كيف لم تر الجمال في مدينة الشيخ زايد , قد عشت شطرا من حياتي بين مدينتي السادس من أكتوبر و الشيخ زايد , لكني الآن للأسف لا أكاد أذكر الطريق إليها بعد سفري فترة طويلة, لكني أذكر الفضاء البعيد عن زحام القاهرة , أذكر كيف تعلو الأشجار بحرية ترفرف بوريقاتها محيية عابري السبيل الذين لا يعبؤون لها و لا يرونها , الهواء نظيف نظيف , و الجو في الليل منعش , كم افتقد هذا الجو , كم أفتقد ارض الصبا , و اللعب بدراجتي حول أحواض الزهور ... بل كم افتقد رحلتي اليوميه إلى جامعة القاهرة , و أركب كوبري المحور الذي يخترق الأراضي الزراعية الشاسعه , ليرينا بساطة الفلاح المستكين في سلام وسط ماشيته و أرضه و ساقيته , كم احببت مشهد الأرض , و مشهد النخل الذي يتناثر بكثرة على جانبي كوبري المحور , لكأنني الآن أركب السي تي إي , تلك الحافلة التي كانت تأخذني يوميا إلى الجامعه , فأرى الخضرة من حولي تحييني , و لكن بعد مرور الوقت , تبدأ الخضرة تتلاشى تدريجيا , لنفاجأ في النهاية في آخر جسر المحور بمنظر العشوائيات الفقيرة , التي تتقدمها رائحة القمامة الرهيب , و الناس ستزاحمون , يصدمون بأيديهم حافلتنا , يريدون الركوب , يقفزون على الأسوار , يركضون في كل صوب بعشوائيه كعشوائياتهم , ما أقسى الحياة عليهم