المحرر موضوع: خواطر في تربية الأولاد  (زيارة 514479 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #40 في: 2013-02-19, 21:30:29 »
اسئلة دسمة جدا
بارك الله بكم.. وقدرني الله تعالى على حسن الإجابة في وقت قريب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #41 في: 2013-02-20, 08:18:39 »
كيف نربي الأطفال على الحجاب (5)
المحارم: علاقة الطفل المميز بأبناء العمومة والخؤولة


إذا وصل الأطفال إلى سن العاشرة، واقتربوا من سن البلوغ، فلا بد ان يهيئوا نفسيا وعلميا وعمليا، لاقتراب سن الحجاب والانفصال في اللعب والخروج.. فحذار من أن يقال للطفل أو الطفلة عن ابن العمة او ابنة العم: "هذه مثل أختك، وهذا مثل أخيك"، وهو سلوك يسلكه كثير من الأهل، ظنًّا منهم بأنهم بهذا يبعدون أي شبهة عن اختلاط أبنائهم، ويحتاطون لمنع حدوث أي ميول بين الجنسين، ويقطعون السبيل على الإعجاب الفطري، ويأمنون عواقب الاختلاط، بأن أوهموا المختلطين أنهم إخوة وأخوات.

ولكن الوهم لا يغني من الحق شيئاً.. ولن تطول خديعة الطفل طويلاً، فسرعان ما يدرك ان ابنة عمه مختلفة عن أخواته، وأنها ليست من محارمه، وقد تتحرك عواطفه نحوها سلبا أو ايجاباً، وإن لم تسترعِ ابنة عمه شيئاً من اهتمامه، وعاملها ببرود وحيادية فعلا كأنها أخته، وبقي الاختلاط بينهم منطلقاً من كل الضوابط، فهذا –على الأغلب- سيؤدي الى مشاكل مع زوج كل من الطرفين في المستقبل، لأن زوجة المستقبل لن تقبل هذا التباسط في المعاملة بين زوجها وابنة عمه أو خاله، ولن تقتنع أبدا بفكرة أنها مثل أخته، لأن الفطرة تأبى هذا، والزوج لن يقبل مثل ذلك لزوجته، وقد يمنعه كبرياؤه من التصريح بهذه الغيرة (مع أنها محمودة) فينفس عنها بالغضب واختلاق المشاكل، او بعزل الزوجة عن اهلها .. أو يكون العكس، فيكون هذا الاختلاط المفتوح ذريعة لبقية الأقارب والأصدقاء وأقارب الزوج لممارسة مثله، بما أنهم جميعا متساوون في عدم المحرمية. وإن سلم الأمر من كل هذه العواقب (ولن يسلم) فإنه لن يبرئ هؤلاء أمام الله عز وجل فيما سلكوه من مخالفات شرعية، مهما كانت صغيرة، فلا صغيرة مع إصرار.

لذا لا بد من الصدق في تربية الأطفال، واعتماد الحقائق لا الأوهام، فمنذ سن التمييز وحتى البلوغ، يتعلم الطفل أن هذه ليست من محارمك، فنعلمه  أن يتجنب لمسها، (سواء مصافحة، أو تدافعاً في الجري واللعب، او تعاركاً ومصارعة، أو غير ذلك)، وألا يجلس بجانبها على مقعد واحد، ويتعلم آداب الاستئذان، وعدم الخلوة، وأن يسعل أو يتنحنح قبل الدخول إلى غرفة يتوقع أن يكون فيها بنات عمه أو بنات خاله، أو يرفع صوته قائلا: (يا الله).. أو (السلام عليكم ) ليشعرهن بقدومه.. وأذكر هنا أن ابني الأوسط لما بلغ، كان يقلد ما رآه في مسلسل "باب الحارة" السوري -من قبيل الفكاهة ولكن المقصودة- فكان يقول مثل الرجال في المسلسل: (يا الله يا الله... اتغطوا ياحريم) .. وكان يقصد تنبيه نساء العائلة من كبار وصغار إلى وجوب احتجابهن منه لأنه كبر، وذلك بعد أن رأى من بعضهن تساهلا في هذا على أنه مازال صغيرا، أو هن أخواته، أو هن امهاته... :).. وبهذه الطريقة الفكاهية، استطاع أن يحملهن على تقبل فكرة أنه كبر ويجب التحجب منه.

هذا والاختلاط بأبناء العمومة بعد البلوغ يجب ألا يختلف عن الاختلاط بأي قريب آخر أو زميل، تحكمه ضوابط الاختلاط كلها، ولا ينبغي أبدا التساهل في هذا، لأن الحكم الشرعي واحد بالنسبة  لكل من لم يكن محرماً، سواء كان قريبا أو غريبا أو جارا أو زميلا..

ويحضرني هنا نقاش طريف دار بيني وبين إحدى القريبات، وهي تحدثنا أن ابنتها توظفت في منطقة تبعد عن المدينة نحو ساعة بالسيارة، وأنها كانت مطمئنة لأن الفتاة تسافر هذه المسافة مع ابن عمها يومياً وليس مع أحد غريب!! وكان ثمة من تناقشها بأن ابن عمها ليس محرما لها، ولا يصح أن تسافر معه هكذا وبشكل يومي، فأكدت لها المرأة أن ابن عمها مثل أخيها تماماً، فضحكتُ وقلتُ لها: أكثر من كان يجادلني في أن "ابن عمي مثل أخي" هي ابنتي الوسطى، وهاهي ستزف إلى ابن عمها قريبا جداً!! لا يوجد ابن عم مثل الأخ أبداً أبداً..
فأخذت تجادلني وتؤكد لي أن ابنتها لا تفكر فيهم إلا كإخوة لها، والدليل أن ثلاثة منهم خطبوها وهي رفضت، لأنها لا تستطيع أن تفكر فيهم إلا كإخوة!!.. فقلت لها: دليلك هو أكبر دليل عليكِ، إن لم تكن هي قد فكرت فيهم، فهم قد فكروا فيها، وتخيلي لو أنها قبلت بأحدهم، كيف كانت مشاعر الآخرين وتعاملاتهم مع ابن عمهم الفائز ستكون؟ وكيف تعامل ابن العم الفائز مع منافسيه، وهو يعلم أن عيونهم كانت على زوجه؟ فاستعاذت بالله من هذه الأفكار، واستنكرت بشدة واستهجنت قولي، وأكدت أن ابنتها محال أن تفكر في أي منهم، وأن أبناء العم إذا تربوا معا وفي بيت واحد، فلن ينشؤوا إلا إخوة، وأظهرت اشمئزازها من فكرة حدوث أي إعجاب أو ميل بينهم، وكأننا نتحدث عن نكاح المحارم لا قدر الله.. فقلت لها: عزيزتي لماذا تستنكرين مشاعر ابن العم نحو ابنة عمه وكأنها شيء مقرف أو مقزز أو مخالف للطبيعة؟ إنها فطرة فطر الله الناس عليها، أن الذكر يميل للأنثى، والأنثى تميل للذكر، وحيثما حصل اختلاط بينهم وكان ثمة تقارب في الطباع ونوع من الارتياح، فإن الانجذاب الطبيعي سيأخذ مجراه، وكم وكم في الواقع والتاريخ والعائلات من حولنا من تزوجت من ابن عمها، أو تزوج من ابنة خاله!! لماذا صرنا ننكر المعروف، وهو هذا الزواج الطيب، ونعرف المنكر، فنقر هذا الاختلاط العجيب غير المنضبط، والذي قد يضر القلوب، ويعلقها بمن هو ليس من نصيبها، فتعاني!!..

إن شرع الله ليس كتقاليد البشر الظالمة، إنه لا يتعامى عن الفطرة أو ينكرها، أو يتعامل كأنها غير موجودة، فيعاني البشر في ظله من الكبت والقمع، أو التمثيل والنفاق. إنه يعرف فطرة الناس، وغرائزهم، واحتياجاتهم، فيشرع لها ما يهذبها ويضبطها، ويوجهها للإشباع بالأوجه المباحة التي تنفع ولا تضر. 

على أية حال، فالغاية من كلامي ليست الانتصار لزواج أبناء العمومة، ولا ترجيحا له أو عليه، بل الغاية هي تربية أنفسنا وأولادنا على التقيد بأحكام الشريعة مهما كانت، دون ان نجادل بالهوى، أو نتحكم بالآراء المختلفة المتضاربة، التي تختلف من بيئة لأخرى، ومن ثقافة لغيرها. بل نحتكم جميعا الى شرع الله عز وجل، برضا وتسليم. قال تعالى:
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } (النساء: 65)
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #42 في: 2013-02-20, 13:16:30 »
جميل جدا باركَ الله فيكِ ماما هادية..

كل جزء يحمسني أكثر للجزء الذي بعده  :emoti_282: ولا تخافي من أن الأجزاء طويلة، كلما كانت أطول كلما استفدنا وتعلّمنا أكثر :emoti_282:

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #43 في: 2013-02-20, 19:52:39 »
ربنا يبارك فيك يا أستاذة ويجزيك الخير

من أجمل ما قرأت في الموضوع

محزن أن هذا الكلام لا نسمعه ولا نقرأه مما هو متداول حتى في التربية الاسلامية

ومحزن أنه الآن يفوت كثير من الآباء والأمهات

حتى القنوات الدينية لم لا تتكلم بهذا الموضوع التربوي الخطير ؟!!!

الحمد لله الذي يسر لي أن أقرأ هذا الكلام


زينب ,  :emoti_336: سبقتني وقمت بوضع أسئلة اضافية وأنا كنت أفكر بنفس الشيء
:)

رحمة بأنفسنا وحتى لا تضجر منا الأستاذة فتتركنا سأؤجل أي أسئلة أخرى لحين أن تجيبنا على ما مضى

أرجو أن لا تتوقفي يا أستاذة هادية لأي سبب واجعلي مسار الموضوع كما يروق لك حتى تستمري معنا

بوركتِ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #44 في: 2013-02-21, 10:09:10 »
بارك الله فيك يا هادية وجزاك كل خير ... هو الحق كل الحق والله ...وكم نجد فعلا صعوبة في إقناع الكثيرين بالعدول عن فكرة "مثل أخيها" هذه !! هدانا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه .

أم عبد الله متأكدة أن هادية لن تقلق من سؤالك، بل هي ما فتحت هكذا مواضيع إلا لتنفع كل من يسأل بإذن الله تعالى، فلا تتحرجي من وضع حتى كراسة كاملة من الأسئلة :emoti_351: :emoti_351: على رقبتي وضمانتي يا أم عبد الله  :emoti_64:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #45 في: 2013-02-21, 11:19:30 »
رقبتك وضمانتك  :emoti_64:

لا يا شيخة !! رقبتك وضمانتك هذه ماذا تنفعني لو حصل المحظور  :emoti_25:

أنا أشعر بالأستاذة وأهتم براحتها , وحضرتك تفضلي ملّي الكراسة  :emoti_143:

 :emoti_282:

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #46 في: 2013-02-21, 20:31:29 »
رقبتك وضمانتك  :emoti_64:

لا يا شيخة !! رقبتك وضمانتك هذه ماذا تنفعني لو حصل المحظور  :emoti_25:

أنا أشعر بالأستاذة وأهتم براحتها , وحضرتك تفضلي ملّي الكراسة  :emoti_143:

 :emoti_282:

ذكرتوني بلقب ماما هادية في القبيلة العربية..  :emoti_282: :emoti_282:

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #47 في: 2013-02-26, 02:15:19 »
رائع ما جاء في مشاركاتكم يا ماما هادية..

ولكني وددت لو كان الموضوع مرتبا بمراحل نمو الطفل ومراحل حياته، وأمور التربية التي تخص كل مرحلة..
وعلى ظني فإن كل مرحلة لها قواعد تربوية ومنهج مختلف وتعامل محدد..

وكيفية التعامل مع الأطفال في مختلف مراحلهم مما يشغلني كثيرا..فهذا ليس بالأمر الميسور..
فمتى يكون التدليل ؟ ومتى تكون الشدة؟ وكيف يكون الثواب والعقاب؟
وكيفية اتباع منهج للأطفال في التعليم الشرعي، ومتى يبدأ تحفيظ الطفل القرآن، وكيف؟

أمور كهذه وغيرها أود المجيء عليها في موضوعكم، وجزاكم الله خيرا..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #48 في: 2013-02-26, 11:01:37 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر لكم عن هذا الانقطاع الذي حصل، وذلك لوعكة صحية ألمت بي.. وقد صرت الان افضل والحمد لله رب العالمين

لا تترددي يا أم عبد الله ويا إخوتي في وضع ما يحلو لكم من أسئلة ومداخلات، وستكون كلها موضع اهتمام وعناية إن شاء الله.. فإن كان لدي ما يفيد وضعته، وان كان لدى احد الاخوة ما يفيد وضعه، وبهذا تعم الفائدة وتزيد ان شاء الله

أشكرك لمشاركتك يا فارس الشرق، واقدر طلبك للمنهجية والترتيب في الموضوع، ولكنني عرفت انني اذا قيدت نفسي بها فسأتكاسل عن نشر الموضوع، وفكرت انني اذا كتبت بحرية وبحسب ما يحلو لي، فسأدون ما في خاطري، ثم بعد ذلك يسهل علي اعادة النظر فيه وترتيبه وكراجعته، ولعله يخرج بعد ذلك موضوعا مرتبا، او كتيبا جيدا

وسأضع الان الحلقة الأخيرة التي كتبتها عن موضوع الحجاب، ثم ننتقل بعد ذلك لمواضيع اخرى ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #49 في: 2013-02-26, 11:18:03 »
كيف نربي الأطفال على الحجاب (5)
المحارم: علاقة الطفل المميز بأخواته الإناث.

من الأمور التي يغفل بعض الآباء عنها في التربية، الضوابط والحدود في العلاقات بين الإخوة والأخوات. إنهم يظنون أن الأخوَّة ترفع الحرج، وتلغي الضوابط والحدود، والحقيقة أن الضوابط الشرعية تضبط وتهذب سلوك البشر في جميع النواحي، وعلاقاتهم بمختلف اتجاهاتها، حتى العلاقة بين الزوجين. لهذا لا بد من مراعاة ضوابط العلاقة بين الإخوة والأخوات في التربية، وترسيخها منذ الصغر.
وقد ذكرتُ بعضها في الحلقات السابقة، ومنها: التفريق في المضاجع لمن بلغوا سن التمييز، وستر العورات، والمراقبة أثناء اللعب والنوم. وهناك نقاط أخرى لابد من الانتباه لها:

1-   منع الصغار (تحت سن التمييز) من الاستحمام معا، حتى لو كانوا توائم، أو من جنس واحد، منذ سن الفطام.

2-   الانتباه لعدم خلوة الإخوة بالأخوات في سن المراهقة خصوصا، لما قد يحدث بينهم من تجاوزات، بهدف التقليد أو اللعب أو غيره، ثم ينقلب الأمر إلى جد، خاصة إن كان الفتى مراهقا والطفلة توشك على البلوغ، فجسد ناضج ووعي غائب.. فلا بد من الحماية والمراقبة الواعية، إلى أن يجتازا هذه السن الحرجة.
وأعرف أختا لي في الله، رزقها الله بتوأمين: ذكر وأنثى، فلما بلغا سن التمييز، كانت ترفض تماماً الخروج من البيت وتركهما بمفردهما، إلى أن كبرا وتجاوزا سن المراهقة، فكانت لا تخرج إلا باصطحاب أحدهما معها، وترك الآخر.. إلا إن كان زوجها في البيت وتركتهما في عهدته.

3-   الانتباه الى طريقة اللعب، بعد سن التمييز، وكلما اقتربا من سن البلوغ، وألا يكون ثمة احتكاك جسدي فيه.. فقد يرغب الأخ في استعراض عضلاته على أخته بممارسة المصارعة، أو يلعبا كرة قدم فيتدافعان ويقعان أرضا، وغير ذلك.. فلا بد من التنبيه ومنع هذا النوع من اللعب.
ولا يكون المنع بشرح مخاوفنا وقلقنا، حتى لا نخلق لدى الأطفال أفكارا قد لا تكون موجودة عندهم أصلا، ولكن يكون بأن يقال لهم أن هذا لا يصح، ولا يليق، وأن لكل شيء سلوكاً وآداباً، وأن هذا النوع من اللعب مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما ربانا عليه، وربما نتطرق إلى أنه قد يؤذي الفتاة جسدياً، وقد يؤثر على قدرتها على الإنجاب في المستقبل، وبهذا نكون قد أبدينا أسباباً صحيحة لا كاذبة.

4-   تعويد الفتيات على اللباس المحتشم في البيت، وتزداد ضوابط الستر كلما اقتربت الفتاة من سن البلوغ، وتلتزم به بعد سن البلوغ. فبعض الأخوات الإناث يتساهلن في لبس الثياب المكشوفة في البيت أمام الإخوة الذكور، متجاهلات أو غافلات عن مشاعر الإخوة الشباب وغرائزهن، التي تلهبها هذه المناظر، ولو كانت من أخت، وتحرك فيه الرغبة الشديدة في الزواج، فإن كان غير مقتدر مادياً، أو غير مستعد بعد للزواج، كان هذا وبالا عليه، وضغطا عصبيا لا يطاق. وكل هذا مما يجب تفاديه بالتعويد والتربية منذ الصغر. والمستحسن أن تعتاد الفتاة ألا تكشف أمام إخوتها أو محارمها عموماً، أكثر من أعضاء الوضوء: الذراعين والساقين، والرأس والعنق والنحر، ويكفي.. أما هذه الثياب الفاضحة المتكشفة التي وردت إلينا من الغرب، فينبغي أن تتجنبها بناتنا، وتربى على النفور منها، فإنها لن تبقي لهن شيئا من حياء العذارى الذي كان يضرب به المثل.

بهذا تقريبا أكون قد افرغت ما في جعبتي عن كيفية تربية أولادنا على الحجاب
ويرتبط بهذا الموضوع بشكل حيوي موضوعان: تعريف الحجاب الشرعي، وضوابط الاختلاط. ولكنني أحيلكم فيهما إلى الكتب الفقهية وفتاوى العلماء، حتى لا نخرج من موضوع التربية إلى موضوعات الفقه أو غيرها.
وبانتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم لما سبق، قبل أن ننتقي موضوعا آخر من موضوعات التربية.
وشكرا لكم على حسن المتابعة.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #50 في: 2013-02-26, 12:15:51 »
بوركت يا أستاذة هادية
أنتظر بشغف رؤية اسمك هنا لقراءة كل ما تكتبين
وقد جعلت زوجي يقرأ معي وأعجبه كثيراً ما تكتبين

وسبحان الله كان عندي أسئلة تتعلق بآخر درس وقد أجبتِ معظمها

وبقي سؤال

وهو كيف تكون طبيعة العلاقة بين الأخ وأخته الكبار من حيث السلام والتحية والدلال بدون إفراط ولا تفريط وبناء على السنة النبوية المباركة.

وأرجو أن تضعي مرجعاً يخص الضوابط الشرعية في الاختلاط
وسأرجع لأضع باقي أسئلتي عما مضى ان شاء الله
وجزاك الله عنا كل خير
والحمد لله

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #51 في: 2013-02-26, 14:04:40 »
جزاك الله خيرا :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #52 في: 2013-02-26, 15:00:26 »
باركَ الله فيكِ ماما هادية وعافاك الله وشفاك وأدام عليك نعمة الصحة والعافية..

أتذكر كان هناك موضوع لماما هادية عن الاختلاط في منتدى عمرو.. لا أدري إن كان هنا مثله؟

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #54 في: 2013-02-26, 19:50:35 »
عذرا لم أنتبه لمسألة مرضك  :blush:: فقد هرولت نحو الدرس
سلامتك يا أستاذة وطهور ان شاء الله

ألف شكر لك يا زينب , هذا الرابط يبدو رائع
ما شاء الله للأستاذة هادية الكثير من الدروس التي تستحق الجمع والنشر
نفعنا بها وجزاها خيرا

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #55 في: 2013-02-26, 23:47:22 »
لا بأس عليك يا ماما هادية، طهور إن شاء الله..
كتب الله لك السلامة والعافية دائما بفضله ورحمته...

وأيضا لا بأس  في طريقة عرض موضوعكم فليكن بالطريقة التي تشائين ولنتابعكم على ما تعرضين
والله ولي التوفيق..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #56 في: 2013-03-09, 17:16:40 »
بارك الله فيك ماما هادية نصائح قيّمة

اقتباس
اضافة الى نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الاهل، وهي ان الفتاة في السن الصغيرة، خاصة سن التمييز وما بعده، شديدة الانتباه والالتقاط للعلاقات الاجتماعية وطبيعتها.. وهي تدرك تماما ان علاقة العريس بأختها ليست مثل علاقة الإخوة والمحارم، وستلتقط عبارات الغزل، ونظرات الغرام، واللمسات الخاطفة او غير الخاطفة، او غير ذلك مما يحدث بين العريسين بالضرورة، (هذا إن كان العريس على خلق ودين وملتزما ومحافظا في سلوكه، وانا هنا اتكلم عن الزيارات التي تكون بعد العقد وقبل الزفاف، واتحدث عنها بالنسبة للاطفال.. اما بالنسبة للضوابط بين العروسين فنتحدث عنها في موضوع آخر إن شاء الله)
التقاط الطفلة (او الطفل) لمثل هذه الأمور، يجعل غرائزه تتفتح قبل أوانها، وتفكيره ينشغل بمواضيع اكبر من سنه.

ماذا عن علاقة الوالدين ببعضهما وحدودها أمام الأطفال؟

أذكر مرّة أحد الشيوخ نصح أن يتودد الآباء أمام الأطفال لكي يحببوهم في الزواج ويروه جميلا.. ما رأيك في هذا الكلام؟


التودد مطلوب بالفعل لغرس المحبة والعاطفة النبيلة الطاهرة في نفوس الأبناء.. لكن ما حدود التودد الذي يظهر للأبناء؟
- الغزل العفيف الطاهر، من نحو حبيبي وحبيبتي واشتقت لك وعافاك الله، وسلمت يديك .. وضحكتك عندي بالدنيا.. الخ.. مع الابتعاد عن الغزل الجسدي الجائز بين الازواج في خلواتهم، والذي يسمى (الرفث)
- القبلة على الجبين او الخد او اليد عند السلام او الوداع
- تقديم الهدايا والمفاجآت والورود والبطاقات اللطيفة
وهكذا..
اما قبلات الشفاه والاحضان ونوم احدهما في حضن الاخر فلا يجوز أمام الأبناء
كذلك ينبغي على الأم ان تنتبه لثيابها أمام أبنائها، منذ بلوغهم سن التمييز، فلو أحبت ان تتزين للأب، وهو واجبها، تكون الزينة كمثل زينتها لو خرجت لمجمع نساء، أناقةة وشياكة، دون تكشف وتعري.. لان هذه الامور تترك انطباعات سيئة عند الصغار، وتفتح غرائزهم قبل الاوان، وتثير اعصاب الفتيان والمراهقين، كما قد تقلل من احترام الوالدين في نفوسهم.
والله أعلم

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #57 في: 2013-03-09, 17:36:19 »
جميل جدا
بارك الله فيك
بانتظار كل ما تكتبين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #58 في: 2013-03-09, 20:07:30 »

سؤال 1 :
كيف يكون تعليم الأطفال معنى ( محرم /محارم) بشكل بسيط , للاناث والذكور ؟

الطفلة التي عمرها 4 سنوات مثلاً كيف نربط في ذهنها معنى المحرم بالحجاب وهي غير متحجبة بعد ؟ أو الزواج ؟ أو كيف بالضبط؟
وكذلك بالنسبة للذكر ؟ أكيد يوجد عناصر محددة يجب أن نركز عليها فما هي , وبأي عبارات نوصلها ومواقف ؟


هذه السن الصغيرة ليس مطلوبا بعد تعليمها هذه الأمور، وانما مجرد التمهيد.. عندما تلاحظ الطفلة ان الام تتحجب من بعض الاشخاص ولا تتحجب من آخرين.. واكثر من هذا عندما تلاحظ ان الاخوات قد يتحجبن من اشخاص لا تتحجبب الام منهم، او العكس... تتساءل الصغيرة ويتساءل الصغير.. فنبدأ بالتوضيح... هذا عم.. العم لا نتحجب منه.. هذا ابن اخت لا نتحجب منه.. بالنسبة لأختك هذا ابن خالة فتتحجب منه.. الخ
ولن يحفظ الصغار.. وسيكررون السؤال في كل مناسبة، ورويدا رويدا يتعلمون ويحفظون.
وقد تسأل الصغيرة هل ستتحجب هي ايضا.. فنقول لها انت صغيرة، ولكن عندما تكبرين يجب ان تتحجبي ولكن ليس الان..
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #59 في: 2013-03-09, 22:14:59 »
باركَ الله فيك ماما هادية وفيت وكفيت