قرأت ما كتبته سابقا يا جواد من النادر جدا أن أترك أي توثيق عن الميدان وأحداث الثورة هنا أو في غير مكان دون متابعة
ولكني على أي حال أعدت القراءة مرة أخرى
أنت الأدري طبعا بإن محتلف الفئات شاركت في الثورة المصرية و من المتوقع جدا وجود حالات مثل التي كتبت عنها من أختلاط وغيره
ولكن في المقابل ولو شاهدت " شاهد على الثورة " لأحمد منصور مع صفوت حجازي وآخر من الأخوان لا أتذكر أسمه كانا يتحدثا عن نماذج رائعة حقا و منهم من استشهد
من ينزل الميدان للبحث عن الحب كما تقول هي مشكلته الشخصية و ليست مشكلة الميدان و الميدان هنا أقصد به الرمز و ليس فقط ميدان التحرير تحديدا
يبدوا أنكم اسأتم فهمي يا أختاه،
لقد استبعدت الحديث عن النوايا من اول كلامي، لكني أحببت أن أوضح أن لقاء الشباب والفتيات لا يمنع الإنجذاب او التأثير على أي منهما حتى ولو امام مطاردات الشرطة.
ولا أتهم من نزل من الشباب والفتيات بترصد البحث عن الحب، وانما اتحدث عن تكوين الأفكار والوجه اﻵخر للواقع الذي نريده عذبا جميلا مثاليا !
والأمر لم يكن في الأيام الأولى واضحا مثلما حدث فيما بعد، حيث أنني فيما بعد بدأت أرى في الميدان كمية كبيرة من الفتيات،
وكثير من الشباب في تلك الأيام كان لسان حاله، رفقا بنا، حتى أن أكثر من شخص انتبه الى كمية الجميلات الموجودات في الميدان !
وأحداث قصة الحب التي جاءت في سطور الدكتور صالح تصور الحب في الميدان بالبراءة والمثالية، وهذا صعب للغاية في أوطاننا،
فالشاب الذي يملك القدرة على الزواج لا ينتظر أن يذهب للميدان، بل يزداد حسرة وألما حين يرى جميلة يحسب فيها دواء علته وهو لا يملك الباءة.
وأريد أن اسأل الدكتور صالح سؤالا بسيطا،
ترى حين يقرأ قصتك شاب متدين ثم يتعرض لأي موقف يلتقي فيه فتاة فاضلة كما كتبت، ألن يتمنى أن تتكرر القصة معه ؟
واذا كان يتمنى وهو لا يملك الباءة، ألن يكسر قلبه ؟
لو انه كان يقاوم نفسه في غض بصره ومنع نفسه عن التفكير في علاقة هو يعلم ان ظروفه لا تسمح بحلالها، فستصبح المقاومة ألما عسيرا حين تكون في مخيلته قصة حب رومانسية كما كتبت.
بل وماذا اذا أعجبت الفتاة الطيبة بشاب متزوج أو شاب غير مناسب أو حتى شاب غير مهتم،
لماذا نصر أن نغرس في عقلها صورة قصة الحب ذاك ونجعل حواسها مرهفة دوما لمقدماتها بدلا من محاولة سد الأبواب والشبابيك.
وعن نفسي سأقول لكم بكل صراحة أنني قد تعبت شخصيا أيام كنت في الميدان من هذه الأمور،
وكأن الضغط الواقع علينا من النظام حينها لم يكن كافيا، ليأتي ضغط غض البصر وصرف البال ونحن في قلب الميدان.
يا أخي نحن بشر نشعر ونتفاعل مع ما حولنا، وما أفسد علينا مجتمعنا أكثر من الاختلاط، وتلك القصص الرومانسية التي تلهب المشاعر لنكتوي بعدها بواقع مرير.