دمعة قلم ..

[جواد]

بسم الله الرحمن الرحيم.

وأعود الى أوراقي، بعد هجر طويل،
وما كنت أحسب أن للقاء ألما يثقل القلب ويزيد الجراح نزفا..

قريبا بإذن الله..

"دمعة قلم".

[ماما هادية]

شوف يا ابني
لو الكتابة تخفف عنك.. فاكتب,,, وستجدنا حريصين على المتابعة والقراءة
ولو وجدت ان الكتابة تنكأ الجراح وتجدد الألم، فانصرف عنها واشغل نفسك عن الذكريات المؤلمة

اعانك الله وجبر قلبك وخاطرك

[جواد]

مضت أربعة أشهر لم أكن أتبينه في السماء، فقد كان لي آخر غيره.
الآن أنظر اليه فأرى شحوب وجه سرق الحزن لونة وبريقه.

عجيبة هي مشاعر البشر، تقلب الأحوال وتشغل البال وتنقل القلب من حال إلى حال.
مررت بمحل الورود أودعه ولسان حاله انك لم تطل الزيارة،
تبدل لون الورود وذبلت في عيني بتلاتها، واختفى اريجها.

آه من تلك الأنفاس تخترق جوفي وتلهب صدري.
آه من قلب لم يعد يملك الا أنفاسه المختنقة وروحه المكلومة.

لم أعتد قلمي دامعا الا قليلا، لكنه في ذاك اليوم جرح.
وهاهي الحياة تلقنني درسا نفذ في قلبي حتى أعياه الألم.
ولكم هي قاسية حقائق البشر..
فإنا لله وإنا اليه راجعون.

[ماما هادية]

جبر الله قلبك وخاطرك

أكمل الدعاء ياجواد
إنا لله وإنا اليه راجعون.
اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها

  عن أم سلمةَ رضي الله عتها قالت: "سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " ما من عبدٍ تصيبُه مصيبةٌ فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهمَّ ! أْجُرْني في مصيبتي وأَخلِفْ لي خيرًا منها - إلا أجَره اللهُ في مصيبتِه . وأَخلِفْ له خيرًا منها " .
قالت : فلما تُوفِّيَ أبو سلمةَ قلتُ كما أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
فأَخلَفَ اللهُ لي خيرًا منه . رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ."
 رواه مسلم

[سلمى أمين]

إنا لله و إنا إليه راجعون ..

لكن ما الامر؟ من الذي مات , لم استطع التبيّن؟

[ماما هادية]

إنا لله و إنا إليه راجعون ..

لكن ما الامر؟ من الذي مات , لم استطع التبيّن؟

تسن قراءة هذا الدعاء يا زبادي عند كل مصيبة.. وليس فقط مصيبة الموت
بل انني اقرؤه اذا ضاع مني شيء احبه، ككتاب او قطعة حلي او غيره.. فيعوضني الله تعالى خيرا مما فقد

اكمل الكتابة هنا يا جواد .. فخواطرك جميلة

[زينب الباحثة]

عندما نرى ما يمر به إخواننا في سوريا تهون جميع المصائب وتبدو ولا شيء

[سلمى أمين]

فهمت .. جميل, أكمل .. الاسلوب ساحر
فقط أنا حسبت أن الامر متعلق بعزيزِ فُقِد ..

[أم عبد الله]

صحيح أن النظر لمعاناة غيرنا تواسينا في أنفسنا وتخفف عنا
ولكن نحن بشر يا زينب
ومعاناتنا الشخصية تؤثر فينا ولها دور في تقربنا من الله عز وجل

كلمات الأخ جواد تعبر عن الانسان, كل انسان, في مرحلة ما من حياته وفي ظرف ما
حين تخيب الآمال وينجرح الانسان من الانسان
لكن الحمد لله أنا أطمئن عادة على شبابنا المؤمن المسلم
فهو وإن تأثر انطلاقا من جبلته البشرية
فإن احسانه الظن بربه العليم القدير يُرضيه ويمسح على قلبه
وما يلبث أن يخرج من تجربته أقوى من ذي قبل

درس, ودروس
عِبر
هناك من يتعلم منها وهناك من تفوته
ونمضي في رحلتنا
إما أكثر انهزاما وضعفاً
أو
أكثر ايمانا واسلاما
وأقوى عزيمة وأنضج علما وخبرة

ما خاب من استخار العليم القدير
ما خاب من رضي وتوكل على مولاه
"ولسوف يعطيك ربك فترضى"

[زينب الباحثة]

أكيد يا أم عبد الله لم أقل غير ذلك فهذه طبيعة الحياة ولا يوجد إنسان لم يمر بأحزان وآلام وآهات

كنت أقصد بأن النظر للغير يخفف عنا ويجعلنا نرى النعم الأخرى التي نسيناها ونحن مشغولون بمصائبنا

[أم عبد الله]

صحيح يا زينب, معك حق
جزاك الله كل خير

[ماما هادية]

أكيد يا أم عبد الله لم أقل غير ذلك فهذه طبيعة الحياة ولا يوجد إنسان لم يمر بأحزان وآلام وآهات

كنت أقصد بأن النظر للغير يخفف عنا ويجعلنا نرى النعم الأخرى التي نسيناها ونحن مشغولون بمصائبنا

هذا صحيح.. لكن في البداية.. وعندما يكون الجرح جديدا ونازفا.. فإن الانسان ينشغل به عن اي امر اخر..
ويحتاج في هذه الفترة من يواسيه.. ويشعره انه يحس بألمه.. ويدعو له المولى ان يخفف عنه

وهذا يشمل جرح المشاعر.. وجرح الابدان ايضا
عافاكم الله جميعا

أذكر عندما توفي اخي رحمه الله.. حاول بعض المواسين ان يخففوا عن الوالدة بأن يقولوا لها ان فلانة خسرت ولدين.. وفلانة خسرت ثلاثة...
لم يكن هذا يخفف عنها.. بل يزيدها هما وغما
فألمها كما هو .. طازج وحراق.. وزادوها بأن ذكروا لها هموم الاخرين واحزانهم

[جواد]

معذرة لأن الكلام يثير الفضول والظنون،
الكلمات كتبتها بعدما انفصلت عمن عقدت عليها ولكن لم يشاء الله أن يزوجنا.

وقد استنفذت تلك الكلمات كل مداد قلمي فجف النهر حتى صار خندقا متشقق الجوانب ..

الحمد لله على كل حال، وجزاكم الله خيرا.

[زينب الباحثة]

صحيح.. رحم الله أخاك وأدخله فسيح جناته..

وعوضك الله خيرا مما فقدته أخي جواد..

[أم عبد الله]

حقاً !
أي جرح بدني أو نفسي يحتاج مدة من الزمن ليتعافى
وإنكارنا على صاحب الجرح ألمه لا يزيده إلا ألما وشعورا بالذنب
لا أقول هذا لك يا زينب, رجاء لا تفهمي من كلامي هذا, ولكن هي تداعيات بناء على ما كتبته الأستاذة هادية

في فترة من حياتي كنت قوية الاحتمال -هكذا ظننت- لكن حقيقة أخفي آلاما تراكمية بسبب أني كنت أنكر على نفسي الألم وأعتبره ضعفا غير مقبول 

ثم بعد أن هداني الله الى دينه الرحيم وعرّفني حقيقة الانسان الضعيفة رأيت أني كنت قاسية على غيري وعلى نفسي قبل غيري
أنكر عليهم شعورهم بالألم والضعف كما أنكره على نفسي وأحرمها منه
كنت أظن أن تلك طريقة جيدة لكي يكونوا أكثر قوة لأني أحبهم وأريد لهم الأفضل
ولكن الذي فاتني آنذاك أنهم كانوا يحتاجون رحمتي بهم وتعاطفي مع ألمهم أكثر بكثير بكثير من مواعظي ونصائحي : (
وللمواعظ والنصائح وقتها...

لا بأس يا أخي جواد
عوضك الله خيراً
أعلم أنك ستكون بخير بإذن الله
لأنك انسان مؤمن
ولكن مجروح.. انسان مجروح
والجرح يؤلم الانسان

قرأت لك كثيرا
ورأيت في كلماتك ذلك الشغف للعودة لذلك الزمن الأصيل الأول
وعندي شعور أن الله سيرزقك بإذنه عز وجل زوجة صالحة تقر عينك بها وتكون سكنا لك وتسير معها باقي الدرب
أنت رجل مسلم يريد أن يعف نفسه بزوجة صالحة تعينه في دينه ودنياه
وبإذن الله الرحيم الكريم السميع العليم لن يضيعك

أكمل أخي جواد
كلنا نسمعك ونقدر ما أنت فيه ونقدر دمعتك

كم أحزن على الفتيات الغافلات
اللاتي يزهدن في الشباب المتدين ويحسبن أن غير المتدين أكثر رقة وشاعرية
ولا والله,بل الله يلقي الرحمة والرأفة ورقة المشاعر في قلوب عباده المؤمنين

------------

رحم الله أخاك يا أستاذة هادية وأسكنه فسيح جناته وجمعكم به في جنات النعيم

 

[ماما هادية]

لم تكن المشكلة في الفتاة
فقد ظُلمت مثله
بل كانت في تعنت الأهل .. غفر الله لهم
وهذا مما يزيد الألم قسوة
جبر الله خواطر الجميع وعوضهم خيرا
وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا


شكرا لك يا أم عبد الله ...  ولا فجعك في حبيب

[سلمى أمين]

لم تكن المشكلة في الفتاة
فقد ظُلمت مثله
بل كانت في تعنت الأهل .. غفر الله لهم
وهذا مما يزيد الألم قسوة
جبر الله خواطر الجميع وعوضهم خيرا
وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا


شكرا لك يا أم عبد الله ...  ولا فجعك في حبيب

سورة الطلاق ..

الآية الاولى : لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امراً .. " و سيُحدث إن شاء الله "

الثانية : ومن يتق الله يجعل له مخرجاً .. و تكملها الثالثة .. ويرزقه من حيث لا يحتسب

و من يتوكل الله , فهو حسبه

إن الله بالغ أمره

قد جعل الله لكل شيء قدرا

من يتق الله يجعل له من امره يسرا

من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا

سيجعل الله من بعد عسرِ يسراً

..

و الصبر هو التقوى ..

اصبروا ..

اليوم يغفر الله لكم : )

[سلمى أمين]

أكيد يا أم عبد الله لم أقل غير ذلك فهذه طبيعة الحياة ولا يوجد إنسان لم يمر بأحزان وآلام وآهات

كنت أقصد بأن النظر للغير يخفف عنا ويجعلنا نرى النعم الأخرى التي نسيناها ونحن مشغولون بمصائبنا

هذا صحيح.. لكن في البداية.. وعندما يكون الجرح جديدا ونازفا.. فإن الانسان ينشغل به عن اي امر اخر..
ويحتاج في هذه الفترة من يواسيه.. ويشعره انه يحس بألمه.. ويدعو له المولى ان يخفف عنه

وهذا يشمل جرح المشاعر.. وجرح الابدان ايضا
عافاكم الله جميعا

أذكر عندما توفي اخي رحمه الله.. حاول بعض المواسين ان يخففوا عن الوالدة بأن يقولوا لها ان فلانة خسرت ولدين.. وفلانة خسرت ثلاثة...
لم يكن هذا يخفف عنها.. بل يزيدها هما وغما
فألمها كما هو .. طازج وحراق.. وزادوها بأن ذكروا لها هموم الاخرين واحزانهم

و عندما ماتت أمي , سمعت أغبى من ذلك ..

و عندما توفيت ياسمين ..كان النسوة في بيت أمها يحكين و يشجين فيها و عن اخلاقها و جمالها و خفة ظلها .. و الام تنتحب من البكاء

___

على فكرة يا أخ جواد , نحن هنا لنسمعك