المحرر موضوع: الدنــــــيا  (زيارة 25424 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
الدنــــــيا
« في: 2012-10-03, 07:43:18 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
هكذا خطر ببالي أن أعنون الموضوع : "الدنيا".... هذه الساحة التي نعيشها ، هذا الوقت الذي لن يدوم لنا فيها، هذا الذي فيها بين أيدينا اليوم، وهو لله ملك مع كل ملكه، ونسمّيه لنا، بل إنّ الكريم المنّان سبحانه يعطينا من ملكه ويتكرّم علينا، وفوق كل هذا يعطينا منحة الأجر والثواب على السعي الحلال، وعلى العطاء والإنفاق والصدقة...

"آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ(7)" -الحديد-

ياااه وينسى العبد منا كل هذا ...!! ويحسب أنه في الدنيا ملك ومالك ....!!

اريد أن نقرأ عن الدنيا، عن حقيقتها، عن حال المؤمن فيها، عما يجب حتى لا تملكه، عما يجب حتى لا تكون أكبر همّه ولا مبلغ علمه ....عن امتحاناتها، عن ابتلاءاتها، عن إغراءاتها...عن زينتها ...

أقرأ كلمات عنها، ترنّ كرنين الذهب الخالص، تنفع، تذكّر... فقلت فلأجعلها تذكرة عامة لنا جميعا، فلنتأمل هذه الكلمات، فكم نحتاج الذكرى في كل حين ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #1 في: 2012-10-03, 07:46:49 »
عندما يكون الإيمان مخدرًا نائمًا منزويًا في القلب تجد صاحبه غافلًا ، لا يستطيع أن يرى الدنيا على حقيقتها ، بل يراها جميلة مبهرة تذهب بالأبصار ، فيشتد حرصه عليها ، ويزداد فكره فيها وفي كيفية تحصيلها ..

فإن كان هذا الشخص طالبًا في المدرسة أو الجامعة تجده كثير الفكر في مستقبله ، وكيف سيُدبِّر أمر زواجه ، وعمله ، الخ .
وإن كان فقيرًا تجده يحلم بالغنى ، وينظر نظرة الطامع إلى دنيا غيره .. يمُد عينيه إليها ويتمنَّاها لنفسه ...

وإن كان ثريًّا تجده دائم الفكر في كيفية إنماء أمواله ، ومسابقة أقرانه ، واغتنام كل فرصة تلوح أمامه من شأنها أن تُزيده ثراء .
حالهم جميعًا كحال الأطفال وهم يلهون بالدُمى .. يفرحون إذا ما حصلوا على دُمية جديدة ، ويقضون معها الساعات الطوال ، ويحزنون عليها إذا ما انكسرت وتعطلت ، ويحلمون بشراء المزيد والمزيد منها . فإذا جلس إليهم من يكبُرُهم قليلًا في العمر وتجاوز مرحلة الطفولة ، تجده غير مبال بهم وبألعابهم واهتماماتهم .

كذلك حال الناس مع الدنيا ، فهم يلهون بطينها ويتنافسون عليها ، ويفرحون بتحصيل أي شيء منها ، ويظنُّون أن هذا هو غاية السعادة ..
فإذا ما استيقظ الإيمان في قلوب بعضهم ، واستحكمت اليقظة منها ، فإنهم – وبصورة تلقائية – لا يجدون في أنفسهم رغبة في مشاركة من حولهم اللهو بهذا الطين ، وتنصرف رغبتهم - شيئًا فشيئًا – عنها ..

هذا التحول ليس بأيديهم ، بل هو انعكاس لطبيعة مرحلة « النمو الإيماني » الذي ارتقوا إليه ، كحال من انتقل إلى مرحلة البلوغ من الأطفال عندما يأتيه أبوه بالدُمية التي طالما تاقت نفسه إليها في الصِغَر ، فإذا به يتعامل معها بدون لهفة ولا شغف ، وسُرعان ما يتركها ولا يُبالي بها .
وليس معنى انصراف الرغبة عن الدنيا هو هجرها وتركها وعدم التعامل مع مفرداتها ، بل إن الفرد في هذه المرحلة يتعامل معها على أنها مزرعة للآخرة ، وأنها مُسخَّرة له لتساعده في إنجاح مهمة وجوده عليها ، ولا بأس من التمتع بها بالقدر الذي لا يُنسيه تلك المهمة .

أو بمعنى آخر : تخرج الرغبة في الدنيا ، والشغف بها ، والحرص واللهفة عليها من قلبه ، فيتعامل معها بعقله قبل مشاعره ، وبما يُحقق له مصلحته الحقيقية في الدارين ، ويمكِّنه من نفع نفسه وأمته فيكون ممن يترك فيها أثرًا صالحًا ، وبذلك تُصبح الدنيا في يده ، يتحكم فيها ولا تتحكم فيه.

الدكتور مجدي الهلالي
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #2 في: 2012-10-03, 07:48:02 »
الإسلام لا يحقر أعراض الحياة الدنيا ليهجرها الناس ويزهدوا فيها. إنما هو يزنها بوزنها ليستمتع بها الناس وهم أحرار الإرادة طلقاء اليد، مطمحهم أعلى من هذه الأعراض، وآفاقهم أسمى من دنيا الأرض. الإيمان عندهم هو النعمة، وتأدية مقتضيات الإيمان هي الهدف. والدنيا بعد ذلك مملوكة لهم لا سلطان لها عليهم؛ هكذا كان الرعيل الأولون ينظرون إلى قيم الحياة. كانوا يعدون الفضل الأول والرحمة الأولى هي ما جاءهم من الله من موعظة وهدى. فأما المال، وأما الثراء، وأما النصر ذاته فهو تابع. لذلك كان النصر يأتيهم، وكان المال ينثال عليهم، وكان الثراء يطلبهم.. إن طريق هذه الأمة واضح. إنه في هذا الذي يسنه لها قرآنها، وفي سيرة الصدر الأول الذين فهموه من رجالها.. هذا هو الطريق.

سيد قطب رحمه الله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #3 في: 2012-10-03, 07:49:39 »
إن الأرزاق المادية، والقيم المادية، ليست هي التي تحدد مكان الناس في هذه الأرض.. في الحياة الدنيا فضلًا عن مكانهم في الحياة الأخرى.. إن الأرزاق المادية، والتيسيرات المادية، والقيم المادية، يمكن أن تصبح من أسباب شقوة البشرية- لا في الآخرة المؤجلة ولكن في هذه الحياة الواقعة- كما نشهد اليوم في حضارة المادة الكالحة! إنه لابد من قيم أخرى تحكم الحياة الإنسانية؛ وهذه القيم الأخرى هي التي يمكن أن تعطي للأرزاق المادية والتيسيرات المادية قيمتها في حياة الناس؛ وهي التي يمكن أن تجعل منها مادة سعادة وراحة لبني الإنسان. إن المنهج الذي يحكم حياة مجموعة من البشر هو الذي يحدد قيمة الأرزاق المادية في حياتهم. هو الذي يجعلها عنصر سعادة أو عنصر شقاء. كما يجعلها سببًا للرقي الإنساني أو مزلقًا للارتكاس!

سيد قطب
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #4 في: 2012-10-03, 13:14:38 »
الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها، فكيف تعدو خلفها.

ابن قيم الجوزية رحمه الله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #5 في: 2012-10-03, 13:18:25 »
لا يُعرف المؤمن الصادق إِلاّ بالصبر على الشدائد إِذا نزلت به الشدائد، وعن المغريات إِذا عَرَضت له المغريات، والثباتِ على الحقّ إِن تفرّق عنه الناس، ومتابعة العمل والجهاد حتى يأتيه اليقين

دكتور عصام العطار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #6 في: 2012-10-03, 19:43:05 »
موضوع في وقته، جزاكم الله خيرا،

لكني أود أن أضيف،

أنه في اولى درجات الإيمان تحدث المفارقة الخاصة بزماننا هذا، حيث لم تعد حاجات الانسان الأساسية متوفرة بسهولة،

خذوا عندكم مثلا حاجات المسكن والملبس والمأكل، كيف أصبح الغلاء سوطا يلهب ظهور الجميع في زمان توحشت فيه صفات الناس بأسوأ من مفترسي الغاب.

ثم خذوا عندكم الزواج مثلا، كيف صار هدفا بعيدا لا يحصلة الشباب الا بكد شديد وتعب يقضي فيه نصف عمره !

لم تعد المعضلة يا أخوتي في هذا الزمان هي الدنيا بذاتها بقدر ما أصبحت الاحتياجات الأساسية للبشر بعيدة المنال،

فتنة هذا الزمان من وجهة نظري لا تبدأ بإقبال الدنيا وإنما تبدأ بالحرب في تحصيل الأساسي منها، حتى اذا ما قضى الإنسان نصف عمره في تلك الساقية،
كان من الصعب أن ينفك عنها بعد ذلك ليدخل في الحلقة التي تحدثتم عنها.

وأزيد على كل هذا، أنه حتى في حال النجاح في الحلقتين، فكيف يمكن النجاح بأخلاق المسلم الحقيقية؟

يا أخوتي لقد انقضى من عمري زهاء الثمانية وعشرون عاما، ما وجدت فيهما أحدا تقريبا يدخل المعركة بأخلاق المسلمين الحقيقة،

بل صارت تلك الأخلاق "عبطا وسذاجة" وصارت الأنانية المفرطة شعار كل شيئ تقريبا في عالم المتدينين قبل عالم العامة.

معذرة، ولكن الأمر أكثر تعقيدا من تلك البساطة التي طرحتموها في بيان الحدود الفاصلة بين حب الدنيا والسعي وراءها وبين تقدريها حق قدرها.
« آخر تحرير: 2012-10-03, 19:44:57 بواسطة جواد »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #7 في: 2012-10-04, 08:03:09 »
أهلا بك أخي جواد

أفهم جيدا ما ترمي إليه، أنت ترى الأمر من زاوية أنّ الإنسان بات يلهث خلف الأساسي من حاجاته في هذه الدنيا ولا يجد نفسه قادرا على توفيرها، فأين لنا بالحديث عن زينتها وبهرجها وكمالياتها التي يُحذَّر منها ومن أخذها لقلب الإنسان وعقله  ....

أفهمك جيدا، وارى هذا أيضا في سعي الكثيرين وفي قلة حيلتهم، وفي شكوى الناس وسُعار الأسعار الذي يُلهبُهم ... وقد تأملت ذلك مليا، وقد تساءلت عن سرّه، كما رأيت الناس بقدر ما يشتكون ويلهثون ولا يصلون ولا يقدرون، بقدر ما رأيت تناقضا صارخا يملأ حياتهم التي إن سمعتَ لشكاتهم لقلتَ ما بال كل الناس فقراء، وإذا ما عاينتَ العمق والداخل عندهم، لوجدتَ الذي اشتكى لك منذ ساعات أو أيام لا يتأخر عن اقتناء هاتف محمول لابنته الطالبة، وعن اقتناء سروال من سراويل العار (أكرمكم الله) لها أو لابنه، تلك السراويل المقطّعة موضة، أو تلك التي ترى جيوبها الخلفية عند الساق تقريبا ....!!

عرفت عن كثب من هؤلاء الناس، من البسطاء، من الذين تعدّهم من الفقراء ولكنهم عند اقتناء أشياء التقليد لا يتأخرون، فتحار، وتحتار!!!  وتفكر وتقدر فترى نفسك ذالك الذي لا يحسن التقدير ، ولا تصل في آخر المطاف إلا إلى أنّ الفقر عندنا أصبح ادعاء أكثر منه حقيقة، وعُسر الحال أصبح عنوانا أكثر منه محتوى ....

أنّى للفقير أن يقتني ما ليس له به حاجة أساسية؟؟ أنّى للفقيرة أن تقتني لباسا فاخرا من لباس الأعراس ؟؟ أنّى للفقير أن يكون لابنه أو لابنته الغالي بل والباهظ من لباس الموضة المقزز؟؟ هل يمكن لها ذلك وأولادها  تنقصهم أساسيات المأكل ؟؟ الإجابة المنطقية هي "لا طبعا"، ولكن فلننظر حولنا بعمق، فإذا تلك الفقيرة لم تعد تدّخر لتأكل ويأكل أولادها، بل قد توفر ذلك بسؤال الناس، أو الجمعيات الخيرية مثلا، ولكنها لن تطلب مشورتهم في كيفية ادّخار ما تحوزه من مال قليل لتشتري به لباسا فاخرا تباهي به الأخريات في الأعراس، أو تشتري لابنتها هاتفا محمولا يكون لها أنيسا كما كل البنات، وتستعمله فيما تستعمله كل البنات ...!! وتشتري لابنتها العزيزة سروالا من تلك السراويل الضيقة لئلا تُنعَت ابنتها بالتأخر عن ركب المتحضّرين  والمتحضرّات ...!!

نعم أخي جواد ليس هذا والله نافلة من القول أو ادعاء أو مبالغة، بل هذا ما عاينته عن قرب، كشأن ذاك الذي من فرط ما رأى وعاين في الدنيا ومتناقضاتها وأحوالها المتقلبة التي لا يُعطي المظهر حقيقتها، هنأه الناس بالخير الذي أصابه، فإذا هو واجم يردّ عليهم فيقول: لعل فيه شرا ، وإذا ما أصابه شرّ وجعل الناس يواسونه أجابهم : لعل فيه خيرا، فلم يعد يقنع بالمظهر ولا بالعنوان وإنما من فرط ما عرف وخبِر أصبح ينتظر وينتظر قبل أن يعلّق ويعطي الخبر الصحيح، ويعرف حقيقة ما أصابه، وأصبح كثيرا ما يصيب بتأنيه قبل حكمه ....

كذلك نحن في هذه الدنيا كم في كلام الناس من شكوى، وكم في أصواتهم من لوعة، وكم في حالهم من عُسر نراه بأعيننا، فإذا ما ولجتَ عمقا من أعماقهم وجدتهم قد قلبوا الكماليات أساسيات والأساسيات كماليات، وأصبحوا يعيشون بأفواه تشتكي وبأيد تمتدّ لعبق الحضارة المستوردة ليستهلكوا منها كما أحسن الناس أو كما أساؤوا سيّان عندهم، قبل أن تمتدّ للأساسي فتقتنيه فتنزل البركة لأنه عرف ما يقتني أولا ....

طيب يا أخ جواد "وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً"، ألم نُحدث الفتنة بكل هذا حتى أصبح الحال على ماوصفت ؟؟ الم تصبنا الفتنة بفعل من ظلم من المؤمنين؟ بفعل الذين صيّروا الدنيا طائرة تطير في الهواء حتى صار الكلّ يتعقبها من الأرض ويلهث خلفها عساه يبلغها وهي في السماء، ولا يملّ ولا يكلّ ولا يرى نفسه مكتفيا بما على الأرض بل يرنو لما هو في السماء طائر سابح، ويحسب نفسه أنه يلهث خلف الأساسيات فيما هو اللاهث خلف السحاب يريد أن يجعله على الأرض له هواء يتنفسه ....!!

قد عاينت هذا عن عمق وعن قرب بين الكثيرين الكثيرين الذين كنت أشدَهُ كلما عرفت شيئا أحدثوه وهم مَن هم في خانة الذي صنفناهم فقراء ومعوزين، ومساكين لم يصلوا مع مَن وصل ....

الكل أصبح يرنو للثراء، يرنو للغِنى، يرنو للمال الكثير الكثير، لا يقنع، الله سبحانه قسم الأرزاق، فجعل غنيا وموسرا ومتوسط حال وفقير، ولكن أصبح الجميع يريد أن يصبح غنيا ثريا بأي وسيلة كانت، بأي طريقة، لا يهم .... كم أعاين من هذا وكم !!

فإذا ما رأتْ نفسها تعجز عما لا تعجز عنه جارتها أو زميلتها في الوظيفة أو شقيقتها التي تزوجت من موسر، أحبت أن تطير هي الأخرى بأي شكل، ولم تقنع، ولم ترضَ، فلا تسمعها إلا مشتكية، لا ترى بعين الرضى أنّها بنعمة ما دام أبناؤها يأكلون ويشربون، وينامون هانئين،وبين يديها زوج صالح لا يحب إلا ما يحب الله ويرضى، بل ترى نفسها وأبناءها من أشد الناس احتياجا ، لا لشيء إلا لأنها تريدهم مثل مَن عاينَتْ ......

لا قناعة ولا رِضى ... فكيف لا يصيبنا الوباء مع مَن أصاب؟ كيف لا يجد المؤمن المخبت الصادق مع ربه أن الفتنة قد أحدثوها فلحقه منها ما لحقه، وأصبح هو العاجز الحقيقي، قد طيّروا الدنيا فما عاد لأحد أن يمسك بتلابيبها .....

هذا ما أراه يا أخي، وهذا ما أعاين في مجتمعاتنا ....كان الفقير بيننا منذ زمن ليس بالبعيد جدا، حينما كنا صغارا، يحمل أدوات مدرسته في كيس بلاستيكي لعجز أبيه عن اقتناء محفظة تحمل أغراضه، ولم يكن هناك من يضحك على حاله، ولا من يستهزئ به، ولا مَن يراه أدنى منه، كان الكل إخوة، كان فقيرا ولا يملك محفظة ولكنّه كان المميز بين أقرانه دراسة واستيعابا وذكاء وخُلُقا فكان الجميع يقدّره، أما اليوم .... فيااااااه..... إنه التقليد، إنه الطيران مع من طار ...... إنها الدنيا ببهرجها لما أقبلنا عليها لاهثين لم يعد الصادق القانع قادرا على أن يمسك منها شيئا بحق وليس بزعم من زعم الزاعمين .....

أصبح الطفل ابن الفقير يُلزم أباه أن يقتني له محفظة كالتي رأى أقرانه يحملون، ويصبح هم الأب أن يسعى لذلك لا لأن يقتني له محفظة عادية تحمل أغراضه، بل مثل تلك التي رآها ولا يرضى بغيرها لأنّ الأعين كلّها قد تعلقت بالسماء، حيث الطائر البهيّ الذي لم ينزل الأرض حتى لشربة ماء ....!!!


فكيف لا تصيبنا الفتنة ؟؟؟؟ !!  
نحن نعيش في مجتمع، تجمعنا غريزة العيش سويا والاحتكاك بعضنا ببعض، وكَمْ يخطئ من الناس من قال "أمشي جنب الحيطة"، فإذا بتلك الحيطة التي مشى جنبَها ما هي إلا حيطة قد سندَت معه وهي تسنده غيره وغيره وغيره، فتأثر من حيث لم يدرِ، وتأثر أولاده، أبدا لن يسلم الإنسان فيعيش لوحده، بل يتأثر بغيره لا محالة ...ومن أجل هذا، ومِن كمال هذه الرسالة التي نحن أصحابها، وُكِلت بالمؤمن أستاذية العالَم حينما يعي أنه لم يوجد ليعيش لنفسه وكفى...مِن كمال هذه الرسالة أنها أولكتْ لأهلها أن يعيشوا لخير الأرض كلها .... فكيف إذا أصبح أهلها هُم أكثر الناس بُعدا عن هدفها ومرماها ؟؟ أفلن يصيبنا من الفتنة ما هُو مصيبُنا ؟؟
« آخر تحرير: 2012-10-04, 08:24:03 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #8 في: 2012-10-04, 09:05:50 »
الأخت الكريمة،
لم أقصد تحديدا المثال الذي ذكرتموه، وانما قصدت وجها آخر من القصة، ولا أقصد مطلقا التماس أي أعذار..

إن حالنا أشبه بغابة يتصارع فيها الناس على البقاء وتحصيل اكبر قدر من ثمراتها،

وإذا بنا نحتاج الى أقوياء يصلون الى قوتهم بطريق إسلامي قويم وأخلاق إسلامية عالية ليحاولوا اعادة الأمور الى نصابها،

ولكن في ذات الوقت فإن الفرد المتدين حتى يستطيع العيش وسط هذا الغاب يدخل في معضلة الأخلاق والقوة فإذا ما انزلقت قدماه في زهو القوة نسي ما كان يدعوا اليه.

يا أختاه حتى على نطاق المتدينين تجدون الأوفر مالا الأكثر صحبة والأحب في المجالسة، حتى وان قل ورعه ونقصت تقواه.

وانا لا اتحدث عن رجل او امرأة كون اسرة ويبحث عن رفاهيات الحياة، وانما اتحدث عن الشباب الذين يصارعون اصلا لتكوين تلك الأسرة، فإذا ما وصلوا لها ظلوا في ذات الدائرة !

ولا تحسبوا كلامي هذا تعقيدا للأمور، وإنما فقط أقول ان الواقع به من المتغيرات ما يجعل الأمر متشابكا بقوة،

اذا ارتم الحديث عن الدنيا فاسألوا المتدين الغني الذي يضيق على موظفيه ويعطي رواتب قليلة، رافعا راية ان السوق عرض وطلب !

واسألوا عن المتدين الذي يملأ الدنيا كلاما عن التيسير على الشباب ثم يطلب لابنته ما يعجز عنه اي شاب في بداية حياته !

ما المطلوب من الشباب اذن؟

اذا كانت الأعمال لا توفر راتبا لحياة ، أي حياة، فضلا أن يكون راتبا يدخر منه للزواج، فكيف سنتحدث معه عن الدنيا ؟

صحيح عندما يحصل احتياجاته الأساسية لا يتوقف، فالمجتمع كله تقريبا كذلك، ولكل مبرراته ..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #9 في: 2012-10-04, 13:28:38 »

اذا كانت الأعمال لا توفر راتبا لحياة ، أي حياة، فضلا أن يكون راتبا يدخر منه للزواج، فكيف سنتحدث معه عن الدنيا ؟

صحيح عندما يحصل احتياجاته الأساسية لا يتوقف، فالمجتمع كله تقريبا كذلك، ولكل مبرراته ..

بل برأيي يجب أن يعي المتديّن الذي يدفع ثمن فتنة أحدثها غيره بانبهاره بالدنيا أنّ عنوان التديّن بلا روح التديّن أوقعت أصحابه في ذات الذي وقع فيه المتكالبون على الدنيا، لأنهم لم يفرقوا عنهم إلا بالعنوان وبالمظهر، وبأنّ ما نحن فيه، وما المتديّن الصحيح عليه من حال ومن عسر في الحياة إنّما نتيجة التكالب على الدنيا، وأنّ الأمة لو بقيت تعيش في الدنيا على أساس أنها طريق يؤدي إلى الهدف الذي نرجوه، ولإعلاء كلمة الله فيها لا على أساس أنها المبتدأ والنهاية، لما أصابته فتنة هؤلاء الذين ظلموا دينَهم وظلموا معهم الصادقين من المتديّنين ....

رغم كل المصاعب ورغم كل التحديات ، -وإن بدا كلامي ورديا ويرفرف على الواقع حلما- يجب على الشباب المتديّن أن يعي أنّ حب الدنيا واللهث خلف ملذاتها هو سبب أدوائنا، وسبب أنّه غدا ممن يدفعون الثمن، لأن واقعنا كأمة واحدة يفرض علينا أننا لحمة واحدة يتأثر بعضنا ببعض شئنا أم أبينا .
 
"توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت "

وربما هي امتحانات يا أخي، امتحانات صعبة يضع بها الله سبحانه عبده المؤمن، يجعله يرى نفسه وكأنه المحروم الوحيد في هذه الدنيا من أن يلحق حتى بأبسط مقومات الحياة، حتى بزيجة بسيطة لا يرنو فيها إلى بذخ الحياة بل إلى معنى الحياة بالله . ولكنّه مع صبره وتوكله وثباته باستعانته بالله تعالى، وباستمداده القوة من الله تعالى سيهيئ الله له من أمره رشدا وشيقيّض في دربه ما ييسّر له .

ولا ننسى أن نبينا صلى الله عليه وسلم قد نبّهنا لهذا كله، ولزمان يصبح القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ولعلّ الشاب المؤمن الصابر على ابتلاءات الله بالدنيا وبصعوبة الحياة، وكأنه إذ يقبض على دينه رغم كل ما يلاقيه فهو القابض على الجمر ... وتزداد الابتلاءت ويقوى الأجر والثواب، وسؤال الثبات من الله هو السنَد ....

ولننظر حولنا فإذا المتدين الصادق الذي تشع في نفسه روح التديّن الصحيح معاملة وحياة،رغم تكالب المتكالبين، ورغم هشاشة صورة المتديّن الصوريّن ورغم الفتن، تهون في عينه الدنيا بقدر ما تعزّ في عين غيره

« آخر تحرير: 2012-10-04, 13:35:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #10 في: 2012-10-05, 10:00:39 »
ما أعظمَ الإسلام عندما أراد لنا ألاّ تشغلنا آخرتنا عن دنيانا ، ولا دنيانا عن آخرتنا ، وما أعظمه بما فتحه لنا من أبواب السموّ الروحيّ والخلقي ، والتقدّم المادّيّ والمعنوي ، عندما جعل أعمالنا في دنيانا مفاتيح سعادتنا أو شقائنا الأبديّ في الآخرة

د.عصام العطار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #11 في: 2012-10-05, 10:43:10 »
ليلة لا يُؤذن فيها الفجر

ليلة لا يُؤذن فيها الفجر
اتعرف ما هى ؟؟

"يا ابن آدم تهيّأ
لليلة لا يُؤذّن فيها لصلاة الفجـر

يُنادي عليك فيها و يُقال لك ...

يا ابن آدم
أين سمعك ما أصمّك ..؟
أين بصرك ما أعماك..؟
أين لسانك ما أخرسك..؟
أين ريحك الطيّب ما غيّرك..؟
أين مالك ما أفقرك..؟


فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملَك
يا ابن آدم
جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك..؟
يا ابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك..؟
يا ابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك..؟

يا ابن آدم
خرجت إلى الدنيا وأنت بغير ذنب
وعدتَ إلى التراب و كلّك ذنوب

فإذا ما انفض الناس عنك
و أقبل الليل لتقضي أول ليلة ٍصبحها يوم القيامة
ليلةٍ لا يُؤذّن فيها الفجر
لن يقول المؤذّن يومها حيّ على الصلاة


انتهت الصلاة
انتهت العبادات
إنّ الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيل
ينادي ...
أيتها العظام النخرة
أيتها اللحوم المتناثرة
قومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب العالمين

إن الله يقول:
(و نُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً)

و يقول أيضاً:
(و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداً)

يا ابن آدم
عندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبرك
ينادي عليك مالك الملك و ملك الملوك يقول لك:
يا ابن آدم
رجعوا و في التراب تركوك
دفنوك و لو ظلّوا معك ما نفعوك
و لمْ يبقَ لك إلا أنا و أنا الحيّ الذي لا أموت

يا ابن آدم
من تواضع لله رفعه و من تكبّر وضعه الله
عبدي أطعتنا فقرّبناك
و عصيتنا فأمهلناك
و لو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك



إنّي و الإنس و الجنّ في نبأ عظيم
أخلُقُ و يُعْبَدُ غيري
أرزق و يُشكر سُواي
خيري إلى العباد نازل و شرّهم إليّ صاعد
أتحببّ إليهم بنعمي و أنا الغنيّ عنهم
و يتباغضون عنّي بالمعاصي و هم أفقر شيء إليّ
من عاد منهم ناديته من قريب
و من بعُدَ منهم ناديته من بعيد
أهل ذكري أهل عبادتي
أهل شكري أهل زيادتي
أهل طاعتي أهل محبتي
أهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي
فإن تابوا فأنا حبيبهم فإنّي أحبّ التوابّين و أحب المتطهرين
و إن لم يتوبوا فأنا طبيبهم
أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب و المعاصي
الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد
و السيئة بمثلها و أعفو

أسأل الله لي و لكم حسن الخاتمة و الثبات

من صفحة: القرآن الكريم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #12 في: 2012-10-05, 16:13:29 »
الأخت الكريمة،
حتى تكون كلماتنا محددة، علينا ان نفرق بين مغريات الدنيا في كل مرحلة،

فالدنيا للمراهق غير تلك الخاصة بالشاب غير الكهل ،

لهذا اعتقد ان الفائدة ستكون أفضل لو تناولتم مظاهر التعلق بالدنيا في كل مرحلة بالأمثلة الواقعية كما فعلتم في مثال الأب الذي يلهث خلف الكماليات.

مع الوضع في الحسبان أن هناك شعره رفيعة جدا بين التعلق بالدنيا وبين ترك الدنيا للمفسدين.

فنحن مكلفون أيضا بعمارة الأرض والسعي خلف اسباب القوة لنشر الدين والعمل للدعوة.

وقد علمنا من الصحابة من كانت الدنيا في يده ينفقها يمينا ويسارا ..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #13 في: 2012-10-06, 08:30:14 »
الأخت الكريمة،
حتى تكون كلماتنا محددة، علينا ان نفرق بين مغريات الدنيا في كل مرحلة،

فالدنيا للمراهق غير تلك الخاصة بالشاب غير الكهل ،

لهذا اعتقد ان الفائدة ستكون أفضل لو تناولتم مظاهر التعلق بالدنيا في كل مرحلة بالأمثلة الواقعية كما فعلتم في مثال الأب الذي يلهث خلف الكماليات.


أخ جود أتمنى لو نشترك جميعا في وضع ما نراه من واقع محيط بنا بهذا الموضوع، ولا أون وحدي من يضع ذلك، فهذا موضوعنا جميعا، وهذه الدنيا تتعبنا جميعا، ويسعدني فعلا أن يذكر بعضنا بعضا .... وينبّه بعضنا بعضا ربما لما قد يغفل عنه الواحد منا .وأوافقكم على أنّ واقعنا حافل ومليئ بما يجعله مادة للتنبيه والتذكير، كما أنني هنا أيضا أحببت ألا نستصغر كل ذكرى تعترضنا تذكرنا .


مع الوضع في الحسبان أن هناك شعره رفيعة جدا بين التعلق بالدنيا وبين ترك الدنيا للمفسدين.

فنحن مكلفون أيضا بعمارة الأرض والسعي خلف اسباب القوة لنشر الدين والعمل للدعوة.

وقد علمنا من الصحابة من كانت الدنيا في يده ينفقها يمينا ويسارا ..

طبعا، ولا خلاف في ذلك عندي، وإذا تأملت في المقتبسات التي وضعتها أعلاه لأصحابها لوجدت القول بهذا، وأتفهم جيدا ما تعنيه، ذلك أن يسعى المؤمن جهده لأن تكون بيده عوامل القوة التي يواجه بها تيارات عنيفة محيطة، ومن هذه العوامل المهمة التي لا تخفى القوة المادية بين يدي مؤمن تقيّ يعرف كيف يحصّلها، بالطريق السويّ الذي يرضي الله،  ولكن يا أخي، رغم كل ما يكون عليه المؤمن من احتراس عليه أن يداوم محترسا في ظل ما يحيط به من مغريات، وأن يتذكر دوما أنّ الدنيا لا بدّ أن تبقى بيده، وأن يوطّن نفسه على التذكير لئلا يقع بشراك الهوى والإغراء غير مبرئ نفسه، وهنا أيضا تجد الداعي الملحّ ونحن نسعى هذا المسعى وبهذه النية لأن نتذكر دوما كم أن الدنيا هيّنة، حتى لا تملك قلوبنا، ولا تملكنا هي .

ولنحاول  سوية إخوتي فعلا عرض واقعنا في هذه الدنيا للتذكرة.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #14 في: 2012-10-14, 07:34:34 »
يَا شَبَابَ العَرَب!
لَمْ يَكُن العَسِيرُ يَعسُر عَلَى أَسْلَافِكُم الأوَلِين،
كأنَّ فِي يَدِهم مَفَاتِيحَ مِن العَنَاصِر يَفْتَحُونَ بِهَا

أَتُرِيدُونَ مَعرِفَة السِّرِّ؟
السرُّ أَنَّهُم ارتَفَعُوا فَوقَ ضَعْفِ المَخْلُوق، فَصَارُوا عَمَلاً مِن أَعْمَالِ الخَالِق.
غَلَبوا عَلَى الدُّنيَا لَمَّا غَلَّبُوا فِي أَنفُسِهِم مَعْنَى الفَقْر، وَمَعْنَى الخَوْفِ، وَالمَعْنَى الأَرْضِي.

وَعَلَّمَهم الدِّينُ كَيْفَ يَعِيشُونَ بالذَّاتِ السَمَاوِيَّة التِي وَضَعَت فِي كُلِّ قَلْب عَظَمَتَه وَكِبرِيَاءُه.
وَاخْتَرَعَهم الإيْمَان اخْتِرَاعَاً نَفْسِيًّا، عَلامَتُه المُسَجَّلَةُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُم هَذه الكلمة:"لا يَذِلُّ".

هَكَذَا اختَرَع الدِّينُ إنْسَانَه الكَبِيرَ النَّفْسِ الذِي لَا يُقَال فِيه: "انْهَزَمَتْ نَفْسُه" !

مصطفى صادق الرافعي
« آخر تحرير: 2012-10-14, 14:18:28 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #15 في: 2012-10-15, 03:40:04 »
عن الدنيا ..
بالأمس كنت في محاضرة للدكتور مجدي الهلالي يتحدث فيها عمن تقعده الدنيا عن دعوته،
يتحدث فيها عن الإمام البنا حين كان أول دفعته وعرض عليه السفر الى فرنسا لتحضير الماجستير والدكتوراه فرفض، وقبل وظيفة في مدرسة بسيطة لا تأخذ من وقته الا القليل.

وعلمت بعد المحاضرة أن الدكتور مجدي كان معيدا بالجامعة وكان قد تقدم برسالة الدكتوراة حتى وصل الى ميعاد المناقشة ففتح الله عليه بمعرفة مهمته،
فاستقال من الجامعة وترك الدكتوراه.

علمت كيف يسعى الناس لتقليص أعمالهم حتى لا يزيد عملهم في اليوم عن ساعتين او ثلاث يكفون منها قوت يومهم ليتفرغوا لحمل الرسالة.

علمت كيف ان الفتن ليست في المال وفقط وانما في أوضاع اجتماعية ومناصب علمية ونجاحات مادية.

علمت كيف أننا نظن انفسنا نعمل للدين ونحن لم نرتقي حتى لفهم الرسالة، هذه التي ترك الناس الدنيا حقا من أجلها.

علمت كيف ان تصوراتنا عن الدنيا ضحلة تماما ، وأن ما نظنه بذل ما هو الا فتات وتخدير.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: الدنــــــيا
« رد #16 في: 2012-10-15, 03:57:10 »
إني بليت بأربع ما سلطوا ... إلا لعظم بليتي وشقائي
 إبليس والدنيا ونفسي والهوى ... كيف الخلاص وكلهم أعدائي

وقال آخر:
إني بليت بأربع يرمينني ... بالنبل عن قوس لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى... يا رب أنت على الخلاص قدير
« آخر تحرير: 2012-10-15, 04:01:59 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فتاة مسلمة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1763
  • الجنس: أنثى
  • Seni seviyorum Tanrı'ya
رد: الدنــــــيا
« رد #17 في: 2012-10-15, 04:24:10 »
ما شاء الله

جميل ما تكتبون عن الدنيا

ولكن ألا تكتبون الكيفية للتخلص منها وكيف يكون حال المرء عند الخلاص منها ؟

أي يكون هناك تطبيق عملي
« آخر تحرير: 2012-10-15, 04:28:38 بواسطة فتاة مسلمة »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الدنــــــيا
« رد #18 في: 2012-10-15, 09:31:57 »
عن الدنيا ..
بالأمس كنت في محاضرة للدكتور مجدي الهلالي يتحدث فيها عمن تقعده الدنيا عن دعوته،
يتحدث فيها عن الإمام البنا حين كان أول دفعته وعرض عليه السفر الى فرنسا لتحضير الماجستير والدكتوراه فرفض، وقبل وظيفة في مدرسة بسيطة لا تأخذ من وقته الا القليل.

وعلمت بعد المحاضرة أن الدكتور مجدي كان معيدا بالجامعة وكان قد تقدم برسالة الدكتوراة حتى وصل الى ميعاد المناقشة ففتح الله عليه بمعرفة مهمته،
فاستقال من الجامعة وترك الدكتوراه.

علمت كيف يسعى الناس لتقليص أعمالهم حتى لا يزيد عملهم في اليوم عن ساعتين او ثلاث يكفون منها قوت يومهم ليتفرغوا لحمل الرسالة.

علمت كيف ان الفتن ليست في المال وفقط وانما في أوضاع اجتماعية ومناصب علمية ونجاحات مادية.

علمت كيف أننا نظن انفسنا نعمل للدين ونحن لم نرتقي حتى لفهم الرسالة، هذه التي ترك الناس الدنيا حقا من أجلها.

علمت كيف ان تصوراتنا عن الدنيا ضحلة تماما ، وأن ما نظنه بذل ما هو الا فتات وتخدير.



رائع
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #19 في: 2012-10-15, 09:53:09 »
اهلا وسهلا بكم جميعا إخوتي في دنيانا emo (30): ، وعسى يكون اللقاء في الآخرة في خير مقام عند رب العالمين يا رب

تسألين يا فتاة كيف الخلاص والله سبحانه اجابنا وعلمنا فقال :
** ان نخاف يوم القيام بين يدي الله تعالى
** ان ننهى النفس عن الهوى
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)

** أن نتخذ الشيطان عدوا.

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(6)

وفي الخلاصة ما أفهمه يا فتاة ان هذه الدنيا حتى تكون في اعيننا هينة بقدر ما تتزين وبحجم ما تتحلّى أنها الفانية،وأن الدار الآخرة هي الزينة الدائمة وهي الزينة الباقية حيث لا مرض ولا ملل ولا ضعف ولا موت، حيث الخلود أما الدنيا فمهما ازيّنت فمن ذا الذي قوِي على الموت فغلبه ؟؟؟!! إنها المنتهية الآيلة للانتهاء .فهل نقنع بما هو زائل؟ أم نطمع فيما هو دائم حتى بمنطق الطمع ...

ولكن في الوقت ذاته وحتى نحقق المعادلة المتوازنة، علينا كمؤمنين أن نسعى لأن تكون الدنيا لإعلاء كلمة الله فيها بتعبيدها لعباد الله ان يعبدوا الله، وإلا فما قيمة الطمع فيما لا يكون لنا حقا بعدها ؟؟

جزاك الله خيرا أخ جواد، وعن الإمام البنا، كنت قد قرأت فيما سبق عن صراعه مع نفسه وعن مصارحته نفسه وبحثه في نفسه عن بغيته من دار العلوم ، واضع لكم من الكتاب شيئا مما كان يخاطب به نفسه باحثا مستفسرا قائلا :

لماذا تريد أن تدخل دار العلوم؟ هل للجاه حتى يقول الناس إنك مدرس عال لا مدرس اولي؟ وهذا حرام لأن طلب الجاه والحرص عليه داء من أدواء النفس وشهوة من شهواتها يجب مقاومتها، أول للمال حتى يتضاعف مرتبك؟وتجمع الأوال وتلبس الملابس الفاخرةـ وتطعم المطاعم اللينة، وتركب المراكب الفارهة؟ هذا شر ما يعمل له الإنسان، وتعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتفش، وصدق الله العظيم " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15)"... أو للتكاثر بالعلم والمعرفة لتنافس العلماء، أو تماري الجهلاء، أو تستعلي على الناس،و أول من تسعر به النار يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه،،  وقد تقول لك نفسك إنك تتعلم لتكون عالما تنفع الناس وأن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير، وإنما بعث رسول الله ص معلماً فقل لها إذا كنت صادقة في أنك تريدين العلم لإفادة الناس ابتغاء مرضاة الله فلم تريدين دخول دار العلوم والعلم في الكتب وعند الشيوخ والعلماء؟ والشهادة فتنة، وهي المطية إلى الدنيا وإلى الحياة والمال، وهما سم قاتل، محبط للأعمال، مفسد للقلوب والجوارح. فتعلمي من الكتب ولا تعلقي بالشهادات المدرسية ولا بالدبلومات الرسمية.

من كتاب "حسن البنا والحلقة المفقودة"

وانتهت القصة إلى ان اختار ذلك بعد توجيه أستاذ له وأن ذلك ضروري ، ولكن لنتدبر كثرة محاسبتهم لأنفسهم ، حتى يهديهم الله تعالى وقد خلّص قلوبهم فلا تغلبهم الدنيا بعدها ولا تغرّهم .

« آخر تحرير: 2012-10-15, 09:57:44 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب