أنقلها لكم من الفايسبوك لمن ليس لديه اطلاع لما يحصل:
قصه طويله مفرحه
مقاطعة كيبك أسسها المكتشفون الفرنسيون فى أوائل القرن ال١٧، و أول مجموعة مهاجرين (حوالى ٨٥٠٠) جم من فرنسا و أسسوا أول و أقدم مدينه فى أمريكا الشماليه ١٦٠٨ (مدينة كيبك العاصمه)
و لكن فى ١٧٥٩ الإنجليز هزموا الجيش الفرنسى و ضموا كيبك لباقى مستعمراتهم فى أمريكا ... و قعدوا ٢٠٠ سنه يذلوا فى سكان كيبك عشان يغيروا لغتهم و مذهبهم الكاثوليكى، و حرموهم من التعليم بالفرنسيه و المناصب الحكوميه و بهدلوهم
و فى ١٩٦٠ بدأت الثورة البيضاء فى كيبك لتصبح اللغه الأساسيه للتعليم و لمعظم الأنشطه هى الفرنسيه، و يبدأ السكان الفرانكوفون فى إستعادة الوجه الحضارى لمقاطعتهم ... لكن طبعاً العقده بتاعة ال٢٠٠ سنه عذاب و اضطهاد خللتهم مزودينها حبتين مع السكان الأنجلوفون و بيطلعوا عينيهم (هم حوالى مليون من ال٧ مليون مجموع سكان المقاطعه) ... المهم كندا اعترفت باللغتين الإنجليزيه و الفرنسيه كلغتين رسميتين، و كل الخدمات فى كل المقاطعات متاحه باللغتين، و قالوا خللينا اصحاب، و ادوا كيبك مميزات و حريه ثقافيه و وضع خاص ...
لكن بدأت تتكون أحزاب يمينيه، و تطرفت إلى حد المطالبه بالاستقلال عن كندا! و صعدوا الموضوع لدرجة عمل استفتاء مرتين على الاستقلال فى ١٩٨٠ و ١٩٩٥!! و كل مره يتم رفض فكرة الاستقلال ... بس على الحركرك! يعنى أول مره ٦٠٪ قالوا لأ، و تانى مره ٥٠,٥٪ بس اللي قالوا لأ!!!!! فرقت ٥٠ ألف صوت!!
و من ساعتها و كارت الانفصال ده بيبتزوا بيه الحكومه الفيدراليه عشان ياخدوا امتيازات، و الأحزاب اليمينيه تاخد بيه أصوات ...
لكن للأسف، طفش المستثمرين من مونتريال اللى كانت أهم مدينه إقتصادياً فى كندا، و خلت الحاله الاقتصاديه صعبه
و فى سبتمبر ٢٠١٢ كسب حزب كيبك اليمينى الانفصالى برئاسة بولين مارواه الانتخابات، بس ب٥٤ مقعد من ١٢٥، و عملت إئتلاف، و لحست وعودها بإلغاء زيادة المصروفات الدراسيه للجامعه (اللى كان سبب أساسى فى فوزها على الليبراليين اللى زودوا المصاريف، فخسروا كل أصوات الطلاب)، و فشلت فى تحسين الخدمات و الاقتصاد و الصحه ... تعمل إيه؟!! زى أى حزب فاشل و حكومه فاشله، بدأت فى نشر الكراهيه و التفرقه بين الناس؛ و قالت لهم إن المقاطعه فيها مشاكل بسبب المهاجرين، و بسبب الأنجلوفون، و بعدين واحده جزائريه (من اللى بيكرهوا أى حاجه تمت للإسلام بصله دول!! اللى بيقولوا على نفسهم ليبراليين و تقدميين دول!!) قالت لها نعمل استفتاء على مسوده لقيم كيبك نحظر من خلالها ارتداء الحجاب و باقى الرموز الدينيه فى الأماكن الحكوميه، و واحده مغربيه طبلتلها و سابت الحزب الليبرالى مخصوص عشان تؤيد الفكرة الزبالة دى! و وزير من بتوع ماروا قال لهم "يا سلام على الدماغ الألماظات! هو ده اللى بندور عليه!!" ... و ابتدى المتطرفين و كل ال"مصطفى بكرى" اللى فى الإعلام يطبلوا عشان الحفاظ على هوية كيبك من المهاجرين الوحشين، و بالذات المسلمين ولاد الهرمه دول اللى عايزين يلبسوا براحتهم هدوم مش زى بتاعة كيبك ... و لما حست إن فيه شوية بهايم ماشيين وراها، طلبت انتخابات مبكره عشان تسيطر على البرلمان .... و خاصة إنها ضمت للحزب الراجل اللى مسيطر على ٤٠٪ من الجرايد و محطات التليفزيون فى المقاطعه (طبعاً هنا الناس أغلبيتهم مثقفين و بيقروا، و نظام غسيل المخ و الهطل ده مش بياكل معاهم!) ... و قالت لهم "كيبك أم الدنيا، و حتبقى قد الدنيا ... و بكره تشوفوا كيبك"
انهارده الانتخابات اتعملت ... و بدل ٥٤ مقعد حزبها حصل على ٣٠ مقعد!!!!
و بولين ماروا شخصياً خسرت مقعدها! و معظم الوزراء اللى من حزبها خسروا!!! و المغربيه اللى بتؤيد الفكره الوسخه بتاعة "قيم كيبك" و محاربة الرموز الدينيه خسرت!!
و الحزب الليبرالى (اللى بجد؛ يعنى كل واحد يلبس اللى هو عايزه و يعبد ربنا بالطريقه اللى هو عايزها طالما مش بيؤذى حد) كسب باكتساح ... ٧٠ مقعد ... يعنى أخد حزب كيبك ورا مصنع الكراسى و حيشكل الحكومه لوحده و حيعلم عليهم ٤ سنين
و رئيس الحزب فيليب كويارد (الطبيب اللى اشتغل فى السعوديه ١٠ سنين) قال فى خطابه "زمن الانقسام بين سكان كيبك انتهى، لازم نرجع نتحد فرانكوفون و أنجلوفون عشان كيبك تبقى أقوى و أفضل، و بأقول للمهاجرين أهلاً بيكم فى وطنكم الجديد"
انهارده سكان مقاطعة كيبك و بالذات مدينة مونتريال إدونى أمل إن المدينة و المقاطعة الجميلة اللى حبيتها عشان بترحب بكل الناس من كل مكان فى العالم و بتحتويهم و بتخلليهم يحافظوا على هويتهم عشان يحصل إثراء و تنوع ثقافى، ما زالت محتفظه بإنسانيتها و قدرتها على احتضان الناس من أى مكان فى العالم و إنها تحسسهم إنهم مش أغراب ... عقبال ناس كده أعرفهم