تحت المجهر ... الحلقة الثانية : " أمينة "

[أحمد]

الفكرة منقولة من احد المنتديات ساعدني على نشرها هنا موضوع التحليلات 



برنامج منتدياتي 

الحلقة لمدة أسبوع 

نختار فيها عضو نضعه تحت المجهر .. 

بلا مذيع .. بل تنهال الاسئلة من الجمهور .. نستكشف جوانب شخصيته .. نتعرف عليه من الداخل .. فننبش افكاره .. تأملاته .. أحلامه .. ماضيه .. مستقبله كما يرسمه .. واقعه ..!!

له كل الحق في الامتناع عن اجابة ما يشاء .. ولكن بلا مبالغة

يعني الجمهور يراعي الامور الخاصة .. ويحاول المسكين ان يفيدنا باجاباته قدر الامكان


الموضوع مفيد فعلا .. خاصة ان معنا ذو خبرات عالية وتاريخ طويييل، ومعنا شباب يريد ان يتكلم

ومعكم أحمد ..  اوعوا حد يخلي في نفسه حاجة ومش يقلها 


اذا قبلتم .. نفتح موضوع خاصا نطرح فيه الاستفتاء على العضو المطلوب تحضيره في شريحة .. تحت المجهر 




الفهرس:

ماما هادية

أمينة

[ماما هادية]

فكرة متداولة في المنتديات فعلا
ولها شعبية

ما دمنا سنتجنب الخوض في الامور الشخصية، وسنكتفي بالتبادل الفكري.. فلا بأس إن شاء الله

وسأكون مستعدة بالمقص طبعا

[دموع القهر]

صراحة مع اني لسا جديدة بس صراحة مررررره شكلو يحمس

[امينة]

                                                                

فكرة جميلة تساعد موضوع الدكتور علي وهدان في التحليلات النفسانية دي   

و تخلينا نعرف اكتر الشخص الي راح يحكم عليه 

انا راح اصوت يلا اشوفك في التصويت يا ماما هادية 

[أحمد]

شيلي المقص يا ماما هادية فيه شروط صارمة اللي يتعداها ..  نغزه بالمقص على برة مش نقص كلامه


جميل تأييدكم هذا .. شكرا يا آلام القلب، ووطي صوتك شوية يا أمينة مريم هاتصحى 



اللي أوله شرط آخره نور .. ربنا ينور بصيرتكم .. آمين 


نقاط مهمة:

1- الانتباه لما يمكن ان تحمله الشبكة -النت - من معلومات خاصة وما لا يمكن
2- تجديد النية قبل الاسئلة ومراجعة النفس قبل الاجابة
3- التعارف على ذوي الاهتمامات المشتركة والفكر المتقارب جيد، ولكن الاهم التعرف على الآخر .. وكلما كان أبعد عنا كانت الافادة افضل
4- للمجيب حق الامتناع عن اي سوءال بغير ابداء اسباب
5- على المجيب ان يعيد كتابة السوءال ووضع الاجابة تحته بلون مختلف
6- يتاح مناقشة المجيب فيما يقول اذا لم يتعدى حدود كلمات قليلة او سوءال بصورة أخرى .. اذا توسع الكلام يفضل فتح موضوع مستقل حتى لا يفسد المجهر
7- تعاونوا معنا في فحص كل ما تحويه الشريحة بدقة .. أكثروا من الاسئلة .. نوعوا جوانب النظر .. ادعو للمغفور له بالرحمة 

[ماما هادية]

رحمه الله وأحسن إليه

[امينة]

ووطي صوتك شوية يا أمينة مريم هاتصحى 

         

                                                               

[أحمد]

الدفعة الأولى وتتلوها دفعات .. مني ومن والاخوة والاخوات

" عقر دار الإسلام بالشام "

بماذا تنفرد الاسرة الشامية عن غيرها في تكوينها الداخلي بشكل عام وبتربيتها للفتاة بشكل خاص ؟

هل كان لشاميتكم أثرا خاصا لديكم ربما سيكون مفقودا اذا قدر انكم من مجتمع آخر؟

من الصبا رسمات وذكريات لا تنسى .. ماذا عما لبلدتكم وبيتكم منها ؟

اللهجة الشامية .. ماذا عن لكناتها المختلفة والتوزيع الجغرافي والاجتماعي لهذه اللكنات؟ وايها احب اليكم وايها اقرب للعربية او للفهم بشكل عام لدى اكثر العرب؟

الطبيعة الشامية .. القمر .. المرتفعات .. السماء .. الثلج .. الجمال البشري ..
                         يحكون كثيرا عن الفيحاء، وعن برايا الشام وحدائقها، وعن رقة اهلها وجمال خلقتهم ..

فما حقيقة ذلك؟ واين هو منكم؟ وما اثره على نفوس جيل يتربى بين كل هذا؟


الاسرة والجيران .. هل من ترابط .. تفكك؟ نزاع .. وفاق؟ .. هل تميزت اسرتكم بوضع يختلف عن عرف البلد آنذاك في هذا الامر .. أعني هل كنتم ببيت مغلق ام كنتم اكثر انفتاحا؟

  .. قلتلك يا جاري: احميني من الهوى
 دا احنا بالبراري .. تربينا سوا ...
  .. ما تاري سوا .. انت وهالهوا
 تفقتوا عليّ وما عندي خبر ..

هل عرف بالشام مثل هذين ؟ !!

طعام الشوام ..

كم وجبة ياكلون؟ وما اشهر الاكلات بكل وجبة؟ وكيف ياكلونها؟ وهل يختلف ذلك من ناحية لاخرى ؟

الخبز .. الارز .. المكرونة ... اي هذه اكثر استخداما بالشام؟

اشهر المشروبات .. وكيف تقدم ؟

الازواج ..
المرأة الشامية ليست سهلة .. كذا يقولون
فما تقييمكم للفتاة الشامية .. دينا وخلقا .. وكيف يغلب تعامل الزوجات ازواجهن؟
الرجل الشامي طيب .. بل قد يتهم بالتسيب .. كذا يقال ايضا !!
فما تقييمكم للرجل الشامي دينا وخلقا .. وكيف يعامل زوجته

التعدد ...
هل ينتشر ام يقل ام يرفض بشكل قوي ؟

الوالد شيخ صالح - بارك الله فيه ورضي عنه -
ولكن .. كيف هو بعين ابنته .. وهي صغيرة ؟
هل تمنيتم يوما من الله زوجا كهذا الاب؟ وما السبب؟ وهل تراجعتم عن هذه الفكرة - ان وجدت - ؟

الاخوة .. الاولاد .. كيف كانت ماما هادية الصغيرة بينهم؟ وكيف كانوا لديها؟

الاخوات .. اين انت بينهن؟ وكيف كنت لديهن؟ وكيف كانوا لديك؟ .. هل منهن قريبة لقلبك اكثر من الاخرى؟ لماذا؟

...

هل خطر ببالك يوما ان تتركي الشام؟


الاسئلة كثيرة جدا جدا .. عن الشام والطفولة والصبا فقط .. فماذا عن باقي الاماكن وباقي مراحل الحياة

كان الله في عونكم حقا


نلتقي بعد اجاباتكم، وبانتظار اسئلة الجميع

[أحمد]

خبطتين في الراس بتوجع، بس ظروف السفر بقى 


ما زلنا مع الشام والصبا ..


متى بدأت ماما هادية في حفظ القرءان الكريم؟

ولمن كان الفضل الاكبر بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ الكتاب الكريم؟

كم استغرقت مدة الحفظ من البداية حتى الختم؟

هل دخلتم مسابقات في حفظ القرءان؟ وما هي اكبر جائزة؟ واعلى ترتيب؟ وكم كان سنكم وقتها؟

عندما كنتم تقرأون القرءان في الصغر .. هل وقفتم كثيرا لفهم معانيه ؟ هل سالت يوما عن معنى شيء ولم ترضيك الاجابة؟

..

الصلاة، الحجاب

من اول من علمك الصلاة .. هل تذكرين شيئا من هذا الامر؟ وكيف كانت بدايتكم مع الصلاة ومتى؟ وهل قابلتكم مشكلات في الالتزام؟

كيف تعاملتم مع الحجاب تحت ظل النظام السوري الحاكم بأمر الله؟ 

من اول من ارشدك لارتداء الحجاب؟ وكيف تلقيتم هذا الامر .. قبول؟ رفض ؟ ....!

...

العناد .. الشقاوة .. المشاغبة .. الرغي .. الانانية .. البكاء ..

اين كنتم من كل هذا؟

...

عام 1977 مـ هل كانت الطفلة ذات العشرة او الاحدى عشرة ربيع تتخيل يوما أنها ستكون ماما هادية عام 2007 ؟

من بقي اصدقاء هذه المرحلة؟
وما نسبة ما بقي من ذكرياتها؟
وما موقفكم من هذه الذكريات .. هل انتم ممن يقول لو استقبلت من امري ما استدبرت لفعلت وفعلت .. ام لحياتكم السابقة شيء من القبول لديكم الان؟

...

ما اهم مشكلة واجهتك مع الاسرة كانت اثرا لمفارقات الاجيال ؟

...

ماما هادية بنت تسعة أعوام، وبنت اربعة عشر عاما ..

صفيها لنا في كل مرحلة بكلمتين .. وفقط

...

اي بلاد الله تختارين بعد الشام؟ ولماذا؟
واي الشعوب احببت اكثر؟ ولماذا؟

...

هواياتك دون الثامنة عشر؟
انجازاتك في هذه الهوايات؟

...

هل من امر احببتيه في والديك فتمنيتي لو رزقت بالاولاد فتحققينه معهم؟
والعكس؟ .. هل كرهت امرا حتى عزمت على الا تفعلينه بابنائك ابدا؟

هل حدثت بالفعل هذه الامور؟

...

بأمانة ... بتحبي بابا أكتر ولا ماما 

نلتقي بعد الفاصل

[سيفتاب]

واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو


كان الله في عونك يا ماما هادية

أحمد وضعك تحت المجهر حقيقة لا مجازاً. 

[كابتن ميدو]

موضوع جميل جدا وانتظر كل الاجابات بكل فارغ الصبر ...


اتمني ان لا اقع يوما تحت المجهر .... رغم اني زهقان من المهجر طول اليوم ....

[امينة]

                                                       

ايه دا يا احمد انت حطيت ماما هادية تحت المجهر الالكتروني    مش المجهر الضوئي 

الله يكون في عونك يا ماما هادية   

[دموع القهر]

الله يكون في عونك يا ماما هادية
بس صراحة أسئلة فلة
نستنا الرد

[ماما هادية]

هكذا إذن؟؟ 
مؤامرة جماعية؟

أمري لله

طبعا أسئلة صعبة ومعقدة، سأحاول الإجابة عليها بأمانة، وإلا فالصمت خير...

بماذا تنفرد الاسرة الشامية عن غيرها في تكوينها الداخلي بشكل عام وبتربيتها للفتاة بشكل خاص ؟

حقا لا أعلم.... أعتقد أنه لن يستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا باحث اجتماعي متخصص...
لكنني أعتقد أن أهل الشام موسوسين جدا من ناحية النظافة، فعندنا قوانين للنظافة يعتبرها الآخرون مضحكة، تمتد لتشمل حتى أسلوب طي سجادة الصلاة، إذ لا بد أن تطويها طوليا لا عرضيا، ليكون مكان الاقدام على الأقدام والوجه على الوجه، ولو طويتها عرضيا مثلا لجن جنونهم...
عندنا في الشام لا بد من توفر اسفنجتين في المطبخ مثلا، واحدة للكؤوس والفناجين، والأخرى للصحون، ولو غسلت الكؤوس باسفنجة الصحون، قد تصاب السيدة الشامية بسكتة قلبية لا قدر الله.... نفس الامر بالنسبة لأدوات التنظيف الاخرى، فيستحيل أن تستخدم اسفتجة الحمام أو خروقه للغرف الاخرى حتى لو غسلت بالماء والصابون... إلخ
يعني هذه فقط لتأخذوا فكرة عن القوانين الصارمة في هذا الصدد...
تربية الفتاة بشكل خاص تربى الفتاة على أنها مهما حصلت على شهادات علمية، فإن كانت لا تحسن تدبير الشؤون المنزلية فهي فاشلة، ولا قيمة لنجاحها...
وأعتقد أن الأسرة الشامية محافظة أكثر من بقية الأسر العربية –والله اعلم- فأيام جامعتي (من عشرين سنة، وقد تكون الامور تغيرت الآن) كان يستحيل ان تجد فتاة تتكلم مع الشباب إلا إن كانت مسيحية أو من اتحاد الطلبة أو من المدارس الأجنبية، أما الفتيات الشاميات العاديات فسواء كن محجبات او غير محجبات لا يتكلمن مع الشباب ولا الزملاء، ولا تكون هناك جروبات مختلطة في المعامل والمشاريع، بل تعمل الفتيات معا، والشباب معا، والشاب الذي يقال عنه هذا يتكلم مع البنات، أو الشابة التي يعرف عنها أنها تقف في الجامعة لتتكلم مع الشباب، فهذه سبة كبيرة في حقها... وبالتالي فطبعا الكافتريات في الجامعة معروف من روادها، وينظر لهم نظرة تهمة.....
وأذكر أنني كان من الممكن أن أكون نازلة من مدرستي إلى بيتي، فأجد ابن عمي طالعا (طلعة المالكي)، فلا يسلم أحدنا على الآخر، لأن الناس في الشارع لن تعرف أننا أبناء عمومة....   لا ادري هل لا زال الوضع هكذا أم تغير بتأثير الانفتاح ودعوات الدين المودرن المصدرة إلينا...


هل كان لشاميتكم أثرا خاصا لديكم ربما سيكون مفقودا اذا قدر انكم من مجتمع آخر؟

بالتأكيد... شاميتي تنبض في كل عرق من عروقي... لكنني لا أعرف كيف كنت سأكون لو لم أكن شامية... أعتقد أنني ما كت سأكون..

من الصبا رسمات وذكريات لا تنسى .. ماذا عما لبلدتكم وبيتكم منها ؟
ديار جدي والليمونة والبحرة، عرايش العنب على الأسطوح، جادات المهاجرين، رائحة الياسمين، الفل البلدي،  القشطة الأصلية، الشجر والنهر، زهر نيسان، الغوطة، مية الفيجة.. وما أدراك ما طعم الفيجة... المشمش والتين...  الجانرك نقطفه من الشجر مباشرة في رحلاتنا الربيعية، السيران على كتف النهر وطنجرة الرز بفول،  والناس.... الناس الطيبون....
كثير جدا.. لن أحول المجهر لموضوع تعبير
يكفي أن اقول لكم:
قالوا تحب الشام قلت جوانحي............... مقصوصة فيها وقلت فؤادي

اللهجة الشامية .. ماذا عن لكناتها المختلفة والتوزيع الجغرافي والاجتماعي لهذه اللكنات؟ وايها احب اليكم وايها اقرب للعربية او للفهم بشكل عام لدى اكثر العرب؟
هنا أمر مضحك بحق... فنظرا لأن أمي لم تكن شامية، فما كنا نتكلم اللهجة الشامية القوية، حتى أن صديقاتنا كن يقلن عنا أننا نتحدث الفصحى... مع أننا كنا نظن أننا نتكلم الشامية القح.. وكنا نظن الوالدة تتكلم الشامية، فهي كانت تحاول التحدث بها، ولم ندرك أنها لا تتقنها إلا عندما كبرنا.. فاهل الشام القدامى كانوا مثلا يبدلون حرف الغين بالخاء، فيقولون (خسلنا الخسيل) بدل (غسلنا الغسيل) ودزدان بدل جزدان، واشياء من هذا القبيل، لم نكن نتداولها، كذلك أهل الشام يميلون التاء المربوطة فيقولون طاولي وخزاني، وميلة متوسطة، ليست كإمالة اللبنانيين، بل ولا إمالة أهل حمص، وكانت أمي تقولها بلا إمالة: طاولا وخزانا، وهكذا....  

--------------
هامش: الديار هو فسحة كبيرة وسط البيت الدمشقي العربي قديم الطراز، تتوسطه بحرة صغيرة بها نافورة، يحب أهل الشام تشغيل النافورة في العصاري والجلوس لشرب القهوة بقربها مستمتعين بالهواء الطلق وصوت المياه المتدفقة، وما تشيعه في الجو من برودة، والنسيم العليل يداعب أغضان الأشجار المزروعة في الديار، الذي يتحيط به غرف البيت، وهكذا فالنساء تخرج للهواء الطلق لكن داخل البيت لا خارجه.. لتبقى مستورة، وهذا الطراز الإسلامي الفريد مخالف لطراز الشقق الغربية حيث تتنفس الفتايت على البلكونات ليصبحن فرجة للرائح والغادي... وغلا بقين حبيسات البيوت..

[ماما هادية]

الطبيعة الشامية .. القمر .. المرتفعات .. السماء .. الثلج .. الجمال البشري ..
                         يحكون كثيرا عن الفيحاء، وعن برايا الشام وحدائقها، وعن رقة اهلها وجمال خلقتهم

فما حقيقة ذلك؟ واين هو منكم؟ وما اثره على نفوس جيل يتربى بين كل هذا؟..

أعتقد أن الحكم على الجمال أمر نسبي، فما يراه شخص جميلا، قد لا يراه الآخر كذلك، ولا شك أن الأهم هو جمال الروح والقلوب.... وفي الشام لا شك طاقات روحية هائلة.... نسأل الله أن يحفظها لنا وينفعنا بها...

الاسرة والجيران .. هل من ترابط .. تفكك؟ نزاع .. وفاق؟ .. هل تميزت اسرتكم بوضع يختلف عن عرف البلد آنذاك في هذا الامر .. أعني هل كنتم ببيت مغلق ام كنتم اكثر انفتاحا؟
علاقات الجيران علاقات قوية جدا، ونعم كان لوضع الوالدة كسيدة غير شامية ومن بيئة محافظة أثر في جعل اختلاطنا بالآخرين ضمن حدود وضوابط صارمة، فقد كانت الوالدة ترى أن الاختلاط الزائد عن الحد ينتهي دوما بمشاكل حادة وفضح للأسرار والخصوصيات، لذا كانت علاقتها بجاراتها تتسم بالاعتدال والتحفظ، وكانت موضع ثقة الجميع، وكانت أسرار الجميع تصب عندنا، ثم لا تتسرب....
وكان لنا وضع منفتح بالنسبة للعلاقات العائلية، أي ضمن نطاق الأقارب وأصدقاء الأسرة فقط، لأن الوالدين كانا محبوبين جدا وموضع ثقة ومحبة الجميع من أهل وأصدقاء، لكن لم يكن يسمح لنا باتخاذ أصدقاء لا تعرف الوالدة أهلهم أبدا.... وحتى من تعرفهم كانت صلتنا بهم ضمن ضوابط وحدود... لذا خرجنا من كل مرحلة بصديقتين او ثلاث على الاكثر...

  .. قلتلك يا جاري: احميني من الهوى
 دا احنا بالبراري .. تربينا سوا ...
  .. ما تاري سوا .. انت وهالهوا
 تفقتوا عليّ وما عندي خبر ..


هل عرف بالشام مثل هذين ؟ !!
لا بالطبع.. لو عرف مثل هذين لقُطع رأساهما قبل أن يكبرا... 
هذه طبعا كلمات لبنانية لا شامية، وهناك اختلاف كبير بين لبنان والشام، نظرا لتعدد الديانات والطوائف في لبنان، ورغم الاغلبية الإسلامية فيها إلا انها أغلبية بفارق طفيف، مع سيطرة النصارى والدروز على مقدرات البلاد، وطبعا الفن في لبنان بيد النصارى، فتسيطر عليه القيم غير الإسلامية... فيمجدون علاقات الحب حتى بين الاطفال، والخمر والسكر وما شابه... ولا يمت هذا لنا بصلة...

بالمناسبة رغم جمال صوت فيروز، إلا أن أغانيها تحمل بكل أسف كثيرا من القيم المنحطة التي يجب الانتباه لها، فأن يكسب جمال الصوت وجمال اللحن الرذيلة ثوبا جميلا، فيصبح حنا السكران اللي عم يصور بنت الجيران شخصية محبوبة، والولاد الصغار الذين تركهم أهلهم في الدار ظنا انهم صغار، فدارت بهم الدار ومرجحهم الهوا وهما لسه مفاعيص صغار. .. كل هذا مما يجب الوعي له وعدم الاستسلام له بسلبية وسباحة في جمال الصوت تحملنا على غض الطرف عن هذه الرسائل التي تدعو للرذيلة... 

طعام الشوام ..

كم وجبة ياكلون؟ وما اشهر الاكلات بكل وجبة؟ وكيف ياكلونها؟ وهل يختلف ذلك من ناحية لاخرى ؟

يأكلون ثلاث وجبات، الإفطار والعشاء عادة من الحواضر، وهذا ما يميز طعام الأسرة الشامية، والحواضر هي أنواع من الاجبان والألبان والزواتين والمربيات والمكدوس الذي تصنعه المرأة الشامية، وتحتفظ به دوما حاضرا في البيت، لذا تسمى حواضر..
وهناك أحيانا أطباق خاصة تقدم على العشاء كالفول المدمس بلبن أو بدون، والتسقيات(التسقيات للفطور أيضا، وهي أشكال مختلفة من فتات الحمص) والمسبحة والفلافل والبيض والمعكرونات (المكرونات) وما شابه..
الغداء عادة إدام خضار باللحم، يقدم مع الرز الأبيض أو الرز بشعيرية أو الخبز... هناك الفتات والمحاشي ووو.... أعتقد أن المطبخ الشامي أكثر المطابخ تنوعا...  والأصناف الشامية مشهورة باعتقادي... لكن السلطة والفاكهة شيء ضروري في وجبة الغداء لا يمكن الاستغناء عنه.

الخبز .. الارز .. المكرونة ... اي هذه اكثر استخداما بالشام؟
الخبز

اشهر المشروبات .. وكيف تقدم ؟
الليمونادة، العرقسوس، التمرهندي... وتقدم باردة في الكؤوس مع مكعبات الثلج 

[ماما هادية]

الازواج ..
المرأة الشامية ليست سهلة .. كذا يقولون
فما تقييمكم للفتاة الشامية .. دينا وخلقا .. وكيف يغلب تعامل الزوجات ازواجهن؟

الرجل الشامي طيب .. بل قد يتهم بالتسيب .. كذا يقال ايضا !!
فما تقييمكم للرجل الشامي دينا وخلقا .. وكيف يعامل زوجته

لا أستطيع حقا التعميم، الرجل الشامي المتدين رائع، وكذلك الشامية المتدينة، أما غير المتدينين فليسوا كذلك بالطبع... وأنا شخصيا أؤمن أن في كل شعب الطيب واللئيم والمخلص والمنافق، وأرفض التعميم رفضا قاطعا.. وأعز صديقتين عندي إحداهما حجازية والأخرى حمصية، وعبر الانترنت صارت لي صديقتان حميمتان مصرية وجزائرية...

التعدد ...
هل ينتشر ام يقل ام يرفض بشكل قوي ؟
ليس منتشرا بل نادر... ويعتبر ابتلاء وقع على المرأة عليها أن ترضى به، لأنه من شرع الله..

الوالد شيخ صالح - بارك الله فيه ورضي عنه -
ولكن .. كيف هو بعين ابنته .. وهي صغيرة ؟

إنسان مثالي وقدوة نموذجية...

هل تمنيتم يوما من الله زوجا كهذا الاب؟
نعم

وما السبب؟
رقته وحنانه وعطفه ودماثة خلقه و|عزازه لزوجته وأهلها

 وهل تراجعتم عن هذه الفكرة - ان وجدت - ؟
لا ..
أم أنك تقصد المقارنة بين الواقع والحلم؟ رغم جمال الواقع فلا يمنع ان الحلم كان جميلا أيضا.. وفي هذا دليل على أن الخيارات في الحياة متعددة، وقد لا يكون بعضها خيرا من بعض، مجرد تنوع.. لذا على الانسان الا يركز حياته على اتجاه واحد لا يرى غيره...

الاخوة .. الاولاد .. كيف كانت ماما هادية الصغيرة بينهم؟ وكيف كانوا لديها؟
كان لي شقيق واحد، وكان له وضع خاص، وتوفاه الله بعد حكاية مأساوية رحمه الله وأحسن إليه، وجبر قلب والديّ

الاخوات .. اين انت بينهن؟ وكيف كنت لديهن؟ وكيف كانوا لديك؟ .. هل منهن قريبة لقلبك اكثر من الاخرى؟ لماذا؟

...
الوسطى، وكانت بيننا فوارق عمرية كبيرة نوعا ما، لذا لم نصبح صديقات إلا بعد أن كبرنا

هل خطر ببالك يوما ان تتركي الشام؟
نعم.. عندما أشاعوا أنهم سيمنعونا من الحجاب حتى في الشوارع والجامعات..

[ماما هادية]

متى بدأت ماما هادية في حفظ القرءان الكريم؟
في السابعة عشرة، وأنهيته خلال عامين ونصف تقريبا، لكن حفظا غير مجود ودون إجازة، فلم يكن الإقبال على الحصول على الإجازات منتشرا في ذلك الوقت…

ولمن كان الفضل الاكبر بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ الكتاب الكريم؟
لأستاذتي جزاها الله خيرا

فهي من هونت لي الموضوع، وأشعرتني أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فطلبت مني أن أحفظ كل يوم صفحة واحدة فقط، ثم طلبت مني أن أكتب جدولا بحفظي وتوزيع وقتي، وصارت تتابعه، ثم عندما عانيت من صعوبة الحفظ تحدتني ساخرة أن الأولى على ثانوية كذا تعجز عن حفظ صفحة واحدة في اليوم، فلانة الفلانية حفظته في كذا شهرا، وفلانة العلانية حفظته في أقل من عام..... فحاولت بجهد أكبر، وتعثرت...
فقالت لي هل تعلمين لماذا؟ لأن الخل والعسل لا يجتمعان في إناء واحد... أغاني وقرآن لا يجتمعان... فعليك أن تختاري..
وكانت قد علمت بدقة ملاحظتها وذكائها أنني متعلقة بعبد الحليم حافظ، فأخبرتني أن من يريد العسل عليه أن يفرغ إناءه من الخل ويغسله حتى يستيطع أن يملأه عسلا.... فقررت أن أفرغ إنائي وأغسله... وكانت نهاية استماعي لعبد الحليم وللأغاني...
وفتح الله علي بعدها في الحفظ، فأرشدتني إلى سيدة فاضلة من قريباتها لأسمع عندها ما أحفظ...
وكانت سيدة فاضلة، لم يؤتها اله حظا من التعليم، لكنه أفرغ عليها النور إفراغا، وكانت حافظة لكتاب الله، سخرت نفسها لخدمته، فكان بيتها مفتوحا يوميا لأي فتاة تخرج من مدرستها أو جامعتها لتمر عليها في أي ساعة من النهار فتسمع عندها ما تشاء دون موعد مسبق... وتسجل هي في دفترها ما سمعناه، حتى نختم...

كم استغرقت مدة الحفظ من البداية حتى الختم؟
كما قلت سنتين ونصف... أما التحضير لإجازة القرآن فقد استغرق مني ست سنوات، لأنني كنت أقتصر على الحفظ والتسميع في الصيف فقط..

هل دخلتم مسابقات في حفظ القرءان؟ وما هي اكبر جائزة؟ واعلى ترتيب؟ وكم كان سنكم وقتها؟
لا...

عندما كنتم تقرأون القرءان في الصغر .. هل وقفتم كثيرا لفهم معانيه ؟ هل سالت يوما عن معنى شيء ولم ترضيك الاجابة؟

نعم ولا
نعم كنت أقف، وكنت دوما اجد إجابات شافية على كل شيء لدى الوالد، وكان حليما في حواره معي، يشجعني على النقاش، ولا يتركني حتى أقتنع... وكان يقول لي أن هذا الدين دين الله، لذلك هو حق دوما، وإن وجدت يوما شيئا لا يقنعك فيكون هذا من قصور علم من يعلمك، وليس من قصور التشريع... وكانت هذه قاعدة عندي

[ماما هادية]

الصلاة، الحجاب

من اول من علمك الصلاة .. هل تذكرين شيئا من هذا الامر؟ وكيف كانت بدايتكم مع الصلاة ومتى؟ وهل قابلتكم مشكلات في الالتزام؟
أمي وأبي...
لكن أمي بشكل أكبر، فقد كانت تلاحقني دوما للصلاة، وكنت أتهرب كثيرا، وكانت تفتش علي بشكل خانق، فقد كانت حادة الذكاء، وكنت دوما أقول لها ليتك عملت في جهاز الاستخبارات، لكنت حققت نجاحا منقطع النظير... وكانت تعظني كثيرا، وقد تجمعت هذه المواعظ في عقلي الباطن، رغم عنادي وتهربي، لكن مواعظها كانت تؤرقني، وكنت كل ليلة قبل أن أنام اخشى أن اموت وانا عاصية، واتمنى ان يمهلني الله يوما جديدا... وهكذا إلى أن انتظمت بحمد الله بعد البلوغ بعام تقريبا، وقضيت ما فاتني وما فرطت فيه...

كيف تعاملتم مع الحجاب تحت ظل النظام السوري الحاكم بأمر الله؟   
تمسكت به، واعتبرت التمسك به أمرا بطوليا وجهاديا نقتفي فيه آثار الصحابة وجهادهم وصبرهم على الأذى في سبيل الله....  (غرور طبعا، لكنني هكذا كنت أحسب)
لم يرض الوالد أن يسحبنا من المدارس كما فعل كثير من الشيوخ، لانه قال أن هذا هو الهدف، قصر العلم والثقافة على المتبرجات والعاصيات، فكان علينا أن نصبر ونتحمل الإهانات، وكان علينا أن نتفوق ونبرع في المدارس حتى تغض المدرسة الطرف عنا مقابل تفوقنا، فكل مدرسة يهمها أن يكون لديها أكبر عدد من المتفوقين..

من اول من ارشدك لارتداء الحجاب؟ وكيف تلقيتم هذا الامر .. قبول؟ رفض ؟ ....!

...
لم يرشدني أحد للحجاب.. بل تربيت عليه، كما يتربى الطفل على النظافة والأدب والصدق، تربينا على وجوب الحجاب عندما نكبر..
لقد ربانا الوالد على الدين من طفولتنا، وكنا نعرف أن هذا امر الله، وأن علينا أن نطيعه، وقد ناقشنا الوالد في خطة التدرج للحجاب... في أي سن ستتوقفين عن نصف الكم؟ في أي سن ستبدئين بوضع الحجاب في الشارع فقط دون البيت (اي أمام الأغراب فقط) ؟ في أي سن ستلتزمين بالحجاب الشرعي...
وبهذا التزمنا به في الثالثة عشرة تقريبا... والتزمنا بالجلباب في الخامسة عشرة تقريبا...
وقد اتبعت نفس الأسلوب مع بناتي.... فكانت خطة العمل واضحة أمامهن منذ الطفولة....
وحتى أبنائي الذكور..
اذكر أن ابني عندما بلغ الثانية عشرة قلت له لقد آن الأوان لتتحجب أنت أيضا، فضحك وقال هل تمزحين؟ قلت لا.. أقصد أنه آن الاوان لك ألا تدخل بيت عمك إلا بعد أن تستأذن وتعلمهم بقدومك، ولا تنتقل من غرفة لغرفة إلا وأنت تتنحنح، وتغض البصر عن الفتيات، وتحرص ألا تتواجد مع بنات عمك منفردا في أي مكان.... وهكذا.... فينشأ الشاب على أن هذه الأمور تلقائية وطبيعية، لا تحتاج صراعا ولا جهادا ولا مجاهدة... خاصة أننا نبدأ بها قبل سن تفتح الغريزة ، كأوامر شرعية علينا أن نلتزم بها طاعة لله عز وجل، لا علاقة لها بأي معنى أو اعتبار سوى طاعة الله، فلا نحن نشك في سلوك أحد، ولا هذه كأختي وهذا كأخي... فالشرع شرع...

[ماما هادية]

العناد .. الشقاوة .. المشاغبة .. الرغي .. الانانية .. البكاء ..

اين كنتم من كل هذا؟

...
غفر الله لنا ما سلف

عام 1977 مـ هل كانت الطفلة ذات العشرة او الاحدى عشرة ربيع تتخيل يوما أنها ستكون ماما هادية عام 2007 ؟
لا إطلاقا...

من بقي اصدقاء هذه المرحلة؟
تقصد الابتدائية؟ لا احد  إلا لو اعتبرت بنات عمي... فهؤلاء لازالت صداقتي بهن كما هي..

وما نسبة ما بقي من ذكرياتها؟
كثير جدا... جدا...

وما موقفكم من هذه الذكريات .. هل انتم ممن يقول لو استقبلت من امري ما استدبرت لفعلت وفعلت .. ام لحياتكم السابقة شيء من القبول لديكم الان؟

...
هذه طبعا مرحلة تكوين، وبالتالي لا أعتقد أنني مسؤولة عنها، فلن أقول لو استقبلت ما استدبرت فيها...

ما اهم مشكلة واجهتك مع الاسرة كانت اثرا لمفارقات الاجيال ؟
...
تمييز الاخت الكبرى وإعطائها كثيرا من الصلاحيات... كانت مشكلة طفولتي وصباي...
القيود الكثيرة على لعب الأطفال وشقاوتهم للخوف عليهم من الأذى أو الإيذاء أو الاتساخ..

 ماما هادية بنت تسعة أعوام، وبنت اربعة عشر عاما ..

صفيها لنا في كل مرحلة بكلمتين .. وفقط

سأسأل أمي وأبي ثم أجيبكم...

اي بلاد الله تختارين بعد الشام؟ ولماذا؟

المدينة المنورة...
والسبب معروف بالطبع
إلى الحبيب خذوني
إلى حيث نور عيوني
إلى المختار
حيث الانوار
وهناك دعوني دعوني..

واي الشعوب احببت اكثر؟ ولماذا؟

بصدق لا أستطيع أن أميز شعبا بأكمله، بل أقول أن كل قلب طيب نقي صاف أحبه، وهذا يتضح لكم من تنوع جنسيات صديقاتي الحميمات.. وأحسب أن لي صديقة من كل جنسية... 

هواياتك دون الثامنة عشر؟
انجازاتك في هذه الهوايات؟

القراءة... وأحسب أني أنجزت فيها الكثير في المجالين الادبي والديني بصورة خاصة...

هل من امر احببتيه في والديك فتمنيتي لو رزقت بالاولاد فتحققينه معهم؟
والعكس؟ .. هل كرهت امرا حتى عزمت على الا تفعلينه بابنائك ابدا؟


هل حدثت بالفعل هذه الامور؟

...
باختصار أقول لكم أنني ظننت أنني سأنجح مع أولادي أكثر من والدي، لأنني سأستفيد من إيجابياتهما وأتجنب سلبياتهما، لكنني لم أفعل... وأعترف أنهما كانا أنجح منا في التربية.. وهذا لا يعني أنني وأخواتي أفضل من أبنائي (أولادي يتابعون الموقع أحيانا كقراءة، فلا بد من الاحتياط) لكنه يعني أن التنظير سهل، والتطبيق صعب جدا... جدا...


بأمانة ... بتحبي بابا أكتر ولا ماما   

جزاهما الله عني خير الجزاء... بالطبع لكل منهما في قلبي منزلة لا تضاهيها منزلة...
ولا أفضل والدي على والدتي كما يحسب كثيرون، لكن علاقتنا بالوالد كانت مميزة جدا جدا، فهو مرب فاضل، وأب حنون، وقلب رقيق... ومهما كتبت فلن أستطيع أن أصفه واصف دوره واثره في حياتنا.... وهذا دور قل أن يلعبه أب في حياة أبنائه، لهذا يستغرب كثيرون من كثرة كلامنا عن والدنا ويحسبون أننا نحبه أكثر من الوالدة... فلعل الشائع أن الامهات حنونات رحيمات، فلا يلفت حديثنا عن الوالدة نظر أحد، لكن حديثنا عن الوالد يبدو أنه مخالف للعادة.... لذا يستغرب منه الجميع، حتى صديقاتنا عندما كنا صغيرات...
لكن والدتي كانت مثالا للتضحية والفداء والصبر... جبر الله قلبها وخاطرها..
رب اغفر لي ولوالدي
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا..

انتهيت بحمد الله 
من التالي؟

[ahmed]

اتابع في صمت

بس بصراحة اسئله صعبة   

واجابات اكثر من رائعه   



هو انا بس توقفت وسالت نفسي سؤال :

متى افرغ انائي واغسله؟؟؟