فالتهنئة جائزة لأن آية الممتحنة أوضحت المقصود منطوقًا، ومفهومًا وكما هو معلوم بأننا لا نحمل اللفظ ما لا يحتمل، ويؤخذ على ظاهره _ كما هو مفهوم من منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير _ وذلم ما لم تأت قرينة تصرفه عن معناه الظاهر وأيضًا كما هو مصرح بآية النساء " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ".وبالطبع حكم خاص بغير المسلم المسالم ... ليس المحارب.
وأما المشاركة فهي لا تجوز .. ويقصدون بالمشاركة المشاركة الفعلية معهم كأن يذهب إليهم ويفعل ما يفعولنه.
معلش أخي الكريم ابن الأزهر عندي سؤال
أليست التحية مختلفة عن التهنئة ؟ سأبين لك قصدي
التحية بحسب علمي القاصر -وتحملني- تتعلق بالترحيب بشخص عند لقائه أو استقباله سواء بمعرفة سابقة أو معرفة جديدة, وأول تحية عرفها البشر كانت بين الملائكة وبين آدم عليه السلام, وأعظم تحية تلك التي نجلس فيها بين يدي ربنا الملك العظيم كل يوم في صلواتنا لنؤديها مرات عديدة, تحيات تليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
أما التهنئة فتتعلق بمناسبة ما, تتعلق بحدث ما, سواء اجتماعي أو ديني, يقوم الشخص فيها أو الشخصان بتبادل التهاني أو التبريكات, فهل نتجاوز عن طبيعة الحدث ونهنئ كأننا نحيي, بشكل مجرد عن مضموم ومعنى التهنئة؟
فربما هناك أناس من غير أهل الكتاب -حتى تتوضح الصورة أكثر-, أقاموا عيدا بمناسبة ذكرى الآلهة فينوس أو عيدا للبقرة التي يعبدونها ويقدسونها أو تمجيدا لذكرى كفرية أو شركية ما, فمما فهمته منك أنه يجوز لمؤمن مسلم موحد أن يهنئ هؤلاء الجيران المسالمين أو المعارف بعيدهم طبعاً على ان لا يشاركهم طقوسهم وممارساتهم؟ باعتبار أن هؤلاء الكفار يهنئونا بعيد الأضحى, بالتالي نعتبرها تحية مجردة من معنى الحدث والمناسبة ونحييهم بأحسن ما حيّونا, يعني نهنّيهم بعبارات أكثر من عبارات تهنأتهم لنا
؟
بالتالي ممكن نهنئ جيراننا من عبدة الشيطان أو عبدة البقر أو عبدة البشر المسالمين بأعيادهم التي يخترعونها تمجيدا لآلهتهم منعاً للاحراج ومن أجل أن نرسخ مفهوم التعايش الجميل بيننا, أو اتباعا لقول علمائنا الأفاضل المعاصرين الذين أعطونا فسحة.
أرجو أن توضح لي هذه المسألة, لأني لم أفهم ذاك الخلط بين التحية التي لا تكون بمناسبة سوى اللقاء والتهنئة المتعلقة بحدث ومناسبة ما.
ولكن ياليت شعري كيف يختلف مسلمان في مسألة بسيطة، ويتركون معالي أمورهم، وذروة سنامهم إن ما نحن فيه هذه الأيام هو بسبب اهتمامنا بأمور خلافية وتركنا لأمر سامية .. ترى المانع يغلظ على المجيز بحدة، وترى المجيز يغلظ على المانع بحدة.
والله يا أخي وكما قال لك الأخ جواد مجرد أن علماء السلف رحمهم الله اعتبروها من مسائل الولاء والبراء فهذا يعني أنها ليست مسألة من السفاسف, لا سيما بالنظر الى مآلها
ما تقوله أنت عن تفاهة الأمر أصبحنا نسمعه من أكثر الناس حولنا
وليت الأمر يقف عند التهنئة بل يتجاوز هذا
ثم لا نفهم من أين يخرج علينا مفكرون ودعاة يقولون بعدم كفر النصارى الذين يعترفون بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام
ويخرج علينا مفكرون ودعاة وإعلاميون يسخرون ممن يتكلم في حرمة التهنئة ويجرؤون غيرهم على السخرية من أمر حضرتك قلت أن علماء السلف رأوا أنه من المسائل العقدية, يعني مسائل الايمان و الكفر!
ولا يخطر ببال أحد أنه ربما مثل هذه المسائل الدقيقة ولا أقول الصغيرة هي التي جعلت عقر دار الاسلام هشا
وجعلت كثير من دعاتنا وعلمائنا يخشون أن يقولوا الحق ويداهنوا ويفتنوا المسلمين في دينهم
لي قريبة ابنتها في مدرسة حيث يهنئون النصارى كما المسلمين
ويقومون بعمل حفلات ترفيهية -لا دينية- للأطفال
وهي تجادلني بأن هذه ليست مشاركة في العيد ولا في الصلوات ولا في شيء
فقط ابنتها تلعب ...... يعني تهنيهم بطريقتها البريئة
ولماذا إن كنت سأقبل التهنئة بعيد ميلاد "ابن الله" سأرفض أن تلعب البنت الصغيرة في ذلك اليوم وتجامل الأخريات
تعالى الله.
لقد كان الرسول ـ صلى الله عليه، وسلم ـ يسأل عن جاره اليهودي ويقول لأهله " هل أهديتم إلى جارنا فلان ـ أو كما قال ـ.
طيب ؟؟
وماذا؟؟
وهل رأيت من يمنع هذا أو يحرمه؟
ولكن ضعوه في موضعه الصحيح.
هذا من البر الذي لا يتعارض مع ايماننا, مع عقيدتنا, مع أصول ملتنا, وهو مما أمرنا به الله تعالى ضمن ضوابطه الشرعية.الواجب علينا ألا نخطيء أحدًا، وألا نتعصب لرأي درسناه .. ولكني أسأل سؤالًا للمانع .. هل لو كانت لي زوجة نصرانية ولي منها أولاد هل أقول لأولادي لا تهنئوا أمكم بعيدها ؟ لا لا إنها كافرة .. وعلى كل هدانا الله للصواب، وللفهم الصحيح وياليت من يرى في كلامي سهوًا، أو خطئًا أن يذكرني، ويعلمني هدانا الله وإياكم.
تدري يا أخي بدأت أرى أن عبارة الواجب عدم تخطيء أحد خطيرة جدا
فماذا لو أتى نفر من العلماء المعاصرين برأي شاذ نتيجة غرقهم في واقعهم المعاصر المختل
أليس أسلم أن نتبع علماء السلف لا سيما كلنا نجمع على عظيم فتنة هذا العصر.
بالنسبة للسؤال حول الأم النصرانية
فلعل من حكمة الله تعالى أن جعل زواج المسلم من النصرانية جائز وحرم زواج المسلمة بالنصراني
أن الرجل يفترض أن يكون قوام بطبيعته والمرأة تابعة
بالتالي إن بقيت على دينها فهي كافرة وعليه بذل جهده أن لا تؤثر على أولاده
وعليه أن لا يتزوجها إن وجد ضعفا من نفسه وخشى على نفسه وعلى أولاده
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل هذا في شأن الزواج من كتابيات.
العجيب أنك تستهجن أن يقول الرجل عن زوجته أنها كافرة لأولاده, فهل تريد أن يوهمهم بأنها مؤمنة وعلى حق ؟
الأصل أن يتفق معها أن لا تظهر احتفالها لأولادها حتى لا تفتنهم وهي صغار, حتى لا يضطر أن يقول لهم ما لا يستوعبوه وحتى لا يضطر أن يقول لهم :
نعم هي كافرة وهي تحتفل بميلاد ولد الله .. تعالى ربنا عما يصفون.