مع تصرف يسير منيالمستوى التأسيسي
( حميـة الأربعين )
إقامة جميع الصلوات في وقتها وكظم الغيظ وضبط الغضب
[/b]
لمدة أربعين يوماً متتابعة عليك:
أولاً
الإلتزام بأداء الصلوات الخمس المفروضة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء) في وقتها ( في المسجد للرجال إلا إن تعذّر )، وعدم تأخيرها عن وقت الجواز.
ينقطع تتابع الأربعين يوما على الفور إذا أخّرت إحدى الصلوات عن وقت الجواز بدون عذر شرعي - الحيض عند المرأة أو جمع الصلاة عند السفر أو المطر- وعند انقطاع تتابع الأربعين يوماً عليك الرجوع إلى البداية وإن وصلت لليوم التاسع والثلاثين.
ثانياً
اجتناب الغضب للنفس (الشفهي) في ثلاثة مجالس متفرقة، فإذا غضبت ثلاث غضبات في ثلاثة مجالس متفرقة فإن الأربعين يوماً تنتقض ويكون لزاماً عليك الرجوع إلى البداية بمجرد أن تأتي بالغضبة الثالثة.
الغضبة الأولى: إنذار من الله سبحانه وتعالى بضبط النفس.
الغضبة الثانية: الفرصة الأخيرة.
الغضبة الثالثة: قاطعة للأربعين يوم.
المراد بالغضب الشفهي: رفع الصوت في أربع جمل مفيدة، فإن كانت الجملة الخامسة بصوت مرتفع أو وجه محمر أو هيئة ساخطة أو صورة مُهدِّدة فهو الغضب الشفهي.
أمثلة على الغضب الشفهي:
· التذمر أو التوبيخ المصحوبان بنبرة عالية أو حدة أو مهاترة شديدة، بخلاف تأفف خفيف، فلا يضر، إلا أنه يقدح في رجولة الرجل ومروءته وهو من المرأة إزعاج لا طائل منه.
· الطعن في شخص الخصم في حالة مناظرة أو مجادلة هادفة سواء في العمل أو المنزل، ووجود غِلظة وضغينة.
· غضبة تنتهي بالإهانة أو السخرية أو المعايرة أو المشاجرة أو كلمات جارحة أو انتقادات ساخرة أو اتهامات باطلة أو مبالغة جائرة أو إغلاظ مقالة أو تزمير سيارة أو صفق بوابة.
· رفع الصوت (للتنبيه) أثناء تأديب الأطفال لا يعد من أمثلة الغضب بهدف التربية والرعاية، كأن ترفع الأم صوتها على ابنها ليحترز من الأذى، إلا إذا كان غضب الأم أو الأب خالصاً من أجل النَّفس (تنفيس عن مشاعر مكبوتة من الغضب أو السخط).
تنتقض الأربعون يوماً فوراً ومن أول مرة في حال:
· إذا غضبت وكسرت شيئاً أو رميته أو ضربت أحداً أو كنت فظاً أو وجهت إهانة كبيرة لأحد الناس كأن توليه ظهرك أو تغلق السماعة في وجهه، أو لعنت أو بصقت أو فعلت نحو ذلك.
· إذا غضبت من أحد فتركت الكلام معه ولم ترجع إلى المصالحة والكلمة الطيبة خلال يوم وليلة إن كان يسكن معك في المنزل نفسه، أو خلال ثلاثة أيام إن كان يسكن في مكان آخر.
· تعمد الإضرار بنفس أحد أو ماله، سواء ظهر الغضب أم لم يظهر.
دواء علة الغضب:
لا بد أن تقوم بما يلي للقضاء على الحدة وضبط الغضب بعون الله تعالى:
· أن تشعر بالأنفة والاشمئزاز من رعونة نفسك التي أوقعتك في معصية ربك بلا سبب ولا مُبرر.
· أن تسأل الله تعالى أن يعينك على كظم الغيظ. هذا ويُسَنّ لك عند الغضب الاستعاذة والوضوء والوقوف إن كنت ماشياً، والقعود إن كنت قائماً، والاضجاع إن كنت جالساً(تغيير وضعية الجسد).
· أخذ الدرس بقوة وعزيمة، والرجوع إليه المرة تلو المرة حتى تظفر بنفسك بإذن الله تعالى فتستسلم لك وتصير طوع بنانك. من لزم التحلم صيره الله حليماً ولو بعد حين، ومما دأب عليه الصالحون أنهم كانوا يبتدئون بتكلف الأخلاق التي يريدون التخلق بها ثم يقتربون منها، ثم يتحلون بها.
· طهر مصدر رزقك من المال الحرام، واتق الله تعالى، وتيقن بأنه من يتق الله يجعل له سبحانه وتعالى مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ولا تمتحن الله عز وجل.
· التبرك بالأكل من الطعام ( الحلال الطيب ) الذي تصنعه بيديك، فخير الطعام طعام أعددته لنفسك أو أعده لك أهلك أو من تظن فيهم صفاء القلب والتقوى (والله حسيبهم)، وعليك بطعام الذاكرين والصالحين.
لا تأكل طعام المطاعم إلا عند الضرورة، لا سيما من لحم حيوان لست متأكد إن تم ذبحه بحسب الشريعة الإسلامية ؛ دون تكبير لله تعالى وتعظيم لقدسية شعيرة الأضحية! ومن ثم ما أدراك بدين ونيّة ونفسية من يطهو الطعام ناهيك عن نظافته.
وحتى يكون طعامك مباركاً بإذن الله تعالى.. فاذكر المولى سبحانه وتعالى أثناء الطهو، بالحمد والشكر والثناء على ما أنعم عليك ورزقك، وخذ نية إطعام أهلك طعاماً حلالاً طيباً واطلب رضى ربك ومولاك.
اجعل اسم الله عز وجل ملازماً لأعمالك –بوعي وحضور قلب- واجعل ذكر الله عز وجل نبض قلبك.
كثر هم من لا يدركون علاقة الإيمان والإسلام والنية (طيبة أو خبيثة) بفعل الأشياء ونتائجها (كالرقية وإعداد الدواء والطهو ونحوه)، فلا تكن منهم وكن من المؤمنين المحسنين.
بعد أن تتم أربعين يوماً كما هو مطلوب، اطلب الدرس الأول من شيخك.
والله عز وجل ولي المؤمنين.
ملاحظة:
كان الشيخ يعتبر الدروس ستة, وقبلها حمية الأربعين مستوى تحضيري للدروس, ولكن لاحقاً أصبحت حمية الأربعين درساً أولاً يليها ستة غيرها.
في المداخلة التالية أنقل لكم إن شاء الله الدرس الأول بعد حمية الأربعين.