المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 135985 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #180 في: 2013-05-21, 14:09:36 »
:emoti_133:
يقول ابن عاشور في تفسير قوله تعالى:
{وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين}.
"قرأ الجمهور: {وأحل لكم} بالبناء للفاعل، والضمير المستتر عائد إلى اسم الجلالة من قوله {كتاب الله عليكم} .
وأسند التحليل إلى الله تعالى إظهارا للمنة، ولذلك خالف طريقة إسناد التحريم إلى المجهول في قوله {حرمت عليكم أمهاتكم} لأن التحريم مشقة فليس المقام فيه مقام منة."

أعجبتني.. فنقلتها لكم .. من التحرير والتنوير
لكن لاحظوا ان قراءتنا برواية حفص عن عاصم تكون فيها (وأحل) بالبناء للمجهول، بضم الهمزة وكسر الحاء.. فلا تحتمل هذه اللفتة التي ذكرها ابن عاشور


لم أفهم  :blush::

يعني القراءة الأولى هي أحَلَ لكم؟؟؟

نعم يا زينب في حال القراءة بـ: "أحلَّ لكم" فهنا البناء للفاعل اي أنه معلوم وليس مبنيا للمجهول وهو "أُحِلَّ" ، وفي قراءة حفص عن عاصم تجدين أُحِلَّ، بينما في قراءة ورش عن نافع وهي المعتمدة في المغرب العربي مثل الجزائر، نجد أَحَلّ، وبالتالي تنطبق رؤية وملاحظة ابن عاشور عليها،وابن عاشرو أراد أن فضل الله تعالى ومنّته بالتحليل على عباده جاء فيها البناء للفاعل يعني معلوم، بينما التحريم من مثل "حُرِّمَتْ عليكم أمهاتكم" جاء التحريم هنا ببناء للمجهول  لما في التحريم من مشقة وليس المقام فيه مقام مِنّة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #181 في: 2013-05-21, 14:13:21 »
أها شكرا على التوضيح :)

أنا أقرؤ برواية حفص :)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #182 في: 2013-05-30, 13:30:18 »
في قوله تعالى : "قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةًۭ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًۭا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةًۭ مِّنكَ ۖ وَٱرْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّ‌ٰزِقِينَ ﴿١١٤﴾" -المائدة-

تأملوا ما قاله أبو عبد الله الرازي، وما أشار إليه من اختلاف الترتيب عند الجواريين عنه عند عيسى بن مريم عليه السلام:

"تأمل في هذا الترتيب فإن الحواريين لما سألوا المائدة ذكروا في طلبها أغراضا، فقدموا ذكر الأكل فقالوا {نريد أن نأكل منها} (المائدة: 113) وأخروا الأغراض الدينية الروحانية، فأما عيسى فإنه لما طلب المائدة وذكر أغراضه فيها قدم الأغراض الدينية وأخر غرض الأكل حيث قال {وارزقنا} وعند هذا يلوح لك مراتب درجات الأرواح في كون بعضها روحانية وبعضها جسمانية، ثم إن عيسى عليه السلام لشدة صفاء دينه وإشراق روحه لما ذكر الزرق بقوله {وارزقنا} لم يقف عليه بل انتقل من الرزق إلى الرزاق فقال {وأنت خير الرازقين} فقوله {ربنا} ابتداء منه بذكر الحق سبحانه وتعالى، وقوله {أنزل علينا} انتقال من الذات إلى الصفات، وقوله {تكون لنا عيدا لاولنا} إشارة إلى ابتهاج الروح بالنعمة لا من حيث إنها نعمة، بل من حيث إنها صادرة عن المنعم وقوله {الشاهدين قال عيسى} إشارة إلى كون هذه المائدة دليلا لأصحاب النظر والاستدلال وقوله {وارزقنا} إشارة إلى حصة النفس وكل ذلك نزول من حضرة الجلال.
فانظر كيف ابتدأ بالأشرف فالأشرف نازلا إلى الأدون فالأدون.
ثم قال: {وأنت خير الرازقين} وهو عروج مرة أخرى من الخلق إلى الخالق ومن غير الله إلى الله ومن الأخس إلى الأشرف، وعند ذلك تلوح لك شمة من كيفية عروج الأرواح المشرقة النورانية الإلهية ونزولها اللهم اجعلنا من أهله."
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #183 في: 2013-05-30, 16:38:37 »
أما هذا فتفسير للطبري أعجبني جدا، وقوله في نزول المائدة على الحواريين من عدم نزولها، لأن قوما كثيرين قالوا بأنها لم تنزل، وإنما كانت مثلا ضرب، ولم ينزل عليهم شيئ، ومن قال أنهم لما خوّفهم الله تعالى بالعذاب  الذي لا يعذبه أحدا من العالمين إن هم كفروا بها، أعرضوا وانتهوا عن طلبهم . تأملوا قول الطبري في هذا، وإن فيه لقوة  emo (30):


"وبعدُ, فإن الله تعالى ذكره لا يخلف وعدَه، ولا يقع في خبره الْخُلف, وقد قال تعالى ذكره مخبرًا في كتابه عن إجابة نبيه عيسى صلى الله عليه وسلم حين سأله ما سأله من ذلك:  إِنِّي مُنَـزِّلُهَا عَلَيْكُمْ  , وغير جائز أن يقول تعالى ذكره: إِنِّي مُنَـزِّلُهَا عَلَيْكُمْ  , ثم لا ينـزلها، لأن ذلك منه تعالى ذكره خبر, ولا يكون منه خلاف ما يخبر. ولو جاز أن يقول:  إِنِّي مُنَـزِّلُهَا عَلَيْكُمْ  , ثم لا ينـزلها عليهم, جاز أن يقول:  فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ  ، ثم يكفر منهم بعد ذلك، فلا يعذّبه, فلا يكون لوعده ولا لوعيده حقيقة ولا صحة. وغير جائز أن يوصف ربنا تعالى ذكره بذلك. "
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #184 في: 2013-05-31, 13:54:58 »
أول مرة أسمع بهذا القول الذي يقول لم تنزل المائدة

سبحان الله القرآن واضح كيف يفسرونه بهذه الطريقة الغريبة

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #185 في: 2013-05-31, 14:42:48 »
هو ما جاء في القرآن يا زينب يغنينا عن التعمق في أسئلة حول ما لم يأت به، فما فيه يغنينا بالعبرة ولا ضرورة لأن نبحث فيما لم يأتِ فيه، من مثل هل النملة التي كلمت سليمان عليه السلام ذكر أم أنثى، أو ما هي القرية التي مر عليها الرجل في سورة البقرة وهي خاوية على عروشها، أو من مثل ما في المائدة هنا، ماذا حدث بعد نزولها؟ ، وبالتالي بما أن الله تعالى لم يأت على ذكر ما حدث بعد نزولها، يترك المجال للبعض بأن رأى إمكانية عدم نزولها بالنظر إلى أمور كثيرة من نقولات و فهم وغيرها، ولكن ما في القرآن يكفينا ويزيد .... وأقوالهم هذه يا زينب بما فيها ، إلا أنها أيضا تقودنا إلى مَن يتأمل قول الله تعالى هنا مثلا "إني منزّلها"، انظري كيف أنه الوعد، ثم انظري أنه سبحانه لو أنه لم ينزلها وقد قال بإنزالها، يمكن ألا يعذب من يكفر بعدها، بينما هو سبحانه قد أتى وعيده لمن يكفر بعدها، فقياسا هذا بذاك كما ذكر الطبري هنا، يتبين أن وعد الله تعالى ووعيده لا يمكن أن يكون إلا الحق ...، فيسطع الحق قويا ...
يعني في كل خير بإذن الله  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #186 في: 2013-05-31, 14:54:50 »
 :emoti_416: :emoti_416:

تضييع وقت ما الفائدة العائدة في معرفة جنس النملة  ::what:: ::what::

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #187 في: 2013-05-31, 15:47:10 »
:emoti_416: :emoti_416:

تضييع وقت ما الفائدة العائدة في معرفة جنس النملة  ::what:: ::what::

طبعا يا زينب، هذا مثال من التساؤلات، وهو أتفه مثال في الحقيقة، ولكن هناك تساؤلات كثيرة، تأتي من حيث الخوض فيما لم يأت به القرآن، وقد أصبح عندي بفضل الله تعالى نوع من الحصانة بحيث وطّنت نفسي على أن أقبل الكلام فيما هو في القرآن ثم ما ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عداها حينما أقرأ فيها أقوالا لا تضرني، بل كثيرا ما توصلني إلى عظمة اقتصار القرآن على ما هو فيه، وما فيه بحر زاخر لا تكفيه الأقلام من خلفها الأقلام ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #188 في: 2013-05-31, 21:56:01 »
يعني شخصيا لا أستطيع أن أمنع فضولي من التساؤل عن بعض الأشياء التي لم يفصل فيها القرآن (ليس لدرجة التفكير في جنس النملة  ::ooh:: !!)

لكن كما قلتِ أعلم أن تلك التفاصيل لو كان فيها فائدة تفيدنا في ديننا أو دنيانا لذكرها لنا الله...

وكتمها عنّا جعلها في علم الغيب، فمهما تفلسف فيها المتفلسفون فإنها تبقى أمرًا لا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #189 في: 2013-06-01, 08:51:48 »
وهو كذلك يا زينب  emo (30):  وأظن أن التبحّر في القرآن الكريم، مع الوقت يجد معه الإنسان أجوبة عن أسئلة كثيرة، إذ القرآن يصدق بعضه بعضا، وفهمه نور من الله تعالى يؤتيه لبعض من عباده، وفي ذلك قول للإمام أبي حامد الغزالي رحمة الله عليه جميل ومفيد سأحاول نقله يوما ما، ذكريني يا زينب لو سمحت لأفعل، لأنه من الكتاب الورقي وليس من الكمبيوتر
---------------------------

طيب يا زينب ومن يتابع معنا أيضا أحب أن أطرح عليكم هذا السؤال  ::)smile: كيف ترون سؤال رب العالمين لسيدنا عيسى عليه السلام :

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ

مع أن الله تعالى يعلم ما قال عيسى عليه السلام وما لم يقل، كيف ترون محل السؤال هنا ؟
« آخر تحرير: 2013-06-01, 09:09:02 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: في ظلال القرآن
« رد #190 في: 2013-06-01, 16:49:11 »
أراه تذكرة وإقامة الحجة على أهل الكتاب
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #191 في: 2013-06-01, 21:34:35 »
 :emoti_17:

لأنهم ادعوا بأن عيسى عليه السلام هو الذي قال بذلك

فلتقوم عليهم الحجة يأتيهم الرد من عيسى عليه السلام بنفسه


غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #192 في: 2013-06-01, 21:35:49 »
أيضا حين يُسأل العبد يوم القيامة عن عمره فيما أفناه وغيرها من الأسئلة والحساب

ثم تشهد عليه حتى جوارحه

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #193 في: 2013-06-02, 08:21:36 »
جزاكما الله خيرا سيفتاب وزينب  emo (30):

إذن فسؤال رب العزة لسيدنا عيسى عليه السلام ليس سؤال من ينتظر الجواب، طبعا، فهو سبحانه محيط بكل شيء علما، بما بدا وبما خفي، بما أسرّ وما أعلن ...

ونعم هو لتبكيت أهل الكتاب ولتقريعهم ولإقامة الحجة عليهم من فم عيسى عليه السلام ذاته ...وبالتالي هنا نعود إلى اللغة العربية وأغراض الصيغ في اللغة العربية، ولنتأمل مدى أهمية المعرفة باللغة وبأغوارها.

السؤال في اللغة من السائل للمسؤول يحمل أغراضا عديدة،من بينها السؤال الذي غرضه التقرير والسؤال الذي غرضه الإنكار، والذي غرضه التعجب، وما غرضه النفي، وما غرضه السخرية،والتشويق والتمني ... وغيرها، كل هذه أغراض ترجى بالسؤال، فهو على ضروب ....

وسأضرب أمثلة :
الإنكار: "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون" " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"، "وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ "
التعجب:"قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ ".
النفي : "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  "
التقرير: "أليس الله بأحكم الحاكمين"، " أليس في جهنم مثوى للكافرين"

وغيرها أيضا من الأغراض ...

أما سؤال الله عز وجل هنا، فغرضه في إطار التقرير، إنه سبحانه يريد تقرير الأمر أمام الناس على رؤوس الأشهاد، في ذلك المشهد العظيم، يوم القيامة، وانظروا إلى بناء الفعل للماضي، وهو عن يوم القيامة، وذلك كما علمنا لانتفاء الزمن عند الله تعالى وهو سبحانه خالق الزمن، ذلك لأنه سبحانه غير مخلف وعده، ولا وعيده، فأمره سبحانه مقضيّ ماض لا شك ولا ريب، فيضعنا عز وجل في موقف استشعار للأمر على أنه قد كان، لنستشعر نحن ذلك المشهد وكأننا فيه، ولنكون أمام المستقبل القادم لا محالة، الوعد المحقق لا ريب، وكأننا نراه رؤيا العين ....

إذن فغرضه التقرير لتقريع أهل الكتاب ممن كفر بعيسى عليه السلام، وممن افترى عليه الكذب، وممن اختلق في ذاته الأباطيل الشنيعة التي لا تغتفر ....
ويالعظمة نعمة الإسلام علينا .... يالعظمة هذه النعمة، أي كلمات، وأي كلمات، وأي كلمات تلك التي تفي وصف عظمة هذه النعمة علينا في هذا الموقف وحده، نحن المسلمين، وقد نجونا من ذلك الخزي، والعار، والذل على رؤوس الأشهاد .... ماذا لو كنا منهم ؟؟!!!(اللهم ربنا ثبتنا ) لتحاتّت وجوهنا خزيا وذلا من ذلك الموقف المهيب، وذلك السؤال من رب العزة يملأ كل الأرجاء والأنحاء، وذلك الجواب من عبده ونبيه عليه السلام ....ذلك الجواب العظيم العظيم الدقيق الصادق الذي يعرف به صاحبه قدر ربه حق قدره ....

والمسافة بين قوله سبحانه : " يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ(109) "  وبين قوله سبحانه جواب سيدنا عيسى عليه السلام: "قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ  إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ(116)"  ... هي ذاك السؤال لواحد من أنبيائه، فأجابه أنه هو سبحانه علام الغيوب ....عالم بما قال وبما لم يقل، ولكنه أدبا وأنْسا بالله تعالى وبالحوار معه أجاب،وإرادة الله سبحانه أن يكون الجواب على فمه قد سبقت ويالذلك كان الجواب !!

بالأمس كان موعدنا مع هذه الصفحة العظيمة، فقلت للأخوات فيما قلت : عادة ما يكون آخر المائدة نزرا يسيرا من طعام كان يملؤها، ولكن آخر مائدتنا اليوم شيء عظيم عظيم ....  emo (30):  فقالت أخت لنا : ولكن كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الطعام البركة والنفع، وكذلك في آخر مائدتنا اليوم  ::)smile:   وحقا وصدقا ... كانت العظمة والبركة والخير الذي لا يوصف .... كان جلال الله الملك الحق، وكان أدب النبي الجمّ مع ربه في حضرة ربه، في كبرياء ربه، في علم ربه،في إحقاق ربه للحق، في أنفاذ ربه لأمره، وتحقيقه لوعده ....

ملاحظة: زينب بالنسبة لقولك أنه لتبيّن أن ليس عيسى عليه السلام من قال للناس تلك الفِرَى(جمع فِرْية وهي الكذبة emo (30):) العظيمة -حاشاه-، فنعم... تأملي قوله سبحانه "أأنت قلت للناس"، أأنت هنا -ولله المثل الأعلى- قوْلي لك : أأنتِ قرأت الكتاب يا زينب، تقولين مثلا : لا بل قد قرأته سيفتاب .

أي أن: "أأنت" هنا توحي بأن غيره من قال ....

« آخر تحرير: 2013-06-02, 08:46:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #194 في: 2013-06-06, 09:11:09 »
قال تعالى: وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون [١٢٩] [الشعراء]

----------------------[[ تفسير ابن كثير ]]----------------------
ولهذا قال: "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" قال مجاهد والمصانع البروج المشيدة والبنيان المخلد وفي رواية عنه بروج الحمام وقال قتادة هي مأخذ الماء قال قتادة وقرأ بعض الكوفيين "وتتخذون مصانع كأنكم خالدون" وفي القراءة المشهورة "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" أي لكي تقيموا فيها أبدا وذلك ليس بحاصل لكم بل زائل عنكم كما زال عمن كان قبلكم وروى ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا أبي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد حدثنا ابن عجلان حدثني عون بن عبد الله بن عتبة أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر قام في مسجدهم فنادى يا أهل دمشق فاجتمعوا إليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا تستحبون ألا تستحيون تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تدركون إنه قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون ويأملون فيطيلون فأصبح أملهم غرورا وأصبح جمعهم بورا وأصبحت مساكنهم قبورا ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين؟.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #195 في: 2013-06-06, 14:47:20 »
قال تعالى: وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون [١٢٩] [الشعراء]

----------------------[[ تفسير ابن كثير ]]----------------------
ولهذا قال: "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" قال مجاهد والمصانع البروج المشيدة والبنيان المخلد وفي رواية عنه بروج الحمام وقال قتادة هي مأخذ الماء قال قتادة وقرأ بعض الكوفيين "وتتخذون مصانع كأنكم خالدون" وفي القراءة المشهورة "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" أي لكي تقيموا فيها أبدا وذلك ليس بحاصل لكم بل زائل عنكم كما زال عمن كان قبلكم وروى ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا أبي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد حدثنا ابن عجلان حدثني عون بن عبد الله بن عتبة أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر قام في مسجدهم فنادى يا أهل دمشق فاجتمعوا إليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا تستحبون ألا تستحيون تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تدركون إنه قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون ويأملون فيطيلون فأصبح أملهم غرورا وأصبح جمعهم بورا وأصبحت مساكنهم قبورا ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين؟.

 sad:(

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #196 في: 2013-06-08, 09:00:58 »
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:

عجبتُ لأربع يغفلون عن أربع:

1 - عجبتُ لمن ابتُـلى ( بغم ) ، كيف يغفل عن قول :
۞ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانكَ إني كنتُ من الظالمين ۞
والله يقول بعدها ؛
۞ فاستجبنا لهُ ونجيناهُ من الغم ۞

2 - عجبتُ لمن ابتُـلى ( بضرّ ) ، كيف يغفل عن قول :
۞ ربي إني مسّنيَ الضرُ وأنتَ أرحمُ الراحمين ۞
والله يقول بعدها ؛
۞ فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر ۞

3 -عجبتُ لمن ابتُـلى ( بخوفٍ ) ، كيف يغفل عن قول :
۞ حسبي الله ونعم الوكيل ۞
والله يقول بعدها ؛
۞ فانقلبوا بنعمةٍ من اللهِ وفضلٍ لم يمسسهم سوء ۞

4 - عجبتُ لمن ابتُـلى ( بمكرِ الناس ) ، كيف يغفل عن قول :
۞ وأفوضُ أمري إلى اللهِ واللهُ بصيرٌ بالعباد ۞
والله يقول بعدها ؛
۞ فوقاهُ اللهُ سيئاتِ ما مكروا ۞

اللهم إجعلنا من الذاكرين الشاكرين ولاتجعلنا من الغافلين،واجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء غمومنا وهمومنا
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #197 في: 2013-06-08, 15:19:28 »
آميـــــن

حسبي الله ونعم الوكيل  sad:(

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: في ظلال القرآن
« رد #198 في: 2013-06-08, 21:10:37 »

اللهم آمين

جزاك الله خيرا يا أسماء على التذكرة
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: في ظلال القرآن
« رد #199 في: 2013-06-09, 10:02:34 »
قال تعالى: وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون [129] [الشعراء]

----------------------[[ تفسير ابن كثير ]]----------------------
ولهذا قال: "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" قال مجاهد والمصانع البروج المشيدة والبنيان المخلد وفي رواية عنه بروج الحمام وقال قتادة هي مأخذ الماء قال قتادة وقرأ بعض الكوفيين "وتتخذون مصانع كأنكم خالدون" وفي القراءة المشهورة "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" أي لكي تقيموا فيها أبدا وذلك ليس بحاصل لكم بل زائل عنكم كما زال عمن كان قبلكم وروى ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا أبي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد حدثنا ابن عجلان حدثني عون بن عبد الله بن عتبة أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر قام في مسجدهم فنادى يا أهل دمشق فاجتمعوا إليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا تستحبون ألا تستحيون تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تدركون إنه قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون ويأملون فيطيلون فأصبح أملهم غرورا وأصبح جمعهم بورا وأصبحت مساكنهم قبورا ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين؟.

ماذا لو رآنا أبو الدرداء رضي الله عنه اليوم  ؟!
بل ما ردة فعلنا نحن تجاهه لو قال لنا ما قاله لأهل الغوطة ؟!
مرعب هذا الكلام, وهو معفي عنه في تعليمنا الديني والتربوي, لا يخصنا.

وما معنى نصب الشجر ؟

بارك الله فيك يا أسماء
أرسلت لك بريداً الكترونياً