لي أخت في الله، صديقة أحب فيها تأملها، وحسن إسقاطها للقواعد التربوية الربانية من قرآن وسنة على حياتها وعلى حياة أولادها...
كانت معي منذ قليل، تجاذبنا أطراف حديث حلو جميل عن قرآننا العظيم ...
قالت لي أنها تحب أن تمرر أبناءها بتجارب مثلا لتشوقهم للجنة ولتعرفهم بالفرق بين الدنيا وبين الجنة...
تقول أن ابنها إذا طلب منها ماء، أجابته :"صبرا يا عبد القدير"، وإذا أعادها الثانية، أجابته "صبرا يا عبد القدير"، وكذلك في الثالثة، وهي في كل هذا تتعمد أن تفعل به هذا....
فإذا ما أتته بالماء وقد ازداد اشتياقه له، أقبلت عليه وقالت: أرأيت؟ إنني ما أتيتك به إلا وقد بذلت جهدا، مشيت خطواتي للمطبخ، وبحثت عن الكوب، ثم تناولته، وملأته، ثم عدت أدراجي به إليك ...
أما الجنة فليس فيها من يطلب منك الصبر على أمنية تتمناها...إن فيها أكوابا موضوعة، جاهزة، وبلا تعب وبلا شقاء، ماؤها سهل النوال ... كذلك ثمارها، وقطوفها الدانية .... والولدان المخلدون يطوفون على أهلها ... أرأيت جمال الجنة، أرأيت راحة الجنة ....
وهكذا مع فراش بيتها، جعلته يتعب في إيجاد جلسة مريحة ملائمة لمقابلته للتلفزيون بشكل معتدل، ولم تقفز هي لتعدّل الفراش من تحته أو تصوب له الأريكة... بل تركته يتعذب ويتعب ويعدّل الجلسة بإضافة مخدة من خلفه وأخرى، وبعدها قالت له : أما في الجنة يا عبد القدير فالنمارق مصفوفة، والزرابي مبثوثة ...
وهكذا هي في تحبيبها الجنة لأبنائها، بالتجربة، وبتركهم يتكبدون عناء الدنيا وتعب الدنيا ليفهموا أن الجنة راحة وأن الجنة لا تقارن بالدنيا وما فيها ....
لله درها أم عبد القدير