المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 136157 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #280 في: 2014-06-10, 10:57:04 »
وإياك يا هادية  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #281 في: 2014-06-10, 11:02:02 »
قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ(10) -يوسف-

أليس كلام هذا الضمير الذي فيه شيء من حياة من أحد إخوته، أليس هذا ذاته رحمة من رحمات الله تعالى بيوسف جاءت على لسانه، وإنفاذا لأمره سبحانه في عبده الصالح يوسف ومآله وما سيصير إليه ؟ أليس بداية تأويل رؤياه ؟   ....... كيف ذلك ؟ أفيكون الإلقاء في الجب خيرا ؟

أجل .... فماذا إن قتلوه، أو طرحوه أرضا، بمعنى جعلوه في أرض نائية يهلك فيها ؟

إن بداية تأويل رؤياه هي إلقاؤه في غيابة الجب، ولا بد أنّ بعض السيارة سيمرون ليسقوا، فيجدوه، وتبدأ قصته، وهو حي ينساق بإرادة الله تعالى إلى منّ الله عليه شيئا فشيئا متقلبا بين المحن إلى أن يصبح عزيز مصر .....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #282 في: 2014-06-11, 18:03:01 »
1-معرفة يوسف لمقام الرؤيا جعله يقصّ رؤياه على أبيه ....

2-كما كان قصها على أبيه سببا في تنبئ أبيه بكيد إخوته له . وأن الله سينعم عليه بتأويل الأحاديث،وأنه سيتم نعمته عليه.

3-تأويله لرؤيا صاحبي السجن كان سببا في تذكّر أحدهما له وذكره تحديدا للملك.

4-رؤيا الملك كانت السبب الذي ذكّر صاحب السجن بيوسف.

5-تأويله لرؤيا الملك كان سببا في خروجه من السجن....وتبوئه مقاما عليا .

6-وأخيرا تحقّق رؤياه من الله تعالى بأن سجد له إخوته وأبواه .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #283 في: 2014-06-12, 10:11:24 »
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ(54) -يوسف-

إنه اليوم مكين، ذو مكانة، وليس ذلك العبد الذي اشتراه العزيز، إنه اليوم أمين، وليس ذلك السجين الذي لبث في السجن سنين .... مكين أمين ...

فمتى أعلن الله تعالى أنه مكّن له في الأرض، لقد أعلنها منذ اشتراه العزيز، ولم يعلنها هنا، هنا أعلمنها الملك من بعد ما رأى آيات براءته، وعظمته وطهارته، وتعبيره لتلك الرؤيا ....

أعلنها الله تعالى منذ اشترى العزيز يوسف في قوله :
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(21)

من العبودية(لحظة اشتراء العزيز له) ----------إلى التمكين، هكذا بأعيننا نرى السوء، ما نزال لا نرى في شرائه خيرا،نراها المحنة، ولكن رُبّ محنة تقود لمنحة، رب شر تراه أعيننا شرا، بينما ينال الصابر عليه، والثابت والواثق بالله تعالى بعده فرج عظيم وتمكين .

فالفرحة تعترينا لحال يوسف فقط حينما يستخلصه الملك لنفسه، ويعلن أنه لديه مكين أمين، بينما وجب أن نتشوّف للفرج منذ اللحظة التي تصيب فيها المؤمنَ المحنة فيصبر ويثبت ويثق بربه ... من لحظتها،-وإن كانت حزينة- يحدث التشوّف لرحمة وفرج قادِمين من الله تعالى .

فلننظر ليوسف عليه السلام، وهو يأل الناجي بين السجينَين أن يذكره عند ربه، أي سيده، ولنبحث عن الفرق العظيم بين ذلك الحين الذي أنسى الشيطان فيه يوسف أن يتمسك بالله وحده وقد استخلصه الله تعالى لنفسه، وبين اللحظة التي طلبه فيها الملك، ولم يتسرع ولم يهفُ للخروج إلا بعد أن ثبتت براءته، فقال الملك "ائتوني به"........... فرق عظيم بين "اذكرني عند ربك"، و"ائتوني به".... فالله تعالى لما توجه يوسف بكليته لربه وحده في رجاء الخلاص، ها هو يمكّن له عند عباده كما مكّن له عنده سبحانه .....
« آخر تحرير: 2014-06-12, 10:16:36 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #284 في: 2014-06-12, 10:30:10 »
جميل
فتح الله عليك وبارك بك يا اسماء
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #285 في: 2014-06-12, 16:31:33 »
وبك بارك الله يا هادية وفتح عليك  emo (30): هذه السورة عظيمة، عظيمة كلما قرأناها، ومهما عرفناها ... سبحان الله !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #286 في: 2014-06-12, 16:47:42 »
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(67)

ويبقى النبي نبيا، رغم حزنه، ورغم عظيم مصابه في قرة عينه يوسف، ورغم حدسه أنّما سوّلت لأبنائه أنفسهم أمرا... ولكنه صبر الصبر الجميل، فما ضيّع عقلا، ولا أتلف برهانا، ولا فقد حجة

هذه الآية عظيمة .... إنها دستور، وقانون نورانيّ رباني...
إنها الموازنة بين الرضى بقاضاء الله، وأنه لا رادّ له، وأنه لا دافع له، وأنه لا يغني عن أمره وفعله شيء، وبين الأخذ بالأسباب ....

إنه يعلمهم، ويعلمنا، ويعلم به الله تعالى عباده جميعا، كيف تكون الموازنة، كيف يكون اليقين بأن الله تعالى هو المدبر وهو الفاعل وهو الآمر، والحكم له وحده، ولا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب، فهو يسألهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة، ويبين لهم أنّ ذلك منه لن يغني عنهم من الله شيئا...

وأغلاط وأخلاط في كثير من الناس وهم إما متواكلون فلا يتحركون ويعزون ذلك منهم للقضاء وإلى أن ما يكون لا مغيّر له بحركتهم، وإما هم سببيون موغلون في السببية حتى يغفلوا عن مسبب الأسباب ....

فما أروع متيقنا بفعل الله تعالى، وبيده في كل شيء، وهو يأخذ بالأسباب متوكل على الله، راض قانع سابق في يقينه أن الفاعل هو الله ولا يكون إلا ما يريد وإن أخذ بكل الأسباب، فإذا كان ما أراد عرف أنه إرادة الله، وإذا لم يكن ما أراد عرف أن الله أمضى ما أراد .

أخذ بالأسباب -----مع يقين بأن الأمر لله والحكم له وحده ----- وتوكل تام على الله بعد التيقن والأخذ بالأسباب
« آخر تحرير: 2014-06-12, 16:49:38 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #287 في: 2014-06-13, 09:14:13 »
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ(89)

إنه يعلمهم بأمرهم وهم لا يشعرون، وهم لا يعرفونه ولا يستطيعون تبيّن أنه يوسف الذي ألقوه في غيابة الجب .

إنه  تحقق وعد الله تعالى :فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(15)

هنا تحقق وعد الله تعالى ليوسف وهو في الجب.

أما مجيئهم مع أبويه وسجودهم فذلك تحقق الرؤيا .

وكما عرفنا في الفرق بين النبأ والخبر، لم تجئ "لتخبرنّهم" لأن نبأهم ذلك عظيم

الله سبحانه الذي لا يخلف وعده، وهذه سورة يوسف التي في قصته وإخوته آيات للسائلين، أي دلائل على ما يخفى، وفيها، من هذه الآية من الدلائل للسائلين أن تحقق وعد الله تعالى واجب لا محالة، ومنها نتعلم أنه سبحانه سيحقق وعده هذا:

 وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(55)  -النور-
« آخر تحرير: 2014-06-13, 09:19:32 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #288 في: 2014-06-13, 12:09:45 »
إن أعظم كارثة نراها نحن قراء سورة يوسف هي إلقاء إخوته له في غيابة الجب، ونراها غما وهمّا وحزنا ألمّ بيوسف وبأبيه عليهما السلام .

بينما يوسف عليه السلام لما عدّد نعم الله عليه من بعد مجيئ أهله إليه، لم يذكره أول ذكره. يقول:

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدًۭا ۖ وَقَالَ يَـٰٓأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُءْيَـٰىَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقًّۭا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِىٓ إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِنۢ بَعْدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيْطَـٰنُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِىٓ ۚ إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌۭ لِّمَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ .

لم يبدأ به على أنه المحنة العظمى، ولا تنجية الله له منه، بل تلطف بين إخوته الذين سبق وأن أخبرهم ألا تثريب عليهم، فأشار ولمّح إليه بذكره نزغ الشيطان بينه وبينهم ...

إنه يرى نجاته من السجن قبل كل شيء، ذلك السجن الذي قال عنه في عزّ محنته بامرأة العزيز والنسوة، "ربّ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"...  نعم إنه أحب إليه من أن ينصاع لهواهنّ، ومن أن يقترف معصية، الجبّ لم يطل به مكثه، بل لقد نجاه الله منه، والسيارة كثيرو الارتياد له... أما السجن فقد طال فيه مكثه، حتى طلب من الناجي أن يذكره عند ربه... ورغم ذلك لم يكن له ما أراد، بل لبث فيه بضع سنين أخرى... وهو مسجون ظلما، ففي السجن محنتان،محنته  بالنسوة وبعدم ظهور براءته منهنّ على الملأ مع محنة السجن التي لولا أقدار الله وألطافه لكان موته فيه ...

والسجن...هذا الذي رآه أخف الضررَين عليه،يتم الله نعمته عليه من ثباته وصبره، فيخرجه منه أيضا، ويمكّن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ....

إنّ الجبّ وإن كان إلقاؤه فيه هما وحزنا، إلا أن إيناس الله له فيه بأن أوحى إليه لينبئنّهم بأمرهم، وتنجيته منه سريعا، كان بداية التمكين التي تجعل مع العبد المؤمن الثابت الصابر ما مظهره حزن وغمّ بداية لمنحة عظيمة ... فكان الجبّ أمرا أهون من قتله أو طرحه في أرض يهلك فيها، بينما كان قصر العزيز المنيف، حيث حياة الترف، والنعمة مكانا تطارده فيه المحنة العظيمة، فكان السجن أحبّ إليه منه ومما دعيْنه إليه... وهكذا تقلب عليه السلام بين المحن، وكان ثابتا، يرى المنحة في المحنة ببصيرته الثاقبة وقلبه الموصول بالله ...
« آخر تحرير: 2014-06-13, 12:32:55 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #289 في: 2014-07-04, 14:02:31 »
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ(154)-الأعراف-

لقد عاد فوجدهم عبدوا العجل، فتملّكه الغضب لربه.
لربه الذي نجاهم وعلاهم وووعدهم أن يورثهم الأرض من بعد القوم الظالمين....

غضب غضبا شديدا، حتى ألقى الألواح، حتى أخذ بلحية أخيه يجره إليه... ولكن الغضب سكت... فالغضب لم يُيَئس نبي الله من رحمة الله، ولم يَحُل دون مواصلته درب دعوته لله ....

أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة .... لمن ؟
للذين هم لربهم يرهبون

إنه هدى التوفيق، هدى المعونة الذي يقرب العبد المؤمن بربه من ربه...
وكذلك هنا يتشابه المعنى مع قوله تعالى : "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(2)"-البقرة-
هدى للمتقين، هدى توفيق وهدى معونة، هدى يأخذ المؤمن المتقي في مدارج المحسنين ....

من آمن بالله ربا فاتقاه كان له في القرآن هدى....
ومن كان لربه راهبا هداه كلام الله ....
هدى التوفيق ....
أما هدى الدلالة، هدى يدل العبد على ربه، وإلهه فقد هداه الله كل خلقه ....

هداه بني إسرائيل من بعد الفطرة والعقل بموسى عليه السلام جاء يدعوهم لعبادة الله الواحد...
ولكن هدى التوفيق والمعونة لا يكون إلا للذين هم لربهم يرهبون....
ولكن الهدى من القرآن لا يكون إلا للمؤمنين المتقين ....

أوليس مخطئا كل الخطأ من حسب أن الدعوة تكون بالدرجة الأولى للبعيدين، للمسرفين، للغارقين في لجّ الشهوات، للذين أخذتهم الدنيا كل مأخذ ....
فأين هدى المتقين؟ وأين هدى الذين هم لربهم راهبون ؟

لا نغفل عنهم، فهدى القرآن لن يتمكن إلا من نفوسهم، ومن نفوس المسرفين التائبين التوبة النصوح .
أما أن يُبحث عن هدى توفيق ومعونة لمن ضيّع هدى الدلالة .... فصعب، وإنه لمرتقى بلا قاعدة ....
ولا يتوقف الهدى عند حد لا تستوجب معه الدعوة، بل يستمر ويكبر ليأخذ المؤمن من كتاب الله ويعبّ ولا ينفك محتاجا للهدى ...وللاهتداء، وللدعوة ....
أو لم يقل إبراهيم عليه السلام، وهو المهتدي العارف ربه "لئن لم يهدني ربي لأكوننّ من القوم الضالين" ؟
« آخر تحرير: 2014-07-04, 14:05:11 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #290 في: 2014-07-10, 17:31:52 »
 قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ(80) -يوسف-

لم يستطع كبيرهم أن يعود معهم بغير بنيامين، ذكّرهم بموثق أبيهم، وذكرهم بفعلتهم في يوسف أخيهم، ثم قرر ألا يبرح الأرض حتى يحكم الله له...

لقد كانوا عشرة يوم ألقوا يوسف في غيابات الجب ....
عشرة، ولكن بينهم من وصفه الله تعالى بالقائل منهم، هو الذي اقترح عليهم ألا يقتلوا يوسف وألا يطرحوه أرضا، بل أن يلقوه في غيابات الجب ليلتقطه بعض السيارة ....
لقد كان قوله -وإن كان أحدهم والمنفذ معهم-  رحمة من الله تعالى أجراها على لسانه حتى لا يقتل يوسف ولا يطرح أرضا، وقد يكون هذا القائل هو ذاته كبيرهم الذي أبى أن يترك أرض مصر وأن يعود معهم لأبيهم من غير بنيامين ....

فأين بنيامين اليوم؟ إنه مع يوسف، لقد آواه إليه يوسف، ولقد منّ الله على يوسف وعليه، كما لم يكن مع إخوته ساعة كادوا ليوسف، بنيامين بجانب يوسف، وكبيرهم لم يبرح الأرض، ولم يعد معهم إلى مصر ....
فكم بقي منهم ؟
لقد بقي تسعة هم المتمالؤون على الشر الأكبر، وهم الذين كانوا سيقتلون يوسف لولا إرادة الله وتسبيبه لقول أخيهم أن يطرحوه في الجب لينجو بدل قتله....

لقد خلُصَ المجرمون الخلّص .... ولقد منّ الله على يوسف وعلى أخيه بن يامين، وهذا الثالث كبيرهم أيضا على قدر الخيرية التي كانت فيه، لم يجعله الله تعالى مع إخوته ساعة قدموا على يوسف وهم في ذل وصَغَار
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ(88)

رفع الله البريئَيْن يوسف وبن يامين درجات، كما خلّص الثالث (كبيرهم) من الذل والصغار جزاء وفاقا لخيريّة فيه ظاهرة...

فسبحان الله العدل، وسبحان الله الذي لا يظلم مثقال ذرة، وسبحانه وما هو بظلام للعبيد... !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #291 في: 2014-07-16, 17:35:24 »
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ(18) "-الحج-


الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله، كلها دون استثناء، ما فيها أن قليلا منها يسجد، وما فيها أن كثيرا منها يسجد، بل كلها تسجد لله ....

أما في الناس... أما بين الناس....!!
فقد جاء رب العزة بـ"كثير" ولم يجئ بـ "أكثر"، لنقول أنه بقي القليل الذين لا يسجدون، بل  لنعلم أن كثيرا منهم أيضا لا يسجدون ...، وهؤلاء الكثير الذين لا يسجدون، هم الذين حق عليهم العذاب ...
إنه سبحانه بعذابه لهم قد أهانهم، وإنه سبحانه بسجود الساجدين له قد أكرمهم... فما أكرم وما أعزّ من سجد لربه ... وما أذلّ وما أهون من لم يسجد له...

من لم يسجد لله تعالى أهانه الله في الدنيا وأذلّه، وأخضعه لمن مثله من البشر، وأسجده له، مؤتمرا بأمره منتهيا بنهيه،وتلك إهانة من الله تعالى له ما بعدها إهانة، ولن يكرمه أحد ممن سجد لهم من دون الله، بل كلهم سيذلونه وسيستصغرونه...

من لم يسجد لربه، ولم يذلّ بين يدي ربه، أذلّه الله لغيره وأهانه، ومن سجد لله تعالى أكرمه، فلم يحوجه لغيره، ولم يذلّه لغيره، وكيف يذلّ أو يهان والله أكرمه بسجوده له سبحانه ؟

قمة كرامتنا ورأس عزّنا في السجود لله، وغاية الهوان والذل في الاستنكاف عن السجود له سبحانه



« آخر تحرير: 2014-07-16, 17:41:18 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #292 في: 2014-11-20, 13:21:49 »
عندما نتحدث عن ترتيب النزول وترتيب المصحف، فهما ليسا الشيء نفسَه... ترتيب النزول شيء، وترتيب المصحف الكريم شيء غيره... للمؤمن أن يتساءل ما سرّ اختلاف الترتيبَيْن؟ وقد يترتّب عن تساؤله ثمرة أو ربما ثمرات ...

لماذا لا نحاول قراءة القرآن الكريم بترتيب المصحف، على أنه الطريق الذي يسلكه سالك، فيبدأ من مبتدأ وينتهي إلى منتهى .... هذا السالك هو أنا وأنت وهو وهي ... ربما كان مؤمنا، وربما لم يكن، هذا الكتاب فيه هدى للناس كل الناس، هذا الكتاب يدلّ المؤمن، كما يدلّ غير المؤمن الذي يريد أن يعرف، ويبحث ....

لماذا لا نحاول فتح هذا الكتاب من جديد، بفكرة جديدة، بطريقة جديدة، بروح جديدة....
أريد أن أعرف وأنا أبدأ الطريق، ما التسلسل الذي جاء في هذا الكتاب، بهذا الترتيب الذي أراده ربّ العزة، الذي رسم خطوطه ربّ العزة، فإذا كانت السورة بمعنى"المنزلة" فكيف أراني وأنا أنتقل من منزلة إلى منزلة ؟ وأنا أشق هذا الدرب إلى الله تعالى من مبتدأ الطريق(الكتاب) ....

عندما أبدأ الطريق(فتح دفّتي المصحف) ماذا يقابلني؟ ما أول حاجتي؟ ما أول ما يجب أن أعرف، وما أول ما يجب أن أفعل؟ ما أول ما يجب ألا أفعل ؟

لماذا لا نحاول قراءة القرآن العظيم بهذه الطريقة ؟ لا بترتيب النزول كما نزل على قوم أميّين، كانوا ضالين فهداهم، بل بترتيب المصحف الذي حدده الله تعالى، الذي وضعه الله تعالى لحكمة عظيمة...ربما تتبيّن في عصور ما بعد النزول وما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من تبيّنها في عهد النزول...ربما توائم ناس هذه العصور، ولا تلائم ناس عصر النزول...

لماذا لا نحاول تدبّر الآيات، وتدبّر المنازل(السور)، وتدبّر الانتقال من آية إلى آية، ومن سورة إلى سورة ؟ لماذا لا نحاول ان نبصر النور لا بشيء بل بنور القرآن....

لماذا لا نحاول الربط بين آية تبدو لنا بعيدة عن موضوع آيات كنا بصددها ؟ كأن نقرأ في آيات عن القتال ونقرأ ونقرأ، ثم وفي الطريق نفسه، نقرأ واحدة عن الربا، ثم نعود لنقرأ عن القتال؟ !
نقرأ عن النظام الأسري في الإسلام، ونقرأ ونقرأ ثم نقرأ على نفس الطريق آية الحفاظ على الصلوات والصلاة الوسطى ونعود بعدها لنقرأ عن النظام الأسري من جديد ؟!

لماذا لا نبحث؟ لماذا لا نتأمل؟ لماذا لا نطيل المكوث في الآية ؟ وفي السورة؟ لماذا يكون همنا آخر السورة أو آخر الكتاب لنكون قد أتممنا ختمة !    وبعد....... ؟!

لنحاول.... لنقرأ... لنبحث...لنربط...لنتأمل...لنتدبّر... لنقرأ قراءة شخصية دون استعانة بتفسير إلا في القليل الذي لا نفهم... وسنجد...سنكتشف... سنعرف، وكأننا لم نقرأ من قبل شيّا !!

لنفتح دفتّي المصحف .... لنبدأ الطريق.... لنتخذه طريقا ومشكاة في آن ....لنبحث في أنفسنا بعد كل منزلة(سورة) عما رسخ بأنفسنا، عما استنارت به عقولنا، عما أضاء لنا لنكمل الدرب منزلة إثر منزلة ...
« آخر تحرير: 2014-11-21, 16:47:21 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #293 في: 2015-02-20, 11:38:47 »
إذا تأملنا سنّة الله في عباده ساعة الوغى ولقاء العدوّ، تعلّمنا أمورا أساسية تُذهب عن عقولنا الشطط، وتعلّمنا عقيدة النصر، وكيف يتأتى للمؤمنين، وتمحو عقائد باطلة يرمي بها بعضهم ذات اليمين وذات الشمال سواء بنيّة التشكيك في الدين، أو لتخذيل المؤمنين وليظلوا على حالهم من الضعف والاستكانة ...

سورة آل عمران تعلمنا عقيدة النصر بقواعدها وبشروطها المتشابكة، إذا تأملنا في معرض السورة من مبتدئها إلى منتهاها .
1- فقد يقول قائل من أهل النفاق أو الدسّ أو التشكيك" لو كان محمد حقا لما هُزم أصحابه"، وقد قالها أهل النفاق في "أُحُد"، ويقولها كذلك أهل النفاق والتشكيك وتلامذة المستشرقين والعلمانيون اليوم. كما قد يقولها ضعاف النفوس من المؤمنين اليوم عن حالنا وما نعاني.

2-قد يقول قائل ناظر في حال الأمة اليوم، كيف يتأتى لنا نصر ونحن على ما نحن عليه من ضعف وتفرّق وتشرذم، ويقطع الأمل ويخذّل المؤمنين في حدوث نصر لهم جديد.

فلنتأمل آيات سورة آل عمران التي جاءت من أولها تلوّح بإمكانية تجدد نصر الأمة وأنه لا ينقطع مهما كان من حال ولكن بشروط : "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ(13)"

وقبل هذا قد علّمنا الله تعالى هوان الكافرين عليه سبحانه، حتى لا يقع في قلوبنا من قوة يكونون فيها رهَب أو قياس بالعين التي تقدّر العدد والعُدّة وحدهما فقال سبحانه :
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ(10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ(11) قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(12)"

علّمنا سبحانه أنّ عددهم وعدتهم وما هم عليه ليس دليل قوة مطلقة، وكيف يكونون الأقوياء وهم "الذين كفروا" ؟ إلا إذا قرّرنا نحن بنظرة قاصرة أنهم "الأقوياء" بينما يقرر الله تعالى أنهم بكفرهم "الضعفاء" وأنه متى كان المؤمنون معتزين بإيمانهم متقوّين به غيرَ ناكسي رؤوسهم وهم أهل إيمان كان الكفار بما لهم من مظاهر عزة هم الضعفاء...

فإن الآية بارزة لنا ظاهرة في نصر الله لفئة كانت صفتها الأهم "يقاتلون في سبيل الله"

ولكنّ هذه العبرة لا تتأتى إلا لأولي الأبصار، فأي أبصار هي؟ والبصر يقول أن الفئة الكافرة أكبر عددا وعدة من الفئة المقاتلة في سبيل الله ؟!
إنما هي البصائر التي لا تتخذ النظرة العينيّة حكما تاما كاملا مستوفي الشروط . بل إنّ التاريخ الإسلامي الممتد بالفتوحات والنصر المبين في عصور العزة يشهد بلقاء المؤمنين دوما بالفئة الكافرة وهي الأكثر عددا، بل تكون في غالب الأحيان بأضعاف المؤمنين .

أولا:
سورة آل عمران تعلّمنا من بداياتها أول السلاح الذي على الأمة أن تتسلح به وهو الخلاص من الهزيمة النفسية، ومعرفة هوان الكافرين على الله وإن يكن من مظهر قوتهم ما يكُنْ .


ثم تعرض السورة لما يداوي المؤمنين من أن يقعوا فرائس شهوات الدنيا التي تحيط بهم فتأخذهم عن نصرة دينهم "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15)"

ثانيا:

فالمؤمن ليس فريسة للدنيا وشهواتها بل هو صاحب الخير العظيم الذي يخبئه له رب العزة، ومن شأن الشهوة أن تذهب العبد عن أن يكون همّه نصرة دينه .
 
يزيد الله في تأكيد هوان الكافرين عليه سبحانه بما ظلموا وبما أتوا مع الأنبياء والرسل وبما قابلوا دعوة الله تعالى
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ(110) لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ(111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ(112)"

ثالثا:

فهم بما ظلموا وبما كان منهم من كفر وصدّ وتقتيل للأنبياء هانوا على الله تعالى، فكيف لهم أن يقاوموا قلوبا عامرة بالإيمان بالله ؟

رابعا:
الأمة التي كانت يوما ما قوية مؤيدة من الله تعالى، حقيقة بأن تعود لمجدها على خطى أسلافها .

أما إذا حاول منافقو اليوم-وهم يفعلون- أن يقولوا بقول منافقي الأمس وأنّ القتال في سبيل الله لا داعي له، وأنه انتحار، وأنه إرهاب، وأنّ الأضعف قوة كيف له أن يلاقي الأكثر والأظهر قوة؟ وأنّ الإقدام على قتال الكافرين الأقوياء عدة وعددا جنون وموت بلا معنى، فالله تعالى يعلّمنا الردّ عليهم، ويعلمنا قبل الرد عليهم عقيدة أن النصر من عند الله تعالى لا من سواه...

"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123)".إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ(124)بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125) وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(126)

خامسا:

تقوى الله مع الصبر والثبات في قلب اللقاء تؤهل أهلها للنصر على الكافرين وإن كان المؤمنون قلة .


كما تعلمنا آل عمران شروط نصر المؤمنين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(130) وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(131) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(132) وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136)

سادسا:

نفوس المؤمنين الذين يستحقون نصر الله نفوس زكيّة، أعلنوا الحرب على أنفسهم وعلى غواياتها قبل إعلانهم الحرب على عدو الخارج .


ولقد علّمنا الله تعالى في آل عمران أن عدم الفشل وعدم الضعف وعدم الاستكانة(الصبر) وكل هذا مع توكل على الله تعالى ودوام سؤاله ودعائه أن يغفر لهم ويثبتهم وينصرهم.

وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(147) فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(148)

سابعا:

النصر حليف المؤمنين الربيّيين أي المطيعين لله ولرسوله، الصابرين المتواضعين لله مديمي الاستغفار وسؤال الثبات والاستنصار بالله .

ثم يعلمنا سبحانه شرطا آخر
إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ(160)

ثامنا:

فهو سبحانه الناصر لعباده المتوكلين عليه، وهو سبحانه الذي يخذل عباده الذين لا تتوفر في أنفسهم شروط النصر التي تعلمناها من الآيات أعلاه.

ولا ننسى أن الله تعالى علمنا في معرض كثير من آيات آل عمران ضرورة التنبة للمنافقين في الصفوف، وضرورة توقّيهم، وعدم السماع لتخرّصاتهم وتشكيكاتهم، وأن عقائدهم عقائد كفر باطلة.

وبهذا نستنتج شروط النصر من آيات آل عمران السابقة ونجملها هنا مرقومة :

1- أول سلاح الأمة الخلاص من الهزيمة النفسية، ومعرفة هوان الكافرين على الله وإن يكن من مظهر قوتهم ما يكُنْ .

2-المؤمن ليس فريسة للدنيا وشهواتها بل هو صاحب الخير العظيم الذي يخبئه له رب العزة، إذ من شأن الشهوة أن تذهب المؤمن عن رسالته العظيمة وعن نصرة دينه.

3-الكافرون(أهل الكتاب) بما ظلموا وبما كان منهم من كفر وصدّ وتقتيل للأنبياء هانوا على الله تعالى، فكيف لهم أن يقاوموا قلوبا عامرة بالإيمان بالله ؟

4-الأمة التي كانت يوما ما قوية مؤيدة من الله تعالى، حقيقة بأن تعود لمجدها على خطى أسلافها .

5-تقوى المؤمنين الله مع الصبر والثبات في قلب اللقاء تؤهلهم  -وإن كانوا قلّة- للنصر على الكافرين .

6- نفوس المؤمنين الذين يستحقون نصر الله نفوس زكيّة، أعلنوا الحرب على أنفسهم وعلى غواياتها قبل إعلانهم الحرب على عدو الخارج .

7-النصر حليف المؤمنين الربانيّين أي المطيعين لله ولرسوله، الصابرين المتواضعين لله مديمي الاستغفار وسؤال الثبات والاستنصار بالله.

8-الله سبحانه الناصر لعباده المتوكلين عليه، وهو سبحانه الذي يخذل عباده الذين لا تتوفر في أنفسهم شروط النصر التي تعلمناها من الآيات أعلاه.

9- معرفة صفات المنافقين وضرورة اتقاء المؤمنين تخذيلهم وتشكيكهم وتضعيفهم .

والآن وبعد هذا ....

نأتي على آية عظيمة من سورة آل عمران، جامعة شاملة لك ما سبق:

"لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ(164) "

أ-يتلو آيات الله --------> يبلّغ المؤمنين ما يعلّمهم الله تعالى من هوان الكافرين عليه، ومن حقيقة المنافقين وخطورة الركون لتخرّصاتهم، ومن تقوية للمؤمنين رغم كل بأس، ومن تخليصهم من الهزيمة النفسية إزاء القوة الظاهرة للكافرين، ومن حقيقة كفرهم وفعلهم بالأنبياء، وغضب الله عليهم وضربه الذلة عليهم.

ب-يزكّيهم-------------> للتسلح بالتقوى، والتزكية (من الآية130 إلى 136) .

ج-يعلمهم الكتاب والحكمة---------> يعلمهم أمر الله ونهيه، ويعلّمهم بسلوكه صلى الله عليه وسلم وتربيته إياهم .

ولذلك وحتى يُبهت المنافقون المتقوّلون، بأن هذا الدين لو كان حقا لما هُزم المسلمون ولما ضعفوا، قال تعالى "رسولا من أنفسهم" بشر عليه الصلاة والسلام جاء ليبلّغ رسالة ربه، ويقابل كل فعل منه صلى الله عليه وسلم تفاعل من المؤمنين ليتحقق النصر .

فتلاوته آيات الله يقابلها منهم -----------------> فهمها وتشرّبها والعيش بها.
وتزكيته لنفوسهم منه يقابلها منهم--------------> أن تتزكّى نفوسهم وتتطهر فعلا على الأرض .
ويعلمهم الكتاب والحكمة منه تقابلها منهم--------> أن يعملوا بما تعلموا أي أن يطيعوا  الله ورسوله.

ولهذا تأتي الآية الموالية لهذه الآية الجامعة تبيّن للمؤمنين أن ليس عليهم أن يتساءلوا عن سر هزيمتهم وضعفهم، وهم الذين لم يتفاعلوا مع أمر الله تعالى ومع فعل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولتخرص ألسنة المنافقين وكل المشككين في الدين، فالله تعالى قدير على أن ينصرهم، ولكنّ نصره سبحانه وتأييده لهم مرتبط بتفاعلهم هُم، وفعلهم على الأرض، وفقههم لشروط النصر سواء على الجبهة الداخلية بتزكية أنفسهم واتقاء المنافقين وتخلّصهم من الهزيمة النفسية أو على الجبهة الخارجية بمعرفتهم هوان الكافرين على الله وياعتزازهم بإيمانهم  فيقول تعالى :

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(165)

« آخر تحرير: 2015-02-20, 12:40:49 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #294 في: 2015-02-28, 16:43:40 »
عندما نتحدث عن ترتيب النزول وترتيب المصحف، فهما ليسا الشيء نفسَه... ترتيب النزول شيء، وترتيب المصحف الكريم شيء غيره... للمؤمن أن يتساءل ما سرّ اختلاف الترتيبَيْن؟ وقد يترتّب عن تساؤله ثمرة أو ربما ثمرات ...


مما يثير الدهشة والإعجاب اعتماد الدكتور محمد عبد الله دراز على اختلاف ترتيب النزول عن  ترتيب المصحف في إثبات إعجاز القرآن الكريم وأنه منزل من عند الله
وقد شرح هذا باستفاض في كتابه القيم (النبأ العظيم)
أوصي الجميع باقتنائه وقراءته بتدبر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #295 في: 2015-03-03, 12:25:04 »
عندما نتحدث عن ترتيب النزول وترتيب المصحف، فهما ليسا الشيء نفسَه... ترتيب النزول شيء، وترتيب المصحف الكريم شيء غيره... للمؤمن أن يتساءل ما سرّ اختلاف الترتيبَيْن؟ وقد يترتّب عن تساؤله ثمرة أو ربما ثمرات ...


مما يثير الدهشة والإعجاب اعتماد الدكتور محمد عبد الله دراز على اختلاف ترتيب النزول عن  ترتيب المصحف في إثبات إعجاز القرآن الكريم وأنه منزل من عند الله
وقد شرح هذا باستفاض في كتابه القيم (النبأ العظيم)
أوصي الجميع باقتنائه وقراءته بتدبر


وهو كذلك. نسأل الله أن يعلمنا قرآننا ويفهمنا كنوزه .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #296 في: 2016-04-10, 09:29:39 »
عندما يناطح هوى البشر إرادة الله وحكمته.. !
عندما يحكّم الإنسان في نفسه هواها...

عندها طالب مَن طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأتي بقرآن غير هذا القرآن أو أن يبدله..

عندها تجرؤوا فاستعجلوا العذاب والشر استعجالهم بالخير...

عندها طالبوه أن يأتيهم بآية خارقة...

عندما تناطح أهواء البشر حكمة الله تعالى، عندها يقولون ما يشاؤون ويتشدقون بما يشاؤون... ويهرفون بما لا يعرفون...

ولكن الجمال ... كل الجمال والجلال كل الجلال... ألا يجيبهم الحكيم العليم إلى ما يريدون  بل يقضي بأمره وتدبيره ... وإن قالوا عن نبيه إنما أنت متقوّل، فأين إجابة ربك لما طلبنا ؟

الجلال كل الجلال في بقاء الأمر كما قضى الله وكما شاء، وكما قدر، حتى وإن زادهم إمضاء الله لما يريد لا لما يريدون طغيانا وعمى على العمى ....

" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" -يونس : 11-
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #297 في: 2016-04-12, 10:14:58 »
{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [يونس : 39]

خطيرة هذه الآية....

هذا عن حال المشركين، وكيف كذبوا بالقرآن من غير ان يتدبروه ويفقهوا معانيه، وينتظروا تأويل (أي تفسير) وتفصيل أحكامه من رسول الله صلى الله عليه وسلم....

فماذا عنا اليوم ؟!!! والشائع حفظ الحروف بلاتدبر أو تفكّر....
أليس هذا ما جعل كثيرا من الشباب سريع التأثر بالشبهات التي تُلقى؟!!

الحكم على الشيء فرع من تصوره...

أليس البعد عن التدبر والتفكر، والمدارسة من عوامل الحكم الجائر من ابناء الإسلام على الإسلام، ومن كثير من أبناء الأمة على القرآن... ؟!!!  ومن كثير من ابناء الأمة على السنة وهي الشارحة للقرآن.. ؟! المفصلة لما أجمل فيه؟!!!

أليس من عوامل مسارعتهم للاستجابة لطعن طاعن او تشكيك مشكك ؟!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #298 في: 2016-04-12, 10:55:58 »
نعم
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #299 في: 2016-04-13, 04:08:07 »
نعم
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}


ثبتنا الله على الحق.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب