زبادي ما شاء الله .. أسلوب كاتب ما يطغى على كل حرف من كلماتك وجملك وتعبيراتك .. صحيح هذا يجعل أسلوبك أفضل .. ويزيد صياغتك حبكة .. ويجمع ما بين الفصحى والعامية بشكل رائع .. ويشعرنا ان حسك النقدي ممتاز كما قال أخونا فارس الشرق ..
ولكن هذه ليست زبادي التي تكتب .. ثمة نظرية ما تتحدث عن تقليد القارئ لكاتبه المفضل للأسف لا أذكر اسمها .. ولا اذكر حتى تفاصيلها .. ! إذن لماذا ذكرتها أصلا ؟!
يبدو أنه الوهن الذي بدأ يصيب خلايا المخ بعد هذا السهر الطويل ..
ماذا كنا نقول ؟
نعم كنا نتحدث عن حقيقة من يكتب المداخلات الأخيرة .. لاحظوا أننا نتحدث عن حقيقة من يكتب وليس عن هويته .. والفارق بينهما واضح ... (أكتب العبارة الأخيرة وأنا واثق أنها كفيلة بمنع أي قارئ من التساؤل عن طبيعة هذا الاختلاف حقا .. لن يجسر أحد على هذا السؤال إلا لو كان أحمقا أو مغامرا .. والنوع الثاني سيحجم عن السؤال لكيلا يوصف بأنه من النوع الأول .. لذا فالمحصلة النهائية ستكون "لن يسأل أحد" .. لهذا السبب بالذات تمر الكثير من محاضرات الجامعة بدون أي سؤال على الرغم أن جميع الطلاب لا يفهمون حرفا مما يقال) ..
كفانا استطرادا ولنعد إلى صلب الموضوع ..
كنا نتحدق عن أن أسلوب فصل كل العبارات والجمل بنقطتين متتاليتين أسلوب لا تخطئه العين المدربة جيدا .. وبالأخص عندما يتم إهمال الفاصلة ومشتقاتها تماما .. وعلى الرغم أن عيني ليست مدربة ولكن يسهل علي جدا ملاحظة هذا الأمر .. لأنني شخصيا أستخدم نفس الأسلوب .. ومنذ زمن بعيد ..
هل رأيت من قبل رجل دين لا يفقه شيء في علوم الأحياء ومع ذلك يعطي آراء عظيمة في علم الوراثة لأنه - ببساطة شديدة - عمل على زراعة وتربية أصناف البسلة في حديقة دار عبادته وتدوين كل ملاحظاته على الأجيال المتعاقبة من النبات ؟ ذلك الأمر يشبه رجل الدين هذا .. وبالمناسبة فهذا الرجل حقيقي تماما .. ويعتبر هو مؤسس علم الوراثة .. وكان يزرع البسلة في حديقة الكنيسة في الوقت الذي كان يحرم فيه فقهاء الدولة العثمانية استخدام الطابعة ويستنكرونها استنكارا عظيما .. كما استنكروا "التليفزيون" و "المحمول" لبعض الوقت .. وربما نجد منهم من يستنكر استخدام الهواتف اللوحية في التعليم .. من يقرأ التاريخ سيصاب باكتئاب شديد عندما يعلم أن ثمة مجموعة من البشر مصرون وما على تأكيد نظرية "ان التاريخ يعيد نفسه" .. مرات ومرات عديدة ..
لحظة .. دعوني أنصت لأعرف هذا الصوت .. لا .. لا .. لست مستغربا حدوث هذا الصوت في المنزل على الرغم من كوني وحيدا فيه الآن .. فقط أريد أن أعرف أي من هذه الأشياء يتحرك بالضبط .. لأنني لا أحب أن يتحرك شيء بدون علمي ..
نعم .. هذا صوت القط .. إذن بدأ يتعافي هذا القط المسكين الذي لم يكن يقو على الحركة الاسبوع الماضي كله ..
يتحدث كثير من عظماء الكتاب في الوطن العربي عن أن العنف "عدوي" .. ثمة فيروس - أو كائن ما - جهنمي لم يستطع العلم اكتشافه بعد يتسبب في انتشار عدوى العنف .. يؤيد هذا انتشار العنف في المجتمعات فجأة وبدون سابق إنذار انتشار النار في الهشيم .. ولكني على ثقة أن أحدا منهم لم يلحظ أن هناك أدلة أكثر قوة من ذلك .. وهي أن الحيوانات في المجتمع الذي ينتشر فيه العنف تصبح هي بدورها عدوانية شديدة العصبية .. وقطي الصغير مثالا صارخا لذلك .. فلو شاهدته بعد المعركة الأخيرة التي خاضها في الحديثة المجاورة لتولد لديك شعورا مفاجئا أن ثمة قطط تنتمي لجبهة الإنقاذ تعتدي على كل القطط المنتمية للاحزاب الإسلامية .. ولن تندهش بعدها لو علمت أن المعركة حدثت في نفس يوم موقعة "الجبل" .. أقصد بالجبل هنا المقطم بالطبع .. لكيلا يبادر احد بالاسئلة المعتادة ..
ولكن هذا كله استطراد لتمضية الوقت .. وخوفا من ان يكون احد اعضاء المنتدى قد أصابه ذلك الفيروس وتلك العدوى .. سأتوقف عن الاستطراد وأعود لصلب الموضوع ..
أين هي تلك العوينات لنحسن القراءة ؟
نعم ها هي .. صحيح أنني لم اصل بعد لمرحلة الحاجة لعدد من العوينات وأن أخصص واحدة للقراءة وأخرى للرؤية وثالثة لممارسة الأعمال الدقيقة .. إلخ .. ولكنني أخشى الوصول لتلك المرحلة .. لأن ذاكرتي لن تقو على تذكر أماكن كل هذه العوينات .. ولكن دعنا من المستقبل ولنحمد الله على نعمة عدم الحاجة لعوينات متعددة بعد .. ولنكمل الموضوع .. او بالأحرى .. ننهيه ..
بالقطع سأقوم بإنهاء هذه المداخلة فورا .. لعدة أسباب جوهرية أهمها أنني لم أنم بعد وأنني عائد من مغامرة لطيفة للتقديم في أحد المسابقات الاسطورية التي تعلن عنها المحافظة والتي كالعادة لن تجد أي شيء يترتب عليها على الإطلاق إلا تنفيث بعض البخار الذي بدا يتراكم في الحلة خوفا من انفجاره .. كلنا يعلم أن الثورة قامت لأن احد العباقرة قد قرر أن إحكام غلق غطاء هذا الوعاء هو الحل الأمثل .. ومن ثم قام بتزوير الانتخابات بنسبة اكثر من 95% .. وهذا كان فوق احتمال البشر .. ومن ثم قامت الثورة ..
ولو عندنا مهندس ذو حس عالي وطلب منه أن يصنع تمثالا لبطل الثورة الحقيقي لصنع - وبدون تردد - تمثالا للمهندس أحمد عز مهندس عملية غلق غطاء الحلة ..
المهم أن النظام الجديد استوعب الدرس جيدا وقرر أن يكون هناك مخارج عديدة تنفث البخار في جميع الاتجاهات فلا يتراكم اي ضغط بخاري داخل الحلة .. ومسابقة اليوم كان أحد ثقوب التنفيث .. ربما أفرد مقالا - أو كتابا لو أذن الله - لهذا الموضوع منفردا ..
ولكني الآن ومع نهاية كلماتي .. أود أن أهدي أختنا زبادي أغنية المبدع احمد مكي ..
https://www.youtube.com/watch?v=DrGDGf8mvBo
لعلها تساعدها على إيجاد اسلوبها الخاص في الكتابة بعيدا عن هذا التقليد الذي تعمدت أنا ايضا تقليده في مشاركتي هذه ..
جميل.. الساعة الثالثة و تسع دقائق بالضبط.. جفناي يتساقطان واحدا تلو الآخر ..و قد انهيت لتوي وجبة دسمة من البشاميل و ما يسمونه " بطاطس بوريه " .. عطشى إلي حد الجفاف ..لكن لا استطيع مغادرة مقعدي ..
و أري الوقت مناسبا للرد ..
حسنا .. دون مبالغة ..لم افهم شيئا ..و لا ادري ما الذي قد يضايق بعض الناس .. إن اسرفت في استخدام النقاط .. سيب الناس في حالها يا أخي .. ثم من قال انني اسرف .. في .. استخدام النقاط ؟
ظلم و افتراء ..
لا افهم لماذا لم يزرع الكوسة بدلا من البازلاء " من تلك البسلة؟ "؟ اتخيل مدي رعب هذا الرجل ليلا .. و قد قارب الفجر .. و ارتمي صاحبنا علي الكرسي اخيرا ..هامسا لنفسه : لقد اكتشفت قوانين الوراثة التي ستصبح اسوأ كابوس يواجهه أي طالب في العالم .. ياللروعة!
أنا أحب البازلاء ..
و بصراحة لا أجد أي اتساق بين الاحداث و قططي .. هما جائعان إلي الابدية و الفناء .. و يقضيان حاجتهما علي أعز مقتنياتي ..
ثم يصرخان ..
وينامان كقطين بديعين آخرين !
القط الذكر يهوي العطس في وجههي .. و القطة الانثى تهوي تسلقي ..
و هما لا يكفان علي ابداء اراءهما الخاصة علي لوحة المفاتيح ..يعبران كنسيم الصباح .. غالقان علي كل زر قد يدمر كل شيء في الوجود .. فينظران لي في براءة و وقار : معااو ..
اقسم ان في موائهما حرف العين ..
فيم كنا ؟
آه ..
أنا عطشى بشكل لا يطاق ..الماء في الشقة المجاورة .. وهنا تكمن مشاكل البشرية بالنسبة إليّ .. لا يوجد شيء اريده بجواري أبداً !
كل ما اريد بيني و بينه اميال و سنون ..
" سبحان الله .. لن يصدق احد .. كنت اكتب و اكتب .. حتي فجأة صرخ في وجهي الحاسب و اظهر لي الصفحة الشهيرة it's dead, Jim
لا افهم ما هذا .. لكنني اطلقت سبة ما .. و ذهبت احضر ماءا مثلجا .. الحمد لله علي نعمة الماء المثلج في زجاجات الصودا الفارغة "
انا لا استعمل العوينات ولا احبها .. فقط من حين لآخر امد يدي إلي عوينات اي رفيقة لي .. واضعها عليّ ..ليخبرنني في أسي بالغ : آ..آآه .. حلوة حلوة ..
الحلاوة حلاوة الروح ..
بعد نزعها لا يخطر ببالي إلا شيء واحد .. لماذا يحضر كل شخص توأمه هنا ؟ .. و امضي وقتا لا بأس به .. اضغط عيني و اثابر في فتحهما و غلقهما مرارا كي تصير الرؤية محترمة واضحة
اسوأ شيء في هذه الامسية .. لا .. ليس ان القط " حنفي " يلعب بقطعة ورق و قد مزق اعصابي تمزيقا من حركاته الهستيرية المفاجئه ..
ولا من القطة " زغلولة " التي تجلس تلك الجلسة الوقور الخاصة بالقطط .. و تنظر لي و لبعلها " في الاصل هو اخوها .. لكن حدث سوء فهم " ..
هل القطط تحلم و تشعر و تضحك مثلنا ؟
هل تراني مجرد عملاقة مرعبة أم صاحبة طيبة ؟
لو كانت لها مشاكل فماذا قد تكون ؟ .. أنني اركلها حينما اكون غاضبة بلا سبب انا نفسي لا افهمه .. عندما اصرخ في وجهها لأنها قضت حاجتها علي ملابسي و هي لا تفهم ما مشكلة هذه الفتاة ..انني انسي اطعامها .. أنني احمل بعلها اكثر من حملي إياها ..
هل تغار القطط ؟
هل تخشي الزوجات الثانيات؟
هل تخشي الطلاق ؟
هل كانت لتحزن لو مات عندها حنفي؟ .. او لو تم تسريبهما ؟ كيف سيكون احساسها عندما تولد بالسلامة -هي حامل - و تجدني أنتزع منها اطفالها الاربعة لأهادي بهم صديقاتي باسمة مبتهجة ؟
لو وجدت قطتي حريقا في المنزل , كيف كانت لتخبرني ؟ هل ستأتي لتموء في حماس و اصرار ..فاهشها انا او اضع لها بعض اللانشون ..!!
هذه هي المشكلة .. وضعت زجاجة الماء بعيدا جدا ..
عذرا ..
أنا اموت عطشا !