأخذت تذكر لابنتها كيف علمتها الصلاة والصيام والصدق والأمانة، والحج والعمرة، وأخلاقيات الإسلام، والأذكار المشهورة المأثورة
واتصلت بي الأم تسألني: ماذا بقي من الفقه او الاذكار تحتاج البنت ان تتعلمه؟
طبعا استنتجتم ان البنت تربية مدارس اجنبية،
ثم ابتعثت بعد الثانوية العامة للدراسة الجامعية في بريطانيا
والبنت تدرس هناك القانون الدولي
وتتعرض لمن يدرس لها شريعة الإسلام، ويكون المدرس غالبا عربيا ملحدا، وأحيانا يكون الوضع افضل حيث يكون بريطانيا نصرانيا
هنا حاولتُ بتلطف ان اشعر الأم ان المشكلة ليست في حفظ الاذكار، ومراجعة أبواب الفقه
بل المشكلة في العقيدة
لكن الام اصرت ان البنت عقيدتها صافية، وانها في ايمانها واخلاقها افضل بكثير ممن تربوا في مدارس تحفيظ القرآن
ولكن بفضل الله استطعت برفق وتلطف شديدين أن اقنع الأم بضرورة التباسط مع الفتاة، واستخراج كل ما يقلقها ممن أسئلة او شبهات أو استفسارات، وموافاتي بها، وترتيب موعد للقاء بالفتاة
وبفضل الله، أجرينا خلال الاجازة النصفية جلسات مكثفة مع الفتاة وأختها الاصغر، استغرقت ست او سبع جلسات
قالت الفتاتان وأمهما أنهما خرجتا منها بفائدة عظيمة جدا
ولكي تعم هذه الفائدة، أحب أن اسجل رؤوس أقلام لما تم بحثه في الجلسات، والنظام الذي سرت عليه معهما، علما أن الجلسة كانت تستغرق أحيانا ساعتين من الزمن
أسأل الله تعالى ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
وأن يحفظ بنات المسلمين وشبابهم بحفظه
وان يردنا الى ديننا ردا جميلا