في ظلال القرآن "نسخة دار الشروق 1990 م"
من مقدمة الجزء الأول.
وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة ((إنا كل شيئ خلقناه بقدر)) .. ((وخلق كل شيئ فقدره تقديرا))
وكل أمر لحكمة ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة ((وعسى ان تكرهوا شيئا وجعل الله فيه خيرا كثيرا))
((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم . والله يعلم وأنتم لا تعلمون))
والأسباب التي تعارف عليها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها. ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ اﻵثار والنتائج،
وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ اﻵثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء.
((لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)) ، (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله)).
والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بها، والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها.. والاطمئنان الى رحمة الله وعدله والى حكمته وعلمه هو وحدة الملاذ الأمين،
والنجوة من الهواجس والوساوس ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، والله واسع عليم))