المحرر موضوع: المنهج العلمي لأهل السنة في تحري الأخبار  (زيارة 115001 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
نعم واضح جدا، بارك الله فيك، وبانتظار المزيد  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر


السلام عليكم ..

انا متابع ،، بس بحب المقعد التاني وحبذا التالتز

( هاعمل كوكتيل فصيح على عامي ,, وكده يعني،، ممكن ؟)
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك


السلام عليكم ..

انا متابع ،، بس بحب المقعد التاني وحبذا التالتز

( هاعمل كوكتيل فصيح على عامي ,, وكده يعني،، ممكن ؟)

أهلا ومرحبا بك يا أخ أحمد
نورت الموضوع


فينك يا زبادي

اريد ان اضع الدرس الثالث
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر
أظن والله أعلم أن تحقق التواتر بالنسبة للصحابة لا يسير على شروط التواتر، وإنما لأن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله لهم.

و عليه فنحن نقبل تواترهم ليس لأنه تواتر  _ لأنهم متفقي المكان والزمان إلا ما ندر _ و إنما لعدالتهم.
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
ياااربي!! :(

أنا اعتذر بشدة يا خالة , قرأت الرد ولكن حدث خلل في الشبكة و بقينا يومين في جفاف قائم !

أنا معكِ و اتابعك , و كنت قد حضرت ما سأقول .. لكن من الافضل ان اتركه للاخر ..

سأناقشك في كل شيء بالتفصيل ..

لاني لو بدأت الآن .. فلن نتنهي من هذه الدائرة , لان الامر تطور معي هذه الايام ليصل و يتشابك في الشك بالدين و الروحانيات ذاتها !

لو أردت لبثثت لكِ ما أخبي , لو اردتِ ان نكمل و نتناقش في النهاية فلا مشكلة بالنسبة إليّ ..

أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
طيب يا زبادي... ان كانت أسئلتك بخصوص ما تم نشره فاكتبيها هنا
وان كانت عن امور اخرى روحانية او عقائدية او غيره، فاكتبيها ايضا ولكن في مكان اخر غير هذا الموضوع، سواء كان موضوعا جديدا، او اكملت في موضوع معاوية رضي الله عنه

وسأكمل الان واضع الدرس الثالث بعون الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
لا اكملي , سأطرحهم بعد هذا الدرس لأر إن كان في قولك شيئا ما يجيبني علي ما اريد ..
أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أتحدث عن المنهج العلمي الذي وضعه العلماء لتمحيص الأخبار، أجد من الضرورة بمكان أن أتحدث عن أهمية السنة النبوية بالنسبة للدين الإسلامي، لنعرف سر هذا الاهتمام الكبير بنقلها، والدقة المتناهية في تحري هذا النقل.
كذلك أرى من الضرورة أن نتحدث متى بدأ تدوين السنة النبوية.. لأن بعض المشككين يزعمون أن التدوين بدأ بعهد البخاري ومسلم، أي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من مائة عام، ويتخذون هذا مدخلا للتشكيك في صحة السنة النبوية كلها، مع أن التدوين بدأ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
لهذا سأستعرض أولا أهمية السنة النبوية ومنزلتها من الدين
ثم أبين متى بدأ تدوين السنة النبوية
وبعد هذا ننتقل للمنهج العلمي لتمحيص الاخبار.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
منزلة السنة من الدين


القرآن الكريم هو الأصل الأول للدين، والسنة هي الأصل الثاني، ومنزلة السنة من القرآن أنها مبينة وشارحة له، تفصل مجمله، وتوضح مشكله، وتقيد مطلقه، وتخصص عامه، وتبسط ما فيه من إيجاز،
قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون}(النحل 44)،  
وقال: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض، ألا إلى الله تصير الأمور } ( الشورى 52-53)
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين تارة بالقول وتارة بالفعل وتارة بهما معاً،
 وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه فسر الظلم في قوله سبحانه: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون { (الأنعام 82)، فسر الظلم في الآية بالشرك،
وفسر الحساب اليسير بالعرض في قوله سبحانه وتعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا{ (الانشقاق 7-9)
فذلك البيان بالقول،
وأما البيان بالفعل فقد صح عنه أنه قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وقال صلى الله عليه وسلم: "لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".
وروى أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عبادة بن الصامت في قوله تعالى: { أو يجعل الله لهن سبيلا} (النساء 15) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خذوا عني، خذوا عني؛ قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم".

وقد قال تعالى: {وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة} ولكنه لم يبين عدد الصلوات ولا كيفيتها ولا أوقاتها، ولا فرائضها من واجباتها من سننها، فجاءت السنة النبوية فبينت ذلك كله، كذلك لم يبين الله تعالى في القرآن متى تجب الزكاة ولا أنصبتها ولامقدارها ولافي أي شيء تجب، فجاءت السنة فبينت ذلك كله..

وقد تستقل السنة بالتشريع أحيانا، وذلك كتحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في الزواج من رجل واحد، وتحريم نكاح سائر القرابات من الرضاعة إلحاقاً لهن بالمحرمات من النسب، وتحريم أكل كل ذي ناب من السبع ومخلب من الطير، وتحليل ميتة البحر، والقضاء باليمين مع الشاهد، إلى غير ذلك من الأحكام التي زادتها السنة عن القرآن.

والأمثلة على ذلك لا تنتهي...
ومنه نخلص إلى أن من يزعم أنه يريد الأخذ بالقرآن دون السنة، سيكون مآل كلامه وفعله هدم الدين وهدم أركانه كلها، فليس الأمر بالهين أبداً...

الأدلة على حجية السنة النبوية ووجوب العمل بها:
اتفق العلماء من أهل السنة على حجية السنة النبوية، سواء منها ما كان على سبيل البيان أو على سبيل الاستقلال،
قال الإمام الشوكاني: "إن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بالتشريع ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في الإسلام" (إرشاد الفحول ص29)
وصدق الشوكاني، فلم يخالف في الاحتجاج بالسنة إلا الخوارج والروافض، فقد تمسكوا بظاهر القرآن، وأهملوا السنن، فضلـّوا وأضلوا وحادوا عن الصراط المستقيم.

الأدلة من القرآن:
وقد استفاض القرآن الكريم والسنة الصحيحة بحجية كل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولنذكر بعض الأدلة على ذلك من القرآن:
- {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران 31)
- { يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } )النساء:59(

قال مهران بن ميمون: الرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
- {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} (النساء65)
وما قضى به الرسول صلى الله عليه وسلم يشمل ما كان بقرآن أو بسنة، وقد دلت الآية على أنه لا يكفي في قبول ما جاء به القرآن والسنة الإذعان الظاهري، بل لا بد من الاطمئنان والرضا القلبي.
- {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله } (النساء80)
 فقد جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الرسول من طاعته، وحذر من مخالفته فقال عز شأنه:
- { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} (النور: 63)
فلولا أن أمره حجة ولازم لما توعد من خالفه بالنار.
- {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب} ( الحشر )
فقد جعل سبحانه أمر رسوله واجبٌ الاتباع له، ونهيه واجبٌ الانتهاء عنه.
وأما الأحاديث فكثيرة، نختار منها الحديث التالي لما فيه من عبرة وعظة، ولما فيه من نبوءة صادقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وكلامه كله وحي يوحى.

الأدلة من السنة :
روى المقداد بن معديكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إنني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد...."
وقد دل هذا الحديث على معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد ظهرت فئة في القديم والحديث تدعو إلى هذه الدعوة الخبيثة، وهي الاكتفاء بالقرآن عن الأحاديث، وغرضهم هدم نصف الدين، أو إن شئت فقل تقويض الدين كله، لأنه إذا أهملنا الأحاديث والسنن فسيؤدي ذلك إلى استعجام كثير من القرآن على الأمة وعدم معرفة المراد منه، وإذا أهملت الأحاديث واستعجم القرآن فقل على الإسلام العفاء.


ومن زعم أنه يريد عرض السنة على القرآن فيأخذ من السنة ما يوافق القرآن ويترك ما يخالفه، نقول له:
أولا- حديث عرض القرآن على السنة مكذوب، وقد جاء فيه: "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه" وقد بين أئمة الحديث وصيارفته أنه موضوع مختلق على النبي صلى الله عليه وسلم، وضعته الزنادقة كي يصلوا إلى غرضهم الدنيء من إهمال الأحاديث.
ثانيا- قد عارض هذا الحديث بعض الأئمة فقالوا: عرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فوجدناه مخالفا له فتركناه، لأنا وجدنا في كتاب الله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (الحشر7). ووجدنا فيه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران 31)، ووجدنا فيه {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله}(النساء 80).
وهكذا نرى أن القرآن الكريم يكذب هذا الحديث ويرده.
ثالثا- وجود التخالف والخلاف بين السنة والقرآن أمر مستحيل عقلاً، لأن مصدر التشريع واحد وهو الوحي المبلغ عن الله تعالى.
رابعاً- السبيل الوحيد للتحري عن صحة الحديث هو ما سلكه علماء الأمة المحققون عبر العصور من التثبت من صحة نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ثبت وجب الأخذ به والتصديق بما فيه، كما أسلفنا في مبحث الخبر الصادق..

وقد حاول بعض المستشرقين وأتباعهم الذين صنعهم الاستعمار على يديه أن يحيوا ما اندرس من هذه الدعوة الخبيثة، ولكن الله سبحانه قيض لهؤلاء في عصرنا كما قيض لأسلافهم في القديم من وضع الحق في نصابه، ورد كيدهم في نحورهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.


وإذن علينا أن ندرس الآن الجهود التي بذلها علماء الأمة على مر العصور في تحقيق السنة النبوية والتثبت منها، هل كانت كافية وافية؟ أم قاصرة تحتاج لإعادة نظر وتمحيص من متنوري هذا العصر؟

طبعا سيجد من يطلع على هذه النوعية من العلوم والمباحث لأول مرة نفسه مذهولاً مشدوهاً عندما يدرك الجهود التي بذلت لتمحيص السنة النبوية وحفظها وتحقيقها والتثبت منها، وسيرى كم هو جاهل مغرور من يقول أنه سيُعرض عن حديث صحيح مجمع على صحته لأنه لا يوافق عقله أو لا يتماشى مع ذوقه أو فهمه الخاص..

وأول نقطة سنبحث فيها هي: هل تأخر تدوين السنة النبوية عن عهد النبي والصحابة مما أدى لاختلاط الصحيح منها بالموضوع؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
عناية الصحابة بالأحاديث والسنن

لمكانة السنة من الدين، ومنزلتها من القرآن الكريم، عني الصحابة بالأحاديث النبوية عناية فائقة، وحرصوا عليها حرصهم على القرآن، فحفظوها بلفظها أو بمعناها وفهموها، وعرفوا مغازيها ومراميها بسليقتهم وفطرتهم العربية، وبما كانوا يسمعونه من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وما كانوا يشاهدون من أفعاله وأحواله، وما كانوا يعلمونه من الظروف والملابسات التي قيلت فيها هذه الأحاديث، وما كان يشكل عليهم منها ولا يدركون المراد منه يسألون عنه الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقد بلغ من حرصهم على سماع الوحي والسنن من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتناوبون في هذا السماع، فقد روى البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال: "كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك...."

وبذلك جمعوا بين خيري الدين والدنيا، فما شغلهم دينهم عن دنياهم، ولا شغلتهم دنياهم عن دينهم،
 وإذا علمنا أن القرآن والسنة استفاضا ببيان فضل العلم والعلماء، وأن الصحابة كانوا يعلمون أن السنة هي الأصل الثاني للدين، وأنهم كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبهم لأنفسهم، وأنهم كانوا يجدون في الاستماع إليه لذة ورَوحاً، وأنهم كانوا يعلمون أنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وأنهم كانوا يجدون فيما يسمعونه منه غذاء الإيمان وزاد التقوى وسبيلاً إلى الجنة، إذا علمنا كل هذا أدركنا مبلغ حرص الصحابة على استماع السنن والأحاديث، وأن ذلك أمر يكاد يكون من المسلمات والبديهيات.

وكذلك عنوا بتبليغ السنن لأنهم يعلمون أنها دين واجبة البلاغ للناس كافة، وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحضهم على الأداء لغيرهم، في مثل قوله: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع" وفي رواية بلفظ: فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" رواه الشافعي والبيهقي في المدخل.
وفي خطبته المشهورة في حجة الوداع قال: "ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه" رواه البخاري في صحيحه.

وكان إذا قدم عليه وفد وعلمهم من القرآن والسنة، أوصاهم أن يحفظوه ويبلغوه، ففي صحيح البخاري انه قال لوفد عبد القيس: "احفظوه وأخبروه من وراءكم" وفي قصة أخرى قال: "ارجعوا إلى أهلكم فعلموهم"، وكثيرا ما كان يقرع أسماعهم بقوله: "من كتم علماً لجم بلجام من نار يوم القيامة".
فمن ثم كانوا جد حريصين على حفظ السنن، والحفاظ عليها، وتبليغها بلفظها أو بمعناها.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
متى بدأ تدوين السنة النبوية

يظن كثير من الناس أن السنة النبوية قد تأخر تدوينها كثيرا عن القرآن، والحقيقة أن تدوينها لم يتأخر إلا بقدرما تم التأكد من تميزها عن القرآن وعدم إمكانية اختلاطها به... وهذا ما يفسر بعض الأحاديث التي وردت عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عن كتابة السنة، فلنأخذ أمثلة على ذلك:
روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن، ومن كتب عني شيئاً فليمحه"
ولهذا كره بعض السلف كتابة الحديث والعلم.
والظاهر أن نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الأحاديث خشية أن يلتبس على البعض بالقرآن الكريم، أو أن يكون شاغلا لهم عنه، ولاسيما أن القوم كانوا أميين، وأن النهي كان بالنسبة لمن يوثق بحفظه، أما من أمن عليه اللبس بأن كان قارئاً كاتباً، أو خيف عليه النسيان أو عدم الضبط لما سمع فلا حرج عليه في الكتابة، وعلى هذا يُحمل ما ورد من الروايات الثابتة الدالة على الإذن في الكتابة لبعض الصحابة.

روى أبو داود والحاكم وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "قلت يارسول الله: إني أسمع منك الشيء فأكتبه، قال نعم، قلت: في الغضب والرضا؟ قال: نعم، فإني لا أقول فيهما إلا حقاً".

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثاً مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب وأنا لا أكتب".
ومثل عبد الله بن عمرو بن العاص ممن يؤمن عليه الالتباس.

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: استعن بيمينك، وأومأ بيده إلى الخط."

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما: "أن أبا شاه اليمني التمس من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب له شيئا سمعه من خطبته عام الفتح، فقال: اكتبوا لأبي شاه".

وروى البخاري في صحيحه أن علياً رضي الله عنه سئل: "هل عندكم من رسول الله شيء سوى القرآن؟ فقال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا أن يعطي الله عبداً فهماً في كتابه، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وألا يُقتل مسلم بكافر".
(والعقل أمر متعلق بالديات في مسألة القتل العمد)
وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم وغيره.

ومن العلماء من يرى أن أحاديث الإذن ناسخة لأحاديث النهي، إذ النهي كان في مبدأ الأمر حين خيف اشتغالهم عن القرآن بالأحاديث، أو خيف اختلاط غير القرآن بالقرآن، ثم لما أمن من ذلك نسخ النهي، ولعل ما يؤيد القول بالنسخ بأن بعض أحاديث الإذن متأخرة التاريخ، فأبو هريرة راوي حديث الكتابة أسلم عام خيبر (7 هـ)، وقصة أبي شاه كانت في السنة الثامنة عام الفتح.

ومهما يكن من أمر فقد انقضى العهد النبوي والذين كتبوا الحديث من الصحابة عدد غير كثير، ولكنهم كانوا يعتمدون على قوة حفظهم وسيلان أذهانهم، وخاصة مع عدم توفر أدوات الكتابة وشيوعها... فقد  كان يكتب القرآن على اللخاف والعسب والأقتاب وأكتاف العظام وغيرها من أدوات يشق الكتابة عليها.. وكانت العرب أمة مشهورة بالحفظ الذهني بارعة فيه.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر


أحسنت يا ماما هادية ..

جزاكي الله خيرا
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
انا متابع بلهفة

لكني سئلت سؤال منذ سنوات و لا اتذكر انني حصلت على اجابة.

القرأن و السنة لهم وضع خاص يهتم به غالبا طلاب الشريعة و من بعدهم الملتزمين تباعا .... ما اسئل عنه هو اي شئ غيرهم في تحري الخبر عنه . مثلا لو قال لي احد ان نابليون بونابرت قال كذا  او حتى لو اخبرني احد ان صديقا او قريبا قال خبر كذا... كيف اتحرى الدقة .

ما هو المرجع أو الكتاب الموجود الذي يبين كيفية تتبع الاخبار ... و هل للبخاري بالذات كتاب له منهج علمي في التتبع سواء كنت اتحرى عن علم شرعي او خلافه من الشائعات و الاقاويل
‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
انا متابع بلهفة

لكني سئلت سؤال منذ سنوات و لا اتذكر انني حصلت على اجابة.

القرأن و السنة لهم وضع خاص يهتم به غالبا طلاب الشريعة و من بعدهم الملتزمين تباعا .... ما اسئل عنه هو اي شئ غيرهم في تحري الخبر عنه . مثلا لو قال لي احد ان نابليون بونابرت قال كذا  او حتى لو اخبرني احد ان صديقا او قريبا قال خبر كذا... كيف اتحرى الدقة .

ما هو المرجع أو الكتاب الموجود الذي يبين كيفية تتبع الاخبار ... و هل للبخاري بالذات كتاب له منهج علمي في التتبع سواء كنت اتحرى عن علم شرعي او خلافه من الشائعات و الاقاويل

نعم... سنأتي لمنهج تتبع الأخبار بإذن الله، وافرد له مداخلة خاصة

وقد ذكرنا جانبا منه.. فقلنا ان من الاخبار ما هو متواتر.. مثل احتلال نابليون لمصر مثلا.. هذا متواتر، فيفيد اليقين
ومنها اخبار الاحاد.. مثل نسبة قول ما لنابليون.. هذه علينا ان نتأكد من صحة نسبة الخبر لنابليون عن طريق تتبع سلسلة الاسناد، والتأكد من اتصالها، وصدق افرادها
وسنتحدث عن هذا بالتفصيل عند الحديث عن اخبار الاحاد وما يقبل منها وما يرد

صبرا .. صبرا...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك


أحسنت يا ماما هادية ..

جزاكي الله خيرا

جزاك الله خيرا يا أحمد

ذكرني بتخصصك.. هل هو في الشريعة؟ فقد افتقدنا كثيرا من طلاب الشريعة كانت لهم اسهامات رائعة في المنتدى وغابوا عنه، كيحيى بكر واحمد سيد وغيرهما
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
ما أحوجنا في هذا الزمن لمثل هذه الموضوعات
ولمثل هذا التناول

فما أسهل إلقاء الشبهات وما أكثر قنوات نشرها
بارك الله فيك يا أستاذة ونفعنا بك

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
اقتباس
ومن زعم أنه يريد عرض السنة على القرآن فيأخذ من السنة ما يوافق القرآن ويترك ما يخالفه

لم أفهم هذه النقطة يا ماما هادية

أعلم أننا لم نتحدث عن تعريف الحديث الصحيح لكن أليس من شروطه أن لا يكون فيه شذوذ ولا علة؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اقتباس
ومن زعم أنه يريد عرض السنة على القرآن فيأخذ من السنة ما يوافق القرآن ويترك ما يخالفه

لم أفهم هذه النقطة يا ماما هادية

أعلم أننا لم نتحدث عن تعريف الحديث الصحيح لكن أليس من شروطه أن لا يكون فيه شذوذ ولا علة؟

المقصود أنه بعد ان يثبت بالمنهج العلمي ان الحديث صحيح وصادر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب الايمان به والعمل بموجبه، حتى لو كان فيه حكم غير مذكور في القرآن الكريم، او زائد عليه..
والمقصود بالشبهة، ليس ان يتناقض محتوى الحديث مع نص القرآن، فهذا غير ممكن، لان مصدر القرآن الوحي، ومصدر السنة الوحي ايضا.. وانما المقصود ان يحتوي الحديث معلومات او اوامر او تشريعات غير مذكورة في القرآن او مختلفة..
فمثلا: تحريم نكاح العمة والخالة من الرضاع غير مذكور في القرآن.. فأهل هذه الشبهة سيقولون: لا نؤمن بتحريم النكاح منهما، لان القرآن ذكر تحريم الاخت من الرضاع، ولم يذكر تحريم غيرها، فلا نأبه بالحديث الذي يخالف ذلك
فنرد عليهم ونقول: الله تعالى امرنا في القرآن ان ننتهي عما نهانا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نهى عن نكاحهما.. وقال: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب"

هل اتضح المقصود؟

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
اقتباس
ومن زعم أنه يريد عرض السنة على القرآن فيأخذ من السنة ما يوافق القرآن ويترك ما يخالفه

لم أفهم هذه النقطة يا ماما هادية

أعلم أننا لم نتحدث عن تعريف الحديث الصحيح لكن أليس من شروطه أن لا يكون فيه شذوذ ولا علة؟

المقصود أنه بعد ان يثبت بالمنهج العلمي ان الحديث صحيح وصادر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب الايمان به والعمل بموجبه، حتى لو كان فيه حكم غير مذكور في القرآن الكريم، او زائد عليه..
والمقصود بالشبهة، ليس ان يتناقض محتوى الحديث مع نص القرآن، فهذا غير ممكن، لان مصدر القرآن الوحي، ومصدر السنة الوحي ايضا.. وانما المقصود ان يحتوي الحديث معلومات او اوامر او تشريعات غير مذكورة في القرآن او مختلفة..
فمثلا: تحريم نكاح العمة والخالة من الرضاع غير مذكور في القرآن.. فأهل هذه الشبهة سيقولون: لا نؤمن بتحريم النكاح منهما، لان القرآن ذكر تحريم الاخت من الرضاع، ولم يذكر تحريم غيرها، فلا نأبه بالحديث الذي يخالف ذلك
فنرد عليهم ونقول: الله تعالى امرنا في القرآن ان ننتهي عما نهانا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نهى عن نكاحهما.. وقال: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب"

هل اتضح المقصود؟



أها يعني تقصدين لو كان فيه أشياء اضافية لم تذكر في القرآن

لكن قبلها يجب أن لا يكون مناقضا لما في القرآن وإلا لما اعتبر صحيحا من الأصل