لدينا قصور كبير في دراسة التاريخ بطريقة متجردة وواعية، قادرة على استنباط العبر والمواعظ، وفهم السنن
على طريقة الدكتور راغب السرجاني مثلا
اسمعي لماما هادية ..
التاريخ من الثغور التي لم تجد بعد ما يكفي من المؤمنين ليقوموا على سدها ..
هناك أبواب كثيرة أخرى بفضل الله تصدر لها في الأعوام الأخيرة آلاف ووربما عشرات الآلاف من طلاب العلم .. ولكن باب التاريخ بالذات فيه قصور كبير جدا .. قارني بين عناية الأمة هذه الأيام بعلم "الحديث" مثلا وبين عنايتها بالتاريخ الإسلامي (وحتى غير الإسلامي) .. نحن عندنا قصور كبير في العلوم التطبيقية والتكنولوجيا ولكن هذا ليس مجالك الآن لأحدثك عنه .. لذا فلا أجد أنفع من التاريخ .. نفتقد للكثير من التحقيق والتوثيق والتعديل وإعادة السرد بطريقة عصرية والتحليل والإسقاط على الواقع .. وبيان الأكاذيب التاريخية المنتشرة بين عامة الشعب .. التاريخ ليس مادة جامدة .. بل التاريخ كيان حي لو نظرنا له النظرة السليمة .. لاحظي أن أغلب القرآن الكريم "قصص" .. وهذه الأيام بالذات نشعر بقيمة وأهمية قصص القرآن .. بل نحياها ونعيشها ..
بالنسبة لفكرة "الإعلام" عندي تعليق بسيط جدا ..
نحن نعيش الآن فترة "انحطاط وسقوط" للإعلام التقليدي الذي يدرسوه في الجامعات والذي يمارسوه الإعلاميين التقليديين .. لا أتحدث عن الانحطاط الأخلاقي هنا .. اتحدث عن التدهور المهني .. الصحافة والإعلام التقليديين يتراجع دورهم بصورة رهيبة .. الآن الشباب العادي ربما الذي لم يلتحق حتى بالجامعة يقوم عن طريق برامج بسيطة بنقل بث حي ومباشر من قلب الحدث بكاميرا هاتفه .. وعندما يكون هناك أكثر من شاب يقوم بهذه المهمة فإننا نحصل على تصوير للمظاهرة مثلا من أكثر من زاوية بأبسط الإمكانيات .. الأمر الذي لم يكن ممكنا من قبل إلا بإنفاق آلاف الجنيهات (وربما عشرات) على فريق بث محترف ومعدات قوية جدا واستعدادات لوجيستية ضخمة .. من يستطيع أن ينكر أن كاميرا "التابلت" الخاص بشيماء الذي قامت بالبث منه من داخل مسجد الفتح برمسيس كانت أقوى من عشرات القنوات الفضائية التي تسيطر عليها دولة الانقلاب ؟ بل كانت أقوى من الدبابات والمدرعات ومئات الجنود من الشرطة والجيش بالإضافة للبلطجية المحاصرين للمسجد من الخارج ؟! هذه واحدة ..
والثانية أن دور الإعلام الشعبي أصبح أكثر قوة وتأثيرا .. بدليل سيطرة دولة الانقلاب على جميع وسائل الإعلام بالكامل .. وعلى الرغم من ذلك فإن أغلب الشعب محرر من هذه السيطرة .. والمظاهرات تعم أرجاء البلاد من شرقها لغربها .. وصفحات الفيسبوك البسيطة المجانية أصبحت أكثر قوة وتأثيرا من القنوات الإعلامية الضخمة التي تنفق مئات الملايين .. من يستطيع أن ينكر أن شبكة رصد من أقوى وكالات الأنباء في الشرق الأوسط الآن ؟ وتناقس أقوى وأقدم وأعتق وأغن وكالات الأنباء في المنطقة ؟؟
القصد هو أن هناك ثورة إعلامية حقيقة في التقنيات والوسائل والآليات .. وأصبحت - بشكل شخصي - أرى أن دراسة الإعلام الذي مازال يدرس بالطرق التقليدية الكلاسيكية أصبحت غير مجدية على الإطلاق في هذا الزمن .. وأراها مضيعة للوقت .. وربما بضع دورات مجانية تقوم بها بعض المؤسسات تعطي نتائج أفضل من دراسة 4 سنوات في كلية الإعلام .. بل ربما قراءة دليل الاستخدام لبعض البرامج المجانية لنظام اندرويد أجدى وأنفع ..
والصحافة ينطبق عليها نفس الشيئ تقريبا .. كذلك هناك الكثير من الكتاب العظماء على الساحة حاليا ظهروا بعيدا عن الصحافة تماما ومع ذلك فكتاباتهم اكثر انتشارا من كتاب الصحافة التقليديين .. وربما الحساب الشخصي لبعضهم أكثر زيارة وحيوية ونشاطا من الصفحات الالكترونية لبعض الصحف الهامة ..
هناك ثورة في الإعلام .. لا تشجع مطلقا - من وجهة نظري الشخصية - على الاقتراب من دراسة الإعلام ..
أعلم أن هذا الكلام متأخرا وأنك ربما قدمت بالفعل الآن والتحقت بشيء ما .. لكنه كلام كان ضروري أن أقوله ..
اعيدي التفكير في موضوع "التاريخ" وناقشينا فيه إن أردت لو كانت هناك فرصة قائمة .. إلا أن تكوني قد عزمت على شيء بالفعل وقمت به .. فلا تترددي كثيرا بعد أخذ القرار .. والله الموفق في جميع الأحوال ..
يا الله !
لا تدري للتو ما صنعت بي هذه المشاركة , و انا اقرأها بعد اسبوعٍ من كتابتها ..لقد تبعثرت كل اوراقي !
ربما هو شيء كنت احاول ان اخفيه عن ناظريّ ..دراسة فاشلة و تضييع للوقت!
أجل , دراستي لإعلام تعني إحباطاً لكل طاقاتي .. و تعني أنني - علي عكس ما كنت ارسمه في خيالي - لن اتمكن من إمساك القلم لحظة من الارهاق و التعب , خاصة ان الكلية بعيدة جدا عن دارنا , ناهيكم عن انها في مكان جدّ حيوي .. أي انه و باختصار سأعود مُهلكة لا افكر في شيء ولا ألوي علي شيء
و كأني بنفسي و " الدكتور " يملل علينا مقاله و يجب ان نكتبه .. ويجب ان نشتري اوراقا و ان نحفظها .. و ان ندرس كتباً ضِخاما و أن نقول ما يريدون ان يسمعوا .. و أن نملأ رؤوسنا بالكثير جداً عن تلك المقررات البليدة ..
انا باختصار , لا اثق بقسم إعلام .. لكنني اثق فيما بعده و ما سيتيحه لي .. فقط كوني خرّيجة منه ..
المشكلة ان كل قسم , بإمكاني التخلي عنه بدورة ما .. كلهم تقريباً ..
حتي اللسانيات و علم النفس .. الانجليزية و العربية .. بإمكاني الاستعاضة بأي دورة في اي وقت اريده .. و هذا هو ما انتويه بعون الله .. أنه أينما ساقني الله لأي قسم .. فإنني لي في كل عامٍ دراسة جامعية معها دورة ما ..
فمثلا , قلت لو انني التحقت بقسم إعلام , فإنني سأحصل في اول عامين علي دورات في عدة لغات .. و العام الثالث , دورة في تنمية المهارات و التخاطب و غيرها , الرابع , دورة لشيء ما رابع لا اذكره
بالفعل ! .. انا تائهة للغاية .. لاحظوا ان كتابة الرغبات تأخر موعدها و سأقوم بإملائها و تقديمها في خلال اقل من اسبوعين من الله .. و التوتر بلغ الحد
و ها أنا ذا اجد امامي اختيار آخر تماماً لم يخطر لي ببال .. أخي الاكبر خرّيج هذا القسم بالمناسبة ,
إذن خُيّرنا بين اثنين من ثلاث اصناف .. اثار و تاريخ ..اعلام و صوتيات .. علم نفس ولغات شرقية ..
اعتذر ان بدا كلامي كله مشوشاً .. لانني بالفعل اكثر تشوشاً منه ,
طيب , ألن تكون دراسة التاريخ اكثر جفافاً ؟ يعني .. ستحوي الكثير من الحفظ و الحفظ و الحفظ
كل ما اخشاه علي نفسي , أن افقد الهدف ..
المساعدة يا جماعة هنا .. أختكم في ورطة !