المحرر موضوع: خواطر في تربية الأولاد  (زيارة 514920 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #100 في: 2013-03-21, 18:39:22 »
معلش يا أستاذة أنا لا أقصد أن أمدحك
ولكن بصراحة أنت لست نموذج ممكن الاقتداء به في هذه النقطة بسهولة
فأنت من النساء القلائل من حيث دينك وعلمك وحكمتك وجرأتك وطول نفسك واحاطتك بأمور كثيرة في المسائل
لذا تعريض أولادك للاختلاط مع بيئة غير ملتزمة ليس بالخطورة كما لباقي الأمهات
ألا تظنين هذا ؟
أكيد يجب أن نشتغل على أنفسنا
ولكني أقصد أن الجهد مضني يعني هذا مما خبرته يجعل الأم نفسها تقع ويقل دينها فكيف بالأولاد ؟  :emoti_138:
بينما أنت مؤثرة وليس سهلا أبدا أن تتأثري وهذه نقطة مهمة

ملاحظة : كتبت مداخلة سابقة في الصفحة السابقة.
« آخر تحرير: 2013-03-21, 18:40:55 بواسطة أم عبد الله »

جواد

  • زائر
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #101 في: 2013-03-21, 18:50:12 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال مهم هنا بعد اذنكم وقبل ان تسترسلوا في الحديث اكثر،

من المعروف انه كلما وضحت الغاية وعرفت التفاصيل الدقيقة للهدف كلما كان هذا أدعى للنجاح فيه،

وسؤالي، ما هو الهدف الذي نريد الوصول اليه في تربية الأبناء؟

بمعنى آخر، ما هي الصورة التي نرغب ان نرى عليها أبنائنا وبناتنا ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #102 في: 2013-03-21, 22:58:19 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال مهم هنا بعد اذنكم وقبل ان تسترسلوا في الحديث اكثر،

من المعروف انه كلما وضحت الغاية وعرفت التفاصيل الدقيقة للهدف كلما كان هذا أدعى للنجاح فيه،

وسؤالي، ما هو الهدف الذي نريد الوصول اليه في تربية الأبناء؟

بمعنى آخر، ما هي الصورة التي نرغب ان نرى عليها أبنائنا وبناتنا
؟


ما هي التربية



موضوعنا هذا موجه للمربين الذين يهدفون إلى الوصول بمن يربون إلى أن يكونوا مسلمين حقيقيين، مؤمنين صادقين، صالحين ومصلحين إن شاء الله

إذا وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا، وركزنا عليه، ولم نحد بأبصارنا عنه أبدا، سيوفقنا الله تعالى للوصول إلى ما نصبو إليه بإذنه.
أما إذا زاغت أبصارنا عنه، فتارة ننظر للمناصب الدنيوية، واخرى لمباهج الحياة.. وغير ذلك من امور، فسنتخبط في تربيتنا، وستكون النتائج بالتالي متسمة بهذا التخبط والاضطراب.. وهو ما نراه في حال المسلمين اليوم بكل أسف.. بل وفي حال انفسنا ايضا




واضح ان حضرتك مش مذاكر الموضوع كويس
وبناء عليه مخصوم منك يومين


 :emoti_6: :emoti_6:
« آخر تحرير: 2013-03-21, 23:07:09 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #103 في: 2013-03-21, 23:27:28 »
اقتباس
أن يكونوا مسلمين حقيقيين، مؤمنين صادقين، صالحين ومصلحين إن شاء الله

هذا الكلام عام وكل من يتحدث عن التربية يقول مثله،

وعليه، شكلي هعمل اعتصام قدام الساحات هنا  :emoti_214:

نحتاج الى أمثلة نستطيع القياس عليها ، لا كلام مرسل.

يعني مثلا ما هي الأوجة المطلوب من المربي العمل عليها والنجاح فيها، وما الأمثلة الحياتية للنجاح في كل منها؟  :emoti_17:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #104 في: 2013-03-22, 10:31:50 »
امثلة نستطيع القياس عليها؟
عايزينهم يبقوا زي جواد بس بشوية تعديل صغيرين

حلو كده ؟
::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #105 في: 2013-03-22, 11:03:57 »
يبقى ضاع مستقبلهم ولا حول ولا قوة الا بالله  :emoti_351:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #106 في: 2013-03-22, 11:14:47 »
يبقى ضاع مستقبلهم ولا حول ولا قوة الا بالله  :emoti_351:

وتبقى انت السبب بإضافاتك المميزة  :emoti_214:



بجد.. انا اعتقد ان عبارتي محددة وليست مرسلة كما تقول
فعندما اقول مسلمين حقيقيين مؤمنين صادقين صالحين ومصلحين
واضح اننا نريد المسلم الصادق الذي لا يكذب ولا يغش ولا يتكاسل ولا يتقاعس
ويعمل جاهدا على اصلاح نفسه واصلاح مجتمعه
ويكون ظاهره مثل باطنه او افضل
الخ الخ
مش ضروري نعدد كل هذه الامور.. لان الاسلام معروف.. ومشكلتنا ليست في المعرفة ولكن في التطبيق
فمن لا يعرف ان الكذب حرام والصدق واجب. ؟ لكن من يطبق؟ وما مقدار التطبيق.؟
لهذا فلا ارى جدوى من التعريفات، بل رايت الانتقال مباشرة للنماذج التطبيقية ودعم ذلك بالقصص الواقعية لتسليط الضوء على السلوكيات المختلفة

لكن لا مانع عندي ان وجدت تعريفات افضل وادق ان تفيدنا به
وجزاك الله خيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #107 في: 2013-03-22, 11:59:37 »
طيب بس واحدة واحدة، ومن غير عصبية :)

الصفات التي ذكرتيها حضرتك من وجهة نظري لا تعتبر مقياسا للتربية الإسلامية المنشودة،

فهناك من غير المسلمين من لا يغش ولا يكذب ولا يتكاسل ولا يتقاعس، ويعمل على افادة نفسة والمجتمع من حولة،
ويكفي مثلا ان مؤسسي البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر التي ساهمت في وجود كل هذه العلوم والفائدة للبشرية، هم غير مسلمين !

وأختلف مع حضرتك جذريا، في فكرة ان الإسلام معروف، لأنه لو كان معروف لما وجدنا من يمشي وراء البرادعي وعمرو حمزاوي وهم مقتنعون أنهم يخدمون الإسلام !

وحتى يكون لكلامي معنى، فالتربية الإسلامية المنشودة هي ذلك المثال الذي صاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحابة ومجتمع الصحابة والدولة الإسلامية.

ولعل من البشريات التي تحدونا لهذا الأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بعد الحكم الجبري تكون "خلافة راشدة على منهاج النبوة"،
وهذه لا يقوم بها الا جيل راشد على منهاج النبوة.

وعن جوانب التربية الإسلامية الصحيحة فما تعلمته من الدكتور مجدي الهلالي أنها يجب ان تتعامل مع أربعة جوانب،
القلب والعقل والنفس والجسد.

والحكم على أثر التربية الصحيحة بظهورها في النفس وتأثيرها في المجتمع،

فتربية أفراد خلوقين فقط ليس واردا في التربية الإسلامية الصحيحة، لأن الفرد المسلم مختلف عن غيره من البشر،
فهو له رسالة محددة حملها الله اياها وأوجد له الإطار النفسي والمجتمعي والعالمي الذي يسير فيه.

ومقياس النجاح هنا، هو مدى تحقيق هذه الرسالة،

فلو وجدت مثلا انسانا خلوقا يصلي ويصوم ويصدق ولا يغش، متفوق في عمله، ثم هو بعد كل هذا لا يبذل كل ما آتاه الله لنصرة الدين،
ولا يتحرك لنصرة قضايا الأمة بماله ونفسه،
فهو هكذا يعاني خللا جسيما في التربية.

التربية الإسلامية التي أقصدها، هي هذه النفس المتوهجة للبذل في سبيل الله، تنام وتصحوا على التفكير في نصرة الدين واعلاء كلمة الله،
شاغلها الأول هو تحقيق ربوبية الله بتحكيم شرعة واعلاء سلطانة فوق كل شيئ في حياة البشر، وتسير كل حياتها في هذا الاتجاه،
لا يفكر في نفسة الا بما يحذوها تجاه هذا الهدف ، لا رغبة في تميز ولا رفاهية لذاتها.
مقياس اختياراته الحياتية متوقف على مدى المساعدة في الوصول لتحقيق الرسالة التي خلقه الله من أجلها.

والناظر الى أي مجتمع اسلامي، سيجد فيه الكثير من الناس الذين يتصفون بالصفات التي ذكرتموها،
ولكن كل هذا لم يمنع أن تدمر سوريا ومن فيها في صمت مخزي منا.
ولم يمنع أن تترك مصر بلا داعم اقتصادي اسلامي تقف عليه الدولة الناشئة.

لهذا أقول أن التربية الإسلامية ليست واضحة مطلقا في أذهاننا، ويجب قبل فوات الأوان أن نحسن توجيه البوصلة أولا.
« آخر تحرير: 2013-03-22, 12:10:32 بواسطة جواد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #108 في: 2013-03-22, 16:29:05 »
انا متفقة معك فيما قلته، ولكني اختلف معك في ظنك ان تعريفي لا يشمل هذا الذي ذكرته.. لانني عندما اقول مؤمنين صادقين، انا لا اعني صدق الحديث، ولكن اعني صدق الايمان، وصدق الايمان يشمل ما ذكرته كله
والا فصغ لي تعريفا جامعا مانعا افضل من هذا لأستبدله به
لاحظ ان من شروط التعريف ان يكون بأقل عدد ممكن من الكلمات
والتريف مختلف عن شرح التعريف واستنباط معاني التعريف

 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #109 في: 2013-03-23, 12:21:29 »
(قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم)
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

نتمنى أن نربي جيلا مسلما مؤمنا صادقا ينصر ربه
ونصرة الله لا تتحقق بأمر دون آخر
وهي ليست مجرد قتال ونصرة مستضعفين فكم من أنصار للمظلومين يقاتلون الطغاة ولكن هم بالله كافرون
ولا نصرة الله مجرد أخلاق حميدة وإصلاح مجتمعات

نعم نتمنى أن نربي أنفسنا وأولادنا على منهاج النبوة بشكل متزن ومتكامل
وقد أشارت الأستاذة الى جانب مهم أعجبني في إحدى مداخلاتها
وهو الأهداف التربوية وذكرت مثالا على الاهداف بمحبة الله ورسوله
وجود الأهداف واضحة مع تطبيقات عملية كما تفعل الأستاذة هادية هو ما نحتاجه

كلنا نلتمس أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كلنا ندعي هذا, أو نتمناه
ولكن أينا يصدق؟؟
كم نحتاج أن نعيد فهم معنى الصدق في أذهاننا كما تفضلت الأستاذة هادية
وأن أصله هو الصدق مع الله سبحانه وتعالى
ونفرق بين صدق الكلام وصدق الفعل ولا نخلط بينهما فنعيش بالوهم

« آخر تحرير: 2013-03-23, 12:25:38 بواسطة أم عبد الله »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #110 في: 2013-03-23, 15:03:55 »
جزاكم الله خيرا إخوتي الكرام
مداخلاتكم تثري الموضوع وتضيف له الكثير
لا ادري هل تمت تجلية هذه النقطة كما تودون، ام ليس بعد؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #111 في: 2013-03-23, 16:18:36 »
نقطة صغيرة في ظل ما أثرتموه في التعليقات الآخيرة..
إن الهدف الواحد الذي تستلهمه طرق كثيرة ووسائل عدة في ذهن كل مسلم في تربية أولاده هو ما ذكرتم تحديدا يا ماما هادية..
لن نختلف كثيرا على الصياعة أو تحديد التعريف...
الذي يشغلنا رأسا هو الوسيلة الناجعة لبلوغ هذه الغاية..
والموضوع كما أشرت إلى رغبتي فيه من قبل، أن يكون مرتبا على المراحل العمرية المختلفة للمربَّى، فلا شك إن لكل مرحلة وسيلة مختلفة..

علماء التربية يجعلون القائم بعملية التربية هو محورها الأساس، وكما تكون أخلاقه تنتقل إلى أبنائه، وهذا معلوم ضرورة، ولذلك كان اختيار الزوجة مقدمة ضرورية لصلاح الأولاد بل وصلاح حال الزوج..
والأمر الذي أشير إليه أن الناظر في الإسلام يجد فيه النموذج الأمثل في تهذيب الأخلاق وإحسان المعاملة وترشيد السلوك تأسيسا على الثواب والعقاب، بل تجد فيه نظام التربية المتكامل..
فتربية الطفل أولا على القيم الأخلاقية وتعويده إياها، وإلزامه بها وإصلاح عيوب نفسه في أول عمره، هو في أصله تربية على منهج الإسلام، حتى إذا كبر يؤخذ بتعليمه فرائض الإسلام وربط هذه القيم الأخلاقية برابط الشرع...

فالمسألة أولا في كيفية تعويد الطفل على الفضائل والأخلاق الحسنة من الشجاعة والإيثار والتعاون والنجدة والهدوء وعدم العصبية والتسامح...الخ، وتجنب الرذائل والأخلاق القبيحة...
فهذا عمل يحتاج إلى كثير جهد ومتابعة وفكرة دائمة، وتفنن في طرق المعاملة والتربية..

تجد شيئا من هذا في كلام القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه (مراقي الزلف) فيما نقله عنه ابن عرضون المالكي في كتابه: مقنع المحتاج في آداب الأزواج إذ يقول:
(أعلم أن الصبى أمانة والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، خالية من كل ما يمال به إليه، فإن علم الخير وعود خيرا نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم ومؤدب له، وأن عود الشر، وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم به والوالي عليه.. فعليه أن يصونه ويؤدبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم، ولا يحبب إليه الزينة وأسباب الرفاهية..)
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #112 في: 2013-03-23, 16:21:17 »
بالنسبة للنقطة الأخيرة قبل الدخول في نقاش حول التعريفات أقول
طالما يا أستاذة جربتِ الاختلاط فيمن ليسوا ملتزمين دينيا وهذا هو ما ينفرض علينا غالبا
ومن الصعب أن نجد بيئة صالحة بالكلية أو نعزل أطفالنا
طالما هذا هو واقع الأمر
فليتك تزودينا باستمرار خلال الدروس بأفكار وتطبيقات لمواجهة هذا الأمر الذي يعتبر تحديا حقيقيا

بانتظار المزيد
بوركت

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #113 في: 2013-03-23, 19:29:49 »
نقطة صغيرة في ظل ما أثرتموه في التعليقات الآخيرة..
إن الهدف الواحد الذي تستلهمه طرق كثيرة ووسائل عدة في ذهن كل مسلم في تربية أولاده هو ما ذكرتم تحديدا يا ماما هادية..
لن نختلف كثيرا على الصياعة أو تحديد التعريف...
الذي يشغلنا رأسا هو الوسيلة الناجعة لبلوغ هذه الغاية..
والموضوع كما أشرت إلى رغبتي فيه من قبل، أن يكون مرتبا على المراحل العمرية المختلفة للمربَّى، فلا شك إن لكل مرحلة وسيلة مختلفة..

علماء التربية يجعلون القائم بعملية التربية هو محورها الأساس، وكما تكون أخلاقه تنتقل إلى أبنائه، وهذا معلوم ضرورة، ولذلك كان اختيار الزوجة مقدمة ضرورية لصلاح الأولاد بل وصلاح حال الزوج..
والأمر الذي أشير إليه أن الناظر في الإسلام يجد فيه النموذج الأمثل في تهذيب الأخلاق وإحسان المعاملة وترشيد السلوك تأسيسا على الثواب والعقاب، بل تجد فيه نظام التربية المتكامل..
فتربية الطفل أولا على القيم الأخلاقية وتعويده إياها، وإلزامه بها وإصلاح عيوب نفسه في أول عمره، هو في أصله تربية على منهج الإسلام، حتى إذا كبر يؤخذ بتعليمه فرائض الإسلام وربط هذه القيم الأخلاقية برابط الشرع...

فالمسألة أولا في كيفية تعويد الطفل على الفضائل والأخلاق الحسنة من الشجاعة والإيثار والتعاون والنجدة والهدوء وعدم العصبية والتسامح...الخ، وتجنب الرذائل والأخلاق القبيحة...
فهذا عمل يحتاج إلى كثير جهد ومتابعة وفكرة دائمة، وتفنن في طرق المعاملة والتربية..


أخي الكريم
جزاك الله خيرا كثيرا
أفرحني أولا انك متابع للموضوع
وثانيا اضافتك القيمة
وسأرد على ما وضعت تحته خط من مداخلتك الكريمة

بالنسبة للترتيب على المراحل العمرية، فلعلك لاحظت أنني عندما تناولت جانب الحجاب، قسمت الواجبات التربوية فيه بحسب المراحل العمرية، وما ينبغي تعليمه للطفل في كل مرحلة
وسأسير على هذا الترتيب ان شاء الله في اي موضوع اتناوله في هذه الخواطر
اما ان اتناول مرحلة عمرية، فأغطي فيها جميع الجوانب والمجالات فهذا امر عسير، ويشتت الموضوع بالنسبة لي
فأرجو ان تكون هذه الطريقة مناسبة لكم
لأنه لاحظوا أننا نتناول كل مرة مجموعة من المفاهيم المتعلقة بجانب من جوانب الإسلام.. واي جانب من جوانب الاسلام لابد من البدء في تربية النشئ عليه منذ نعومة أظفارهم، وترسيخ مفاهيمه واسسها ثم البناء عليها في مراحل العمر المختلفة.. ولا توجد مفاهيم خاصة بمرحلة دون مرحلة.. لأن الاسلام كل متكامل، ولا بد ان يؤخذ جملة واحدة، ويكون التدرج في البناء.

أما بالنسبة لحسن اختيار الزوجة (وكذلك الزوج) وكذلك المدرسة.. والبيئة.. وعائلة الزوج.. وعائلة الزوجة.. كل هذه عوامل مهمة في التربية
لكنني أحببت ان ينتفع بهذا الموضوع اكبر شريحة ممكنة من الناس
وبالتالي فهناك أناس قد تزوجوا بالفعل، ثم بدؤوا يتابعون.. فلن اقول لهم أساتم اختيار الازواح وراحت عليكم
وهناك أناس دورهم التربوي يتجاوز الأولاد، الى التلاميذ، او ابناء الاخوة والاخوات.. وهؤلاء عليهم الاعتماد في التربية -بعد الله سبحانه وتعالى - على جهودهم الذاتية.. بغض النظر عن المعوقات من اسرة التلميذ او طبيعة والديه أو خلفيته الدينية والتربوية السابقة

فأنا أحاول في هذه الخواطر ان يستفيد منها كل قارئ بحسب احتياجه، وبحسب قدرته هو على التنفيذ، دون ان يقال له مادمت لست والدا، او لم تحسن اختيار زوجك، أو البيئة تعاكسك فقد فاتك القطار

اما لو أردنا ان نبدأ بالأمر من جذوره، فهو لا شك يكون هكذا:
1- تربية النفس أولا... وذلك بحسن اختيار الشيخ، والمعلم، والصحبة
2- تاسيس بيئة محيطة مناسبة: بحسن اختيار الاصحاب، ومجال العمل، وزملاء العمل، والموطن
3- حسن أختيار الزوج (الزوج تصح للاشارة للذكر والانثى) .. وعائلة الزوج، لان لها تأثيرا غير مباشر، ولكن لا يستهان به في الاطفال
4- حسن اختيار المسكن والجوار
5- حسن اختيار الروضة ومن ثم المدرسة

ولكل بند من هذه البنود حديث يطووووول...
وإن أمدنا الله بمدده، ووفقنا بتوفيقه، فلعلنا نكتب في كل هذا.. من يدري؟ سبحانه كريم إذا أعطى أدهش



« آخر تحرير: 2013-03-23, 19:37:16 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #114 في: 2013-03-23, 20:02:32 »
بالنسبة للنقطة الأخيرة قبل الدخول في نقاش حول التعريفات أقول
طالما يا أستاذة جربتِ الاختلاط فيمن ليسوا ملتزمين دينيا وهذا هو ما ينفرض علينا غالبا
ومن الصعب أن نجد بيئة صالحة بالكلية أو نعزل أطفالنا
طالما هذا هو واقع الأمر
فليتك تزودينا باستمرار خلال الدروس بأفكار وتطبيقات لمواجهة هذا الأمر الذي يعتبر تحديا حقيقيا

بانتظار المزيد
بوركت


أحب فقط ان انوه على انني حين اقول الاختلاط، فالمقصود مخالطة الناس، وليس اختلاط الذكور بالاناث كما يتبادر لاذهان الناس عادة من هذا المصطلح
والمخالطة التي قصدتها انني اعرف اناسا من عائلتي غير ملتزمين دينيا، وكنت ازورهم واصطحب اولادي لزيارتهم، ولا مانع لدي من اني يختلطوا -بحدود- مع اطفالهم .. في حين ان آخرين يرون عزل اطفالهم عن مثل هؤلاء خوف ان يتأثروا بهم

كذلك من اخواتي في الله من منعت دخول التلفاز الى بيتها... (علما انه في ذلك  الزمن لم يكن هناك فضائيات بعد) .. اما انا فسمحت به مع مراقبة ما تتم مشاهدته عليه وتصنفيه الى مسموح وممنوع، ومقبول على مضض

وهكذا

نظريتي كانت أنني خشيت بقوة من الصدمة الحضارية.. فقد رأيت نماذج في جيل والدي لأبناء مشايخ وعلماء، لما سافروا وتغربوا وانفتحوا على العالم الخارجي انبهروا وضلوا وأضلوا .. ورأيت ان من تعرف على المدنية الغربية، ومجتمعات الفاسقين، بالتدريج، وفي ظل رقابة ووعي وفهم، كان محصنا ضد اغراءاتها واضلالاتها..
ونظرية اختي في الله كانت أن الصغار كالنبتة الضعيفة، لابد من احاطتها بكل انواع العناية والرعاية والعزلة في بيت بلاستيكي، حتى تقوى ويشتد عودها، ثم تعرض للبيئة الخارجية، فتستطيع تحملها.. فكانت تريد ان تتأكد من صفاء المنبع والمنبت بالنسبة لأبنائها، وتؤجل اختلاطهم وتعاملهم مع عالم الفساد الى ما بعد اشتداد عودهم...

والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين



*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #115 في: 2013-03-24, 07:52:49 »
تعقيبا أيضا على كلام اخي فارس الشرق، احب ان الفت النظر الى بعض المواضيع الاخرى التي ترفد هذا الموضوع، والتي كنا قد ناقشناها سابقا في المنتدى..
منها:
موضوع " انا عايز اتجوز" وتكلمنا فيه عن اختيار الزوج
وهناك عدة مواضيع اخرى عن الزواج لا اذكرها الان، وكلها في ساحة الشباب
وموضوع : "دموع في عينيها" وتكلمنا فيه عن حسن اختيار المدارس والابتعاد عن المدارس الاجنبية
وموضوع: "كيف نربي أبناءنا" وتكلمنا فيه عن خواطر تربوية تبدأ منذ اختيار الزوج مرورا بأيام الحمل ثم الطفولة الاولى
وكان ثمة موضوع ل أحمد عن التربية ايضا، واظنه في ساحة الشباب، وكان فيه تساؤلات وخواطر تربوية ايضا ومتعلقة بحسن اختيار الزوج
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #116 في: 2013-03-25, 09:35:21 »
هذا السؤال مرتبط جدا بالذي قبله.. وهو سؤال من الاخت الغالية أم البنين..

اقتباس
كيف نضمن التزام الأولاد في المدرسة، وفي بيوت أصحابهم، وفي اي مكان يذهبون إليه يكونون فيه خارج نطاق رقابتنا؟

في الحقيقة صار أولادنا خارج نطاق رقابتنا حتى وهم في قعر دارنا، لأن تطور التكنولوجيا أتاح للابن والابنة التواصل مع كل العالم بالصوت والصورة وهو في حجرته وغرفته، لهذا لم يعد للرقابة بمفهومها التقليدي أي جدوى، وإنما لا بد من تنمية الرقابة الداخلية الذاتية، واستشعار رقابة الله عز وجل في الخلوات والجلوات، وأن أي خيانة أو مخالفة ليست في حق الوالدين، بل هي في حقيقتها في حق الله عز وجل المطلع على السرائر.

لابد من تربية الأولاد على مفهوم أنه "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" و أنه "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ"
ليشعر ويفهم عمليا في كل موقف، ان اي خيبة او عدم توفيق يصيبه هو بنتيجة الذنب الفلاني، او التقصير العلاني، وان لم نعلم له ذنبا ظاهرا، نوجهه لمحاسبة نفسه واسترجاع تصرفاته، ليتذكر ما هو الذنب الذي جناه فيتوب منه

لابد كذلك من أن ينسب كل فضل وكل نجاح وكل سرور يصيب الولد الى فضل الله تعالى ونعمته، ووجوب شكره عليها، والتزام رضوانه لتدوم النعم ولا تزول.
ويساعد كثيرا على تنمية هذه الرقابة الحرص على الصلاة في اوقاتها، وخاصة صلاة الفجر، والحرص على الصلوات في المساجد بالنسبة للأبناء .

ولابد من بذل الجهد في البحث عن صحبة صالحة للأولاد، سواء من خلال المدرسة، او حلقات العلم، او دورات تحفيظ القرآن، او زيارة الاقارب المعروفين بالفضل وحسن التربية..

ولابد من فتح قنوات الحوار مع الأولاد منذ الصغر، وتعويدهم على ان يقصوا كل ما يحصل معهم، وتشجيعهم على ذلك.
 ولن يتشجع الاولاد على فتح قلوبهم  مع الوالدين الا اذا تأكدوا انهم لن يتعرضوا لنقد لاذع، ولا تبكيت نتيجة ما يعترفون به او ينقلونه..وأن سرهم في بير عميق..
وهذه العلاقة يجب الا نبدأ بإنشائها في سن المراهقة، فسيكون غالبا قد فات الاوان.. بل لابد من تأسيسها منذ الطفولة.. وان يصبر الوالدان على الاستماع للقصص الطفولية والثرثرة البريئة مهما طالت، ومهما بدت تافهة،, لا يبدو عليهما التبرم او اضجر او عدم الاهتمام..
وحذار ان تتخذ هذه الثرثرات مادة للتفكه او السخرية او التندر.. سواء على المستوى الخاص او العام... لكيلا يشعر الطفل بالحرج، فيكف عن هذه الفضفضة.
 فإذا بلغ الولد مرحلة المراهقة، كان معتادا على البوح لأهله، فيستمر في هذا.. وعندها على الوالدين ان يستمعوا بقلوبهم قبل آذانهم، ويشجعوا الاولاد على افراغ ما في جعبتهم، والبوح بكل مكنونات صدورهم قبل المبادرة للتعليق والحكم.. ثم يحاولون ان يوجهوا الولد ليحكم بنفسه على الموقف، ويحاول ان يفكر في حل، ليخرج الحل او العلاج منهما معا، فلا يشعر الولد بأنه قرار علوي سلطوي مفروض عليه..
ولننتبه ان الولد كثيرا ما يلجأ لأسلوب طرح مشكلة حصلت مع صديق له او صديق صديقه، في حين ان المشكلة تمسه شخصيا، فلنضع هذا في اعتبارنا عند التعليق ومناقشة المشكلة..
ومما يساعد على بناء جسور التواصل والحوار، جلسات الفضفضة من الوالد لولده، ويمكن خلق فرص مختلفة لذلك، مثل :
-الزيارات المستمرة لغرفهم.. والتظاهر بالرغبة في النوم او الاستلقاء على سريرهم،
-او طلب مساعدتهم في ترتيب بعض المتعلقات الخاصة بنا او الصور القديمة المليئة بالذكريات التي تثير اهتمامهم..
-طرح مشكلات قريب شاب لنا او ابن صديقتنا الذي تشكو والدته من كذا وكذا، وسماع تعليقهم واقتراحاتهم، والاستفادة من اسلوبهم في تحليل المشكلة،... والثناء على افكارهم ... (هذا الاسلوب مفيد جدا جدا، ووقائي ناجح )
-والاستعانة بالله تعالى اولا واخيرا والتزام الدعاء والتضرع له ان يحفظهم ويرعاهم ويكلأهم كلاءة الوليد الذي لا يعلم ما يريد.  وأسمعوهم هذا الدعاء، فهم يسعدون بهذا، ويعزز ثقتهم وارتباطهم بالوالدين.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #117 في: 2013-03-25, 13:19:53 »
قمت بنقل الأسئلة التي لم يجب عليها للموضوع الآخر :)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #118 في: 2013-03-26, 08:32:04 »
وجدته مفيدا جدا.. ويرد على بعض الاسئلة التي وردت فاقتبسته لكم


10 كلمات تدمر نفسية الأبناء ....
د.جاسم المطوّع ..

كثيرا ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حسابا، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي ينشدونها، فالكلمة هي أساس التربية، ونحن نوجه أبناءنا بالكلام ونحاسبهم بالكلام ونشجعهم بالكلام ونمدحهم بالكلام ونغضب عليهم بالكلام، فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام، فالكلام حوار لفظي والأفعال حوار غير لفظي، فالموضوع إذن كله كلام بكلام وهذه هي التربية.

ومن خلال تجاربي في حل المشاكل التربوية اكتشفت أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام، ومنذ يومين جلست مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته التربوية مع والديه وكان ملخصها في الكلام السيئ الذي يسمعه منهما، وفتاة اشتكت لي الحال من انحرافها وهي غير راضية عن نفسها ولكنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها، وقد جمعت بهذا المقال الأمراض التربوية في اللسان بعشر كلمات تدمر نفسية الأبناء وتشجعهم على الانحراف وهي كالتالي:

٭ أولا: الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل «حمار، كلب، ثور، تيس، يا حيوان،...»، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه.

٭ ثانيا: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت «شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي< والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب.

٭ ثالثا: المقارنة وهذه تدمر شخصية الطفل، لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به.

٭ رابعا: الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل «أنا ما أحبك لأنك فعلت كذا، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت» فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه، وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا، ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن حبهما غير مشروط.

٭ خامسا: معلومة خاطئة مثل «الرجل لا يبكي، اسكت بعدك صغير، هذا الولد جنني، أنا ما أقدر عليه، الله يعاقبك ويحرقك بالنار».

٭ سادسا: الإحباط مثل «أنت ما تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة».

٭ سابعا: التهديد الخاطئ «أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك».

٭ ثامنا: المنع غير المقنع مثل نكرر من قول لا لا لا ودائما نرفض طلباته من غير بيان للسبب.

٭ تاسعا: الدعاء عليه مثل «الله يأخذك، عساك تموت، ملعون».

٭ عاشرا: الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته

فهذه عشر كاملة
وقد اطلعت على دراسة تفيد بأن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد استمع من والديه الى ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم، إلا ان الدراسة لم ترصد لنا إلا نوعا واحدا من الأمراض اللسانية والتي ذكرناها، فتخيلوا معي طفلا لم يبلغ من العمر ثماني سنوات وفي قاموسه أكثر من خمسة آلاف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر حياته ونفسيته.

وقد لخص لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المقال كله بأربع كلمات وهي في قوله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» فالأصل أن نتجنب هذه الرباعية السلبية وأن نستبدلها برباعية إيجابية أخرى مع أبنائنا فنركز على الحب والتشجيع والمدح والاحترام.

فالكلمة الطيبة أهم من العطية قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) ونحن نعطي أولادنا كل شيء من طعام وألعاب وترفيه وتعليم ولكننا نحرقهم وندمرهم بالكلام وهذا خلاف المنهج القرآني، وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن «الكلمة الطيبة والصدقة» لهما نفس الأثر على الدماغ.

فلنحرص على انتقاء الكلام في بيوتنا فللكلمة أثر عظيم، فالقرآن الكريم أصله كلمة، والإنسان يدخل في الإسلام ويخرج منه بكلمة، والأعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها بكلمة، فلا نستهين بالكلمة ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تساهم في بناء أطفالنا وتنميتهم، فبالكلام نصنع السلام والوئام ويكون أبناؤنا تمام التمام

-------------------------

مع اعتراضي على قوله: وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن «الكلمة الطيبة والصدقة» لهما نفس الأثر على الدماغ.
اذ لا اتصور كيف قاس العلماء هذا الاثر على الدماغ لكي يحكموا انه متماثل؟؟ علما ان ابحاث الدماغ اكثر الابحاث قصورا في العصر الحديث
وعالم الدماغ غامض الى ابعد الحدود


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #119 في: 2013-03-26, 12:54:29 »
جميل المقال.. وفعلا هذه أمور قائمة ومنتشر للأسف..

ويمكن ذلك عن طريق تصوير الدماغ :)

مثلما نستطيع تصوير العظام بالأشعة هناك طرق لتصوير الدماغ ويمكن التفاعل مع الشخص وتصوير تأثير ذلك التفاعل على الدماغ مباشرة..