لا لم اصارحها .. صالحتُها فقط ..
كرهت أن نبدأ بالتلاوم كالاطفال , انتِ قلتي و انتِ عدتِ .. فلننح هذه الترهات جانباً , هناك قومٌ يقتلون ..
بصعوبة بالغة , كتبت لها وريقة اتأسف فيها إن بدا مني اي سوء و اعتذر عن سوء التفاهم , و اننا في طريق واحد , و أن " فوثّق اللهم رابطتنا و ادم ودّها .. "
و معها قطعة حلوى .
ربتتُ علي كتفها و وضعته في كفّها و ابتعدت في الحشد ..
بصراحة , لم اتوقع هذا العناق :) ..
فقط هي نبّهتني في خجل أنها مروة لا مريم .. فاعتذرت ببالغ الاسف أنني بالفعل قصدت مروة , لكن ضجيجٌ ما من حولي افسد عليّ ..
و يمكنني الآن ان اقول .
لا يجب ان انتظر قمة الامم العربية و مجلس الامن لينعقد من اجلي و لا لحل خلافاتي مع البشر . إيذاء الكرامة مؤلم .. الاكثر ألماً هو أن تسير كتفاً بكتف من تهتفان سوياً ان " هي لله , هي لله .. " و أن " في سبيل الله قمنا .." .. ومن باقي الهتاف أن " لا لدنيا قد عملنا " ..
ليست الدنيا مالاً ولا جاهاً ولا مركزاً .الدنيا هي اطلاق البصر , و جفاف الخُلق و القلب , و الغيبة عن الآخرين . و شق الصف و ابتغاء النفس .. و السعي لاجلها . الدنيا هي حميّة للذات لا لله و الدين .. فضلاً عن النصر .. فاتني ان اذكر ان اسلوبها كان شيّقاً و قد ابلت رائعاً , و فاتني ان اذكر لنفسي انني اسير سيرها اكثر من الألف ألفين و لا اعبأ برفيقتي . فاليوم يردّها الله إليّ موجعةً أن تأدبي .. ليست سبقاً ولا حباً للظهور . فإن كانت فيا خُسران السعي و السير و حرقةُ القلب و تصدّع الكبد ابتغاء اقناع الناس ..
و لعلّه استجابة دُعاء اردده بلا توقف , اللهم حسّن خُلُقي و أحسن تأديبي .. يا رب ربّيني ..