من بين دموعي أكتبُ وبأناملي ... أبيات شعرٍ في الليلِ الأليلِ
.
.
عندما يغيب قرص الشمس المحرق، ويختفي خلف هذه الأرض المتحركة تبدأ نسمات المساء تفوح عبر الشفق .. وهنا يأتي الحبيب لكي يلبي موعده مع حبيبه.
تواعدا جهرة فوفّى الحبيب بوعده .. يأنس بحبه .. ويتنعم في مدحه .. إن حبه لم يكن قط مثل ذالكم الحب الذي لا يكاد ينتهي بانتهاء أشخاصه !
وليس بذلكم الحب الذي يولد بين مصلحة تكاد تنتهي فيندثر !
إنه حب من نوع لا يعرفه إلا قليل من هؤلاء العشاق .. ولا يترجمه ترجمان النظر، ولا العقل !
ياأهل الحب إني جريح ببابكموا .. فأين طبيبكموا كي يداوي جراحي ؟
جلس الحبيب على وسادته ينادي كمنادي يهمس في أذنك أن أقبل قد آن منحك ما تحب .. حتى ذهب الشفق، فقام فرفع رأسه لعليّ .. وينظر يمنة، ويسرى فإذا ما لم يجد أحدًا وقد تأكد، وأعاد فتأكد !
لم يلبث إلا وأن يترك نفسه .. هذه النفس التي تشتاق إلى رؤية حبيبها .. تناديه بإحساسها، وتتكلم معه بلغتها .. يترك ثقافته، ويترك حياته، ويكلمه كأنه يحدثه ويقبل الأرض
أربعًا فأربعًا فأربعًا .. وبيده كلمات يتنغم بها وهذه الكلمات كلمات حبيبه التي لا ينساها، والتي يضعها في أفضل مكان في حجرته لأنه متيم، ولأنه يحب.
إنه عبد أخلص قلبه بربه فخشع لحبه قلبه .. نحن في أشد حاجة إلى مثل هذا الحب .. حب دون فلسفة تفنى .. حب دون مصلحة !
عجبي لشاب يحب فتاة فتشغل نهاره، وتبكي ليله ,,, وعجبا لداعية لله لا يجعل قلبه مع الله كالمحب الذي يذوب في حبيبه!
حب الإله هو نور .. حب الإله يشفي ما في الصدور.