بسم الله
خلق الله عز وجل الإنسان ليعبده بالغيب .. ومن رحمة الله عز وجل أن أنزل القرآن ليهديه به إلى النجاح في هذه المهمة.
فالمقصد الأعظم من نزول القرآن أنه "هدى للناس" "يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام..."
في الفصلين الأول والثاني من هذا الكتاب:
العودة إلى القرآن .. لماذا وكيف؟ شرح لمعنى الهداية وبيان موجز بجوانب الهداية في القرآن.
وأعظم هذه الجوانب هو التعريف بالله والعبودية الواجبة له سبحانه، والتذكير والتثبيت الدائم للإيمان باليوم الآخر، والتحذير من الشيطان والدنيا، والتعريف بالنفس وشهواتها..
فأكثر القرآن عن: الرضا بالله ربا، والتسليم لله الواحد القهار، وإخلاص الاستعانة بالله، والتوجه إلى الله بالقصد والنية، واليقين في الله، والصبر بالله، وحب الله وخشيته والطمع في رحمته..
والأدلة على البعث والنشور والمشاهد التربوية من أحداث يوم القيامة..
والتحقير من شأن الدنيا وقصص المغترين بها
والتحذير من عداوة الشيطان والتذكير بإهلاكه من قبلنا ..
والتبيين التفصيلي لدسائس النفس من كبر وعجب وغرور وشح وطمع وأثرة .....
أما الأحكام الشرعية التي تدرس اليوم تحت اسم الفقه وهي الأحكام التي تختص بالحلال والحرام والواجب والمندوب .. فهي جزء من التعريف بحق الله سبحانه من السمع والطاعة ومراعاة حقوق الآخرين.
وهذه لم تأخذ من آيات القرآن على أوسع عد لها أكثر من ثمانمئة آية من أكثر من ستة آلاف آية في القرآن. بل هناك شواهد لطيفة على عدم الإطالة في هذا الموضوع في القرآن.
والعلم بهذه الأحكام يكفي المسلم منه معرفة ما يخصه كالعلم بأحكام الصلاة والوضوء ونحو ذلك ومتى احتاج لشيء متخصص رجع فيه إلى المتخصصين .. أما العلم الذي يمدح كل إنسان على التوسع فيه هو العلم بالله بمعنى التعرف إلى أسمائه وصفاته وآثارها في الكون والحياة وما يترتب عليها من عبودية لله، ومعرفة هوان الدنيا وخطر الشيطان ودسائس النفس واليقين في البعث والحشر والحساب والجزاء والعمل لهذا اليوم..
وقد كان كل الصحابة علماء بالله بهذا المعنى .. أما العلماء بالأحكام بمعنى ما يطلق عليه مصطلح "الفقه" اليوم فما كانوا يزيدون عن عشرة من الرجال وامرأتين أو ثلاث.
وفي الفصل الخامس من الكتاب السابق بعنوان "عقبات في طريق العودة" والفصل الأخير من هذا الكتاب:
إنه القرآن سر نهضتنا وفي الفصل السادس من هذا الكتاب بعنوان"لماذا لا ننتفع بالقرآن؟"
تحقيق الوصال بين القلب والقرآنفي هذه الفصول الثلاثة ردود على تساؤلات وشبهات كثيرة تطرح في طريق العودة إلى القرآن من مثل:
ضعفنا في اللغة العربية يمنعنا من الانتفاع بالقرآن.
وجود النبي صلى الله عليه وسلم وسط الصحابة هو السبب في التغيير.
من قال في القرآن برأيه؟
وغير هذا..