جميل.. نكاد نصل
برأيي لا يوجد هوس بالزواج ولكن يوجد:
1- هوس بالحب
2- حاجة فطرية طبيعية للزواج والأمومة أصلها وجود عاطفة الرعاية والحنان عند الاناث.
3- ضعف ايمان وعدم رضى بقضاء الله وقدره فينتج عنه كآبة وأمراض نفسية نتيجة تأخر سن الزواج أو عدم الزواج.
ما زلت أرى التشخيص خاطئ, فالكآبة التي تحصل نتيجة عدم الزواج ليس مردها تربية البنات حصراً على أن يكنّ زوجات وأمهات, بل لا أرى أنّ هذا أصبح موجوداً في عصرنا أصلاً.
فالكآبة والأمراض النفسية تحصل أيضاً عندما لا تنجب المرأة المتزوجة, فهل هذا نتيجة تربيتهن الخاطئة على أن يكنّ أمهات!
أسماء تقولين بشأن عاطفة الأمومة (الرعاية) عند الطفلة والتي تتجلى في طريقة لعبها مع الدمى وتقليد أمها:
هناك فرق شاسع بين أن تتكلم الطفلة بطبيعتها وفطرتها عن هذا، وبين أن نلقنه للفتاة من صغرها تلقينا ...
بل من الطبيعي جدا أن نشجعها على هذا, فهي حين تحمل دميتها وترعاها نشجعها على هذا ونقول لها بأنها عندما تكبر ويزرقها الله بأولاد إن شاء الله سترعاهم هكذا
هذا طبيعي جداً ومُشاهد ولا أرى للآن ما العيب فيه ؟
ثم أليس في عصر النبوة كان يتم مثل هذا ؟ بل وكان يتم خطبة الفتيات وهن طفلات, ثم عند البلوغ يتم البناء والزواج ؟
هذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن الأنثى تكون مهيئة نفسياً تماماً لأن تكون زوجة وأم وهي طفلة, ولو فيه انتهاك لطفولة الطفلة أو يمنعها عن خدمة أمتها لو لم تتزوج أو تنجب لنهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام.
طفلتهم كانت ناضجة نفسياً وذهنياً أما طفلتنا المعاصرة فكأنها لا تكبر أبداً !!
ربما تقولين الآن الوضع تغير, وهناك أعداد كبيرة لمن لا يتزوجن, فأقول لك إذن علينا حلها كمشكلة اجتماعية, علينا أن نبحث عن حلول لتزويجهن, لا أن نغير طريقة تربيتنا, فيصبح الزواج مثله مثل عمل المرأة, نربي على هذا وعلى هذا, بل بكل أسف يصبح النصيب الأكبر للتشجيع على خدمة المجتمع وعمل المرأة, كما هو واقع الآن.
تقولين يا أسماء :
ولكن لا تنسي يا هادية أن الإحساس يبتدئ بمبادرة الذات أولا، فهي لن تربي أبناءها على ذلك إلا إذا رأت في نفسها هي الإقبال على المساعدة والنجدة، يعني حتى يتمكن الإحساس بهم الأمة من نفسها،فهي هنا تتحدث بالفطرة والمنطق معا، منطق التلقائية وإقبال الذات قبل أن تقدم غيرها.
وكيف ترى في نفسها الاقبال على المساعدة والنجدة ؟
كما قلت أعلاه الأنثى جبلها الله تعالى على عاطفة الرعاية والحنان التي أكبر تجلياتها تظهر في الزواج والأمومة
إذن فالأصل هو الرعاية والحنان, وبرأيي الطفلة والبنت التي تتربى على أن تكون معطاءة لأمها وأبيها وأخوتها وأقاربها وجيرانها وصديقاتها (دائرة محطيها), وعلى خدمة محيطها, هي التي ستحمل هم خدمة أمّتها, فالله عز وجل دائماً يذكرنا بأن الأقربون أولى بالمعروف..
وفي الغرب نرى حالة عجيبة من التناقض, يتركون أهلهم وأقاربهم ويتعاملون معهم ببرود ثم يركضون في البلاد ليتطوعوا في أعمال مجتمعية لخدمة الانسانية وليس فقط أمتهم!!! ومع هذا لا بركة في مثل هذا
ولاحظوا الدعوات الخبيثة الآن تجعل من الفتاة التي تخدم أهلها في بيتها مهانة ذليلة!!
انظروا كيف يغشّون تلك العاطفة المجيدة!!!
عندما نشجعها على الاحتكاك بمجتمعها الكبير فنحن قد نوصل رسالة خاطئة, لا سيما في ظل الرؤى التحررية المعاصرة للمرأة
وبرأيي أن هذا حاصل
الأمر بسيط جداً
فقط نربيها وفق الصورة العامة التي أمر بها الله عز وجل, نربيها لتكون زوجة وأم (كدور رعاية وخدمة وعاطفة) بغض النظر كتب الله تعالى لها الزواج أو لا, لأن هذا الدور حصراً يفجر عاطفتها عندما تتربى على أسسه
والأهم نربيها على الابمان بالله عز وجل وكتابه وقضائه وقدره خيره وشره, ونربيها على التسليم, نربيها على الرضى, وعلى أن ترغب في الآخرة, فتبقى عاطفيتها الأمومية وترضى بقضاء الله عز وجل
الأصل "وقرن في بيوتكن", ولها دائرة محيط تعتني بها وترعاها وتغدق عليها بعاطفتها وحنانها سواء تزوجت أو لم تتزوج
ما أبسط الأمر
ولكن والله يا اخوتي هو تأثير الاعلام وتأثير الثقافة الغربية وتأثير الأكثرية
أنا مع الأخ جواد ومع الأستاذة هادية 100%
وأعترف بأني في أحيان من حيث لا أشعر أنساق وراء تلك الأسلمة الخبيثة ولكن ما أن يذكر مُذكر أرجع لميزان الحق حتى أرى فوراً ما فاتني من دعو متأسلمة هنا أو هنا
والحمد لله رب العالمين
قصة الأخت خولة تخاطب عاطفة الحنان والرعاية والاهتمام عند الطفلة الأنثى
ولكن الأخ جواد يتحدث عن أصل عام مستهان به ومتروك, ويظن أكثر الناس أنه لا حاجة أن نشجع عليه, وينسون الفتن وينسون الدعوات المضادة لافساده .
حوار رائع ومفيد
معالم الصورة تتضح أكثر وأكثر
والأخت خولة تملك موهبة أسأل الله يسخرها لخدمة دينه .
جزاكم الله جميعا خيرا