ذهبت لتعزية إحدى قريباتنا بوفاة والدها
وكان بين النساء فتاة نصرانية زميلة إحدى بنات المتوفى
فتأهبت أنا واستعنت بالله عز وجل ودعوته أن يقويني ويلهمني ما أقول
ولا أذكر كيف بالضبط ولكن إحدى النساء قالت شيئا فردت النصرانية وقالت نعم ونحن عندنا مثلكم
وهنا بدأت المجاملات المداهنات وبدأت أسمع المسلمات يقلن
"نعم كلنا واحد"
نعم ديننا واحد"
وطبعا الفتاة ترد عليهم بذات الشيء
ويزاودن في مساحة المشترك
"الله واحد الذي نعبده"
"وديننا ودينكم واحد"
وفجأة قلت أنا بكل هدوء ورفق "لا لسنا سواء"
وهنا الكل بدون استثناء نظر إلي باستغراب
نظرت إلي الفتاة النصرانية
فابتسمت وقلت لها معلش اصبري علي واسمعيني وخلينا صادقين
هل أنت مؤمنة بوجود الخالق ومؤمنة بدينك وكتابك؟
قالت نعم طبعا
قلت لها تعلمين طبعاً أنه من بني إسرائيل هناك من كفروا بنبوة المسيح عليه الصلاة والسلام فضلا عن ربوبيته وألوهيته عندكم, وهؤلاء أنتم تسمونهم كفار, صح ؟
قالت نعم.
قلت لها وأنتم لا تؤمنون بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام, ولو آمنتم للزمكم أن تتبعوه وتسلموا, صحيح ؟
قالت صحيح
قلت يعني تكفرون بنبينا وديننا كما كفر من بني اسرائيل من كفر برسالة المسيح عليه الصلاة والسلام
قالت نعم
قلت جيد فكيف نكون سواء ؟ لسنا سواء
لا سيما أن إلهكم الذي تؤمنون به ليس كإلهنا, ولا أريد أن ادخل في تفاصيل الثالوث وغيره, ولكن هو ليس نفس الاله والرب والخالق, صحيح؟
فقالت نعم صحيح
قلت لها جيد إذن أنت مؤمنة بوجود الخالق ومؤمنة بالرسالات وهل تحبين هذا الاله أيا كان في وجدانك
قالت نعم أحبه
قلت لها طيب لن أجادلك في شيء يتعلق بدينك أبداً
ولكن سأقول لك شيء واحد وأطلب منك شيء واحد إن كنت صادقة في حبك
وأقوله لأني يجب أن أقوله وأقوله من رحمتي بك ولأني أريد لك الخير
أنت عندما تحبين انسانا ويغيب عنك لفترة ثم يأتيك خبر أن هذا الشخص أرسل لك رسالة وهي في المكان الفلاني
ألن تهرعي لذلك المكان لتمسكي الرسالة وتقرأيها على الأقل لتعرفي إن كانت منه أو لا
قالت بلى
قلت لها جيد, وأنا أقول لك وأبلغك بأنه يوجد لك رسالة من رب السماوات والأرض أرسلها لرجل اسمه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من خلال ملك اسمه جبريل
اسألي الله الخالق الحق الذي يسمعك بتجرد للحق أن يهديك لتعرفي إن كانت هذه الرسالة منه حقاً أم لا
وتأكدي بأنك لو سألتيه بصدق وبدون تعلق اجتماعي لأهلك أو قومك أو أي تعلقات أخرى تأكدي لو بتجرد قرأت الرسالة ستعرفين الحق ويهديك
واقرأي الرسالة كلها
فقط قلت لها ثم أشحت بوجهي
طوال الوقت كنت أتكلم معها برفق وأنا أنظر في عينيها مباشرة وبتركيز, أتكلم والله بقوة عجيبة ونبرة عجيبة أعلم يقينا أنه من الله عز وجل
وهي بشكل عجيب كانت تنظر الى عيني مباشرة
لم أشعر بباقي الموجودات
وأحسب أنها كذلك
الأمر يا جماعة والله كان أعجب من أن أصفه لكم
يومها فقط شعرت أني أحب الله أكثر من أي شيء وأي اعتبار
أحبه وفقط بدون أن أخشى غيره أو أخشى ردة فعل غيره
لا أدري ما حصل معها
ولا أدري إن كان سيأتي يوم وتحاول أن تعرف الحق
لكني شكرت الله كثيرا أن أعانني لأقول الحق وأدعو
وأن لا أكتفي بالسكوت أو مغادرة الغرفة
بعدها دعوت ثلاثة من العاملات الفلبينيات واشتريت لهن نسخ مترجمة عن القرآن الكريم
بذات الطريقة
بدون أن أجادل وبدون تفاصيل
إلا ربما بعض الكلام العام حول وحدانية الله عز وجل واستحالة أن يكون خالقنا وربنا وإلهنا بشر يأكل ويشرب ويموت ويدعو نفسه بتناقض عجيب ويترك نفسه/ولده يموت ليكفر عنا خطايانا سلف
فلا يعود هناك فائدة للثواب والعقاب
لا أقول أني كسرت الحاجز تماما
ولكن بفضل الله ورحمته قطعت شوطاً جيداً
وأقول لكم العائد النفسي والروحي عظيم
أرجو أن تنفع هذه القصة أي أحد بأي طريقة
وأسأل الله أن يتقبل مني ومنكم ويغفر لنا تقصيرنا واسرافنا على أنفسنا
أقول بأننا عندما نداهن النصارى ونسكت فلا ندعوهم ولو لمرة واحدة فنحن كأننا نفتنهم في دينهم
لا سيما لو رددنا جمل بعض الدعاة الضلال بأننا واياهم واحد وأن لنا كتاب ولهم كتاب وتلك الضلالات
فيشعرون بأنهم على الحق