الحمد لله .. إذن كانت مراجعتي المتعجلة مثمرة في التدقيق اللغوي بصورة ملحوظة .. هذه مهارة جديدة لم أكن أدرك تطورها الفترة الماضية (أو ربما ليست مهارتي بل ساعد على ذلك وجود أجزاء منشورة ومدققة من قبل ودخلت في مرحلة الجمع أكثر من مرحلة الصياغة) ..
الفصل الأخير ليس مقالتي .. بل كتبه أمين إعلام الحزب في شمال سيناء .. وقد طلبته منه قبل صدور الكتاب بيومين فقط، كتبه في يوم وتم ضمه إلى الكتاب في اليوم الأخير .. والرجل مشكورا ترك جزءً من عمله ليتم كتابته في الوقت المحدد .. ونظرا لمجهوده لم أمد يد التعديل إليه إلا في أضيق الحدود .. كنت أتوقع أن تكون رسالته أقوى فعلا وخاصة أن الرجل من أبناء قبائل سيناء وليس من الوافدين من المحافظات الأخرى (مثلي) .. وقطعا شعور الظلم لديه أكبر ..
نعم الكتاب يستهدف إظهار البطولات الجهادية لأبناء سيناء ، وتعمد تسمية المقاتلين بالمجاهدين ، بل ليس الكتاب فقط ، الاحتفالية كلها كانت في هذا الإطار وبنفس الاستراتيجية ، فقد مللننا من بطولات الجيش المصري ومللنا من تكريم ضباطه ، ومللنا من إخلاء الساحة لهم للحديث وحدهم في كل ذكرى ، وكان لابد من إظهار وإعلاء دور الشعب ، فلولا هذا الشعب ما كنت حققت شيئا يا جيش .. ولولا هذا الشعب ما تحدث أحد عن دور جهاز المخابرات ..
ففي الاحتفالية قمنا بتكريم أبناء سيناء المجاهدين ولم يكن من المكرمين جنديا أو ضابطا .. ولم يحضر أي عسكري ويلقي كلمة أو يجلس على المنصة .. ولكن ألقى كلمة المجاهدين أحد المجاهدين الأحياء حتى الآن .. في كلمة مؤثرة تحيي مفهوم الجهاد ضد الاحتلال (واعتذر لرداءة الصوت في التسجيل):
المجاهد موسي ابورويشد يروي قصتة هو وأمة ضد الاحتلالستلاحظوا في كلمته ظهور فظائع الكيان الصهيوني وخاصة ضد الجنود والضباط او من يثبت أنه يتعاون معهم .. واستراتيجيته ليست القضاء على الشعوب أو على الأرض ، بل استراتيجية احتلال يريد أن يستعمر هذه الأرض ويستفيد منها وينتفع بها ، ويستعبد أبنائها ويستفيد منهم أيضا لا أن يقتلهم .. لهذا يبدو الصهاينة في منتهى الوداعة مقارنة بطواغيت العرب من بشار إلى القذافي إلى صدام .. وبالأخص بشار الذي بذل قصارى جهده لتحويل الثورة إلى حرب طائفية يتم فيها التطهير العرقي لأهل السنة ..
عموما .. كلمة المجاهد جعلت دكتور محمد محسوب والمهندس حاتم عزام يشعران بالتضاؤل (بنص قول الأخير) تضاؤل كل ما يقوما به من جهود وما يخوضان من معارك أمام هذا الجهاد الحقيقي أمام العدو ، تضاؤل أيقظ فيهما المزيد من العزيمة الصبر والمثابرة وتحمل البلاء ، واستصغار كل الصعاب والعراقيل التي توضع أمام الوطن هذه الأيام ..
بالنسبة للعمل الحزبي ..
بدأت أفكر - جديا - في الكتابة عن تجربتي الحزبية خلال عامين .. ليس لأنها تجربة فريدة ولا فيها شيء من البطولة .. ولكن لأن العمل السياسي أحد فروض الكفايات التي أحسب أن القائمين عليها حتى الآن - ومع بذلهم أقصى جهدهم - أقل من أن يسدوا هذا الثغر العظيم .. ومازالت تحتاج لجهود كثير من المخلصين من أبناء الوطن .. وكذلك لبيان الاختلاف بين السياسة القذرة التي كان يروج لها النظام السابق ولتيارات العلمانية .. وبين السياسة بالمرجعية الإسلامية التي يتبناها حزب الوسط .. ولأبين كيف أن بناء الأحزاب ليس بالأمر الهين أو الميسور .. فما بالنا ببناء الأوطان .. ولأظهر جوانب عديدة تخفي على الغالبية الساحقة من الشعب في موضوع الأحزاب هذا .. لأبرز للناس كيف تكون حزب معارضة بنائة محترم .. كيف تعارض من في الحكم وأنت تعمل لمصلحة الوطن .. وكيف تؤيد من في الحكم لمصلحة الوطن أيضا ..
صحيح التجربة قصيرة في العمر .. ولكنها ثرية جدا .. فمحيط السياسة يموج ويمور ولا يهدأ خلال هذه الفترة .. وقواربنا فيه لها حكايات كثيرة ..
فما رأيكم ؟ دام فضلكم ..