على فكرة أخ نووي, موضوعك له علاقة "بالعقل" الباطن/اللاوعي كثيراً
وعامةً أقول بأن المسألة لها شقين
الشق الأول يتعلق بحقيقة وجود "العقل" الباطن, وهذه حقيقة مثبتة بالدراسات العلمية وليست مجرد نظريات.
والشق الثاني يتعلق بتسخير العقل الباطن ومحاولة استخدامه إما للعلاج النفسي أو كما هو الحال في عصرنا في القضايا التي ذكرتِها يا أستاذة, وهنا يوجد خلاف واسع -مثلاً- بين أهل البرمجة اللغوية العصبية وعلماء النفس, فيما يتعلق بحقيقة ومدى التأثير..
العقل الباطن يشكل حماية لعقولنا الواعية ولأنفسنا
فهو ليس مثل العقل الواعي, بمعنى لا يجري أي عمليات منطقية تحليلة عقلانية.. لا ترابط
ولكن هو لتخزين المعلومات -المتنوعة والهائلة- والذكريات والمشاعر والأحاسيس المختلطة
تصوروا عند خروجنا للسوق مثلاً لو أن عقولنا الواعية بدأت تحلل كل المؤثرات/المعلومات التي حولها من أشكال وتحركات بشرية , من مواقف عابرة لا تهمنا, من أشكال محيطة , من مواد اعلانيةكثيرة.. من درجة الحرارة, من الروائح.. ومن ومن!!
أيضاً نحتاج عقولنا الباطنة للقيام بكثير من المهارات, مثل قيادة السيارة, ولكن بدون وضع ضغط على عقولنا الواعية, ولهذا ترون أننا نقود السيارة ونكون نفكر بأمور كثيرة, بل ولا نركز في الطريق -الذي نسير فيه يومياً-, ونجد أننا من حيث لم نعي (عقلاً وتحليلاً) وصلنا !
وفي اللسان العربي, وكما علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه يوجد ما يسمى أضغاث أحلام (طبعاً أمر الرؤى الروحية مختلف), وكلمة ضغث تشير الى الالتباس والخلط, وهي كلمة دقيقة جداً تعبر عن اجتماع المعلومات لتشكل خليط والتباس تصوري, ويعتبره علماء النفس تفريغ ضروري..
وفي الطب النفسي العلاجي, يوجد دراسات كثيرة تتعلق بعملية استرجاع لمشاعر تم كبتها عند وقوع حادث/صدمة وأدّى ذلك الكبت الى وجود حالة نفسية, قد تصل لحالة رُهاب من شيء ما, وتؤثر على شخصية المريض أو تعاطيه مع أمور معينة في حياته..
لذا بنظري, فالعلاج النفسي لا يمكن أن يحيط بكل أبعاد نفس المريض , لذا لا بد من وجود جانب ديني تربوي واعٍ.. وآخر غيبي روحي (كتأثير الرقية)..
الموضوع كما تفضل الأخ نووي يحتاج مجلدات ومجلدات
أحب كثيراً متابعة الأفلام الوثائقية العلمية المتعلقة به, وكنت في السابق أحب كثيراً القراءة في هذا المجال..
وبالتأكيد هذا العقل اللاواعي والذي قد نختلف على دقة مسمّاه ( فهو حقيقةً لا يعقل فكيف يكون عقلاً!!) , هذا الكيان اللاواعي موجود ويشكل آلية حماية للعقل (الذي يقولون عنه واع أو ظاهر).
وبالعودة لموضوع الأخ نووي
فربما هناك من يقوم باصدار ألعاب بدون وضع تأثيرات نفسية مقصودة
ولكن من الوارد جداً أن يكون هناك ألعاب بمؤثرات جانبية تبدو بلا قيمة, في حين لها تأثير يظهر مع تكرار اللعب والتعلق به
والاعلانات والدعايات تعتمد مثل هذا.. لذا لا تستبعدوا استعانتهم بعلماء نفس في هذا المجال
والله أعلم