بارك الله فيكما وجزاكما خيرا يا أستاذة ويا أسماء.
زبادي,
أنا متأكدة أنه لديك الكثير من تداعيات الأفكار فحاولي قدر المستطاع التركيز على كل مسألة على حدا وإلا فلن تنتهي
وما يحصل معك من تخبط هو نتاج غياب العلم الشرعي, فأعود وأنصحك بالاستعانة بالله وطلب العلم.
طيب يا زبادي نحن نتكلم عن المسلمين الذين يؤمنون بالكتاب والسنة باعتبارهما وحي الله الواجب الاتباع
ومنهم بعد الايمان من يثبت ومنهم من ينقلب على عقبيه متبعا هواه وظنونه
فالأمر كله في أرض الفتنة والابتلاء على هدى يأتينا من الله عز وجل فنتبعه أو نعرض عنه
وبعد الاتباع نثبت عليه ونستقيم أو نغير ونبدل وننحرف
وهنا أؤكد بأنه لا يصلح أن نقول بأن الله سيحاسب كل مسلم على فهمه وتصوره إن كان قد أعرض عن الهُدى متبعا هواه مع وجود البينات, بحجة أن المهم هو ما في قلبه
هذا ضلال وفيه فتنة للناس, فالضرر لا يقف عند صاحبه
فتنتنا وامتحاننا في الأرض ليس على حب الله عز وجل
ولكن على العبــوديـــة له عز وجل( بالاتباع والطاعة والاسلام)
العبودية التي تعبر عن الحب الحق المقدس الذي لا حب مثله , وشتان.
فالذي يدّعي حبه عليه أن يتجاوز شهوته بالتحليق في فضاء الكون الفسيح ويلزم نفسه الصراط المستقيم.
الخلط بين الحب والعبودية مشكلة!!!
أما فيما يخص الآخرين -غير المسلمين- فسأضع لك حديث نبوي رائع أرجو منك أن تتدبريه جيدا لتخرجي بقاعدة تريحك بإذن الله تعالى.
أربعةٌ يُمتَحنونَ يومَ القِيامةِ، رجلٌ أصمُّ لا يسمَعُ، ورجلٌ أحمَقُ، ورجلٌ هَرِمٌ، ورجلٌ ماتَ في الفترةِ، أمَّا الأصمُّ فيقولُ يا ربِّ قد جاءَ الإسلامُ وما أسمعُ شيئًا، وأمَّا الأحمقُ فيقولُ يا ربِّ قد جاءَ الإسلامُ والصِّبيانُ يرمونني بالبَعَرِ، وأمَّا الهرِمُ فيقولُ يا ربِّ قد جاءَ الإسلامُ وما أعقِلُ شيئًا، وأمَّا الَّذي ماتَ في الفترةِ فيقولُ ما أتاني لكَ رسولٌ، فيأخذُ مواثيقَهم ليطيعُنَّهُ، فيرسِلُ إليهم رسولًا أنِ ادخُلوا النَّارَ فمن دخَلَها كانت عليهِ بردًا وسلامًا ومن لم يدخُلْها سُحِبَ إِليهَا. (فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما).
الراوي: الأسود بن سريع المحدث:ابن القيم - المصدر: أحكام أهل الذمة - الصفحة أو الرقم: 1139/2
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح متصلفي شرح لا أذكر أين قرأته أو لمن, يقول الشارح بأن النار التي يأمرهم الله عز وجل بأن يدخلوها طوعا وامتحاناً يوم القيامة هي بمثابة الرسالة والتكاليف الشرعية التي لو وعوها في الدنيا ما اتبعوها ولا أدوها, بمعنى أنهم ما كانوا ليطيعوا الرسل ويتبعوا الحق, والذي كان سيطيع سيلتزم بأمر الله وقت امتحان يوم القيامة ويطيعه.
إنما أعود يا زبادي وأقول حديثنا ابتداء لم يكن يخص إلا المسلمين
وفي ظل وجود الوحي, في ظل وجود كلمات الله عز وجل , لا يوجد حقل فسيح وحرية وانطلاق وطيران وسباحة
ولكن يوجد اتباع وطاعة وعبودية واسلام
وماذا لدينا من الله عز وجل في الأرض من الهدي يا زبادي سوى كلماته ؟
يا أيها الذين آمنوا قولوا.......... ولا تقولوا
لقد كفر الذين قالوا ...........
كبرت كلمة تخرج من أفواههم...
يحرفون الكلم عن مواضعه........
إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان.....
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس.....
نحن البشر يا زبادي، ما أسهل أن نقول على الله بأهوائنا
وما أصعب أن نستقيم كما أمِرنا ونتبع من القول أحسنه
"قلنا اهبطوا منها جميعاً فإمّا يأتينكم مني هُدى فمن تـَـبــِع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
الحقل الفسيح الحق معلق باتباع هدى الله والاعراض عن هوى النفس وظنونها ووساوس الشيطان، الشيطان الذي يعلم عظيم محل كلمات الله عز وجل واستهانة أكثر البشر بها وعدم صبرهم عليها.
--------------------------
إن تأخرت في الرد فأرجو المعذرة, لأن النت تنفصل عندي, وقد كانت مفصولة طوال الأيام السابقة ورجعت للتو ولا أدري ما سيحدث