أنا عربي
نسجتُ الريحَ من شهبي
حسبتُ النجمَ من لعبي
سكبتُ عبيرَ سوسنتي
على الأقمارِ و السحبِ
أنا عربي
و أنسجُ من سنا الأشواقِ أغنيتي
أسطّرها على الهدبِ
و أحكي قصةَ الأمجادِ للأحفادِ في الكتبِ
أنا عربي
و قلبي ذلك المسكونُ و المعجونُ بالتعبِ
يذوقُ مرارةَ النوبِ
فيا عتبي على الدنيا
و يا عتبي على العربِ
أنا عربي و لكني باسمِ عروبتي أخجلْ
نعمْ درويشُ فاعذرني
ورودي لمْ تعدْ أجملْ
أرى إخواني تدميني
تقطّع في شرايني
تدوسُ على رياحيني
فكيفَ لعقلي أنْ يعْقَلْ
و كيفَ لروحي أنْ تهدا
و قلبي يغلي كالمرجلْ
نعمْ درويشُ قدْ صرنا
منْ أعدائِنا أقْتَلْ
نصادرُ كلَّ أمنيةٍ
و نذبحُ حلمَنا الأعزلْ
و نشربُ منْ دمِ الأطفالِ أنخاباً و لا نثملْ
و نهتكُ سترَ قانتةٍ على الأعتابِ لا نخجلْ
و صرنا نستبيحُ الطهرَ
في الحاراتِ و الساحاتِ و المعملْ
أنا عربي و لكنّي بفضلِ عروبتي أدمعْ
أنادي كلّ منْ يقشعْ
وحوشَ الغابِ تأكلنا ولا يمنعْ
نناديه فلا يسمعْ
فنصرخُ يا منْ تسمعونَ الصوتْ
لغيرِ اللهِ لنْ نركعْ
أنا عربي شهيدُ عروبةٍ تأفلْ
و لكني برغمِ الذلّْ
و رغمِ جهالةِ الجُهّلْ
أطوقُ لعالمٍ أنبلْ
حباني اللهُ دستورا
بديعَ بيانهِ المُرسلْ
فيا ثقتي برحمنٍ
يعطي دونَ أنْ يسألْ
سأسكبُ في ثرى وطني
رحيقَ دمي و لنْ أبخلْ
و أصرخُ في عُرى الديجورِ
آنَ الآنُ كي ترحلْ
آنَ الآنُ كي ترحلْ
الدكتورة سلوى الوفائي