ريم الرياشي .. أفلم يمكنكِ يا صديقتي أن تتمهلي حتى تُربي أبناءك ؟!
..
أنا لا أفهم , هل الامر بهذه البساطة ؟ أنا متزوجة و أملك ولد في الثالثة و بنت في الخامسة , و بلدي مُحتل , ثم أقوم فاذهب و افجر نفسي .. و الحمد لله !!
ماذا عن ولديّك ؟ هل تتركينهما لأجل اولاد الحلال ؟ ماذا عن زوجك؟
لبلدك عليكِ حقاً , لم نقل شيئاً , لكن لأولادك و لزوجك و لنفسكِ و لبيتك و لحارتكِ عليكِ ايضاً حقاً .. جُرتي على ملايين الحقوق من أجل واحد او اثنين !
شهيدةٌ ؟ نعم .. و حسباننا عند الله , فنحسبها كذلك ..
لكن هل لو اتبعت كل النساء هذا النهج , لنجت الأمة و ظفرت علي عدوها؟ , هم أصلاً لم ينتصروا علينا بالسلاح فحسب ..
أمتكِ انتظرت منكِ تربية صالحة لولديك و حفظاً و صوناً لزوجك , تربين ابناءك و تعينين زوجك علي نصرها , تعلمين عبيدة و تُحملينه القرآن صبياً و تصنعين منه رجلاً فيه مليون رجل .. فعسى لو كنتِ بقيتِ له و ربيته لأنقذت ارواحاً حرة من ابناء بلادك أن تموت .. او ان يخدم دولته و أرضه خيرا مما فعلتِ
أو لربما لو انشأتِ ضحى تنشئة عظيمة - كمثل فعلك - لفعلت و فعلت و فعلت ..
لربما - علي الاقل - كانت ضحي و عبيدة بحاجة إليكِ , زوجك ..! , هل تركتهم هكذا و ألقيت سلاسل المسئولية من عنقك و ذهبتِ لتفجير نفسك؟
لربما متِ في فراشك أو و أنت تطهين , فأخذك الله شهيدة و لكِ اجر أضعاف ما كنتِ تلقين ..
نقول شهيدة , ونحسبها كذلك .. و أجل هي مضحية و قامت بعمل بطولي ..لكن ..
ليس يبهج دماء الامة أن يضاف لها المزيد من الدماء , بل من يأتِ فيغسلها و يحضر عدته و يبني , لا من يزيدها حمرة علي حمرتها ..