القصة تغرس معنى العطاء، وتغرس معاني الاخوة في الله، وتغرس الايجابية من الصغيرة وأبويها تجاهها،
لكن ما قصدته أن نوعية تلك القصص تغرس في نفس الفتيات أن الدور الكبير والهام لها هو في الاحتكاك المباشر بالمجتمع،
وهذا ما يجعل الكثير من الفتيات فيما بعد ترى ان تفرغ الأم للدور التربوي هو اهدار لطاقتها وانتقاصا من قدرها ورؤية ذكورية منغلقة !!
وأنا لا أقول هنا أن الطبيبات والممرضات ليس لهن أهمية، فهذا مطلوب للنساء لسد تلك الحاجة،
لكننا لا نبني القصص على الجزء الصغير وانما على القاعدة الأكبر والأعم،
وندع تحديد طبيعة الدور لطبيعة شخصية الفتاة ذاتها..
لكن التربية اﻵن كاليتيم الذي لا يرغب فيه أحد، فإن تعرض له الأب أو الأم، كان على عجالة وفي قصور وضيق وضغط من أمور حياتية أخرى كثيرة..
ثم نتعجب لماذا لا تغير المجتمعات !
لا أوافقك في هذه النقطة
لا أعتقد أن القصة تغرس أن الاحتكاك بالمجتمع هو الدور الأكبر
فالقصة تطرقت لنوع واحد من الأدوار متمثلا بمهنة الطب... وهذا لا يعني أن باقي الأدوار مهملة أو غير مهمة...
ولا أرى أن هذا السن مناسب للحديث عن دور الفتاة الأهم في المجتمع...
أنا لا أشعر بالراحة حين أرى طفلة صغيرة تتحدث عن الزواج أو عن الأمومة...
ولا أرى أيضا أن نبالغ في غرس ذلك الدور لدى الفتيات الصغيرات فيتحول لهدف... وسيكون حينها هدفا غير واقعيا للأسف... نعم فمع كثرة العنوسة فالحقيقة التي يتجاهلها الكثير هي أن عددا لا بأس به من الفتيات لن يتزوج ولن يصبح أما!
أنا أرى من احتكاكي بالفتيات عن قرب أن الأمر قد انعكس أيضا... فمثلما يوجد تيار "يجب أن أثبت نفسي" فإنه يوجد تيار "يجب أن أتزوج" و"أريد أن أصبح أما" وهذا التيار خطير جدا... فقتيات كثيرات تحول الزواج والأمومة لهدف لا يرين غيره بديلا... فربطن سعادتهن وهناءهن بهذا الهدف... لكن بعضهن لم يكتب لهن الزواج أو تأخر قليلا فتراهن مكتئبات حزينات تعيسات...
هل السبب هو في أننا قد بالغنا في غرس تلك الوظيفة في المرأة حتى حولتها لهدف؟ لا أدري...
لكن الزواج يجب أن لا يكون هدفا...
ويجب أن نُشعر المرأة بان لها أدوارا اخرى لا تقل اهمية في المجتمع وبأن الزواج ليس غايتها الوحيدة...
يعني يا أخ جواد يجب أن يكون هناك توازن بين الأمرين فلا نتطرف لدور حتى نشعر المرأة بهامشية الدور الآخر