عطركما الله من أريج الروضة المحمدية كما عطّرتمانا منها هادية وعبد الرؤوف .....
----------------------
وهذه كلمات كتبتها ذات يوم بعد عودتي من هناك
----------------------
طيبة .............الحبيبة طيبة وهل مثل طيبة ؟؟
وهل مثل ما تستشعره بطيبة...... تلك المدينة التي نورها الحبيب بطلعته عليها بدرا منيرا ، ... كل من زارها أسأله هل رأيت فيها ما رأيت ؟؟ هل استشعرت فيها ما استشعرت ؟؟
تستشعر فيها حنانا ومحبة ورأفة تغمرك أينما ذهبت فيها وحيثما يممت ...
وأنت تصلي بالمسجد النبوي ، وأنت قبالة مقام الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وأنت تزور موقعة أحد وأنت ترمق جبل أحد بعين المحب ... وأنت تسمع الصخور وهي تحدث منبعثة بأريج البطولة والثبات والرجولة الفذة
وأنت يعزّ عليك أن تطأ التراب الذي وطأته قدماه الشريفتان ، وددت لو تحتضنه وتقبله حبة حبة لا أن تطأه بأقدامك !!!
وأنت تسير بشوارعها وأنت بغرفة الفندق المجاور لمسجده الحبيب حيث قبره والقبة الخضراء ، تطل من نافذة الغرفة تذكّر نفسك وتؤكد لها أنكِ يا
نفس في قلب الحقيقة ولست غارقة ببحر أحلام وردية وأن عينك اليوم عين يقين
وتستمدّ من إطلالتك تلك أنوارا تستنشقها هواء لروحك أن يا نفس إنك بجوار الحبيب تصبحين وتمسين فتنام وملء جفونك جواره وقربه
من تلك النافذة تطل العين ، تسلم عليه من بعيد كما سلمت عليه من قريب وأنت أمامه والعين تجود والقلب يحلق والمُهَج حبا تترقرق، وتخال نفسك بحضرته في كل ركن وكأنك بين يديه ، فتغض من الصوت وتحترم ، وتطأطئ الرأس إجلالا وحبا
في كل زاوية من تلك المدينة المنورة التي ما تزال تستمد أنوارها منه ميتا كما استمدتها منه حيا ...
أجل هذا ما كان خلاصة السبب من ذلك الذي كان فيها وحدها ميزها دون غيرها من بقاع الأرض ، جو من حب وحنان ورحمة محمدية غمامة تعمر تلك السماء وتغمرها وتظلل تلك الأرض الحبيبة.....(
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)
كم وكم وكم تستشعر السكينة والهدوء يظلّان المدينة بأكملها ، فتمر السيارات وكأنها بلا أصوات ، ويمشي الناس وكأنهم أمضوا معاهدة الهدوء والسكينة فما تخلفوا وما أخلفوا ...
سبحان الله وكيف لا تكون تلك مدينة أشع فيها نوره حيا كما يشع فيها ميتا
واعذروني إخوتي فإنّ الذكرى عندي ما تفتأ تجد فتيلا حتى تضيئ بقلبي قنديلا ،وهل لكلماتي المسكينة أن تحدّث بخبر المدينة وأنوارها ؟؟؟!!!
لا حرم الله أحدا من أنوارها ولا حرم المشتاق الملوّع من العودة