إذا كنت لا أعفو عن الذنب من أخ ** و قلت أكافيه فأين التفاضل؟
ولكنني أغضي جفوني على القذى ** و أصفح عمن رابني و أجامل
متى أقطع الإخوان في كل عثرة ** بقيت وحيدا ليس لي من أواصل
و لكن أداريه فإن صح سرني ** و إن هو أعيا كان عنه التجاهل
ذكرتني بأبيات حسان ـ رضي الله عنه ـ في تكلمه في الخليل، وقد أفاض، وأندى.
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ
فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ.