المحرر موضوع: الدنــــــيا  (زيارة 25421 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #20 في: 2012-10-19, 09:09:20 »
إنك لن تدرك مدى خوفك ولا مدى شجاعتك إلا إذا واجهت خطرا حقيقيا،ولن تدرك مدى خيرك ومدى شرك إلا إذا واجهت إغراء حقيقيا .

مصطفى محمود

نعم ...إنه هنا مجال الفعل وليس مجال القول، ومجال الفعل هو الذي يبين الحقائق.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #21 في: 2012-10-19, 11:15:57 »
الامتحان الصعب..

كنت أظن أن أصعب الامتحانات على الناس هو بذل المال في صدقة أو بذل النفس في حرب،

لكني أعاين بنفسي امتحانا أشد وأصعب، امتحان التخلي عن الدنيا،،،

لقد ظننت لفترة أن المسلم الصحيح هو ذلك الذي يجتهد في عمله في الدنيا فيتقنه ليكسب أسباب القوة من علم ومال فينفقهما في سبيل الله،

لكني عرفت أن ذلك ليس هو النموذج الأمثل !

النموذج الأمثل هو ذلك الذي يدرك أولويات الأمة فيهب نفسه ليسد تلك الثغرات، وان كانت ليست في مجال اختصاصة وان كانت ليست على هواه.

والواضح الجلي أنه في زمننا هذا لا توجد أمة إسلامية من الأساس، وانما يوجد مسلمون منتشرون في بقاع مختلفة من الأرض تفصلهم حدود الدول وعوائق العصبيات،

ولهذا فإن حديثنا عن الجهاد لم يعد له محل من الإعراب، فالجهاد يفرض على الأمة المسلمة، وبدون وجودها نتخبط ولا ينتج لنا فعلا حقيقيا،

ويصبح واجب إقامة الأمة الإسلامية أهم وأعلى واجب في زماننا، أهم من التفوق العلمي أو الاقتصادي !

وبالتالي ندرك الخطأ الكبير الذي نقع فيه حين نتحرك الى أهدافنا بل وحين نضع أهدافنا ذاتها،

وإقامة الأمة الإسلامية لها طريق واحد هو طريق التربية الصحيحة على منهج الله بفهم صحيح للإسلام وكلياته بدءا من اماطة الأذى عن الطريق وحتى جهاد الطلب ونشر الدعوة.

وهنا يأتي الإمتحان حقا،

فكيف أستطيع ان أكسر نفسي التي ترنوا الى مؤسسة تقنية كبيرة (حتى وانا كانت لخدمة الإسلام والمسلمين) لتصعد الى الأولوية التي نحتاجها اﻵن،

وكيف نستطيع أن نروض نفوسنا على العيش البسيط دون هذه الرفاهية في المسكن والملبس والمأكل والحركة،

إن ميدان التربية لا يكون الا بين الناس وكثرة التواجد بينهم والاحتكاك بهم، وهذا كله يحتاج الى كثير وقت وصبر.

فما أصعب هذا الامتحان الذي يكشف ضعف النفس وخوارها واتباعها لأهوائها حتى وان كانت تحت مسمى العمل للإسلام.

فهل من الممكن أن تتخلى النفس عن وضعها الاجتماعي والمادي والعلمي وتقبل بنظرات الناس الشامته أو المتهكمة او المشفقة !

هل من الممكن أن تتوطن النفس على العيش البسيط دون ادخار او بهرجة في جوانب حياتها،

فإذا ما أكرمنا الله ومن علينا بأخذ القرار، فماذا سيكون الحال مع الأهل ؟ وماذا سيكون الحال مع الزوجة والأبناء وهم جميعا يرون انه هكذا قد انحدر الحال وخاب الأمل فينا.

اللهم إنا نسألك بصيرة تهدي بها نفوسنا الى ما تحب وترضى، وثباتا على الحق وعلى صراتك المستقيم ، وعزيمة على الاستمرار والثبات.
« آخر تحرير: 2012-10-19, 11:18:39 بواسطة جواد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الدنــــــيا
« رد #22 في: 2012-10-19, 11:30:58 »
كثيرا ما نخلط بين جهاد الدفع وجهاد الطلب
وهذا ما يسبب خلطا كبيرا في مفاهيمنا وتصريحاتنا وسيرنا

ومن المؤسف ان كل من يجد نفسه في طريق معين، ويقتنع به.. يعمل بكل جهد على تسفيه كل الطرق الاخرى، وادعاء ان طريقه فقط هو الصحيح وكل ما سواه هباء منثور

كيف يسمح انسان لنفسه ان يحتكر الحقيقة بهذا الشكل؟
ومتى نتعلم ان نتقدم دون اندفاع.. وان نختار لانفسنا دون ان نسفه من اختيارات غيرنا؟؟

لا حول ولا قوة إلا بالله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #23 في: 2012-10-19, 11:41:42 »
كثيرا ما نخلط بين جهاد الدفع وجهاد الطلب
وهذا ما يسبب خلطا كبيرا في مفاهيمنا وتصريحاتنا وسيرنا

ومن المؤسف ان كل من يجد نفسه في طريق معين، ويقتنع به.. يعمل بكل جهد على تسفيه كل الطرق الاخرى، وادعاء ان طريقه فقط هو الصحيح وكل ما سواه هباء منثور

كيف يسمح انسان لنفسه ان يحتكر الحقيقة بهذا الشكل؟
ومتى نتعلم ان نتقدم دون اندفاع.. وان نختار لانفسنا دون ان نسفه من اختيارات غيرنا؟؟

لا حول ولا قوة إلا بالله


بدلا من القاء التهم واتهام الناس، قوموا بعرض بضاعتكم وأوضحوا في الانتقاد،

فما أسهل هذه الاتهامات العامة.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #24 في: 2012-10-21, 10:59:40 »
أخ جواد اسمح لي أن ابدي اختلافا معك في كثير مما ذهبت إليه .

اقتباس
وإقامة الأمة الإسلامية لها طريق واحد هو طريق التربية الصحيحة على منهج الله بفهم صحيح للإسلام وكلياته بدءا من اماطة الأذى عن الطريق وحتى جهاد الطلب ونشر الدعوة.


اولا يا اخي الأمة الإسلامية من أقامها وأقام أساساتها واحد لا احد بعده، وستبقى باسم الأمة الإسلامية لا يتبدّل وصفها منذ ان اقامها إلى يوم يبعثون، أما ان نقول بإقامة الأمة الإسلامية فهذا من حيث التعبير اللفظي والمعنوي لا وجه له من الصحة، فلنقل على الأقل، نعمل على تعديل مسارها، على إعادتها لأصل تربيتها .

والرسول صلى الله عليه وسلم ذاته في اكثر من حديث وهو يتحدث عن مستقبل الامة لا يصفها إلا بالامة ن من مثل حديثه:

"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، و إنما أنا قاسم ، و الله يعطي ، و لن تزال هذه الأمه قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله عز و جل "    الراوي: معاوية بن أبي سفيان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6612خلاصة حكم المحدث: صحيح

" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى ابن مريم ، فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمير ، تكرمة الله لهذه الأمة "   الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7293  خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولست أورد الأحاديث لتتبيّنوا معانيها بقدر ما اركز على وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بـ "الامة " مع تعاقب الأزمنة إلى يوم القيامة

ولا أرى أن نستسلم لحزننا من حال الأمة ومما آلت إليه إلى درجة أن ننكر وجود أمة بل نقول مسلمين متناثرين في الأرض ....!! باستنادنا إلى التفرق والتشرذم، والبعد عن جادة التربية الإسلامية، فكل هذا لا يسمح لنا بأن ننكر عليها وصف الأمة .

اقتباس
ويصبح واجب إقامة الأمة الإسلامية أهم وأعلى واجب في زماننا، أهم من التفوق العلمي أو الاقتصادي !

توحيد الأمة وتقويتها تربويا وإعادتها إلى أصل تربيتها الربانية، هل يتعارض مع أخذها بأسباب القوة، هل يتناقض؟ هل نكتفي بجانب ونَغفَل جانبا؟ هل ديننا قاصر على الجمع بين الاثنين ؟؟ بأي لغة إذن ستخاطب هذه الأمة هذا العصر ورواده ؟! وما هو إعمار الأرض إذن إن لم يكن إعمارا لها بتطويعها من موحّدين لله .

اقتباس
فهل من الممكن أن تتخلى النفس عن وضعها الاجتماعي والمادي والعلمي وتقبل بنظرات الناس الشامته أو المتهكمة او المشفقة !

وهل من الضروري أن تفعل هذا لتحتك بالناس؟؟ هل من الضروري ان نكون مُعدَمين لنخدم الدين؟؟ هل من الضروري ان ينتهج كل الدعاة نهج داعية تخلى عن دراساته العليا مثلا ليخدم الأمة؟؟ هل ينجح فقط من فعل هذا؟؟ هل هي قاعدة ؟؟؟ هل فعلا هي أولوية ولا تكون معرفتنا بحاجة الأمة الملحة إلا إذا فعلنا هذا ؟؟؟

هل من اتمّ دراساته، أو من واصل عملا معينا ومشروعا ماديا معينا لا يستطيع بحال من الأحوال أن يخدم الأمة ؟؟

لا ارى إلا أنه لكل داعية ولكل عامل في الأمة وللأمة شخصيته وكيانه وطريقته وتعاطيه مع الأمور، واختلافهم في هذا كله لن يضر، المهم هو كيف عمل وكم أفاد ؟؟ولا تهمّ هذه المظاهر التقشفية التزهديّة ليتخلص القلب من الدنيا، بل إنني لارى أن الموسر الذي لا تغره الدنيا ولا تملكه بل يصرف ما عنده في أوجه الخير والتربية والعمل للأمة اقوى بكثير ممن ابتعد عن الدنيا أصلا . لأن الزهد الأكبر هو الزهد في غرورها وهي بين يديه .

اقتباس
هل من الممكن أن تتوطن النفس على العيش البسيط دون ادخار او بهرجة في جوانب حياتها،

شخصيا لا أرى هذا أبدا مستحيلا ولا أراه أبدا ضربا من ضروب التحدي، بل هو مقدور عليه بإذن الله تعالى، وما نحن إلا أناس بسطاء عاديون نعيش بالاساسيات وأرانا مع ذلك كمن يملك الدنيا بما فيها ، وليس عيشنا أبدا بالصعب أو بعيش التحدي، المهم هو الكفاف الذي لا يجعل المؤمن يمد يديه سائلا غيره .

اقتباس
ولهذا فإن حديثنا عن الجهاد لم يعد له محل من الإعراب، فالجهاد يفرض على الأمة المسلمة، وبدون وجودها نتخبط ولا ينتج لنا فعلا حقيقيا،

اما هذه يا أخي فإنني اراه حكما تصدره،وعلى أنه القاعدة، وعلى أن كل ما يفعله إخوتنا من دفع لما يلحق بهم مجرد هراء، وعلى أنّ عليهم وهم يُقتّلون ويذبّحون وتهتك حرمات نسائهم أن يتوجهوا للتربية ولإصلاح تربية الأمة ....!!! لا أدري بصراحة كيف؟؟!! وأتساءل هل إذا كان حالك وحالي هو ما يتعرض له إخوتنا في سوريا، كنا نقول بهذا ؟؟!! فقط لتضع نفسك مقامهم ثم لتنظر لحكمك هذا .!!









« آخر تحرير: 2012-10-21, 11:12:00 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #25 في: 2012-10-21, 11:38:38 »
سبحان مغير الأحوال ،

طيب بداية، هذا الكلام ليس كلامي أصلا، وانما هو في مجملة كلام أستاذنا سيد قطب !!

وأرى أيضا أنكم تحولتم بكلامي لتفسروه على معنى ضيق جدا وغير معتبر أساسا حتى من اللفظ،

ولأني لن أدخل في جدليات لفظية وآراء شخصية، فلن أرد الا بكلمات العلماء ولهذا فانتظروا حتى انقلها اليكم.
لكن هناك نقاط أساسية ومحورية في الحديث هنا،

أولا، ما معنى أمة ؟ وما تعريف الأمة الإسلامية؟

ثانيا، ما معنى أولوية ؟ وهل تكون الأولوية بين أمر تافه وأمر هام أم تكون بين أمرين هامين لأحدهما أهمية أعلى.!

ثالثا، ما معنى كلمة أهم ؟ هل يقتضي الحصر والإهمال أم يقتضي رفع مرتبة شيئ أعلى من شيئ آخر؟

يؤسفني حقا أنكم تعارضون كلامكم عن الدنيا بشكل عجيب، وتعارضون كلامكم عن التربية بشكل أعجب !!

أما نقطة الجهاد، فحقا لا أدري كيف وصل اليكم هذا الفهم العجيب جدا،
فما قصدت الا شرح الواقع، الذي لم تتجرأ فيه أي دولة رفع راية الجهاد له، بل وفي كلامي لوما للمتقاعسين عن نصرة المجاهدين في سوريا،

وللأسف قد صرنا مجرد تفاعل مرحلي مع الأحداث، تضرب غزة فننشط ونصرخ ثم يعود كل شيئ الى ما كان، ثم تذبح ليبيا فننشط ونصرخ ثم يهدأ كل شيئ،
ثم تذبح سوريا فننشط ونصرخ ثم بورما ومن قبلها العراق والبوسنة وووووو،

وفي كل مرة ندعو لارسال مجاهدين وهذا واجب وقت، ولكننا لم نفكر ابدا في واجب منع هذا الذل الذي يطارد المسلمين،
لو كانت هناك أمة إسلامية بالمعنى الحقيقي لما احتجنا الى كل ذلك،
لأن الأمة أولا تحكم بشرع الله، ولأنها ثانيا تتوحد تحت راية واحدة ، وقد سقط كل هذا بسقوط الخلافة.

الدعوة الى التربية واقامة الأمة الإسلامية هي الحصانة حتى لا تتكرر أمثلة سوريا، وحتى تحقن دماء المسلمين وحتى يبدأ نشر الرسالة حقا.

بعد اذنكم لا تفسروا كلامي على هذا النحو العجيب لأنه لا يمكن حمله على هذه الصورة حتى ولو بظاهر اللفظ.

جزاكم الله خيرا.

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #26 في: 2012-10-21, 21:03:53 »
بسم الله الرحمن الرحيم،
أولا بخصوص عمارة الأرض والخدعة الكبيرة التي تم جر المسلمين لها ، فبدلا من فهمها على حقيقتها أنها ليست الهدف من وجود الإنسان،
وانما يذلل الإنسان الأرض لخدمة الهدف الأسمى وهو نشر الرسالة، ولا يأخذ من عمارة الأرض الا ما يكفيه ليعينه على تلك الرسالة،
لا أن تتحول العمارة إلى الهدف والغاية في ذاتها،
وانما النيل من علوم الدنيا يكون بقدر الحاجة التي تعيننا على تحقيق الهدف الأسمى،
فلن يحاسبنا الله على أن شعب آخر تقدم عنا في علوم الكمبيوتر او الطب أو الهندسة، مادمنا نأخذ ما يقيم حياتنا ويسهل سيرها،
إنما سيحاسبنا على تقصيرنا في عدم تحكيم شرع الله على كل البشر في كل الأرض..

يقول الأستاذ سيد قطب في الظلال:

وقد كان الإسلام , وتصوره للوجود , ورأيه في الحياة , وشريعته للمجتمع , وتنظيمه للحياة البشرية , ومنهجه المثالي الواقعي الإيجابي لإقامة نظام يسعد في ظله "الإنسان" . . كان الإسلام بخصائصه هذه هو "بطاقة الشخصية " التي تقدم بها العرب للعالم , فعرفهم , واحترمهم , وسلمهم القيادة .

وهم اليوم وغدا لا يحملون إلا هذه البطاقة . ليست لهم رسالة غيرها يتعرفون بها إلى العالم . وهم إما أن يحملوها فتعرفهم البشرية وتكرمهم ; وإما أن ينبذوها فيعودوا هملا - كما كانوا - لا يعرفهم أحد , ولا يعترف بهم أحد !

وما الذي يقدمونه للبشرية حين لا يتقدمون إليها بهذه الرسالة ?

يقدمون لها عبقريات في الآداب والفنون والعلوم ? لقد سبقتهم شعوب الأرض في هذه الحقول . والبشرية تغص بالعبقريات في هذه الحقول الفرعية للحياة . وليست في حاجة ولا في انتظار إلى عبقريات من هناك في هذه الحقول الفرعية للحياة !

يقدمون لها عبقريات في الإنتاج الصناعي المتفوق , تنحني له الجباه , ويغرقون به أسواقها , ويغطون به على ما عندها من انتاج ? ? لقد سبقتهم شعوب كثيرة , في يدها عجلة القيادة في هذا المضمار !

يقدمون لها فلسفة مذهبية اجتماعية , ومناهج اقتصادية وتنظيمية من صنع أيديهم , ومن وحي أفكارهم البشرية ? إن الأرض تعج بالفلسفات والمذاهب والمناهج الأرضية . وتشقى بها جميعا غاية الشقاء !

ماذا إذن يقدمون للبشرية لتعرفهم به , وتعترف لهم بالسبق والتفوق والامتياز ?

لا شيء إلا هذه الرسالة الكبيرة . لا شيء إلا هذا المنهج الفريد . لا شيء إلا هذه المنة التي اختارهم الله لها , وأكرمهم بها , وأنقذ بها البشرية كلها على أيديهم ذات يوم . والبشرية اليوم أحوج ما تكون إليها , وهي تتردى في هاوية الشقاء والحيرة والقلق والإفلاس !

إنها - وحدها - بطاقة الشخصية التي تقدموا بها قديما للبشرية , فأحنت لها هامتها . والتي يمكن أن يقدموها لها اليوم , فيكون فيها الخلاص والإنقاذ .

إن لكل أمة من الأمم الكبيرة رسالة . وأكبر أمة هي التي تحمل أكبر رسالة . وهي التي تقدم أكبر منهج . وهي التي تتفرد في الأرض بأرفع مذهب للحياة .

والعرب يملكون هذه الرسالة - وهم فيها أصلاء , وغيرهم من الشعوب هم شركاء - فأي شيطان يا ترى يصرفهم عن هذا الرصيد الضخم ? أي شيطان ?!

لقد كانت المنة الإلهية على هذه الأمة بهذا الرسول وبهذه الرسالة عظيمة عظيمة . وما يمكن أن يصرفها عن هذه المنة إلا شيطان . . وهي مكلفة من ربها بمطاردة الشيطان !

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #27 في: 2012-10-21, 21:34:15 »
ثانيا بخصوص الأمة الإسلامية:

فهل هي هذه الدول التي تعتبر المسلمين اﻵخرين أجانب ماداموا لا يعيشوا في نفس الدولة ولا يحملوا جنسيتها؟

هل هي هذه الدول التي تدعي كذبا تحكيم الشريعة وتححصرها فقط في بعض الحدود؟ أو ترفض تحكيم الشريعة من الأساس؟

هل هي هذه الدول التي تهادن الصهاينة وتقر لهم بدولتهم ؟

هل هي هذه الدول التي تترك سوريا لمصيرها ومن قبلها تركت العراق وفلسطين والبوسنة والشيشان وغيرها؟

هل هي هذه الدول المتنازعة القائمة على القومية والعصبية ؟

أليس من اولى خصائص الأمة الإسلامية أنها موحدة في جماعة واحدة تحت أمير واحد ؟

يقول الأستاذ سيد قطب في كتابه"معالم في الطريق"

ولكن الإسلام لا يملك أن يؤدي دوره إلا أن يتمثل في مجتمع ، أي أن يتمثل في أمة .. فالبشرية لا تستمع - وبخاصة في هذا الزمان - إلى عقيدة مجردة ، لا ترى مصداقها الواقعي في حياة مشهودة ..

 و " وجود " الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة ..
فالأمة المسلمة ليست " أرضًا " كـان يعـيش فيها الإسـلام . وليست " قومًا " كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي ..

 إنما " الأمة المسلمة " جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي ...

وهذه الأمة - بهذه المواصفات ! قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعًا .
ولا بد من " إعادة " وجود هذه " الأمة " لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى .

لا بد من " بعث " لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات ، وركام الأوضاع ، وركام الأنظمـة ، التي لا صلة لها بالإسلام ، ولا بالمنهج الإسلامي ..
 وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة فيما يسمى " العالم الإسلامي " !!!

وأنـا أعرف أن المسافة بين محاولة " البعث " وبين تسلم " القيادة " مسافة شاسعة .. فقد غابت الأمة المسلمة عن " الوجود " وعن " الشهود " دهرًا طويلاً .
 وقد تولت قيادة البشرية أفكار أخرى وأمم أخرى ، وتصورات أخرى وأوضاع أخرى فترة طويلة .

وقد أبدعت العبقرية الأوروبية في هذه الفترة رصيدًا ضخمًا من " العلم " و " الثقافة " و " الأنظمة " و " الإنتاج المادي " ..
وهو رصيد ضخم تقف البشرية على قمته ، ولا تفرِّط فيه ولا فيمن يمثله بسهولة ! وبخاصة أن ما يسمى " العالم الإسلامي " يكاد يكون عاطلاً من كل هذه الزينة !

ولكن لا بد - مع هذه الاعتبارات كلها - من " البعث الإسلامي " مهما تكن المسافة شاسعة بين محاولة البعث وبين تسلم القيادة . فمحاولة البعث الإسلامي هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تخطيها !

ولكي نكون على بيِّنة من الأمر ، ينبغي أن ندرك - على وجه التحديد - مؤهلات هذه الأمة للقيادة البشرية ، كي لا نخطىء عناصرها في محاولة البعث الأولى .

 إن هذه الأمة لا تملك الآن - وليس مطلوبًا منها - أن تقدم للبشرية تفوقاً خارقاً في الإبداع المادي ، يحنى لها الرقاب ، ويفرض قيادتها العالمية من هذه الزاوية ..
فالعبقرية الأوروبية قد سبقته في هذا المضمار سبقًا واسعًا . وليس من المنتظر - خلال عدة قرون على الأقل - التفوق المادي عليها !

فلابد إذن من مؤهل آخر ! المؤهل الذي تفتقده هذه الحضارة !

إن هذا لا يعني أن نهمل الإبداع المادي . فمن واجبنا أن نحاول فيه جهدنا . ولكن لا بوصفه " المؤهل " الذي نتقدم به لقيادة البشرية في المرحلة الراهنة .

إنما بوصفه ضرورة ذاتية لوجودنا . كذلك بوصفه واجباً يفرضه علينا " التصور الإسلامي " الذي ينوط بالإنسان خلافة الأرض ، ويجعلها - تحت شروط خاصة - عبادة لله ، وتحقيقًا لغاية الوجود الإنساني .

لا بد إذن من مؤهل آخر لقيادة البشرية - غير الإبداع المادي - ولن يكون هذا المؤهل سوى " العقيدة " و " المنهج " الذي يسمح للبشرية أن تحتفظ بنتاج العبقرية المادية ، تحت إشراف تصور آخر يلبِّي حاجة الفطرة كما يلبيِّها الإبداع المادي ، وأن تتمثل العقيدة والمنهج في تجمع إنساني . أي في مجتمع مسلم .

مريم

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #28 في: 2012-10-21, 22:13:38 »
السلام عليكم اخوتي في الله

أحببت أن تكون أول مشاركة لي في (الدنيا) .

شكر الله لك يا أسماء , هذا موضوع نحتاج أن نعيد النظر بشأنه .

إنما أريد أن أنتقي مسألة من المسائل الكثيرة التي طرحت هنا لأعلق عليها , لفتت نظري 

قرأت شيئاً كتبه الأخ عن عمارة الأرض

نعم بكل أسف أصبحت عمارة الأرض عند كثير من الدعاة والعلماء هي غاية وجودنا

طبعاً هم يقولون بما يرضي الله وبالأخلاق

ولكن هذا تضليل

عندما يترسخ في حسك أنك مخلوق لتعمر الأرض سيكون همك من حيث لا تشعر أن تتعايش وأن تعيش بسلام لتعمر الأرض , ولو على حساب أصول مِلّتك وشريعتك ودينك !

وقد رأينا هذا من كثير من الدعاة والعلماء الذين سقطوا في هذا الفخ

عندها من حيث لا تشعر سينصب اهتمامك تجاه دنياك التي تريد أن تعمرها باعتبار أنها غاية خلقك ، على حساب آخرتك

نحن اليوم نفتخر بقصور عصور النهضة الاسلامية , ولكن هل تلك القصور الباذخة هي ما أراده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو هي مما خشي انفتاحه علينا ( زهرة الدنيا ) .

أتابع حوارك أختي العزيزة أنت والأخ الفاضل جواد.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الدنــــــيا
« رد #29 في: 2012-10-22, 10:03:25 »
أهلا بك أختنا مريم

أخ جواد ربما حواراتنا دائما تكثر وتكبر من حيث لا حاجة إلى تكبيرها إلى الحد الذي تصل إليه،وربما ساهمت إلى حد كبير كلمات تبرئة أنفسنا من فهم يفهمه غيرنا لما نكتب في إطالة هذه الحوارات فوق ما يلزم، فنجد أنفسنا ونحن نطيل ونصول ونجول نصل دوما إلى أن دائرة الاختلاف ليست أبدا بالكبيرة، بل إنّ هناك بديهيات في تفكيرنا نتشاركها ولكننا نضيّع نقاط الاشتراك من كثرة وقوفنا بالمرصاد لطرق فهم غيرنا لما نقول ونكتب .

أولا يا أخي أنا لم أكتب ولم أردّ عليك على سبيل الترصّد لكلماتك بالتفسير والتأويل، بل إن كلماتك لو راجعتها لوجدتَها تعني ما وضعته من فهم لها، ولكننا إذ نضع قناعاتنا الشخصية على سبيل القواعد العامة، ورؤيتنا الشخصية على سبيل القواعد العامة نكون بعدها مضطرين للشرح والتفسير بأننا نقصد أو لا نقصد .... ويضيع الهدف والفائدة في تفسيراتنا تلك.

ولو عدتَ لكلامي لوجدتني أسالك :
اقتباس
هل فعلا هي أولوية ولا تكون معرفتنا بحاجة الأمة الملحة إلا إذا فعلنا هذا ؟؟؟

يعني لا يحتاج الأمر منك لأن تُفهمني أنك قصدت الأولوية إذ أنني أيضا سألتك من باب أن وضعتَها أولوية،
ثم وحتى لا أطيل أنا الأخرى فتضيع منا الفائدة، سأكتفي مما كتبت بوضع هذا :

اقتباس
وما هو إعمار الأرض إذن إن لم يكن إعمارا لها بتطويعها من موحّدين لله .

ثم يجب أن تعرف يا أخي أنني وأنا أناقشك لست ببعيدة عن مجال التربية بل إنني في غِمارها، وأتخذها سبيلي الأولى، فأين ترى التحوّل الغريب في كلماتي ؟
ثم إنّ ما وضعتَ عن الأستاذ المرحوم سيد قطب هذا ليس جديدا على من كان من أجيال جاءت قبله، ومعه وبعده تؤسس لمؤمنين تكون غايتهم الأولى الرسالة وحمل الرسالة وإعمار الأرض لنشر الرسالة، أما عن تغليب التربية عن العلم فيما ذهب إليه، فهذا برأيي يبقى رأيا رآه، وتنظيرا وضعه، لا يؤكد صحّته من عدمها إلا التطبيق على الأرض، والمعرفة الحقيقية بحاجات الأمة بعد النظر والمعرفة والتقرّب والاحتكاك.

فهل نكون فعلا محقين ومفلحين إذا سعينا لتربية جيل يرضى بأن يكون السبق العلمي لآخرين، ويتفرغ هو للتربية ؟ أي أنه يأخذ من العلم بالقليل الذي لا يجعله منزويا عن معانيه، ويتفرغ للتربية الروحية؟ إذن هنا ألا يحق لنا أن نطرح الأسئلة بحكم ما نُعاين ؟؟ ألا يُسمح لنا أن ننتقد هذه الكلمات بحكم ما نعايش؟؟ أم أنّ علينا التقيّد الحرفي بما جاء به الأستاذ ؟
 هل ننجح فعلا في إذهاب الانبهار عن عقول مسلمين يبقون مدى الدهر مستهلكين لمنتوجات الحضارات؟ ونربيهم أنه ليس من الضروري ولا الأولوي أن يكونوا هُم أيضا أصحاب عقول تخترع وتبتكر، وتصنع، هل ننجح مع أمثال هؤلاء في أن نكوّنهم أقوياء وهم دوما وأبد الدهر يرون القوة في غيرهم ؟ والعقل العامل الصانع المخترع في غيرهم ؟ هل يجب أن نتعامل مع "بشريّة" فيهم أم مع "ملائكية" ؟ تتقبل منا هذه التربية في ظل ما يعايشون؟

ألا يجب أن نُعاين الداء الأصيل الممتد في أرض الإسلام أمام أعيننا، ومن احتكاكنا القوي بالمجتمع نخرج بما يكون لهم دواء ناجعا، ينفعهم ، لا أن نتخذ الآراء المختلفة والرؤى المختلفة قواعد صماء نطبقها بلا نظر في الواقع على أنها فقط هي السبيل وهي الحل، فلا نصل بها إلى الحل بقدر ما نضيّع على الأمة حلولا وسُبُلا أكثر نجاعة معها .

فلتأخذ مني سؤالا واحدا فقط من عديد أسئلة تتبادر إلى ذهني مع قراءة رؤية سيد قطب رحمه الله، ومقارنتها بما نعاين في  مجتمعاتنا اليوم :
هل عُرف المسلمون في عصر فتوحاتهم وفي عصور نهضتهم إلا أقوياء روحيا وماديا، هل يقصر الإسلام حقا عن تحقيق الاثنين، وهو ميزته أنه الذي يحقق الاثنين معا، بلا تفريط ولا إفراط في جَنب أحدهما ؟

هل هكذا فعلا يُكتب على أمتنا، بصراحة أنا أرى هنا النظرة للإسلام قاصرة، وظالمة له، فإذا كان هو الدين الكامل الذي جاء فهل يعجز الإسلام عن تكوين أجيال تنجح ماديا وروحيا، فتنجح على الصعيد الداخلي بين المسلمين أولا والذين هم عرضة لاستقبال كل وارد يُبهِر، قبل أن تنجح مع غير المسلمين .
هل ننجح في تعميم القناعة بأننا نَعَمْ نعلم عن العلوم، ولكننا لسنا أهلا للنفع بها، وبالموازاة مع هذا التثبيط، والتصغير، نعلّقهم بفكرة أنّ دورهم التربوي هو الأساسي، وغيرنا له الدور الدنيوي ؟

هل فعلا هي قواعد ناجعة فعلية صالحة للتطبيق، أم أننا بهذا قد نزيد الطين بلا، لا أتهم أبدا رأي الأستاذ سيد قطب، ولا أرى نظره قاصرا، فمن أكون لأرى واحدا من كبار أساتذتي ومراجعي قاصر الرؤية،؟ ولكن الواقع الذي نعيشه هو الذي يحدد أكثر من أي الشيء الأسلوب الناجع للأمة.

الا ترى أنه في ظل بقاء دول تنتج وتصنع وتخترع وتنجح وتتفوق، سنبقى بالموازاة حالتنا حالة المستهلك دائما، المنبهر، الذي يرى الآخر خيرا منه وأقوى منه، ستقول التربية كفيلة بترسيخ مفهوم أننا نسعى لنشر رسالتنا التربوية، نقول أن البشر بشر وليسوا ملاكا، وما يجعلنا كفءا لهم أن نسعى ضمن إطار تربية خاصة أقول إلى التقدم والاكتفاء ووو...
وأعيد هنا أنني أبدا لست ضدّ أن تكون التربية هي الأولوية، ولكن بالموازاة لا يحق لنا أن نخطّئ من يتبنى العلم في دعوته لرسالة الإسلام، لا نخطّئ من ينجح طبيبا ليوصل -وهو الطبيب المسلم- رسالة الطبيب المسلم لمن حوله من المسلمين وللعالم، لا نخطّئ من اتخذ علم الاقتصاد سبيلا وهو يعلّم العالم أن الاقتصاد الإسلامي هو الحل لمشاكلهم اليوم، لا نخطّئ الفلكي المسلم الذي يتخذ من علم الفلك سبيلا ليبني لمن حوله من المسلمين ولغيرهم أنّ أسرار الفلك آية من آيات الله تعالى في خلقه هذا الكون ....

كل هؤلاء أرى أن التربية والعلم فيهم قد مشيا بشكل عادل، وأن الإسلام قد حقق فيهم التفوق التربوي والتفوق العلمي لأنهم ينشرون الرسالة عبر علمهم .
وفي الخلاصة، نحتاج لكل من عمل عملا واتخذه سبيلا للدعوة، من أبسط الأعمال إلى أعلاها درجة، فكان في نفسه الشحنة الإيمانية التربوية على منهج القرآن والسنة اللازمة والكافية لأن يسخّر علمه لخدمة الدعوة، ولخدمة الرسالة واللازمة والكافية هنا هي تلك التي تحصّنه من غرور الدنيا فلا ينقلب باحثا عن الدنيا لا عن إعلاء رسالة الإسلام فيها، ، ، ولن نحكم بانعدام هؤلاء، فهم موجودون وإن كانوا قلة إلا أن قلتهم تعمل في صمت، وعلى قلتهم عملهم سيكون له أثره، لأنه بإخلاص،عندها ستصغي أجيال اليوم لهذا أكثر، لمن ملك أن يسخّر علمه لتربيته، لرسالته، ستصغي إلى أفعاله أكثر مما تصغي لداعية متخصص، وجنبا إلى جنب سيكون عمل هذا وعمل ذاك... عمل المربّي الذي لا ينقطع ولا يجب أبدا أن ينقطع، ويجب أن يكون له أهله.

وإن قلنا أن هذه خدعة وقع فيها من وقع،  فإذا دعاتنا قد أصبحوا نسخا ممسوخة لا تقدم الآخرة على الدنيا بل تقدم الدنيا على الآخرة، أقول وما بالنا يا إخوتي نعمم؟؟ ألم يكن من بين كل الدعاة الذين مروا بالأمة داعية رشيد؟؟! إذن من أين جاء خير كثير ليس مجال تعداده الآن، إن لم يكن من تربيتهم هم وجهادهم فيهم؟
والتربية هي الأولى، وهي الأَولى،وهي التي علينا أن نعتمدها كأساس  يتركب عليه كل هذا فيصلح لأن يكون دعوة غير صماء بل دعوة واقعية فاعلة مؤثرة، لا تنكر على الأمة أن تسير في ركب العلم.

وفي خلاصة أيضا أقول أنّ كل من خدم الإسلام مخلصا نحتاجه، والطرق تختلف، ولا يجب أن نحتكم لطريقة واحدة، بل إن المنطلق هو الذي يجب أن يكون واحدا، والهدف أن يكون واحدا .

وبالأخير سيمضي ركب المخلصين الذين عملوا للأمة وللدين وللرسالة كل حيث وضع، وكل بطريقته ولم يألُ جهدا في بعث هذه الأمة من ركامها .
وأول من سأتّهم سأتهم نفسي، وسأسألها، هل أنا عاملة أم أنني مكثرة للقول وللتنظير؟ هل أنا مدركة لحقيقة ما يتخبط به مجتمعنا؟؟ هل لدي الحكمة التي تؤهلني للصبر مع الأمل الدائم، لأن أحاول نشر العلاج الناجع الفعلي المؤثر الذي يجتث الداء من جذوره، أم أنني فقط أنظّر ؟؟ كل هذه أسئلة هي صديقتي وعشيرتي وليست بالغريبة عني، كلها، كلها تتجدد عندي، وأتهم نفسي أول ما أتهم أنّ عليّ أن أعرف عن قرب حاجة المجتمع حتى أحاول أن أضع وفقها الدواء الذي أراه يسري في جسده شفاء خطوة بخطوة ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

مريم

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #30 في: 2012-10-22, 11:43:33 »
طيب أهلين وسهلين ومرحبتين  :emoti_138:

ندخل في الموضوع  , والله المستعان ..


أسماء , سبب تطويل الحوار هو أن كل منا يركز على نقطة محددة هي الرئيسة كما يرى , فيفهم الطرف الآخر أنها الوحيدة وأن محاوره يتجاهل ما سواها !
هذه مشكلة .

الأخ جواد , قال بأن تركيزه على مسألة لا يعني تجاهله الأخرى , فأين الخطأ في هذا ؟



تقولين يا أسماء :
اقتباس
فهل نكون فعلا محقين ومفلحين إذا سعينا لتربية جيل يرضى بأن يكون السبق العلمي لآخرين، ويتفرغ هو للتربية ؟ أي أنه يأخذ من العلم بالقليل الذي لا يجعله منزويا عن معانيه، ويتفرغ للتربية الروحية؟ إذن هنا ألا يحق لنا أن نطرح الأسئلة بحكم ما نُعاين ؟؟ ألا يُسمح لنا أن ننتقد هذه الكلمات بحكم ما نعايش؟؟ أم أنّ علينا التقيّد الحرفي بما جاء به الأستاذ ؟

بلى يـُسمح لنا أن ننظر في كلام أي انسان وننتقده سوى رسول الله عليه الصلاة والسلام , ولكن ليس بحكم ولا بمقياس ما نعايش وما يدور حولنا , هذا خطأ فادح , ولكن ننظر وننتقد بحكم ومعيار منهج وهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام, هذا يجب أن يبقى المعيار حتى في اختيار الأولويات .

وإنا ما زلنا في تيه التخلف بسبب أن كل جيل يأتي وينظر للدنيـا من حوله , وما مقومات النجاح فيها , ثم هو يحاول اللحاق بالقوم مع "أسلمة" متواضعة ! فلا يقيم دنيا ولا يقيم ديناً .


تقولين عزيزتي :
 
اقتباس
هل ننجح فعلا في إذهاب الانبهار عن عقول مسلمين يبقون مدى الدهر مستهلكين لمنتوجات الحضارات؟ ونربيهم أنه ليس من الضروري ولا الأولوي أن يكونوا هُم أيضا أصحاب عقول تخترع وتبتكر، وتصنع، هل ننجح مع أمثال هؤلاء في أن نكوّنهم أقوياء وهم دوما وأبد الدهر يرون القوة في غيرهم ؟ والعقل العامل الصانع المخترع في غيرهم ؟ هل يجب أن نتعامل مع "بشريّة" فيهم أم مع "ملائكية" ؟ تتقبل منا هذه التربية في ظل ما يعايشون؟

أسماء قد حمّلت كلام الأستاذ سيد قطب ما لا يحتمل , وما لم يقله , وما لم يدع إليه ! كيف ممكن لمسلم عنده بعض من علم الوحي أن يقول للمسلمين ليس من الضروري أن يكونوا أصحاب عقول يخترعوا ويبتكروا ويصنعوا !!!

أرى أنه يوجد سوء فهم .

إقرئي بتمعن مرة أخرى من فضلك كلام الاستاذ سيد قطب , وركزي على العبارة باللون الأحمر :


اقتباس
إن هذه الأمة لا تملك الآن - وليس مطلوبًا منها - أن تقدم للبشرية تفوقاً خارقاً في الإبداع المادي ، يحنى لها الرقاب ، ويفرض قيادتها العالمية من هذه الزاوية ..
فالعبقرية الأوروبية قد سبقته في هذا المضمار سبقًا واسعًا . وليس من المنتظر - خلال عدة قرون على الأقل - التفوق المادي عليها !

فلابد إذن من مؤهل آخر ! المؤهل الذي تفتقده هذه الحضارة !

إن هذا لا يعني أن نهمل الإبداع المادي . فمن واجبنا أن نحاول فيه جهدنا . ولكن لا بوصفه " المؤهل " الذي نتقدم به لقيادة البشرية في المرحلة الراهنة .


!!

تقولين:
اقتباس
فلتأخذ مني سؤالا واحدا فقط من عديد أسئلة تتبادر إلى ذهني مع قراءة رؤية سيد قطب رحمه الله، ومقارنتها بما نعاين في  مجتمعاتنا اليوم :
هل عُرف المسلمون في عصر فتوحاتهم وفي عصور نهضتهم إلا أقوياء روحيا وماديا، هل يقصر الإسلام حقا عن تحقيق الاثنين، وهو ميزته أنه الذي يحقق الاثنين معا، بلا تفريط ولا إفراط في جَنب أحدهما ؟

عايني يا أسماء بما ترينه في هدي محمد عليه الصلاة والسلام, لا بما ترينه من الواقع , انظري للواقع لتعرفي أين أنت في ضوء بل نور منهاج النبوة.

والسؤال يا أسماء هو كيف بدأت هذه الحضارة الاسلامية , هل بدأت باعلان من رسول الله عليه الصلاة والسلام إعمار الأرض غاية لخلقنا ووجودنا ؟! هل بدأ رسول الله عليه الصلاة والسلام في مكة بإعداد جماعة المؤمنين لاعمار الأرض ؟ أم اشتغل معهم على ترسيخ ( لا إله إلا الله ) في قلوبهم , وحتى لما هاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينة ؟ هل بدأت الآيات الكريمة تتنزل في اعمار الأرض كغاية , أم أنّ اعمار الأرض هي من الله يورثها من يشاء من عباده دولاً ( الكافر والمؤمن ) , وليست مما يسعى له المؤمنون كغاية , ولكنها كذلك للكافر !

المسلمون كالانبياء عليهم الصلاة والسلام , شهداء , عندهم رسالة يبلّغونها للناس , رسالة مجيدة , وعندما يتقبلها الناس ينعموا بشرع الله في الأرض , فتكون العمارة تباعاً ..

عمارة الأرض تأتي تباعاً لكل من يجمع قلوب وعقول الناس حو ل فكرة , حول مبدأ , حول "أيديولوجية" كما يقولون ! عندما يجتمع الناس حول فكرة كبيرة وعظيمة , تبدأ عجلة بناء الحضارة , سواء للكافر أو المؤمن , لكنها للكافر غاية وليست كذلك للمؤمن !

ثم مسألة أخرى , هل تظني أن المسلمين في عصر الحضارة العظيم كانوا في تعاملهم مع الحياة الدنيا على منهاج رسول الله عليه الصلاة والسلام !؟!
أم أنهم فتنوا أنفسهم , فكان السقوط تراكمياً !!!

ترف , وقصور فارهة , ومعازف , دخول الانحرافات على منهج النبوة , فرِق , ومع الفتوحات كان هناك اقبال على زهرة الدنيا , عاشوا حياة لا تتناسب -ولا أقول مثل!- مع حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومنهجه ( طبعاً لا أعمم ).. أتفهم تغير الحال , ولكن مع هذا , حياتهم بدأت تتجه أكثر وأكثر نحو الدنيا, لذا أنا بصراحة لا أتمنى أن نرجع لاستعادة هذه الحضارة بكليتها , بل أرى أخطاء فادحة وقع فيها المسلمون, ولكنا ضمن العصر الذي نحن فيه, نريد -مثلاً- أن نتباهى أمام الحضارة المادية الغربية فنقول كان عندنا قصور بديعة مصنوعة من كذا وكذا من المعدن الفاخر وكان وكان !!! هذا ليس نحن ! أبداً, وسأدلل لك عليه في رسالة لاحقة أقول وجهة نظري.

.


تقولين:
اقتباس
هل ننجح في تعميم القناعة بأننا نَعَمْ نعلم عن العلوم، ولكننا لسنا أهلا للنفع بها، وبالموازاة مع هذا التثبيط، والتصغير، نعلّقهم بفكرة أنّ دورهم التربوي هو الأساسي، وغيرنا له الدور الدنيوي ؟

من قال هذا وأين ؟!
فهمك خاطئ يا أسماء لقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله , وكذلك فهمك لأخينا جواد في هذه الجزئية .!
ثم تتساءلين لم يطول الحوار  :emoti_282:




تقولين:
اقتباس
وإن قلنا أن هذه خدعة وقع فيها من وقع،  فإذا دعاتنا قد أصبحوا نسخا ممسوخة لا تقدم الآخرة على الدنيا بل تقدم الدنيا على الآخرة، أقول وما بالنا يا إخوتي نعمم؟؟ ألم يكن من بين كل الدعاة الذين مروا بالأمة داعية رشيد؟؟! إذن من أين جاء خير كثير ليس مجال تعداده الآن، إن لم يكن من تربيتهم هم وجهادهم فيهم؟

ومن عمّم يا أسماء وأين ؟!!!

  :emoti_64:

سأوضح أكثر في وقت لاحق ان شاء الله , حتى لا يساء فهم أي كلام كتبته .
« آخر تحرير: 2012-10-22, 11:48:07 بواسطة مريم »

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: الدنــــــيا
« رد #31 في: 2012-10-22, 13:47:24 »
أمران شجّعاني على الدخول.... دعوة من أسماء عبر الخلوي، ورؤيتي لاسم " هادية " وحيدة على الشرفة... فقلت والله لأدخل... وبدأت بالقراءة من الرد 20 وعجبني الحوار فتوقّفت وقلت يجب البدء من أول الموضوع... يا الله استنّوني عاد... :-)

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #32 في: 2012-10-22, 16:03:11 »
الأخت الكريمة أسماء،
أعتذر ان بدا لكم كلامي اتهاما لكم،

ولن أزيد على كلام الأستاذ سيد قطب شيئا، فهو ما أقتنع به ولكني لا أجبر أحدا عليه.

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #33 في: 2012-10-22, 18:40:11 »
الأخت الكريمة مريم،
جزاكم الله خيرا على تأكيد المعنى، لقد كدت أشك أن كلامي ألغازا مبهمه !

وفي وقت يندر فيه من يعطي للرسالة ولإقامة الأمة كما عرفها سيد قطب، فإن هذه الأولوية تجب ما تحتها من أمور هامة في المجمل ولكنها أقل أهمية أمام حاجتنا لإقامة الأمة الإسلامية بعد ضياعها.

وأود أن اسألكم اسئلة بسيطة،
في بداية الدعوة وحين استقر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقامت الدولة بها،

ماذا كان وضع العالم في ذات الوقت من ناحية الحضارة المادية؟ ألم يكن متفوقا ماديا وعلميا على المسلمين؟

هل علمنا في أي من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام أي تفوق في العتاد أو التكنولوجيا ؟

ثم هل انتظر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتفوق المسلمون تقنيا وعلميا حتى ينشروا الرسالة بذلك؟

ثم هل أثر عن أي من الصحابة أنه تفرغ للاستزادة من العلوم وتقديم النموذج الإسلامي العلمي المتفوق للعالم ؟

ثم لماذا أصلا يتحرك الرسول صلى الله عليه وسلم للغزو وهو في دولة متأخرة تقنيا وعلميا بكثير عن دول الفرس والروم وجيوشها المنظمة؟

هل علمنا أي ابتكارات في الجيش المسلم الا لحاجة؟

معذرة، ان كنتم تريدون القول بأن الظروف قد تغيرت فهذا مما أختلف معكم فيه جذريا، فهذه الأمة تأخذ قدوتها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

ولكنها الدنيا كما تحدثتم أنتم في بداية الموضوع وهذا ما جعلني أقول عبارتي "سبحان مغير الأحوال"

فتنة الدنيا التي جعلتنا نفتن بماديات الغرب ونضعف أمامها لدرجة تخلخل الأولويات،

وفتنة المفاهيم التي جعلتنا نظن أن التربية هي بضعة أمور روحية لا أكثر، على الرغم أن التربية في كتب سيد قطب هي تربية جهادية على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم.

معذرة، فحين لا توجد أمة إسلامية أصلا، فلا مجال للترف العلمي ولا مجال للترف الأدبي ولا مجال لما يسمى عمارة الأرض،

وحتى كلمة "عمارة" هذه كلمة خاطئة وانما الكلمة الحقيقية الصحيحة هي كلمة "خلافة"، وهي تعني اقامة حكم الله في الأرض كلها.

ولا مجال للإدعاء بأن التفوق العلمي سينشر الرسالة وأنه سيقدم نموذجا ينشر الرسالة من تلقاء نفسه،

فهذا الوضع كان موجودا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم هذا لم يلتفت اليه قيد أنمله، وانما نشر الرسالة بالتربية الجهادية لإقامة أمة الإسلام،
ثم تحرك مباشرة للجهاد وفتح الدول ، ولم ينتظر تفوقا علميا ولا نموذجا اقتصاديا يحتذى به،

وان كنتم تظنون أن العرب لم يكونوا مفتونين بتقدم الغرب حينها، فهذا غير صحيح، و ثابت في السيرة أيضا..

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: الدنــــــيا
« رد #34 في: 2012-10-22, 21:32:35 »
ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب..

ثم من سيؤمن بدين أصحابه هم الأكثر تخلفا في أمور الدنيا؟؟



مريم

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #35 في: 2012-10-22, 21:38:32 »
أهلاً بالأخت بسمة ومرحبا , تفضلي :)

أنا لن أعقب على كل ما يقال , ولكن أختار ما يهمني , وتركي لشيء لا يعني تأييدي أو اعتراضي.

أخ جواد وجزاك الله خيراً .

اسمح لي أخي أن أعقب على ما قلته هنا :


اقتباس
معذرة، فحين لا توجد أمة إسلامية أصلا، فلا مجال للترف العلمي ولا مجال للترف الأدبي ولا مجال لما يسمى عمارة الأرض،

وحتى كلمة "عمارة" هذه كلمة خاطئة وانما الكلمة الحقيقية الصحيحة هي كلمة "خلافة"، وهي تعني اقامة حكم الله في الأرض كلها.

ولا مجال للإدعاء بأن التفوق العلمي سينشر الرسالة وأنه سيقدم نموذجا ينشر الرسالة من تلقاء نفسه،


أخي جواد , طبعاً يوجد مجال للسعى -لا الترف- العلمي والانتاجي , ليست هذه هي المشكلة , ولكن المشكلة هي في الثمرة .. في طبيعة هذه الحضارة عندئذٍ .
ونحن أخي لا نملك , ولا هو من الحكمة أن نوقف عجلة العلم والتعلم والانتاج -ولو أننا ممنوعون من الانتاج-, ولا أظنك تقصد هذا, ولكني أظن أنك تقصد من منطلق أن يكون هو المشروع الذي ينادي به الدعاة ويجتمع حولهم الناس , فيكون الأولوية , صحيح فهمي ؟.

أما بالنسبة للادعاء بأن التفوق العلمي والتقني سينشر رسالة ( لا إله إلا الله ) وأنه سيقدم نموذجاً من تلقاء نفسه , فليس صحيحاً -وإن كان يحصل-, فالأصل هو التبليغ والدعوة.

ثم ها نحن نرى أن النموذج المشوّه للاسلام أثار فضول الكفار ليعلموا ما الاسلام, يم يُسلموا والحمد لله رب العالمين.

بحمد الله فالاسلام باعتراف الكفار قبل المسلمين من أكثر الأديان انتشاراً في العالم خاصة في العقد الماضي (حيث كان الأكثر تشويها للاسلام) .

المشكلة عندي في هذا التوجه أنّ الاسلام الذي سيتم نشره هو اسلام الحضارة والتعايش والسلام بعيداً عن مِلّة أبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الحنيفية ( لا إله إلا الله ) وبعيداً عن منهج رسول الله عليه الصلاة والسلام الايماني والتشريعي (إلا انتقاءً) , لأنّ هذا "المسلم المُعمِّر" كثيراً ما سيضطر أن يداهن , ويضطر أن يؤخر الكثير من عرض أصول مِلّته وشريعته بذريعة المصلحة , ويقول حتى تقوى شوكة المسلمين أولاً , ثم.. بعدها نبين للناس ( لا إله إلا الله ) بيّنة صريحة !!

ولعمري .. أي نهجٍ هذا وأي هدي ؟ وأي عزة لهؤلاء ستبقى في طريق الصعود الحضاري ؟ وأي جرأة ستبقى ليقولوا كلمة الحق ؟!!

أنا أخشى من هذا التصور أيضاً , والذي يحسب أن المسلمين مِلّةً وشريعةً وديناً بخير , ولا ينقصهم سوى أن ينهضوا ويحلّقوا في مجال العلوم الدنيوية ويعمروا الأرض وينافسوا الغرب الكافر.
وبهذا يحق الله الحق , ويُعلم أن لا إله إلا الله !!!




« آخر تحرير: 2012-10-22, 21:57:04 بواسطة مريم »

مريم

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #36 في: 2012-10-22, 21:47:33 »
إذن عمارة الأرض هي جزء من طبيعة وجِبلّة البشر , بشكلها الأبسط فالأكثر تعقيداً , كل البشر , إنما محل الخلاف هو في نقطتين :

1- هل هي الغاية من خلقنا ووجودنا ؟
2- ما طبيعة هذا الاستعمار أو العمارة للأرض ؟

1- أما أنها الغاية فهذا باطل .
وهذا يحرف مسار الأمة بأكملها , فالأمة أنشأها رسول الله عليه الصلاة والسلام على غاية العبودية لله وحده لا شريك له , فعلّمهم لا إله إلا الله , وربّاهم أنهم خلقوا لأجل أن يعلموا ويشهدوا بهذه الحقيقة , وفصّل وبيّن , فإن علموا وشهدوا , بلّغوا ما علموا وشهدوا للناس كافة , وكانوا عليهم شهداء .

ربما تبدو القصة هكذا "مملة" لكثير من الناس -لا أقصد أي من إخوتي هنا ولكن ممن عرفت- !!
إنو هذا هو ؟!! سبحان الله , وما قدرناه حق قدره .

ومن الضروري أن تبقى هذه الغاية نصب أعيننا لا ننحرف عنها قيد انملة أو أقل , لأن الانحراف مغبته عظيمة .

والأمة الاسلامية حتى في عصر ازدهارها الحضاري المادي والعلمي, بدأت في الانحراف , الانحراف لم يحصل فجأة !
بدأت تستكثر من زهرة الدنيا , وهذا مما خافه رسول الله عليه الصلاة والسلام على أمّته عند انفتاح زهرة الدنيا عليهم , فزهرة الدنيا بحد ذاتها هي بركة , ولكنها فتنة عظيمة , سأحضر الحديث النبوي ان شاء الله وأضعه , وكذلك اللهث وراء المُلك ( دنيـا !!)

2- أما طبيعة هذا الاستعمار أو العمارة فيجب أن تكون على هدي رسول الله النبي الأُمي محمد عليه الصلاة والسلام .
وكما قلت أخي , رسول الله لم يكترث لكل "صيحة حضارية" في زمنه , ولم نسمعه في تربيته لخير جيل من البشرية يقول لهم مثلاً:

"من منكم يصنع لنا داراً بهندسة معمارية مميزة ؟"
"من منكم يصنع لنا دوراً بثلاثة طوابق" ؟

كل انتاج أو علم دنيوي كان يحرص رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن يكون نافعاً لتبليغ رسالة الله العظيم , ويكون فيه تيسير على المسلمين في أمور حياتهم بالشكل الذي يقيم أصلابهم ( لا ترف ولا بلادة ولا استهلاك ) , بل لم يُردنا أن نتلهّى بالتكاثر من زهرة الدنيا بما لا ينفعنا في تبليغ وتأدية رسالتنا !!! ولكن ألهانا التكاثر .. من زهرة الدنيا !

( احرص على ما ينفعك ) هذه وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام .

لا أريد ان أطيل , والمقصد أننا يجب أن ننظر الى هدي محمد عليه الصلاة والسلام ( أحسن الهدي ) , لنقرر طبيعة العمارة التي يتميز بها المؤمن المسلم !
هل نبني قصوراً وبنياناً شواهق لننافس الغرب !! قد فعل العرب الحفاة رعاة الابل , قد فعلوا فماذا ؟

العمارة لا تعني شيئاً بذاتها , ولا هي دليل حق أو باطل .. الانسان مستعمر في الأرض بكل الأحوال , مسلم أو كافر , وأي جماعة انسانية تجتمع على فكرة وحلم , وتسعى لتحقيق هذه الفكرة , بإذن الله تتحقق لمن أخذ بالأسباب الدنيوية , وللمؤمنين لهم بركات وآيات من الله إن اتقوا واتبعوا وأطاعوا !

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(الروم:9)


وسبحان الله .. الآية الكريمة التي ذكر فيها العمارة على وجه المدح كانت :
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (التوبة:18) 

وفي هذا عبرة ! هذا لا يعني أن لا نعمر مستشفيات ومدارس .. لا لا , أو لا نطور علومنا ونسعى لنكون أمّة منتجة , طبعاً لا , ولكنا نتكلم في مسألة أخرى . وهي أن نضع عمارة الأرض في موضعها السليم بحسب منهاج النبوة .

الآن في المداخلة التالية غداً إن شاء الله, سأوضح خطورة أن تكون عمارة الأرض هي الغاية .


مريم

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #37 في: 2012-10-22, 21:55:29 »
ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب..

ثم من سيؤمن بدين أصحابه هم الأكثر تخلفا في أمور الدنيا؟؟


قد آمن من قبل بإذن الله العليم القدير كثير من الناس حين كان العرب أكثر الناس تخلفاً في أمور الدنيا والعلوم , وكانوا تبعاً للروم وفارس !!
فهل في هذا عبرة ؟!

الله يحق كلماته بالحق , ويعز دينه بكلماته , لا بزخرف الدنيا ولا عدتها وعتادها .
أمرنا باعداد العدة أمر سعي وتكليف لنجزى به , ولكن الله فعال لما يريد , الأمر كله بيد الله , سبحانه !.

ثم في زمننا هذا كما ذكرت , أعداد النصارى الذين يدخلون دين الله في ازدياد رغم الحرب الشرسة على الاسلام , والمحاولة المستمينة لتشويهه , فمتى نعتبر أختي ؟

صدقيني يا أختي , في زمننا هذا "الأخذ بالأسباب" أصبح إله باطل من آلهة العصر الباطلة .. تعالى ربنا الحق !
هي حق أمرنا به , ولكن موضعه في قلوبنا وأنفسنا فيه خلل.. ولهذا نحتاج لتربية , نحتاج أن نتعلم ( لا إله إلا الله ).. آخ.. هذا يحتاج موضوع لوحده .

وهذه ليست دعوة للتخلف .. المسألة الآن أختي زينب هي هل عمارة الأرض غاية يجب أن نلتف حولها ونرفع شعارها ؟
« آخر تحرير: 2012-10-22, 22:03:30 بواسطة مريم »

جواد

  • زائر
رد: الدنــــــيا
« رد #38 في: 2012-10-22, 22:52:31 »
اقتباس
ونحن أخي لا نملك , ولا هو من الحكمة أن نوقف عجلة العلم والتعلم والانتاج -ولو أننا ممنوعون من الانتاج-, ولا أظنك تقصد هذا, ولكني أظن أنك تقصد من منطلق أن يكون هو المشروع الذي ينادي به الدعاة ويجتمع حولهم الناس , فيكون الأولوية , صحيح فهمي ؟.

نعم، ومن يريد أن يتعلم عليه أن ينظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام،

ولكن المفاهيم صعبة جدا علينا لهوى أنفسنا وبريق أعيننا وعدم التخيل أن تكون الحقيقة ضد ما اعتقدناه طوال حياتنا !

لقد ابتلانا الله في اﻵونة اﻷخيرة بمجموعة من الأسماء البارزة التي ميعت معاني الجهاد ومعاني الأمة الإسلامية حتى وصلنا بأن الخلافة مجرد رمز لا أكثر وأن الجهاد جهاد دفع لا أكثر،

ولما سقطت الأمة الإسلامية، ابتلانا الله بالذلة والمهانة ،

ولمن لا يدرك خطورة الأمر فليتفكر قليلا، لماذا نستنكر إذن على من يسافر لتحصيل مزيدا من العلم وإخوانه في سوريا يذبحون؟

هذا النموذج التركي المقيت للإسلام العلماني يشكل فتنة من جانب آخر تسحر العينين !

خلاصة ما علمته واقتنعت به،

أن الأولويات هي التي تحدد توجهي، وهذا معنى أساس من معاني العبودية، أن تطوع نفسك للاستخدام في اي مكان يريد الله، وعلى أي ثغر تكون الأولوية،

فإذا كان الثغر في وجود الأمة أصلا، فيجب ان نهب حتى نقوم بهذا الثغر، فإذا ما كان في ضعف بعدها ، ذهبنا الى موطن الضعف.

ومفهوم الأولوية في الوقت الحالي يقول أن هناك نقص حاد في تربية الأمة تربية إيمانية وفكرية صحيحة، في وقت انخدعت بمظاهر المادية وانقهرت نفسيا أمام الغرب.
وهذا القهر لا يكون علاجة أبدا بمجاراة الغرب، وانما بنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في ايضاح المهمه وايصال الرسالة.

والأولوية أيضا تكون فيما يقيم الحياة وييسرها كالأساس من العلوم والإنتاج وسائر أمور المعيشة،

والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع هذه الأمور بدقة رائعة،

فما يصيب الأمة بشكل مباشر تعامل معه من منطلقة، كمثل شراء بئر روما وكمثل السوق الخاصة بالمسلمين والمنفصلة عن اليهود،
فهذه أمور أساسية لا تستقيم أمور الناس بغيرها،

ولكن في غزوة حنين نجده قائم بإيجار السلاح من اليهود، ولم يقل مثلا دعونا ننتظر حتى نتقدم في علم التسليح ونصنع أسلحة متطورة تفوق الأعداء !

ولهذا يتعجب العالم كيف أن حماس بعدتها البدائية تنتصر على إسرائيل بسلاحها المتطور جدا وبكل ترسانتها الرهيبة؟

لكن في المقابل هل توقفت حماس وقالت نحاربهم بالحجارة مثلا؟ بل قامت بما تستطيعه وهو بدائي جدا مقابلة لما تستطيعه اسرائيل،

لكنها ليست أبدا حرب تفوق اقتصادي او تفوق في التكنولوجيا او التسليح والإنتاج، فنحن ميعارنا الإيمان وهم معيارهم القوة المادية،

بل يكون الدرس في غزوة حنين أنه حين تفقد المعنى الأساسي للعبودية والخضوع لله تحدث الكبوة كما حدث في اول حنين، حين ظن المسلمون في عدتهم وعددهم !

وأزيد انه في غالب معارك المسلمين كانوا دوما الأقل عدة وعتادا، ولعلها آية من الله سبحانه وتعالى يوضح فيها مقاييس النصر لأمة تلهث وراء الدنيا ظنا منها أنها تقيم الدين !

لقد أخبرنا الله أن هذه الأرض حين تأخذ زخرفها وتتزين ستتدمر ! وكأنها رسالة قوية، أن الغرض لم يكن أبدا ولا يوما استعراض قوة الإنسان،

وإنما فقط وهب الله للإنسان كل شيئ في هذه الأرض ليساعده على أداء مهمته ، وهي إقامة حكم الله في الأرض كلها،

فمن فهم هذا بحق ما جرى ابدا وراء زيادة من دنيا مادامت هناك دولة واحدة لم تدخل الإسلام أو لم تدفع الجزية عن يد وهي صاغرة، فضلا أن تكون بلاد المسلمين محتله ومستباحة الدم والعرض.
« آخر تحرير: 2012-10-22, 23:00:29 بواسطة جواد »

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
رد: الدنــــــيا
« رد #39 في: 2012-10-23, 00:32:35 »
الزهد هو لب الدعوة .... اقصد لب ما يجب ان يتحدث عنه الدعاة .... فهناك فارق بين من يرتكب حرام لكي يحصل على زينة الدنيا و بين من هو تعيس لأنه لم يحصل على زينتها لكنه عمليا و تقنيا لا يرتكب حرام و ان كان عرضة له و بين من هو تعيس تعاسة مبررة لو صح التعبير لأنه لا يحصل على حقوقه.... و هذا ما يفرق داعية عن اخر في امكانيات التوازن بين و بين.

الزهد هو ما تقع عليه عينك لا يحتل اكثر من مكانه في قلبك لو كان حلال و لا تأسى على مالا تستطيع الحصول عليه و لا ترتكب جرم في سبيل الزينة.

الموضوع له عدة تقسيمات.

قبلها اطرح شيئا اراه ثابتا لا يمكن المساس به.

عدم الزهد في القوة على مستوى المجتمع . القوة تعني سلاح القوة تعني وقود القوة تعني علم دنيوي الذي هو ببساطة معرفة قواعد خلقها الله لتنكشف كل دقيقة بعد اخرى. هذه هي قواعد الدنيا التي نعيش فيها فليس بالضروري ان ينتصر المسلم و ليس بالضروري ان ينتصر صاحب حق لكن غالبا ما ينتصر صاحب السلاح للاسف و لو الى حين. كيف وصلنا الى هذا ؟ هل كانت هناك لحظة فاصلة تحولت فيها الدنيا ؟ ما دور البركة الربانية للمسلم المجاهد و لو كان تسليحه بسيط؟ كلها اسئلة وجيهة فعلا تستطيع تغيير الواقع في ظل وجود سعي و يقين.

عدم الزهد في الأدمية و الحرية.

نحن نعيش في عصر الحدود الجغرافية و سيادات الدول داخل اراضيها على اساس العرق و قد نأخذ عشارت السنين لنتجادل عما اذا كان هذا نتيجة لتفتيت الإستعمار و ان نظام الخلافة كان افضل و اتحاد اعراق كثيرة تحت تاج واحد و قد ناخذ مئات السنوات لنغير فكرة سيادات الدول و عما اذا كان الخليج العربي بأكمله ملك للحجاز و ان السودان و الحبشة ملك لمصر و وضع فارس و تركيا الخ الخ الخ

في مجمل حديثكم كان الكلام عن  سقوط الخلافات و الدول  اي عن قلة الزهد المجتمعي الذي وقع فيه الحكام مما ادى الى تعطيل النصر ثم التعجيل بالسقوط و الهزائم الداخلية بيننا و بين بعضنا قبل الهزائم الخارجية.

لكن عند اي تطرق لما نحن نعيش فيه يكون كلامكم عن الفرد بذاته ..... كأننا نحن كأفراد مسئولين و لان الحاكم جاء منا فهو مثلنا !!!!!!! ما هذا التناقد .... ام ان الكلام عن التاريخ يكون اللوم على ولاة الأمور و لكن الكلام عن الواقع نلوم على انفسنا.

رأيي ان هناك حدود لله لا يجب ان نعتديها و هناك حدود لا نقربها ....... عدا ذلك يأتي دور الداعية في تنمية الزهد عند الناس في الأشياء و لو كانت حلال و من يريد ان يتقشف و يخشوشن فليكن.

لكن الزهد ليس فرضا و التخاذل ليس زهدا .

الخلاصة .

معظم من يسعون لزينة الدنيا بالحرام يقعون في كبائر بالضرورة و ليس لمم.

يسأل المرء نفسه هل انا ارتكب كبيرة  و هل حتى اقتربت من احد حدود الله نتيجة رغبتي في الحصول على شئ

و ان كنت في منطقة الأمان هل انا راض بما هو عندي و لا اريد ان ساعى للمزيد

و اذا كنت راض و لكني اسعى للمزيد هل اتضايق بالفشل

و اذا كنت غير راض فهل حزني يسبب اعاقة لي في حياتي و اكتئاب.

هل انا اعرف الفارق بين الرضا و الزهد و البرود و التخاذل.

و هذا عن نفسي فماذا لو كنت اعول و لا اجد ما يسد حاجة من اعولهم كيف اتصرف و السيف على قبة غيري و ليس رقبتي.

ما سر خوفي من الموت . هل صلاة تركتها او ذنب لم اكفر عنه او دين لم اقضيه او حبيب لم التقي به او او او او.... كلنا نخاف الموت و لكن حب الدنيا يقاس بما هو السبب الحقيقي لخوفي من الموت.

ارى ان السر في التعريفات قبل التطبيق فلا يمكن ان اطبق مالا اعرفه.

‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏