المحرر موضوع: خواطر في تربية الأولاد  (زيارة 514597 مرات)

0 الأعضاء و 4 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #20 في: 2013-02-16, 12:10:12 »
السلام عليكم
 :emoti_133:

أشكرك كل الشكر يا أستاذة هادية على الموضوع الأكثر من رائع
أسلوبك رائع جدا
فهذا التأصيل هو ما كنت أبحث عنه

ما شاء الله معلومات كثيرة سأعود لأقرأها مرة أخرى ثم أكتب أسئلتي

عندي أسئلة كثيرة تتعلق بالتربية ولكن خارجة عن سياق ما تفضلت بطرحه 
فهل أضعها في هذه الصفحة هنا أو في صفحة أخرى للأسئلة العامة للتربية, وهنا فقط أضع أسئلتي المتعلقة فيما طرحتيه للآن ؟

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #21 في: 2013-02-16, 14:53:47 »
جزء رااائع بارك الله فيك ماما هادية

اقتباس
وان احب احد ان يتولى هو البدء بذلك الموضوع وادارته فيا حبذا

تحت أمرك فقط أخبريني حين تكوني مستعدة  emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #22 في: 2013-02-16, 17:58:26 »
جزء رااائع بارك الله فيك ماما هادية

اقتباس
وان احب احد ان يتولى هو البدء بذلك الموضوع وادارته فيا حبذا

تحت أمرك فقط أخبريني حين تكوني مستعدة  emo (30):


قصدت ان يتولى كتابته ايضا  emo (30):

حاليا لا استطيع ان اتابع اكثر من موضوع
  :blush::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #23 في: 2013-02-16, 18:03:29 »
السلام عليكم
 :emoti_133:

أشكرك كل الشكر يا أستاذة هادية على الموضوع الأكثر من رائع
أسلوبك رائع جدا
فهذا التأصيل هو ما كنت أبحث عنه

ما شاء الله معلومات كثيرة سأعود لأقرأها مرة أخرى ثم أكتب أسئلتي

عندي أسئلة كثيرة تتعلق بالتربية ولكن خارجة عن سياق ما تفضلت بطرحه 
فهل أضعها في هذه الصفحة هنا أو في صفحة أخرى للأسئلة العامة للتربية, وهنا فقط أضع أسئلتي المتعلقة فيما طرحتيه للآن ؟

أهلا ومرحبا بك يا ام عبد الله صديقة جديدة في المنتدى
وشكرا لاختيارك هذا الموضوع للمتابعة

بالنسبة للأسئلة فلا بأس ان تكتبيها هنا، ولكن أرجو ان تعذريني في أني لن اجيب عليها فورا، ولكن أجمعها، ثم اجيب على كل سؤال في سياقه المناسب من الموضوع
وذلك حتى لا يتشتت الموضوع ويتبعثر مني، خاصة اني انشره على صفحتي على الفايسبوك ايضا في نفس الوقت..
لكن بإذن الله لا اهمل اي سؤال ولا اتجاهل اي ملاحظة او نقد

شكرا لمتابعتكم جميعا وجزاكم الله خيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #24 في: 2013-02-16, 21:26:19 »
إذن كتابته نتركها لمن لديه خبرة في هذا المجال

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #25 في: 2013-02-16, 22:20:30 »
نعم ممتاز يا أستاذة  emo (30): معك حق, وجزاك الله كل خير وزادك علما وحكمة ونفع المسلمين بك

أختي زينب وأختي أسماء
إن شئتم نتعاون في الموضوع فهو مهم جدا
كم حولي من حالات طلاق وكله لأنه لم يكن هناك اعداد مسبق
هذا غير المشاكل الزوجية
أسمع شكاوي شكاوي حتى صرت أخاف من الفشل
ولكن هذا جعلني أنتبه أكثر وأبحث عن مواد أقرأها وأشاهدها

وعندي فيديوهات ممكن أشارك معكم بها للدكتور الرائع طارق الحبيب
وقد استفدت منها كثيرا قبل زواجي وما زلت أرجع لها
فممكن نضعها ونشاهدها ونتناقش فيها
وممكن أن نضع ما يخطر لنا

وعندئذ ممكن تشارك أستاذتنا هادية من وقت لآخر لتصحيح معلومة أو كتابة اضافة بدون أن تضطر أن تحضر مسبقاً لدرس ويأخذ هذا من وقتها وتركيزها

توكلي على الله أختنا أسماء ونحن معك ان شاء الله فيما نستطيع أن نتعاون فيه ونساعد بعض وغيرنا

أشكركم على هذه الهمة العالية التي تبث الحماس emo (30):

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #26 في: 2013-02-16, 22:27:54 »
حاضر يا أم عبد الله بارك الله فيكِ وأنا معكم إن شاء الله.. فنتوكل على الله..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #27 في: 2013-02-17, 06:08:38 »
نعم ممتاز يا أستاذة  emo (30): معك حق, وجزاك الله كل خير وزادك علما وحكمة ونفع المسلمين بك

أختي زينب وأختي أسماء
إن شئتم نتعاون في الموضوع فهو مهم جدا
كم حولي من حالات طلاق وكله لأنه لم يكن هناك اعداد مسبق
هذا غير المشاكل الزوجية
أسمع شكاوي شكاوي حتى صرت أخاف من الفشل
ولكن هذا جعلني أنتبه أكثر وأبحث عن مواد أقرأها وأشاهدها

وعندي فيديوهات ممكن أشارك معكم بها للدكتور الرائع طارق الحبيب
وقد استفدت منها كثيرا قبل زواجي وما زلت أرجع لها
فممكن نضعها ونشاهدها ونتناقش فيها
وممكن أن نضع ما يخطر لنا

وعندئذ ممكن تشارك أستاذتنا هادية من وقت لآخر لتصحيح معلومة أو كتابة اضافة بدون أن تضطر أن تحضر مسبقاً لدرس ويأخذ هذا من وقتها وتركيزها

توكلي على الله أختنا أسماء ونحن معك ان شاء الله فيما نستطيع أن نتعاون فيه ونساعد بعض وغيرنا

أشكركم على هذه الهمة العالية التي تبث الحماس emo (30):

فكرة ممتازة يا أم عبد الله

بوركتِ وبوركت الهمم العلية
   ::ok::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #28 في: 2013-02-17, 06:54:26 »
كيف نربي الأطفال على الحجاب (3)
المحارم: علاقة الطفلة بعريس الأخت او الطفل بعروس الأخ.


لعلكم لاحظتم إخوتي الكرام، منذ الحلقة الماضية، أنني جعلت العنوان عن الأطفال عموما، ولم أقصره على البنات، ذلك أن مفاهيم الحجاب والستر يجب أن يتم غرسها في الجنسين على حد سواء؛ فالبنت لتطبقها على نفسها، والفتى ليطبق منها ما يتعلق بستر عورته، وغض بصره، والتفريق بين محارمه من الإناث عن غيرهن، مما سيضبط لاحقا سلوكه عند الاختلاط؛ ولتنمية الغيرة لديه، فيكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر في أسرته، لأخواته، ومن ثم زوجته وبناته، وفي محيطه الاجتماعي، بحسب قدرته ومنزلته، دون غلو ولا تفريط.

ولعلي أذكر هنا قصة عاينتها في بعض الأسر القريبة منا، وأعتقد أنها شائعة جدا:
كانت هذه الأسرة مكونة من أبوين وخمس بنات، بلغن مبلغ الفتيات، ثم رزقت الأسرة بطفل ذكر على شوق وتشوق.. كبر الفتى وبلغ العاشرة من عمره، وكان يرى أخواته متكشفات متبرجات، فكان يغضب لهذا ويحمر وجهه، ويطالبهن بالتستر، ويتشاجر معهن لذلك.. لكن الأبوين توجها في التربية لضرورة احترام الصغير للكبير، وضرورة التمتع بالحرية الشخصية وعدم التدخل في شؤون الآخرين، ولم يهتما بالنواحي التربوية المتعلقة بوجوب الستر والحجاب وطاعة الله عز وجل، فرجحا ذلك الجانب، ونهرا الصغير عن هذا التدخل في شؤون أخواته البنات اللاتي يكبرنه سنًّا، وعلماه وجوب احترام الكبير، واحترام الحريات الشخصية، فقتلا عنده الغيرة، وبلغ الشاب مبلغ الرجال، وصار لا يهتم لحجاب ولا ستر ولا دين.. !! وتحقق للوالدين الكريمين ما تمنيا!! وبعد هذا قد يُعاتب الفتى أو يلام لأنه لم يدافع عن أخته ولم يحمِها!! آلآن!!

وعودة إلى مسألة التفريق بين المحارم وغير المحارم، والتي لابد من غرسها في الأطفال منذ سني التربية الأولى، ما قبل سن التمييز، ثم يزداد التركيز عليها في سن التمييز (بين السابعة والعاشرة) ثم تكون المحاسبة عليها من الأهل بعد العاشرة وحتى البلوغ، حيث يبدأ سن التكليف والحساب الرباني.

1-   لا بد أولا من أن نعلم الطفل من هم محارمه.. وهذا يكون بالتدريج، ومن خلال الحياة اليومية، ومع اتساع دائرة حياته الاجتماعية رويدا رويدا، تتسع هذه الدائرة الى أن تصل للأخوال والأعمام والخالات والعمات من الدرجة الثانية والثالثة.. وأقارب الرضاع (إن وجدوا) .. وهكذا..
لقد تفاجأت حين وجدت شاباً فارع الطول، لا يعرف ان أم زوجة أبيه ليست محرما عليه. وآخر لا يعرف أن أخت أخته من الرضاع ليست أختاً له.

2- وبعض الناس يخلط (عن غفلة أو تغافل) بين المحرمين حرمة دائمة، والمحرمين حرمة مؤقتة، فوجدت بعض النساء يتكشفن أمام ازواج أخواتهن، بحجة انه محرم حرمة مؤقتة، ووجه التحريم المؤقت لمن لا يعرف: انه لا يجوز له أن يجمع بينها وبين أختها، او بينها وبين عمتها، او بينها وبين خالتها في ذمته... الا ان هذه الحرمة المؤقتة أخطر من عدم المحرمية، لأن الرجل غير المحرم اذا احبها تزوجها، اما زوج اختها او خالتها او عمتها، فلو أحبها فلا يملك الا ان يطلق اختها لكي ينكحها.
وقد حصلت -في منطقتنا-  بكل أسف لرجل كان يتولى امامة احد المساجد، ان اخت زوجته الصغيرة، تربت امام ناظريه، وكبرت، ثم كانت تستشيره في مشاكلها الخاصة والعاطفية لأنها تشعر بأنه (اخوها او ابوها أو .. او.. ) حتى هويها وعشقته!!.. فما الحل؟ اما ان يطلق اختها لكي ينكحها (ولنعم الاخوة !!) أو تبقى علاقتهما بالحرام.. فانظروا كيف أتُوا من جهة التعامي عن شرع الله، والظن أنهم فوق الشبهات والفتن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء" . فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال "الحمو الموت"
والحديث متفق عليه.
وقال الشيخ د. مصطفى البغا في شرح الحديث:  "احذروا من الدخول على النساء غير المحارم، ومنع الدخول يستلزم منع الخلوة من باب أولى. فسأل الأنصاري: أخبرني عن دخول الحمو على المرأة، والمراد بالحمو: أقارب الزوج من غير المحارم، كالأخ والعم والخال وأبنائهم. فقال: الحمو الموت، أي: لقاؤه الهلاك؛ لأن دخوله أخطر من دخول الأجنبي، وأقرب إلى وقوع الجريمة، لأن الناس يتساهلون بخلطة الرجل بزوجة أخيه، والخلوة بها، فيدخل بدون نكير، فيكون الشر منه أكثر، والفتنة به أمكن."
والأمر نفسه بالنسبة لاختلاط زوج المرأة بأهل زوجته عموما، وأخواتها خصوصاً.

3- وأحب هنا أن أنبه على وجه الخصوص، على اختلاط الأخوات الصغيرات بزوج أختهن، او خطيبها، سواء كن في سن المراهقة او الطفولة، حيث يتساهل كثير من الأهل في هذا الاختلاط، على ان الفتيات مازلن طفلات، وهنا علينا ان نفرق بين الحالين:

الحال الأولى: وهي ان تكون الأخت مراهقة، اي بلغت سن البلوغ، ولكنها صغيرة (عرفا) على الزواج، فهي ذات غرائز متفتحة، وميول لا إرادية للجنس الآخر، وهي ترى أختها الأكبر في مرحلة الخطوبة او العقد، أو حتى الزواج، وترى اهتمام الرجل بها، وتلاحظ العلاقة العاطفية بينهما، وقد تصاب بالغيرة الشديدة، وتنعكس هذه الغيرة الى خصومات ونكد في البيت، لا يعرف أحد سببه، وفجوة وشقاق بين الأختين.. والصغيرة لا تبقى صغيرة إلى الابد، بل سرعان ما تكبر وتصبح عروسة، وقد يبلغ إعجابها بزوج أختها او عريسها حدا يجعلها تحاول لفت نظره، ومنافسة أختها في اجتذابه، وهي مراهقة غريرة، لا تدرك عواقب ما تفعله، وقد يحدث افتتان من العريس أو الزوج بهذه الأخت، فتكون الطامة، والفسخ أو الطلاق لا قدر الله.. وكل هذا من استهتار الأهل، وتهاونهم في الانضباط بشرع الله، بحجة أنهم فوق مستوى الفتن وفوق الشبهات.
علينا أن نتذكر أن نبي الله يوسف عليه السلام، لم يعتبر نفسه فوق الشبهات، وعندما ابتلي بفتنة النساء قال: { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الجَاهِلِينَ }

والحالة الثانية: وهي أن تكون الاخت طفلة، وقد مررت شخصيا بهذه التجربة، حيث خطبت ابنتي الكبرى، وكانت الصغرى في الرابعة والنصف او الخامسة من عمرها. وبالطبع يتودد العريس الشاب لهذه الطفلة ويتقرب إليها بالهدايا والقبلات، إما لأنه متشوق للأطفال والذرية، او لأن الطفلة نفسها جميلة وجذابة، أو لكي يستميل عروسه واهلها ويظهر لطف طباعه، او لأنه محرج ومتوتر، فيخفف من ارتباكه في التعامل مع اسرة عروسه بتوجيه تعامله نحو الأسهل والأقرب وهو الطفلة.. إلخ..
وهنا على الاهل عموما، والأم خصوصا ان تكون شديدة الانتباه، لأن الطفلة سرعان ما تكبر، فإذا تعلقت بخطيب او عريس أو زوج اختها تعلقا شديدا، صعب عليها بعد هذا ان تفهم انه ليس من محارمها، وصار من الشاق عليها ان تتقبل ان تحتجب منه، او تتحفظ في سلوكياتها معه اذا كبرت.. وليس البلوغ عنها ببعيد كما نظن، فكثير جدا من الفتيات يبلغن في الثانية عشرة من العمر.. والبلوغ ليس صدمة عصبية تمسح ما قبلها من ذكريات!! إنه يحدث والفتاة قد تكونت طباعها ومشاعرها وذكرياتها وتصرفاتها بشكل معين، فينبغي ان يكون ما بعد البلوغ تكملة لما قبله واستمراراً له في نفس الطريق، لا ان يكون منعطفا حادا خطرا، تتغير فيه اتجاهات السلوك للنقيض، مما قد يودي بالمركب –لا قدر الله- نحو الهاوية.

4- اضافة الى نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الاهل، وهي ان الفتاة في السن الصغيرة، خاصة سن التمييز وما بعده، شديدة الانتباه والالتقاط للعلاقات الاجتماعية وطبيعتها.. وهي تدرك تماما ان علاقة العريس بأختها ليست مثل علاقة الإخوة والمحارم، وستلتقط عبارات الغزل، ونظرات الغرام، واللمسات الخاطفة او غير الخاطفة، او غير ذلك مما يحدث بين العريسين بالضرورة، (هذا إن كان العريس على خلق ودين وملتزما ومحافظا في سلوكه، وانا هنا اتكلم عن الزيارات التي تكون بعد العقد وقبل الزفاف، واتحدث عنها بالنسبة للاطفال.. اما بالنسبة للضوابط بين العروسين فنتحدث عنها في موضوع آخر إن شاء الله)
التقاط الطفلة (او الطفل) لمثل هذه الأمور، يجعل غرائزه تتفتح قبل أوانها، وتفكيره ينشغل بمواضيع اكبر من سنه. اضافة إلى أن الطفلة قد تصبح عصبية، لأنها تغار على اختها من العريس، الذي تشعر انه يعاملها باهتمام، وطريقة خاصة ومختلفة، أو تغار على العريس من اختها، خاصة اذا كان العريس قد انساق في البداية الى الملاطفة الزائدة للطفلة ومداعبتها، (وكثيرا ما يحدث هذا فترة الخطوبة وقبل العقد..) .. وتنعكس هذه المشاعر المضطربة في نفس الطفلة -والتي تعجز عن تفسيرها- الى مشاكسات وبكاء وتوتر، وربما تطاول قد يبلغ حد الوقاحة على الأخت الكبرى، والميوعة والتجرؤ على الشاب الذي يفترض بها أن تحتجب منه بعد سنوات قليلة!!..

5- ومن المضحكات المبكيات أن الاهل احيانا يوظفون الطفل او الطفلة رقيباً على العروسين، لأنهما يخشيان ان يتجاوزا الحدود المسموح بها في فترات اللقاء.. وهذا من الناحية الشرعية لا يسلم لللأهل، لأن وجود الطفل غير البالغ لا ينفي الخلوة، فكيف اذا كانت طفلة أنثى؟  ومن الناحية التربوية هو خطأ جسيم، تعود عواقبه على نفسية الطفلة، على النحو الذي أسلفناه، وعلى علاقة الاختين، وعلى علاقة العريس بأهل زوجته ايضا، لأن هذا الحصار الخانق سيجعله يترقب الزفاف ليختطف عروسه ويبتعد بها عن هذه العائلة المزعجة والاطفال الفضوليين. كما أن هذه الذكريات ستختزن في عقل الطفل او الطفلة، فتؤثر سلباً على علاقته المستقبلية بعروسه، التي سترهقها المقارنات.
والصواب يكون في إفهام العروس الحدود الشرعية لكل مرحلة، وتنمية الرقابة الذاتية لها، وتحذيرها من الخلوة بعريسها –قبل الزفاف- في غير بيت أهلها، وبوجود محارم في البيت، وغير ذلك مما سنتحدث عنه في موضوع آداب الخطوبة والزواج اذا وصلنا له بعون الله..
وبالنسبة للأطفال، يكون الصواب في إفهام الطفلة ان عريس اختها ليس بمحرم عليها، وان تُعلَّم ان تناديه بلقب احترام يمنع رفع التكليف، مثل: "آبيه" (وهي كلمة تركية تعني اخي الاكبر) او "حضرتك"، او ما يماثل ذلك في كل بيئة ومجتمع، وان تتعلم ان تكون محتشمة في لباسها وجلستها امامه، والا تجلس معه ابدا الا بوجود كل الاسرة، او بعض افرادها، ولا يسمح لها اطلاقا بالتواجد بمفردها في حضرة العروسين، والا تلقاه بثياب النوم (البيجاما)، او بملابس متكشفة، ويستحسن ان تعتاد اذا تجاوزت السابعة على الاكتفاء بالمصافحة عند اللقاء، وان كان ثمة قبلة فعلى أعلى الرأس لا على الخدين، والا تجلس ملتصقة به او في حضنه او او ... وتفهم تماما انه ليس أخا لها، وانه مثل ابن عمها او ابن خالها او غير ذلك من اقارب.
وقد بذلت مجهودا في ابنتي الصغيرة، عندما لاحظت اندفاعها الشديد نحو عريس اختها، فكانت كلما جاء تهرول لاستقباله ::happy:، وتختار الثياب التي ستظهر بها امامه بعناية فائقة  emo (12):، ولا تجلس الا بجانبه، ولا تتيح له مجالا ليتحدث مع احد غيرها، وتحاول ان تتسلل للصالون حيث يجالس أختها، خفية عنا لتفاجئهم :emoti_26:.. فنبهتها الى الحدود الواجبة، حتى انضبطت العلاقة وفق ما أحب بفضل الله، فما بلغت السابعة الا وهي تفرق تماما بين زوج أختها، وبين إخوتها. هذا ومريم كانت صغيرة جدا، فكيف إن كانت الأخت أو الأخ أكبر من ذلك، قد قارب العاشرة او تجاوزها؟؟ !!

6- وما ذكرته أعلاه عن ضبط تعامل الطفلة بعريس أختها، او زوجها، ينطبق أيضا على ضبط علاقة الطفل الذكر بعروس أخيه، أو زوجته..

أسأل الله تعالى ان يبارك لنا في ذرياتنا، وينبتهم نباتا حسنا، ويقر أعيننا بهم في الدنيا والآخرة.  emo (30):

والخاطرة القادمة –بعون الله تعالى- ستكون عن العلاقة مع أبناء العمومة والخؤولة، ممن يعاملون كأنهم محارم، وليسوا كذلك.
« آخر تحرير: 2013-02-17, 07:03:48 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #29 في: 2013-02-17, 18:45:00 »
بارك الله فيك ماما هادية نصائح قيّمة

اقتباس
اضافة الى نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الاهل، وهي ان الفتاة في السن الصغيرة، خاصة سن التمييز وما بعده، شديدة الانتباه والالتقاط للعلاقات الاجتماعية وطبيعتها.. وهي تدرك تماما ان علاقة العريس بأختها ليست مثل علاقة الإخوة والمحارم، وستلتقط عبارات الغزل، ونظرات الغرام، واللمسات الخاطفة او غير الخاطفة، او غير ذلك مما يحدث بين العريسين بالضرورة، (هذا إن كان العريس على خلق ودين وملتزما ومحافظا في سلوكه، وانا هنا اتكلم عن الزيارات التي تكون بعد العقد وقبل الزفاف، واتحدث عنها بالنسبة للاطفال.. اما بالنسبة للضوابط بين العروسين فنتحدث عنها في موضوع آخر إن شاء الله)
التقاط الطفلة (او الطفل) لمثل هذه الأمور، يجعل غرائزه تتفتح قبل أوانها، وتفكيره ينشغل بمواضيع اكبر من سنه.

ماذا عن علاقة الوالدين ببعضهما وحدودها أمام الأطفال؟

أذكر مرّة أحد الشيوخ نصح أن يتودد الآباء أمام الأطفال لكي يحببوهم في الزواج ويروه جميلا.. ما رأيك في هذا الكلام؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #30 في: 2013-02-18, 13:12:37 »
بارك الله فيك هادية، متابعة لهذه الفقرات الرائعة وبالغة الأهمية.جزاك الله خيرا ... حقا كم نحتاج لهذه الوقايات والتي يتساهل فيها الكثير جدا من الناس حتى يطفقوا بعدها باحثين عن العلاج ...

أختي أم عبد الله سررت جدا بمتابعتك للموضوع، أما بخصوص اقتراحك أن نبدأ بموضوع التأهيل الأسري، فربما كنت الأجهل بينكم في واقعياته، ذلك أنني أفضل طبعا أن تخوضه امرأة متزوجة على أن تخوضه امرأة غير متزوجة، لا أنكر أن لي علاقات بأخوات كثيرات، وأعلم من المشاكل الزوجية الكثير، وأعاين الكثير ولكن دائما أتمنى لهذا الأمر صاحبه الذي خاضه واقعيا لتكون الحلول واقعية وذات أثر واقعي ولا تكون مجرد تنظير ممن هو بعيد عن الميدان ... أي أن يؤخذ علمه من مضانّه ومن أهله . لذلك ربما قُصارى ما أستطيعه في هذا الموضوع هو تجميع التساؤلات والأسئلة وعناوين للمشكلات أو للخطوات ...في هذا أستطيع المساعدة، فمارأيكما زينب وأم عبد الله أن نجمع عناوين للخطوات بحيث نتحرى المنهجية والكرونولوجيا الزمنية يعني ترتيب الخطوات كأن نعرض عنوان : "أسس الاختيار الصحيح" يعني اختيار الرجل للزوجة، أو اختيار المرأة للزوج، كأول خطوة تبنى عليها هذه العلاقة، ثم مثلا يكون العنوان التالي "الاستخارة باب الرأي في الخاطب"، مثلا يعني وهكذا نتدرج وصولا إلى الحياة الزوجية وما يحيط بها من عناوين .

يعني نحن نعد العناوين لهادية ونضعها أمام الأمر الواقع فلا تجد هي بعدها نفسها إلا مندفعة اندفاعا للإجابة والتبيين  ما رأيكما ؟ ::ok::

ويشاء الله أن أعثر على هذا القسم من موقع قصة الإسلام للدكتور راغب، أسارع بوضعه لعله يفيدنا في قابل الأيام بإذن الله
http://islamstory.com/ar/family-home
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #31 في: 2013-02-18, 13:58:02 »
ما شاء الله!!! ما شاء الله!!! درس قيم ورائع, لم أسمع مثل هذا الكلام من قبل...
نحن نفعل أقل هذا ويتم اتهامنا بالتعصب والانغلاق, سبحان الله!
بارك الله في أستاذتنا ونفعنا بها.

 ::)smile:

سؤال 1 :
كيف يكون تعليم الأطفال معنى ( محرم /محارم) بشكل بسيط , للاناث والذكور ؟

الطفلة التي عمرها 4 سنوات مثلاً كيف نربط في ذهنها معنى المحرم بالحجاب وهي غير متحجبة بعد ؟ أو الزواج ؟ أو كيف بالضبط؟
وكذلك بالنسبة للذكر ؟ أكيد يوجد عناصر محددة يجب أن نركز عليها فما هي , وبأي عبارات نوصلها ومواقف ؟


سؤال 2:


وقد بذلت مجهودا في ابنتي الصغيرة، عندما لاحظت اندفاعها الشديد نحو عريس اختها، فكانت كلما جاء تهرول لاستقباله ::happy:، وتختار الثياب التي ستظهر بها امامه بعناية فائقة  emo (12):، ولا تجلس الا بجانبه، ولا تتيح له مجالا ليتحدث مع احد غيرها، وتحاول ان تتسلل للصالون حيث يجالس أختها، خفية عنا لتفاجئهم :emoti_26:.. فنبهتها الى الحدود الواجبة، حتى انضبطت العلاقة وفق ما أحب بفضل الله، فما بلغت السابعة الا وهي تفرق تماما بين زوج أختها، وبين إخوتها. هذا ومريم كانت صغيرة جدا، فكيف إن كانت الأخت أو الأخ أكبر من ذلك، قد قارب العاشرة او تجاوزها؟؟ !!

ليتك يا أستاذة تخبرينا أمثلة عملية بما نقوله للطفلة, ما العبارات؟ وما الأسلوب الأمثل لتعي هذه العبارات؟ وهل ننتظر حصول مواقف ثم نلفت الانتباه إليها؟ وهل يكون الكلام على انفراد مع الطفلة ام أمام أخواتها أو لحظة الموقف -ربما هذا يحرجها- ؟
وأيضاً بما نقوله للعريس, يعني هل على العريس أن يفعل شيئاً من طرفه مع الطفلة ليحدد العلاقة؟

لك جزيل الشكر

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #32 في: 2013-02-18, 14:07:55 »
ونعم الرأي أختي أسماء  ::)smile:
ةصدقت أختي, العلم النظري شيء والعلم المقرون بخبرة شيء آخر مختلف تماما
سبحان الله

خلص نبدأ بهذه الكرونولنونولوجيا  :emoti_351: أعجبني ما قلتيه عن هذا الترتيب والتنظيم الزمني
لم أفهم تماما ولكني التقطت المعنى من السياق, أحسنت  ::ok::

فما رأيك قبل وضع أسس اختيار الزواج نضع النوايا
عندي كتيب خاص بالنوايا وهو أكثر من رائع
أرجو أن أجده

توكلي على الله وسنلحق بك يا أسماء إن شاء الله
 ::ok::

 emo (30):



غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #33 في: 2013-02-18, 14:28:58 »
موافقة أختي أسماء نعم الرأي رأيك

وأيضا لو صادفنا مادة خاصة بتلك العناويين ننشرها للاستفادة مثل أم عبد الله قالت بأنه لديها محاضرات مفيدة.. لا مانع من أن نتشارك هذه المواد..

باركَ الله فيكما ^_^

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #34 في: 2013-02-19, 00:35:31 »

ليتني عرفتك وأنا شابة يا هادية

بارك الله لك ونفع بك وجزاك خيرا كثيرا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #35 في: 2013-02-19, 07:01:09 »
كيف نربي الأطفال على الحجاب (4)
المحارم: علاقة الطفل بأبناء العمومة والخؤولة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحدثت في الحلقات السابقة عن ضرورة تعليم الأطفال منذ سن التمييز التفريق بين المحارم وغيرهم، وهنا تتبدى مشكلة شائعة جدا، وهي مشكلة الاختلاط الشديد القائم في معظم العائلات بين أبناء العمومة أو الخؤولة، في سن الطفولة، وهذا أمر طبيعي وصحي، لأن اختلاط الطفل بأطفال من عائلته الكبيرة نفسها، يشبع رغبته في اللعب والتعامل مع من يماثلونه أو يقاربون سنًّا، ويوفر الأمن والطمأنينة التي قد تفتقد عند الاختلاط بأبناء الغرباء، من أصدقاء أو زملاء أو غيرهم،  ذوي الخلفيات التربوية المجهولة، وفي أجواء غير معروفة للأهل. لكن هذا الاختلاط يستلزم الحذر والانتباه، ودوام المراقبة من الأهل، إضافة إلى توعية الأطفال المبكرة بحدود الاختلاط وضوابطه، والتفريق بين المحارم من إخوة وأخوات، وغير المحارم من الأقارب الأقربين.
ولا تكمن الخطورة في اختلاط الأتراب (المتماثلين في السن) فحسب، بل تزداد عند اختلاط الأطفال بالبالغين، من مراهقين أو شباب، وقد سمعنا بكل أسف عن بعض الحالات المؤلمة من الزنى والاغتصاب، يمارسها ابن العم أو الخال الأكبر، نحو قريبته الطفلة، وهي تحسب أنه يلاعبها أو يصارعها، وتستحي أن تحكي لوالديها أو إخوتها الكبار ما حصل لها، أو تُهدد فلا تتكلم، ثم تكتشف المأساة بعد أن تكبر، وأحيانا لا يكون الأمر متعمداً من الفتى بقصد الأذى، ولكن بدافع من حب المغامرة والتجربة والتطبيق لما يُشاهَد على الشاشات، فتقع الواقعة، وكل هذا نتيجة الغفلة عن التربية، والغفلة عن المراقبة أيضاً. ورغم أن هذه الحالات قد تبدو شديدة التطرف، الا أنها تحدث، ولا أستطيع أن أقدر مدى شيوعها؛ لعدم وجود إحصاء لنسبتها، لكنني سمعت عن كثير منها ممن عانى منها مباشرة.

لهذا على المربين عموما، والأم خصوصا، أن تكون عينها دوما على أبنائها وبناتها، في لعبهم وسكونهم ونومهم وأكلهم وشربهم، وجميع أحوالهم، وهذا يشمل حتى علاقات الإخوة بالأخوات في الطفولة وأول المراهقة.

 أذكر هنا كلمة وعظتني بها والدتي حفظها الله، إذ قالت لي: من رزقه الله بأولاد، فعليه أن ينام وعيونه مفتوحة، وعليه أن يكون له عيون في وجهه، وعيون من خلف رأسه. وهذا صحيح، لأنها مسؤولية ضخمة، وسنحاسب عليها يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا، وَوَلَدِهِ، وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ،... أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ». (متفق عليه واللفظ لمسلم).

ومن التدابير العملية التي تساعد على تحقيق هذه الرقابة ما يلي:

•   أن يمنع الأطفال منعاً باتاً من قفل الباب عليهم بالقفل أو المتراس وهم يلعبون، ويُكتفى بغلق الباب دون إقفال، ولا بد من اقتحام غرفة لعبهم بين حين وآخر بأي حجة، كأن يُسألوا إن كانوا جوعى، أو يُطلب منهم أن يخفضوا أصواتهم، أو تتظاهر الأم بأنها تحتاج لتناول شيء من الغرفة، أو تنظيف شيء ما، أو أنها ترغب في مشاركتهم اللعب لأنها تشعر بالضجر، (طبعا سيتم الاحتجاج على هذا وربما طردها، ولكن تكون قد استكشفت الساحة بناظريها أثناء المفاوضات).. وهكذا، بحيث لا يتركون منفردين  فترات طويلة. ولابد من مراقبة طريقة لبسهم وتعاملهم ووضعياتهم، وتوجيههم باستمرار. (قد تلاحظ الأم بالاقتحام المفاجئ أن أحد الأطفال خلع ثيابه، أو أن هناك حركات تقليد للأفلام، أو عنف جسدي، أو اضطهاد نفسي لأحد الأطفال.. وغير ذلك مما يوجب التدخل المباشر والتوجيه)

•    التفريق في المضاجع –عند النوم أو الاستلقاء- بين الذكور والإناث مطلقا، وبين أبناء الجنس الواحد إذا بلغوا العاشرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ ». والحديث صححه الألباني.

•   أن يمنع الأطفال منعا قاطعا من غلق باب الغرفة بالمفتاح عند النوم، ولابد من تفقد الأطفال حال نومهم، كأن تتظاهر الأم بتعديل الغطاء للتأكد من وضعية اليدين، وأن الطفل لا يعبث بنفسه أو عورته، وأن كل طفل منفصل في فراشه الخاص.. وهكذا.

•   ألا تأوي الأم الى فراشها حتى تتأكد أن الاطفال قد خلدوا للنوم، لأن الأطفال قد يتحينون فرصة غفلة الأهل للقيام بما يحسبونه مشاغبات أو تحديات ، وتكون له عواقب وخيمة، سواء شرعية، أو أمنية، أو صحية.

•   وبالنسبة للطبقات الغنية التي تتمتع بوجود خادمة أو مربية في البيت، فينبغي أن تحرص الأم كل الحرص على ألا تنام الخادمة في غرفة الطفل، ولا ينام في غرفتها، بله في حضنها!!  وألا تتولى الخادمة عملية تنويم الطفل، إلا في حالات الاضطرار، كمرض الأم أو غيابها أو تأخرها عن البيت لعذر قاهر ونادر. 
وأذكر هنا قصة شخصية حدثت لي، حين اكتشفت أن أحد أطفالي يحفظ أغنية اندونيسية، حفظها من ترداد الخادمة لها قبل نومه، كانت الأغنية تقول: "مولانا الكافي، ربنا الكافي، حسبنا الكافي، كفانا الكافي ...".  ورغم أنني سررت بالأغنية ومعانيها الرائعة، إلا أنها نبهتني إلى خطورة تأثير الخادمات على الأطفال، وأن الله تعالى أكرمني بأن كانت خادمتنا مسلمة متدينة، فكيف بمن يستخدم خادمة كافرة؟ ترى ماذا تلقن الأطفال؟ (خادمتنا معنا من عام 93، أي من عشرين عاماً تماماً، وهي محجبة، ملتزمة بصيام الإثنين والخميس، وبصلاة التهجد يومياً، يعني هي أفضل مني بكثير، والحمد لله أن أكرمني الله بها)
وأذكر أيضا حادثة عاينتها قبل زمن طويل، حين قالت لي طفلة قريبة لنا وهي تشير إلى صورة يزعمون أنها للمسيح عليه السلام، معلقة في غرفة خادمة فلبينية ببيتهم، إن هذا هو ابن الله!! وحين قلت لها (وكنت في سن المراهقة) هذا خطأ، الله تعالى ليس له ولد، ولم يلد ولم يولد، قالت لي: بلى، اسأليها، والتفتت للخادمة تسألها،  فأكدتْ لها أن الله تعالى له ولد وهذا هو ابنه!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا..
وأهل هذه الطفلة، كسائر الأهالي الذين قابلتهم من هذه العينات، يؤكدون لك أن الاستعانة بالخادمات المسيحيات أفضل ألف مرة من المسلمات، لأنهن أفضل خُلقاً، وأكثر نظافة، وأرقى مستوى، وأنهن لا يتدخلن في ديننا، ولا نتدخل في دينهن!!..
وأنا لا أستطيع أن أنكر أن من المسلمات من هن بلا خلاق ولا دين، ولكنهن على الأقل لن يحرفن عقيدة الأطفال، ويبثثن الشبهات، وتبقى نسبة فسادهن أقل بكثير مما هي عليه عند الكافرات.
وعلى الحالين، فينبغي على الأم أن تقصر استعانتها بالخادمة على الشؤون المنزلية، وتترك مسؤوليات الأطفال لنفسها، وتعفي منها الخادمة تماماً، وإن اضطرت إلى طلب العون في مجالسة الأطفال، فليكن من أخت أو حماة أو أم أو قريبة، ولا تعتمد على الخادمة في هذا الأمر إلا في حالات الضرورة القصوى، كالمرض أو ما شابه.

•   ويستحسن ألا يسمح للأولاد بالنوم بمفردهم خارج المنزل، ولو عند الأقارب الثقات، وذلك لمنع التداخل في التربية والتوجيه، وتأثير العقليات المختلفة للأعمام والأخوال أو زوجاتهم، أو العمات أو الخالات الخ.. فيضيع الطفل بين الطرائق والأساليب المختلفة، وهذه التأثيرات تبقى محدودة في الزيارات القصيرة، لكنها تتضاعف عند المبيت ليلاً، وخاصة إذا تكرر المبيت أو طالت المدة، وقد لا تكون الرقابة الواعية من الوالدين في البيوت الأخرى بنفس الدرجة المطلوبة، فينقض غزلنا، ويضيع تعبنا.. وقد كنت أعاني كلما عاد أولادي من المبيت في بيت جدهم أو عمهم، من إعادة تأسيس ما بنيته، وزرع ما غرسته، وكأنني أراوح في مكاني ولا أتقدم، حتى عرفت وسلمت بأن المبيت خارج المنزل إلا برفقتي (في حال السفر مثلا أو غيره) ممنووووع.   

هذا بالنسبة للاختلاط في مرحلة الطفولة..
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله، نتكلم عن الاختلاط في سن التمييز وقبيل البلوغ
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #36 في: 2013-02-19, 07:44:58 »
اخواتي الغاليات، قرأت مشاركاتكن القيمة، وسجلت الأسئلة، وسأقوم بالرد عليها لاحقا ان شاء الله
وقد نشرت الحلقة التي أعددتها بالأمس.. وآمل ان تعجبكم




ليتني عرفتك وأنا شابة يا هادية

بارك الله لك ونفع بك وجزاك خيرا كثيرا


بارك الله لك في ابنتك يا سيفتاب، وأقر عينيك بها وبصلاحها وفلاحها وسعادتها في الدنيا والاخرة
كله بقدر يا حبيبتي
كله بقدر


اسماء وزينب وام عبدالله
انا منتبهة وواعية ومصحصحة لكل المؤامرات التي تحاك لي  ::hit::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #37 في: 2013-02-19, 08:59:14 »
ما شاء الله ...تبارك الله emo (30):

أقرا ما تكتبين باهتمام كبير هادية، وأرى كم أن كل ما تتحدثين عنه وتشيرين إليه نقاط واقعية وتحصل، وكنز فعلا أن تحصل المرأة على هذه الإرشادات من قبل فوات الأوان...فهي فعلا حصن لأولادها وبيتها

وأؤيدك بقوة في شدة الاحتراس هذه التي بين سطور إرشاداتك كلها، ولا أراها أبدا من باب التزمّت، بل أراها واقعا، وأراها احتياطا ووقاية لشر كبير يحصل إن لم يتحلّ الوالدان بالمراقبة والاحتراس في سنّ الطفل فيها لا يقدر عاقبة شيء ...

 
اقتباس
لهذا على المربين عموما، والأم خصوصا، أن تكون عينها دوما على أبنائها وبناتها، في لعبهم وسكونهم ونومهم وأكلهم وشربهم، وجميع أحوالهم، وهذا يشمل حتى علاقات الإخوة بالأخوات في الطفولة وأول المراهقة.

 أذكر هنا كلمة وعظتني بها والدتي حفظها الله، إذ قالت لي: من رزقه الله بأولاد، فعليه أن ينام وعيونه مفتوحة، وعليه أن يكون له عيون في وجهه، وعيون من خلف رأسه. وهذا صحيح، لأنها مسؤولية ضخمة، وسنحاسب عليها يوم القيامة

هذه هي الحقيقة، وقد قدرت فعلا مقدار تعب الأم من فرط معاينتي لضرورة انتباهها لكل صغيرة وكبيرة يأتيها أولادها،(إشارة إلى أننا هنا ليست لدينا عادة الخادمات يعني كل شيء على الأم صغيره وكبيره في البيت) راقبت مثلا قريبة لي لها ابنان تشتكي من تعبها المفرط من مراقبتهما المستمرة خاصة بعدما أصبح الثاني يمشي بحمد الله، (المخرّب الصغير  :emoti_214:) فأصبح وأخوه يتشاغبان بشكل مستمر، ولعبهما مشاغبة وتخريب، وعِراك، خاصة من طرف الأكبر سنا وهو فيه ما فيه من الغيرة التي لم تفارقه حتى بعد عام كامل من مجيئ شقيقه :emoti_351:

في الواقع أراها لم تستطع التكيف مع الطريقة المثلى للسيطرة عليهما بنَهْيهما، فاراها تنهي وتنهي وتنهي وتصرخ ولا يُسمع لكلامها، فتنتهي إلى الضرب، وأؤنبها على ذلك، وأخبرها أنها تتعامل معهما بطريقة غير سوية حتى تحقق طاعتهما لنهيها، والضرب لا أراه حلا، وقد رأيت كيف أن الابن الأكبر العنيد جدااا بعد أن يُضرب يعِد ألا يعود للمشاغبة الحادة لأخيه الأصغر الذي في كثير من المرات ينجو من ضربات خطيرة، ولكنه يعود لعادته كأن شيئا لم يكن ... هل يعتبر قد فاتها أوان السيطرة إذ لم تحسن طريقة الحوار الهادئ معهما فأصبحت لا تنجح إلا بالصراخ والضرب؟ هل تستطيع استدراك الأمر، وعمرهما  (5سنوات، عام وشهر) ؟؟
« آخر تحرير: 2013-02-19, 09:01:04 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #38 في: 2013-02-19, 16:00:55 »
باركَ الله فيك ماما هادية  ::ok::

أضيف سؤالا آخر لقائمة الأسئلة   :emoti_282: :emoti_282:

نحن ككبار نفهم أسباب هذه التضييقات والتوجيهات لكن الأطفال لا يفهمونها ويتذمرون منها فكيف يفهم الآباء أطفالهم هذه الأمور :emoti_17:؟؟ بصراحة هذا الجزء ذكرني بطفولتي وبتربية أهلي لي.. كثير مما ذكرته هنا طبقه أهلي معي.. لكن حين كنت طفلة لم تكن تعجبني هذه الأمور وأراها تزمتا من أهلي.. مثلا كنت الوحيدة بين صديقاتي التي لا يُسمح لها بالمبيت في بيت صديقة  sad:(.. وكنت أستغرب كثيرا لماذا لا يسمح لي أبي بدخول غرفة أولاد عمومتي وحيدة دون مرافق :emoti_17:.. فالطفل يقارن تربية أهله بتربية غيره من الأطفال من أصدقاء وأقارب ويلاحظ كيف أنه الوحيد الذي لا يسمح له بفعل بعض الأشياء وكيف أنه الوحيد تحت المراقبة :emoti_404:.. وسيشعر بالتذمر والضيق من هذه التضييقات الغير مفهومة والتي لا يجد لها سببا مقنعا  :emoti_209: ومع الضغط وتحت تأثير رغبات الأطفال قد يعصي الطفل أهله في بعض الأمور ::hit::..

سأعطيك أمثلة من طفولتي.. حين كنت طفلة أمي كانت من المستحيل أن تسمح لي بالخروج من البيت لوحدي ألعب مع الأصدقاء وأي خروج يكون تحت مراقبة.. مرّة كنا في بيت خالي وكل الأطفال سيخرجون للعب خارجا وأنا الوحيدة الباقية.. تحت تأثير ضغط بقية الأطفال وعدم رغبتي في أن أبقى وحيدة في البيت خرجت دون علم أمي معهم..  :blush:: :emoti_282:.. تعرفين الطفل قد يرضخ لرغباته وقوانين الأهل الصارمة قد لا يُطبقها.. مرّة أيضا أذكر كنا في مطعم وكان هناك فناء خارجي فيه ألعاب وأمي رفضت أن أخرج لألعب مع الأطفال لكن خرجت دون علمها  :emoti_282:

فما الحل؟ وهذا السؤال لا ينطبق فقط على مقال اليوم بل على كل الشؤون التي نريد أن نربي أولادنا عليها.. فالأطفال تحت سيطرة الأهل يرضخون لكن ما يدرينا ما يحصل من وراءنا؟ وكيف نبني المناعة لديهم في غياب وحضور الأهل؟ خصوصا أننا في مجتمع الأغلبية لا يربون أطفالهم على القيم التي نريد أن نربي أطفالنا عليها.. أي سنكون وأطفالنا نسير عكس التيار..

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #39 في: 2013-02-19, 16:36:38 »
وأيضا تذكرت أمرا آخر مرتبط بسؤالي تعرفين حين يرفض الوالدان طلبا ما لأطفالهم كثيرا ما يلاقون اعتراضا من الأقارب وربما الأصدقاء ووو وكيف أنهما صارمان وغيرها وهذه الأمور تحصل أمام الطفل فتؤثر في نظرته.. فيرى جميع الناس في صف وأهله في صف آخر مغاير تماما..