و يا بؤس سلمى من ذاك مساء!
لست متمرسة في الشعر وكتابته كما قلت , لكنني اعرف بالضبط متي يكون الكلام شعراً و متى يكون هراءاً .. وهذا كان أبا الهراء كله.
كلامه ركيك جداً و تعبيرات ليست تتناسق و لا تتلاحم .. ولم اشعر - لو سلّمنا أنه شعر - أنه يتحدث من عميق و ركن روحه السحيق !
المشكلة , أن من الشعراء من يحاول التعبير عن قسوة حزنه من فراق من يحب , فإنه حتماً سيسلك طريقاً يعج بآثار الاقدام , ولن يكون هو الوحيد الذي سلكه ..
و الغروب و الذهب و الذكرى و البكاء و البحر .. لا , لم أشعر فيه بأي شيء .. ولم يرغبني إلى أن اضع نفسي مكانه ..
وكأنه كان واقفاً يصف لنا دورقاً به رمل و ماء متسخ ..أو يحكي عن سلة بيض فاتنة ..أو يتغزل في قطعة لحم ..
لم يكن هناك أي من شعور جذاب كما ينبغي أن يكون ..
فالكلام مُعاد ومستهلك , و إن كان صادقا فيه مع نفسه .. فهو لم يستطع إيصال أي شيء لي لو حاولت تذوق ما قال ..سوى بؤسٌ و بؤس و بؤس ..
كانت الحالة المسيطرة عليّ و أنا ارى سيل الاسقام هذا تتمثل في كلمة واحدة: يا كبدي!