المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 135989 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #220 في: 2013-08-11, 01:40:18 »
Yes please do :D

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: في ظلال القرآن
« رد #221 في: 2013-08-11, 05:26:33 »
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}

هذه الآية تصف سلوكا عجيبا من فرعون .. فرعون الذي قال{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} .. فرعون الذي أدعى الألوهية وقال {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} .. فرغون القائل {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} ويتبعه في هذا قومه بدون تفكير أو جدال أو نقاش {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} ..
هذا الفرعون الذي {عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } لماذا يستجدي الموافقة من قومه على قتل موسى عليه السلام ؟! أليس هو الإله والملك في أعينهم ؟! لماذا يسوق المبررات لهم ليقنعهم بضرورة قتل موسى عليه السلام قيقول أنه يخشى أن يبدل دينكم أو يحدث خلافا وشقاقا فيظهر الفساد في الأرض بسببه ..

هل يعرف أحد لماذا طلب فرعون من قومه تفويضا لقتل موسى عليه السلام ؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #222 في: 2013-08-12, 17:31:14 »
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}

هذه الآية تصف سلوكا عجيبا من فرعون .. فرعون الذي قال{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} .. فرعون الذي أدعى الألوهية وقال {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} .. فرغون القائل {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} ويتبعه في هذا قومه بدون تفكير أو جدال أو نقاش {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} ..
هذا الفرعون الذي {عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } لماذا يستجدي الموافقة من قومه على قتل موسى عليه السلام ؟! أليس هو الإله والملك في أعينهم ؟! لماذا يسوق المبررات لهم ليقنعهم بضرورة قتل موسى عليه السلام قيقول أنه يخشى أن يبدل دينكم أو يحدث خلافا وشقاقا فيظهر الفساد في الأرض بسببه ..

هل يعرف أحد لماذا طلب فرعون من قومه تفويضا لقتل موسى عليه السلام ؟

نعم أخي النووي لي بإذن الله عودة لسؤالك .رزقنا الله نور القرآن .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #223 في: 2013-08-25, 15:19:57 »
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}

هذه الآية تصف سلوكا عجيبا من فرعون .. فرعون الذي قال{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} .. فرعون الذي أدعى الألوهية وقال {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} .. فرغون القائل {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} ويتبعه في هذا قومه بدون تفكير أو جدال أو نقاش {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} ..
هذا الفرعون الذي {عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } لماذا يستجدي الموافقة من قومه على قتل موسى عليه السلام ؟! أليس هو الإله والملك في أعينهم ؟! لماذا يسوق المبررات لهم ليقنعهم بضرورة قتل موسى عليه السلام قيقول أنه يخشى أن يبدل دينكم أو يحدث خلافا وشقاقا فيظهر الفساد في الأرض بسببه ..

هل يعرف أحد لماذا طلب فرعون من قومه تفويضا لقتل موسى عليه السلام ؟

أعود أخي النووي لهذه الآية التي سألت عنها منذ زمن، شغلتنا الأحداث الجسام أن نعود إليها .وأريد أن أجمع الآيتين المتتاليتين لحسن ما هو موجود من مقابلة فيهما بين الكافر المتجبر في الأرض المتأله، وبين المؤمن الموقن بالله تعالى وبجواره .

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)

وقد قرأت عنها في مجموعة من التفاسير، وجدت الأكثر تبيانا لما فيها ما عند سيد قطب والشعراوي رحمهما الله، وما عند الدكتور راتب النابلسي ...ومفاده كله أنّه لم يستأذن في قتل موسى إلا لوجود من عارض ما أراده من قتله، وهذا التفصيل:

1-فأما ما جاء فيها في الظلال فهو التالي:

"وقال فرعون:ذروني أقتل موسى , وليدع ربه , إني أخاف أن يبدل دينكم , أو أن يظهر في الأرض الفساد). .
ويبدو من قوله: (ذروني أقتل موسى). . أن رأيه هذا كان يجد ممانعة ومعارضة - من ناحية الرأي - كأن يقال مثلاً:إن قتل موسى لا ينهي الإشكال . فقد يوحي هذا للجماهير بتقديسه واعتباره شهيداً , والحماسة الشعورية له وللدين الذي جاء به , وبخاصة بعد إيمان السحرة في مشهد شعبي جامع , وإعلانهم سبب إيمانهم , وهم الذين جيء بهم ليبطلوا عمله ويناوئوه . . وقد يكون بعض مستشاري الملك أحس في نفسه رهبة أن ينتقم إله موسى له , ويبطش بهم . وليس هذا ببعيد , فقد كان الوثنيون يعتقدون بتعدد الآلهة , ويتصورون بسهولة أن يكون لموسى إله ينتقم له ممن يعتدون عليه ! ويكون قول فرعون: (وليدع ربه). . رداً على هذا التلويح ! وإن كان لا يبعد أن هذه الكلمة الفاجرة من فرعون , كانت تبجحاً واستهتاراً , لقي جزاءه في نهاية المطاف كما سيجيء .
ولعله من الطريف أن نقف أمام حجة فرعون في قتل موسى:
(إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد). .
فهل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال الوثني , عن موسى رسول الله - عليه السلام - (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)?!!
أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح ? أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل ? أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادى ء ?
إنه منطق واحد , يتكرر كلما التقى الحق والباطل , والإيمان والكفر . والصلاح والطغيان على توالي الزمان واختلاف المكان . والقصة قديمة مكررة تعرض بين الحين والحين .
"

2-وأما ما عند الدكتور راتب :

 يبدو أنّ مَنْ حول فرعون نصحوه بألاَّ يقتله، لعلَّه رسول، ولعلَّه يدعو ربَّه، فيأتيك عذابٌ يا فرعون، قال: أنا لا أخاف.

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ﴾
 ففرعون ادَّعى أنه إله، وقال:

﴿ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى(24) ﴾

( سورة النازعات )
 وأمرهم أن يعبدوه، فهذا موسى سينغِّص عليه هذه الدعوى، فيشتِّت الناس عنه، لذلك قال:

﴿ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾
إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ

الفساد بمنظور فرعون:

 الفساد في نظر فرعون أن ينصرف الناس عنه، إذا انصرف الناس عن عبادته فهذا هو الفساد.

كيف يتغطرس الإنسان وهو ضعيف في قبضة الله:

 طبعاً الكافر لا يرى الله عزَّ وجل، لا يرى أنه في قبضة الله، يرى نفسه أنه قوي، وكلَّما تعمَّق الإنسان في العِلم شعر بضعفه، وشعر بافتقاره، وشعر أنه في قبضة الله، وشعر أنه عبدٌ ضعيف، هذا الذي يقول: أنا، هل علم هذا الإنسان أن خثرةً صغيرةً صغيرة من الدم لو تجمَّدت في إحدى أوعية الرأس لَشُلَّت حركته، أو لأصيب بالعمى، أو لاختلَّ توازنه، أو لذهبت ذاكرته، كيف يقول الإنسان: أنا، وهو ضعيف ؟

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾
 فكل إنسان يتفلسف أحياناً، حتى لو كان على باطل، حتى لو كان ضالاً مُضِلاًّ، حتى لو ادَّعى الألوهيَّة يتفلسف، يقول:

﴿ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ﴾
الإنسان يفلسف كفره وفلسفته:

 الإنسان منطقي، واللهُ أعطى الإنسان فكرًا ليتعرَّف به إلى الله، لكنه ينحرف و يكفر، فإذا كفر بالله يستخدم فكره ليفلسف كفره، فإذا أراد الإنسان أن يكفُر أو أن يشرك، استخدم الفكر نفسه الذي هو أداة لمعرفة الله، استخدمه استخدامًا آخر لغير ما خُلِق له، استخدمه للبحث عن حججٍ واهيةٍ لكفره وفِسْقِهِ، وهذا معنى المجادلة التي وردت في القرآن الكريم.

﴿ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا(54) ﴾( سورة الكهف )

 مرَّة قلت لكم: آلة تصوير ملوَّنة غالية جداً، يمكن أن تستخدم استخداماً جيداً فيغتني صاحبها اغتناءً كبيراً، ويمكن أن يستخدمها لتزوير العملة فتنتهي به إلى السجن، والآلة واحدة، إن استخدمها في المخطَّطات والتصميمات، لمع نجمه في سماء البلدة فاغتنى واشتهر ؛ أما إذا استخدمها لتزوير العملة، وكُشِفَ أمره ألقي في غياهب السجن، عن طريق هذه الآلة الواحدة الملوَّنة.
 وكذلك الفكر يمكن أن ترقى به، فتتعرَّف إلى الله من خلاله، وتزداد به قرباً وله طاعةً، فتسعد وتسعِد، وإما أن يستخدم الفكر نفسه لفلسفة الشرك، والكفر، والنفاق، فيكون الفكر سبباً لهلاك الإنسان.

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾
 إذاً: الكافر، أو مدعي الأُلُوهيَّة، أو المشرك كل منهم يتفلسف، ويقول لك: أنا على حق، وهذه مبادئ، وهذا تقدُّم، وهذه إنسانيَّة، وهذه مبادئ العدل، وهذه قيم، وهذه مُعْطَيَات، وهذه بيئة، عنده فلسفة لكنها فلسفة باطلة، لأن الله عزَّ وجل يقول:
﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ ﴾( سورة يونس: من الآية 32 )

 فلا يوجد إلا حق واحد، إن لم تكن مع الحق فأنت مع الضلال، إذا لم تكن أفكار الإنسان ومعتقداته وتصوُّراته وفق القرآن فهو ضال، قولاً واحداً بكل تأكيد، بالحجَّة الدامغة، ليس مِنْ حلٍّ وسط، إمّا أن تكون مع الحق، وإما أن يكون الإنسان ضالاً، فإذا دعا إلى ضلاله صار مضلاً، فهذا إذًا إمّا أن يكون ضالاًّ أو مضلاًّ، فاسدًا مفسدًا، فليس هناك مبدأ آخر، فالله واحد، والحق واحد، والقرآن واحد، والدين واحد، والمبادئ واحدة، أما إذا اعتنق أفكارًا ليست في كتاب الله فهي ضلال قولاً واحداً.
 والمؤمن إذا هُدِّد، وإذا تآمر عليه المتآمرون، وإذا توعَّده المتوعِّدون ليس له إلا الله، يا رب ليس لي إلا أنت، أنت قصدي، إني مغلوبٌ فانتصر، أحد الملوك الصالحين وهو نور الدين الشهيد، الذي أجرى الله على يديه النصر، سجد لله عزَّ وجل وقال كلمةً لولاَ أنها وردت عنه لما كنت أقولها لكم، قال له: " يا رب من هو نور الدين الكلب حتَّى تنصره ؟ انصر دينك " أنا لا شيء، انصر دينك يا رب، إني مغلوبٌ فانتصر، فانتصر لدينك ـ والله سبحانه وتعالى أجرى على يده النصر المؤزَّر، نصراً عزيزاً، فالمؤمن ليس له إلا الله عزَّ وجل إذا كان ضعيفًا مستضعفًا، وأعداؤه أقوياء وتوعَّدوه، وهدَّدوه.

﴿ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾




3-وأما ما عند الشعراوي رحمه الله (وهو من تسجيل له)

طلبه بـ: "ذروني" يدل على أن هناك من فيهم خميرة الإيمان متيقظة ويعلمون أنه نبي، ولا يريدون أذية نبي الله، لأنهم يتمنون أن يسري منهج الله.
طيب كيف يدخلون هذا على فرعون؟ أبدفاعهم عن موسى عندهم؟ لو كان منهم ذلك لعرف منهم الخيانة العظمى للألوهية،وغنما يجب أن يغلفوها بما يرضي فرعون من جهة ويرضي ضمائرهم أيضا،فجاؤوه من منطق أنه لو يقتله فسيشيع بين الناس أنه إنما قتله لأنه لم يطق حياته التي كانت ستفضح حاله،وأنك لو كنت على حق لتركته ولدفعه عنك الجدل والمحاججة، أما بقتله فسيقولون خفت أن يهدّ عرشك وينقض ألوهيتك.

---------------------------------------------------------------------------

ومن كل ما سبق ف يالتفاسير،وجب السؤال: سبحان الله ! ما دام وفي عزّ استعباد فرعون لبني إسرائيل، هناك من عارض سواء بتحايل أو بعلنية، وهناك خميرة إيمانية، يخشى الظالم دوما منها، يخشى من طوافها على السطح، لأنه يعلم داخليا، -وهو ما لا يظهره- أنه على طريق صعبة من شأنها أن تثير الرعية ضدّه، فهو يحافظ على ربوبيته وظلمه بصعوبة كبيرة، يعيش في هاجس الخوف من تفلت زمام الأمور، ومن غضبة الرعية .... سبحان الله !! مهما بلغت درجة البطش! فلمَ لا تفكر الرعيّة بهذا الخوف عند الظالم ؟؟!! لو أنها فقط فكرت به : " إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً(104)"

بالمقابل فلننظر لموسى عليه السلام وهو موقن بربه، متوجه له، مستعيذ به من كل متكبر، متحصّن بحصنه، لائذ بركنه المكين .... فهو يدعو ربه كما قال فرعون فعلا، يدعو ربه وربهم الواحد الذي لا إله غيره كما يدعي لهم فرعون المتألّه اللعين، يدعوه، ويستعيذ بجنابه من كل متكبر، من كل متكبر ...!! فنعوذ بك يا ربنا من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.


« آخر تحرير: 2013-08-25, 15:25:29 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: في ظلال القرآن
« رد #224 في: 2013-08-25, 18:00:05 »
لم تتركي لي مجالا للتعليق ..
ما أجمل هذا التفسير .. يحتاج لتأملات عميقة .. جدا
ولكن ماذا لو أخذنا الأمر من زاوية أخرى بأنه لم تكن توجد معارضة حقيقة له .. فهل هناك ما يدعوه في تلك الحالة أن يقول "ذروني اقتل موسى" ؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #225 في: 2013-08-26, 10:03:43 »
لم تتركي لي مجالا للتعليق ..
ما أجمل هذا التفسير .. يحتاج لتأملات عميقة .. جدا
ولكن ماذا لو أخذنا الأمر من زاوية أخرى بأنه لم تكن توجد معارضة حقيقة له .. فهل هناك ما يدعوه في تلك الحالة أن يقول "ذروني اقتل موسى" ؟

طيب أنا أرى -والله أعلم- أنه حتما كانت هناك معارضة، وما الدليل ؟ الدليل هي الآية الموالية :
"وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28)"

وهذا الرجل المؤمن من أين؟ من آل فرعون، إذن فهو نموذج للمعارضة الصادحة بالحق، أما الذين يمنعهم خوفهم من أن يكونوا مثله، فمؤكد أنهم أيضا موجودون.

وهذا الذي صرح، مؤمن آل فرعون لما أخلص لله تعالى، ولم يخش في قولة الحق لومة لائم، كان جزاؤه :
فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(45)

إذن فهذا دليل قوي على وجود هذه المعارضة، وحتى وإن لم توجد فإن الذي على الباطل لديه رهبة من صاحب الحق، تجعل لسانه ينطق بها، فجعل يعلّل للناس سبب نيته قتل موسى عليه السلام .

سبحان الله، ما أقوى الحق، إلا أنه يحتاج رجالا .... وما أضعف الباطل وإن كان بالأكثرية ....فقلة مؤمنة تهزم الباطل وأهله ! ليتنا نفقَه ونتعلم .


 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: في ظلال القرآن
« رد #226 في: 2013-08-28, 00:52:25 »
صحيح .. قرأت الآية مرارا من قبل ولم انتبه لحقيقة أن الرجل من "آل فرعون" نفسه .. من داخلهم .. سبحان الله .. ربما كان الانطباع الأول أنه من أهل مصر .. ربما عامي من هنا أو هناك .. ربما كالرجل اذلي جاء يسعى ينصح قومه باتباع المرسلين .. ولكن الآن انتبهت .. إنه من داخل آل فرعون أنفسهم .. ما أقوى الباطل وإن جرى على لسان فرد واحد وسط الآلاف والمئات .. ذكرني هذا بفعل ابن مسعود في الكعبة رضي الله عنه .. فعلا كانوا رجالا ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #227 في: 2013-08-28, 09:25:41 »
تقصد يا نووي ما أقوى الحق !!  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #228 في: 2013-08-28, 17:23:47 »
صحيح .. قرأت الآية مرارا من قبل ولم انتبه لحقيقة أن الرجل من "آل فرعون" نفسه .. من داخلهم .. سبحان الله .. ربما كان الانطباع الأول أنه من أهل مصر .. ربما عامي من هنا أو هناك .. ربما كالرجل اذلي جاء يسعى ينصح قومه باتباع المرسلين .. ولكن الآن انتبهت .. إنه من داخل آل فرعون أنفسهم .. ما أقوى الباطل وإن جرى على لسان فرد واحد وسط الآلاف والمئات .. ذكرني هذا بفعل ابن مسعود في الكعبة رضي الله عنه .. فعلا كانوا رجالا ..

نعم ما أقوى الحق تعني  emo (30): وفعلا كانوا رجالا ... ولننظر كيف أن قرآننا عظيم عظيم عظيم ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #229 في: 2013-08-31, 08:38:24 »
(وﺟﺎء رﺟٌﻞ ﻣﻦ أﻗﺼﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ)
ﺗﻨﻜﯿﺮ(ﻣﺆﻣﻦ آِل ﯾﺲ) : ﻣﻘﺼﻮٌد ﺣﯿﺚ ﻗﺎل : ( وﺟﺎء رﺟٌﻞ ) ﻟﻔﻆ ﻧﻜﺮة ﻷنه ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺎً ﻓﻲ زﻣﻨﮫ ، ﻓﺎﻟﺪﻋﻮة ﻻ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎء وإﻧﻤﺎ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل

-من على صفحة لطائف قرآنية-

-------------------------

اللهم ارزقنا الاعتبار والاتعاظ حتى لا نرى الانتماءات، أو الأشخاص أكبر من الدين ذاته ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: في ظلال القرآن
« رد #230 في: 2013-08-31, 16:08:57 »
تقصد يا نووي ما أقوى الحق !!  emo (30):

نعم .. ما أضعف الباطل وما أقوى الحق ..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #231 في: 2013-09-01, 15:19:18 »
إنهم - في الجيل الأول - لم يكونوا يقرءون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع ، ولا بقصد التذوق والمتاع . لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا ليضيف إلى حصيلته من القضايا العلمية والفقهية محصولاً يملأ به جعبته . إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها ، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته ، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه ، كما يتلقى الجندي في الميدان " الأمر اليومي " ليعمل به فور تلقيه ! ومن ثم لم يكن أحدهم ليستكثر منه في الجلسة الواحدة ، لأنه كان يحس أنه إنما يستكثر من واجبات وتكاليف يجعلها على عاتقه ، فكان يكتفي بعشر آيات حتى يحفظها ويعمل بها كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
هذا الشعور .. شعور التلقي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة ، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سير الحياة .
إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبل عليه بهذه الروح : روح المعرفة المنشئة للعمل . إنه لم يجيء ليكون كتاب متاع عقلي ، ولا كتاب أدب وفن ، ولا كتاب قصة وتاريخ - وإن كان هذا كله من محتوياته - إنما جاء ليكون منهاح حياة . منهاجًا إلهيًّا خالصًا .

وكان الله سبحـانه يأخذهم بهذا المنهج مفرقًا ، يتلو بعضه بعضًا :
{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } [ الإسراء : 106 ]
لم ينزل هذا القرآن جملة ، إنما نزل وفق الحاجات المتجددة ، ووفق النمو المطَّرِد في الأفكار والتصورات ، والنمو المُطَّرِد في المجتمع والحياة ، ووفق المشكلات العملية التي تواجهها الجماعة المسلمة في حياتها الواقعية . وكانت الآية أو الآيات تنزل في الحالة الخاصة والحادثة المعينة تحدث الناس عما في نفوسهم ، وتصوِّر لهم ما هم فيه من الأمر ، وترسم لهم منهج العمل في الموقف ، وتصحح لهم أخطاء الشعور والسلوك ، وتربطهم في هذا كله بالله ربهم ، وتعرِّفُه لهم بصفاته المؤثرة في الكون ، فيحسون حينئذ أنهم يعيشون مع الملأ الأعلى ، تحت عين الله ، في رحاب القدرة . ومن ثم يتكيفون في واقع حياتهم ، وفق ذلك المنهـج الإلهي القويم .
إن منهج التلقي للتنفيذ والعمل هو الذي صنع الجيل الأول . ومنهج التلقي للدراسة والمتاع هو الذي خرَّج الأجيال التي تليه . وما من شك أن هذا العامل الثاني كان عاملاً أساسيًا كذلك في اختلاف الأجيال كلها عن ذلك الجيل المميز الفريد .


سيد قطب-معالم في الطريق-
« آخر تحرير: 2013-09-01, 15:22:26 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #232 في: 2013-09-11, 04:28:24 »
أما الشوق إليك آيات ربي تدبرا فشوق الروح لفرحها وراحتها .. وأما حاجتها منك فالحاجة لهواء أنفاسها ولماء حياتها.....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #233 في: 2013-09-15, 10:21:48 »
قال لي أحدهم أنّ من بني جلدتنا، من المسلمين مَن أصبح يعتنق اعتقادا جديدا مفاده أنه يؤمن بالله، ولكنه لا يؤمن بالوحي ولا بالرسل، ويرى إيمانه هذا هو الأساس، فهو لا ينكر وجود الله، ولكنه ينكر الوحي والرسل.

ويشاء الله أن أقرأ في سورة "المؤمنون" فإذا فيها وصف دقيق لأمثال هؤلاء المعتقدين بالاعتقاد الجديد،وصف دقيق لأمثالهم ...

فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ(24)

إنهم يعلمون بوجود الله، ويعترفون به، "ولو شاء الله..."، وفي مخزونهم المعرفي "ملائكة"، وبالتالي فهم قوم يؤمنون بوجود الله، ولكنهم ها هم أولاء لا يؤمنون برسله، ويكذبون رسله، ويكذبون ما أوحى به الله لرسله...

وأيضا :

إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ(38)

افترى على الله، إنهم يعرفون الله، ولكنهم يكذبون رسوله، ويعلنون عدم إيمانهم برسوله.

وهكذا هو دأب الأمم متعاقبةً :

"ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ(44) "

بعدا لقوم لا يؤمنون
، الله سبحانه وتعالى يقرر أن عدم إيمانهم برسله الكرام، يصنفهم مع غير المؤمنين. وبالتالي فإن هؤلاء يُظهرون الإلحاد بمظهر مخادع، مظهر يبدون فيه وكأنهم مؤمنون، بأن يعلنوا إيمانهم بالله، وبالمقابل كفرهم برسله ووحيه، وما هذا إلا التواء، وفتنة لكثير من الذين يخطؤون إذ يصنفونهم صنفا آخر من الناس، بينما هم بقول الله تعالى فيهم : "فبعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ".

ثم يأتي وصف المولى عز وجل للمؤمنين في قوله:

إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ(57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ(61)

فإذا الصفة اللازمة مع الصفات، الذين هم بآيات ربهم يؤمنون، سواء منها آيات الله في كتابه ، أو آيات كونه العظيم.

ثم وصف سبحانه حالهم لما أخذهم بعذاب، وهو يعدد لهم أسبابه، ومن أهمها :

قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ(66)... فهم كانوا يعرضون عن أيات التي التي كانت تتلى عليهم. فلم ينفعهم أن عرفوا الله، كما يصفون هؤلاء الجُدُد الذين يجعلون لإلحادهم ستارا !!

رزقنا الله الثبات على الحق.
« آخر تحرير: 2013-09-15, 10:27:35 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #234 في: 2013-09-15, 11:01:24 »
آمين

الإيمان بالله، يريح العقل من التناقض والضلال في متاهات التفكير في أصل وجود الكون
وإنكار الرسل والوحي يريح الجسد والنفس من ثقل التكاليف والالتزام بطاعة الشريعة، والتقيد بحدود الله

هذا هو السر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #235 في: 2013-09-15, 12:09:10 »
آمين

الإيمان بالله، يريح العقل من التناقض والضلال في متاهات التفكير في أصل وجود الكون
وإنكار الرسل والوحي يريح الجسد والنفس من ثقل التكاليف والالتزام بطاعة الشريعة، والتقيد بحدود الله

هذا هو السر


نعم... سبحان الله !  كم يتحايل البشر ليكفروا !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #236 في: 2013-09-17, 10:23:40 »
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(216) -البقرة-

كم يكره الإنسان أمرا، ويغفل أنه الخير له !، وكم يحب آخر ويغفل كل الغفلة أنه شر له...
سبحان الله...!، وفي هذه الآية العظيمة تسبق الكراهية الحب، وكأنما الله سبحانه يريد أن يؤكد لنا أولا على أن ليس كل ما تكرهونه شر، ولأن النفس مجبولة على النظر في ما يظهر لها، دونما تدبر في الحكمة المخبأة، إلا مَن أوتي الحكمة، فقد أوتي خيرا كثيرا، وتعلق قلبه بالله تعالى فهو راض بما يكون فيه ويأمل الخير من وراء البادي شرا، كما لا يغتر بما يبدو له خيرا، بل يحترس ويسأل الله أن يتم بخير، ويخشى سيطرة النعمة على نفسه إلى الحد الذي تنسيه ذكر ربه، وتنسيه التأمل وسؤال السلامة . فيعتدّ بنفسه ونظرتها . فهو لا يأمن ظهور الخير وطفوِه، كما لا ينفر من ظهور الشر وطفوه، بل يحب الغوص ليرى الحقيقة، وما غوصه إلا بالاستهداء بالله العليم الخبير الحكيم .

ويقول سبحانه وتعالى :
إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌۭ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّۭا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۚ ... النور -11-

حادثة الإفك بما فيها من عسر، وضغط على أعصاب خير البشر، وزوج خير البشر، ومساس  بامرأة من أطهر نساء العالمين زوج أطهر الخلق أجمعين، هي خير،وفيها الخير...!
فيها تعليم للمؤمنين كيف يكون ظن بعضهم ببعض على مدّ العصور والأزمنة كلها، كيف لا يسيئ أحدهم بأخيه الظن، وكيف أن الأساس بينهم إحسان الظن بعضهم ببعض . وعلى قدر إحسان ظن الواحد بالىخر، يكون الآخر عند حسن ظنّ المحسن به ظنا.
فهل نتصور أن خيرا يكمن في حادثة الإفك ؟  لولا أمر الله تعالى وتربيته سبحانه لنا، وإعلامه لنا كيف كان هذا الخير، وكيف نزلت تبرئة ساحة أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها من رب السماوات والأرض ... وكيف تربت الجماعة المسلمة آنذاك خير تربية، وكيف ميزَ الخبيث من الطيب

هل للإنسان دون هَدي الله تعالى، ودون ترقب فعله فيه، -وهو في عزّ المصاب، ودون أن يثق بحبله المتين، ودون أن يداوم اللجوء إليه- من خاطر يذهب به هذا المذهب الذي لا يجعل من ظاهر الأمور هي الحقيقة التي يركن إليها ؟!  لولا هدي الله تعالى ونور يلقيه في قلب عبده، وحكمة يؤتيه إياها لهلك الإنسان وهو يقيس بعقله وما يصور له من ظاهر ....

ويقول سبحانه وتعالى في هذا السياق :

"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً(6)" -الشرح-

وأجمل ما في الأمر كله، أن ينتبه المؤمن في قلب العسر الذي يصيبه إلى يسر متزامن معه، أجل متزامن معه لا يخطئ زمنَه،يلازمه.
فكلما أصابه من مصيبة كان فيها... في قلبها خير قد يدركه وهو في عزّ المصاب، وقد يدركه بعده،  وفي ذلك قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
"ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نِعَم : الأولى : أنها لم تكن في ديني ...والثانية : أنها لم تكن أعظم مما كانت ...والثالثة : أن الله يُجازي عليها الجزاء الأكبر ....."

فنسأل الله تعالى أن يبصرنا باليسر في حال عسرنا، وأن يعلمنا كيف نبحث عن الخير فيما نكره، ويظهر لنا شرّه، وكيف لا نركن لما يظهر لنا خيره  emo (30):


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #237 في: 2013-09-19, 15:17:21 »
في سورة النور آيات تشد بقوتها، ومن أهمها :

" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(52)"

الآية الأولى تبين قول المؤمنين  وهو "سمعنا وأطعنا" ، ثم التي تليها تبين الفعل منهم الذي يصدق قولهم "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه"

فهم قالوا أنهم السامعون المطيعون، وأن فعلهم كان السمع والطاعة، فتجسد في طاعة الله تعالى ورسوله، وخشيته سبحانه وتقواه...
فأما طاعته فهي ثمرة الإيمان به سبحانه...طاعته في كل ما يأمر به ، وينهى عنه، وأما خشيته وتقواه، فما الفرق بين كليهما ؟
خشيته سبحانه على ما مضى من أفعال، وتقواه فيما هو مستقبل من العمر ...خشية الله تعالى عنوان الإيمان به وبحكمه وأمره، وتقواه كذلك ....

ذكر أسلم أن عمر بينما هو قائم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإذا رجل من دهاقين الروم قائم على رأسه وهو يقول : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فقال له عمر : ما شأنك ؟ قال : أسلمت لله . قال : هل لهذا سبب ؟ قال : نعم إني قرأت التوراة والزبور والإنجيل وكثيرا من كتب الأنبياء , فسمعت أسيرا يقرأ آية من القرآن جمع فيها كل ما في الكتب المتقدمة , فعلمت أنه من عند الله فأسلمت . قال : ما هذه الآية ؟ قال قوله تعالى : " ومن يطع الله " في الفرائض " ورسوله " في السنن " ويخش الله " فيما مضى من عمره " ويتقه " فيما بقي من عمره : " فأولئك هم الفائزون " والفائز من نجا من النار وأدخل الجنة . فقال عمر : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أوتيت جوامع الكلم )...

ويذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله في هذه الآية أن شيخا من شيوخه عبر عن هذه الآية بقوله "إنها برقية من الله تعالى"، هي على قصرها وإيجازها شملت كل ما في القرآن .

فالمؤمن قوله : "سمعت وأطعت"، وفعله طاعة لله ورسوله وخشية الله وتقواه ....

وكلها إن تأملنا من ثمرات الإيمان . ولهذا نعود دوما لقول الصحابة : "أوتينا الإيمان قبل القرآن"، فلما كان هذا، كان تلقيهم القرآن بالسمع والطاعة القولية والفعلية على الأرض سواء بسواء .ويصدق هذا أيضا...أي أسبقية الإيمان في النفوس على القرآن، قوله سبحانه : "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ".. فهم والإيمان يعمر قلوبهم، التصديق بالله تعالى وتوحيده وإفراده بالعبادة والاستعداد لتقبل كل أوامره ونواهيه، قالوا بعد ذلك وفعلوا لما دُعوا إلى الله ورسوله . فكانوا بقولهم المفلحين، ثم أصبحوا بفعلهم الفائزين ...
« آخر تحرير: 2013-09-19, 15:19:44 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #238 في: 2013-09-20, 10:21:59 »
ومن سورة النور أيضا :

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(55)

إنه الوعد من الله، "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

الوعد من الله المرتبط بشرطين أساسيّين هما  الإيمان وعمل الصالحات، أن يحقق الله لهم أمورا ثلاثة مرتبطة بعضها ببعض، متلازمة لا يفترق واحدها عن الآخر:

1- الاستخلاف في الأرض.
2- التمكين للدين .
3-تبديل الخوف أمنا .

1-فأما الاستخلاف فمقرون دوما بمسببات من قبل حصوله، وبما يحفظه من بعد حصوله، فأما ما يحققه، فكما عرفنا من هنا الإيمان وعمل الصالحات، وأما ما يحفظه من بعد تحققه، فهو أن يُعمل بأمر الله في الأرض، ويحقق مراد الله تعالى بتعبيد الناس له سبحانه، وبنشر دينه، وبإعلاء كلمته، ويتجلى لنا ذلك في قوله سبحانه :
"قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ(129) "

2-وأما التمكين للدين فهو مقرون بما قبله وهو الإيمان وعمل الصالحات اللذان يحققان الاستخلاف، وما يجعله متحققا أيضا العمل بعد هذا الاستخلاف، لأن أساس العمل بعد الاستخلاف في الأرض بالغلبة على العدو، والقوة، أن يعمل المؤمنون على تمكين دين الله تعالى في الأرض والعمل على أن تكون الحياة كلها به . فمتى عرف الله تعالى من المستخلفين هذا العمل والسعي، مكن لهم دينهم .


3-وأما تبديل الخوف أمنا
، فهو من أكبر علامات الاستخلاف والتمكين والقوة، بحيث تكون الغلبة في الأرض للإسلام وأهله، فالأمن السمة الغالبة عليهم عندها، من بعد ما استخلفوا أولا، ثم لما استخلفوا عملوا عمل الاستخلاف الذي يرضي الله تعالى ثانيا فمكّن لهم الدين. فلما مكّن سبحانه للدين عمّ الأمان الأرضَ، واحتمت البشرية بهذا الأمان،ووجدت في الإسلام راحتها وأمنها وطمأنينتها،بما عرفت من أهله المستخلَفين الممكّن لدينهم من عدل وحق، ولم تعد في حاجة للتناحر والتقاتل، بل جاءها ترياقها ودواؤها الذي لطالما غاب عنها.والذي لغيابه عمّت الأرض الحروب، والتناحرات بسبب وبغير سبب، فهؤلاء المؤمنون الممكّنون آمنون، وهذه الأرض بالإسلام آمنة، لا تخاف ....

ثم بعد كل هذا لنتأمل تأكيد الله تعالى على ما يكون بعد كل ما يحققه لعباده المؤمنين العاملين للصالحات، المستخلفين، الممكّن لدينهم، المبدَّل خوفهم أمنا...

"يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

 تأكيده سبحانه على ما يجب أن يكون عليه حالهم، والذي هو أساسا أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئا، ألا يطغيهم التمكين وينسيهم عبادة الله على الأرض، وتعبيد الأرض لله، ألا ينسيهم نعيم التمكين والاستخلاف رسالتهم على الأرض التي لا تنقطع ولا تتوقف، والتي ما خلق الله الجن والإنس إلا لأجلها، لعبادة الله تعالى وحده، فأما من كفر بعد كل هذا، والكفر هنا كفران النعمة الحاصلة بوعد الله تعالى، فأولئك فاسقون قد خرجوا من زمرة المؤمنين المستحقين  لدوام تلك النعم عليهم، وبهذا تدور الدائرة عليهم، ويُنتظر أن يأتي غيرهم يحققون الشروط  المبينة ابتداء قبل التمكين والاستخلاف، ثم يحققون على الأرض العمل المناط بهم من بعد الاستخلاف والتمكين والأمن....

وبالتالي فإن التمكين الحقيقي الذي يدوم ويكون له وقعه على الأرض هو الذي يحقق شروطه الأولى قبل حصوله، ثم يحقق شروطه الأخيرة بعد حصوله .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #239 في: 2013-09-21, 09:39:49 »
من سورة الفرقان :

وَإِذَآ أُلْقُوا۟ مِنْهَا مَكَانًۭا ضَيِّقًۭا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا۟ هُنَالِكَ ثُبُورًۭا ﴿١٣﴾

هؤلاء الكافرون المكذبون بالساعة، فإذا جاءت الساعة، ها هو مصيرهم -عياذا بالله وثباتا منه-...
إذا ألقوا منها مكانا ضيقا، إن المكان الذي سيلقون فيه لهو منها ضيّق !! ضيّق .... ليس فيه حتى السعة، وإن كانت السعة لن تغني عما فيها شيئا.... مقرّنين، مجموعين جماعات بالسلاسل والأغلال، يلقون إلقاء !!

فما دعواهم ساعتها، وقد كذبوا وهم آمنون ؟!! كذبوا ساعة هم ضاحكون منعّمون، حسبوا أن نعيمهم ذاك دائم، وأن ضحكهم دائم!! حسبوا أن الساعة غير آتية، وأن الدنيا قرارهم ومستقرّهم، بل حتى إذا أخرجوا منها لن ينالهم من شيء .... إن هي إلا حياتهم الدنيا وما هم بمبعوثين !

ها هم أولاء ساعة الساعة يُلقون في نار جهنّم إلقاء، بمكان ضيّق منها ! فما تُراها دعواهم؟ أهي "الخلاص الخلاص" ؟ أهي "أخرجنا منها يا ربنا" ؟ أهي "النجدة النجدة" ؟ أهي "الغوث الغوث" ، أهي "المغفرة المغفرة" ؟!!

إنها ليست ذلك من شيء، ولا من ذلك في شيء ! لقد علموا وأيقنوا ألا مفر.... ألا محيص... ألا مهرب.... ألا منجي من عذابه سبحانه، ألا مبدل لكلماته ووعده
إنهم علموا أنه الهلاك .... الهلاك ....فكانت دعواهم ساعة وهم يُلقَون "ثبورا"....!! والثبور هو الهلاك ....

هل لنا بتخيل الهول؟ ! هل بتخيل من يهلك وهو يدعو بالهلاك والخيبة والويل ؟؟!! من يملك أن يدعو بالهلاك والويل وهو يساق إليه؟ إنها ساعة لا بصيص فيها لأمل أو نجاة .... إنها الهلاك .... فلا محلّ إلا للهلاك حتى في دعاء الهالك ....!! "الهلاك الهلاك" "الثبور الثبور"........!!

فيقول لهم المولى الحق، وهو العليم الخبير، هو العالم بهول ما هم فيه، وبهول ما سيلقون حيث ألقوا :

لَّا تَدْعُوا۟ ٱلْيَوْمَ ثُبُورًۭا وَ‌ٰحِدًۭا وَٱدْعُوا۟ ثُبُورًۭا كَثِيرًۭا

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... اللهم نجنا برحمتك... اللهم عافنا من غضبك وعذابك ...
« آخر تحرير: 2013-09-21, 09:44:35 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب