المحرر موضوع: بيتـــــــــي!  (زيارة 31099 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
بيتـــــــــي!
« في: 2011-10-28, 16:04:28 »
بسم الله الرحمن الرحيم

بدأت قبل شهور قليلة رحلة جديدة... رحلة أن يكون لي "بيت"!
وفي كل يوم أعيش أحداثاً... لم أكن أعرفها، ولم أكن أتوقعها... أشعر أن حياتي مغامرة! مغامرة حلوة لكنها يحفها المخاطر كأي مغامرة... ويجب عليّ الحذر...

في المطبخ أكتشف أشياء غريبة... فالبطاطا مثلاً إن وضعت في الخزانة لمدة أسبوع... تتعفن! والطبخ عملية سهلة! لكنّ الاحتفاظ بما يتبقى منه في الثلاجة من أصعب المهام!
لم أكن أعلم أن الدجاجة تشبه الإنسان جداً! وأني سأطهوها وأنا حزينة عليها!

ولم أكن أعرف أن ثرثرة النساء مزعجة لهذه الدرجة! وأني مجبرة على مجاملتهنّ واستماع دروس الطبخ ومهارات التنظيف وحيل التسوّق والعروض منهنّ... ثم الابتسام مع كل جملة والتعليق بكلمات ليست في مكانها ولا معنى لها... لكنها من قاموسهنّ وعلى قائمتهنّ!

لم أكن أدري أن وظيفة الضيافة صعبة إلى هذه الدرجة لما أكون أنا المسؤولة عن ترتيباتها كلها!

ياااااه...
كم كنت جاهلة في هذه الأمور... وأظنني ما زلتُ!

لكنها... ليست خطيرة! وسأتعلمها ولو بعد حين...
وإنها ليست ما أفردت صفحة هنا لنقاشها... وإنها على الهامش...

ما أناقشه هنا هو...

"بيتــــــــي"!

كيف سأبنيه مسلماً... قوي الأركان... ترفرف فيه أجنحة الملائكة كل حين؟

هذا ما أطرحه، وأسأل الله الإعانة عليه... وأسأل كل من له رأي أن يشاركني... وينصحني... ويعلمني...
فإنما الحكمة في هذا الأمر ضالتي... وإني ما وجدت من الكتب ما يعينني (أو يقنعني)... وإني طرقت بابكم يا سادة... فأكرموني أكرمكم الله :)

« آخر تحرير: 2011-10-29, 00:44:42 بواسطة جمانـة القدس »
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: بيتـــــــــي!
« رد #1 في: 2011-10-28, 16:17:07 »
بارك الله لك فيه، وجمع بينك وبين زوجك بالمودة والرحمة والحب الذي تؤسسان به بيتا مسلما لرجال ونساء الأمة القادمين بإذن الله emo (30):

ياااه يا جمنة لو تعلمين كم أعوّل عليكم  :emoti_134:....لدي صديقات مقربات من فئة "حمل هم الأمة" وهنّ أمهات حديثات، كم أشد على أياديهنّ وأنا أستجديهن أن يثبتن وأن يعرفن أكثر، وأن يزددن عزما .......وكذلك أنت حبيبتي ......

ونحن هنا ........والمامات ما شاء الله هنا............وسبحان الله يا جمانة كنت قد فاتحت ماما هادية أنني أريد فتح موضوع عن شيء كهذا لما أحتاجه في مشروع لنا بالجمعية ، وها قد فتحته أنت ولله الحمد

أنت اسألي ونحن إن شاء الله وقدرنا نجيب  emo (30):

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #2 في: 2011-10-28, 21:49:51 »
(بيتي) هو عنوان كتاب للعقّاد......... وهو تجلّ لاعتداد صاحب الكتاب بنفسه........ واليومَ -دكتورتنا- تكتبين لنا عن بيتك الجديد......... المعزول -كما يبدو من الخطاب-..... تمامًا كصومعة الزاهد أو مخبر العالم أو مرصد المنجّم.....

ولأنّ (أهل مكّة أدرى بشعابها) فإنّني أترك المجال للأخوات الفضليات للإدلاء بدلائهن في أعمال المنزل عامة والمطبخ خاصة........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: بيتـــــــــي!
« رد #3 في: 2011-10-28, 23:46:45 »
وفقك الله يا جمان وحقق لك أمانيك بما يرضيه عنك

الخطوة الاولى يا جمان هي تاسيس العلاقة الصحيحة مع الزوج
علاقة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم والاتفاق على شكل الحياة واهدافها ومن ثم وسائل تحقيق تلك الأهداف
ومبنية على مخافة الله وتقواه ومراقبته... لا على المشاعر فحسب... وهذه نقطة مهمة
ثم الحرص الشديد على القرش الحلال والا يدخل البيت اي قرش حرام او فيه شبهة

بهذين الاساسين... يعمر البيت بطاعة الله ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: بيتـــــــــي!
« رد #4 في: 2011-10-29, 00:43:46 »
بسم الله الرحمن الرحيم

شكراً لردودكم الكريمة.

ربما العنوان (بيتي) لكني كما قالت أسماء، أطرح موضوعاً لكل بيت لا لبيتي وحدي...

معرفة الهدف من الزواج، ثم بلورته في خطط عملية واضحة ووسائل تضمن الوصول إليه، أمرٌ أحسبه يتضح في فترة الخطوبة ثم في البدايات الأولى للحياة... ثم هو مع الأيام يُقيَّم ويعدّل وفقاً للمتغيرات اليومية...
الأسس الصحيحة يؤسس عليها البنيان الصحيح...
معك تماماً يا ماما هادية... لكني أحب أن أعرف من تجاربكم، وقراءاتكم، عن بعض النصائح ليكون البيت حقاً وصدقاً: مسلماً...
لا بدّ وأن لكل طريقته، أؤمن بهذا جداً، لكني قد أشكّل طرق غيري لتناسبني فأضمّها إلى طرقي...
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: بيتـــــــــي!
« رد #5 في: 2011-10-29, 01:06:16 »
** خديني فإيدِك يا جمانة ... أختك تمرّ بنفس ظروفك  :emoti_282:
مع إضافة مهمة المذاكرة و الدراسة !! :emoti_404:


... عن أعباء المنزل المعتادة حقيقة لم أعانِ فيها إلا القليل جداً بفضل الله أولاً
وبفضل ظروف عائلتي قبل الزواج ثانياً .. والداي كانوا دائماً على سفر و أنا الأخت الكبرى فكنت خلفاً لهم

وحتى في وجود والدتي كانت تغيب كثيراً عن بيتنا لرعاية جدتي - حفظها الله وشفاها - فكنت أيضاً أقوم مقامها .... :emoti_389:

ضيفي إلى ذلك كله هو أننا بيت مصري صميم ... لا يعترف للفتاة بقدر إلا إذا كانت ( تُحسن ) كل فنون إدارة المنزل و المطبخ و استقبال الضيوف

مهما علَت في العلم و المركز و المكانة !!!!!  :emoti_138:

..... لكني كما تقولين أحمل الهمّ فعلاً في كيف يكون بيتي مسلماً حقيقياً وليس مسلماً بالعبادات فقط ؟؟؟ :emoti_138: :emoti_138: :emoti_138:
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: بيتـــــــــي!
« رد #6 في: 2011-10-29, 01:46:38 »
** خديني فإيدِك يا جمانة ... أختك تمرّ بنفس ظروفك  :emoti_282:
مع إضافة مهمة المذاكرة و الدراسة !! :emoti_404:


... عن أعباء المنزل المعتادة حقيقة لم أعانِ فيها إلا القليل جداً بفضل الله أولاً
وبفضل ظروف عائلتي قبل الزواج ثانياً .. والداي كانوا دائماً على سفر و أنا الأخت الكبرى فكنت خلفاً لهم

وحتى في وجود والدتي كانت تغيب كثيراً عن بيتنا لرعاية جدتي - حفظها الله وشفاها - فكنت أيضاً أقوم مقامها .... :emoti_389:

ضيفي إلى ذلك كله هو أننا بيت مصري صميم ... لا يعترف للفتاة بقدر إلا إذا كانت ( تُحسن ) كل فنون إدارة المنزل و المطبخ و استقبال الضيوف

مهما علَت في العلم و المركز و المكانة !!!!!  :emoti_138:

..... لكني كما تقولين أحمل الهمّ فعلاً في كيف يكون بيتي مسلماً حقيقياً وليس مسلماً بالعبادات فقط ؟؟؟ :emoti_138: :emoti_138: :emoti_138:


أم وعالمة... أحببت ردّك أختي :-)

هل أنت أم؟

أعانك الله على دراستك أخيتي...
أنا مثلك، أدرس... وكذلك أعمل... وعملي دراسة أخرى... إذ إنه في مجال البحث في علوم الأعصاب، ويحتاج قراءة وكتابة ومتابعة يومية...

أعمال المنزل، والطبخ، والضيافة وكل هذه الأمور... ليست بالنسبة لي مشكلة أبداً... هي مقدمة أحببت البدء بها ليس إلا، لأنها أول ما يخطر ببال من يقرأ عن (بيتي)!...
كما قلت لكم، هي على الهامش... ولا أقصد إهمالها، بل هي مهمة ولها أولويتها، بل أقصد أنها يمكنني التعامل معها دون تعقيدات....
يمكنني الاستمتاع بالطبخ... وتحديد علاقاتي الاجتماعية بما يناسبني أنا وزوجي، والاستماع لما أريد من ثرثرة النساء!  :emoti_144:

أظن يا أختي (ولأصحاب الخبرات القول الفصل) أن البيت المسلم يكون مسلماً بالاعتماد على جانبين اثنين... الفكرة المسلمة، والتعبير المسلم عنها....

أما الفكرة فتأتي من صميم النفسين المجتمعتين... من عمق قلبيهما المسلمين وعقليهما المؤمنين... من الفهم... الفهم الذي يبنيه المرء على اقتناعه لا على الذي ورثه عنوة عن أهله ومجتمعه ووالديه...

الفكرة أراها أعمق بكثير....

أذكر كم مرة جلست وحدي أفكر وأتفكر بمعني الزواج، والدنيا، والطاعة....
أذكر قبل خطبتي بيوم كيف تنزّلت السكينة على قلبي وشعرت بأنني الآن: أفهــــــم...

ليس الزواج ولا هدفه متابعة وتكثير نسل فحسب... لا...
بل إنما هو معجزة ربانية يوفق فيها الله القلوب والعقول والأنفس... كي تمضي في سبيله كما يريد...

البناء صعب... لكنّ الحجارة لما تكون قوية تنجب بيوتاً عمادها تلك القوة...
ونحن حجارة هذا البناء... ونحن مهندسوه... ونحن كذلك مزينوه...

الفكرة هي التأصل الفكريّ الذي ينبعث من نور الحقيقة... جذورره ضاربة في أعماق الأرض... صلبة تنحت في الصخر... تعرف تماماً أين تمضي... وإلى أين المسير...

وإن التعبير عن هذه الفكرة هو التجسيد الحيّ العمليّ المختلف...
هو الحرص على كل ما فيها... هو امتثاله في اللحظات الصعبة كلها، وفي لحظات الرخاء... وهذا هو الذي أسألكم الإعانة عليه...

فالفكرة في قلبي والفكرة في عقلي والفكوة في لساني... والفكرة تحتل كياني كله!...
لكن التعبير عنها... التطبيق العملي لها... التجسيد الحيّ لدقائقها... كلّ هذا في حسابي لكنه ليس سهلاً...

كيف أجعل بيتي ينطق بالقرآن؟ كيف يكون حياً بروح الله؟ كيف تحفه الملائكة؟...

أنا هنا أتساءل وأجيب... ربما لأن طرح المواضيع يعينني على إجابتها...
وأنا أطرحها دوماً مع زوجي... لكني أريد كذلك أن يكون لي نصيب من رأيكم السديد :)

 
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: بيتـــــــــي!
« رد #7 في: 2011-10-29, 04:12:13 »
وفقك الله يا جمان وحقق لك أمانيك بما يرضيه عنك

الخطوة الاولى يا جمان هي تاسيس العلاقة الصحيحة مع الزوج
علاقة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم والاتفاق على شكل الحياة واهدافها ومن ثم وسائل تحقيق تلك الأهداف
ومبنية على مخافة الله وتقواه ومراقبته... لا على المشاعر فحسب... وهذه نقطة مهمة
ثم الحرص الشديد على القرش الحلال والا يدخل البيت اي قرش حرام او فيه شبهة

بهذين الاساسين... يعمر البيت بطاعة الله ان شاء الله


جمان.. ما قصدته من تأسيس العلاقة الصحيحة مع الزوج، لم اقصد به ابدا اسس اختيار الزوج وما يكون فترة الخطوبة

قصدت به مرحلة الاحتكاك بعد الزواج بين الزوجين... هذه مرحلة التنفيذ للخطط التي تم وضعها قبل الزواج
هذه المرحلة حساسة جدا في البناء
بقدر ما تستطيعين اكتساب زوجك فيها، وترسيخ المحبة بينكما، بالإيثار والاخلاص والتضحية والاحتواء العاطفي وتوفير السكينة والمودة، تكون اسس البيت راسخة، ويتهيأ جو نفسي مناسب وصحي لاستقبال الأبناء بعد ذلك، ويصمد البيت في وجه العواصف والمحن التي قد تهب عليه لاحقا، ولا تخلو حياة المرء من محن..

والحرص على القرش الحلال اعيد واشدد عليه
فبعض الناس يعتقد انه مادام اختار مجالا عمليا محترما، لا نصب فيه ولا سرقة فماله حلال.. وليس الامر كذلك... فهناك القروض ذات الاشكال المختلفة، والرشاوى المقنعة (وما اكثر اشكالها والوانها في مجال الطب) وعدم الاخلاص في العمل وتضييع ساعاته الذي يجعل ما يتقاضاه المرء مقابله حراما، والمسابقات المشبوهة وعشرات الاشكال والمحن المستمرة التي تتطلب من الانسان يقظة ووعيا ومحاسبة للنفس متسمرين...

النقطة الثالثة: تقوى الله فيي معاملة الأهل: أهل الزوج والزوجة، ثم الجيران والاصحاب...
تستطيع الزوجة بسهولة ان استأثرت بقلب زوجها ان تؤر على تصرفاته نحو أهله... فإن لم تتق الله في ذلك.....

والحديث يطول في هذا

وآسفة ان كنت  قد توقعت ان الاجابات ستكون من نوع: اقرئي من القرآن كذا وكذا.. واحرصي من صلاة الليل على كذا وكذا... وسمعي القرآن لزوج وليسمع لك....
فالحقيقة ان هذه الامور كلها تبعية وليست هي الاساسية.... وكم من اناس يقرؤون القرآن والقرآن يلعنهم
وآسفة مجددا ان صدمكم كلامي ...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: بيتـــــــــي!
« رد #8 في: 2011-10-29, 04:36:18 »
على العكس يا خالة... هذا ما أود سماعه... هذا هو تماماً!

بعد المرحلة الانتقالية التي عشتها... أدركت جيداً أن هذه كلها أمور تبعية... تبعية جداً...
وأنّه كي يكون بيتي مؤسساً على التقوى وعلى القرآن والذكر... يجب أن يكون بناؤه طيباً حتى الصميم...

ربما كنت (وما زلت) أعول كثيراً على الأمور القلبية، والارتباط العميق بالمشاعر والشعور... والإحساس النقيّ والطهر النفسيّ... لكنّي الآن أضيف إلى كلّ هذا جانباً آخر... هو الجانب العمليّ لكل تلك الأمور... هو أن ترى الحياة بعقلك الناضج... لا بقلبك المرهف الشاعر...
القلب له مكانه... لكنّ الجمود والعمل والجلد في مرحلة من المراحل مطلوبٌ جداً... حتى يستقيم للقلب كيانٌ يتمختر فيه...

أسأل الله أن يعيننا وكل بيوت المسلمين على الرزق الحلال، وأن يجنبنا المال الحرام في كل أشكاله وأنواعه وصوره...
وشكراً يا ماما هادية... أحبّ دوماً أن أستمع لرأيك السديد... أحبّ كثيراً أن أحتكم إلى عقلك... ففيه هدوء وسكينة وارتياح :)
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

جواد

  • زائر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #9 في: 2011-10-29, 05:25:22 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الكريمة،
يسر الله لكم أموركم كما يحب ويرضى وأسعدكم في الدنيا واﻵخرة.

ربما أود سؤالكم أولا عن مكان اقامتكم والمجتمع المحيط بكم، فهذا برأيي من النقاط التي تؤثر بشكل مباشر على حياتنا.

ثانيا أود أن أسألكم عن أهدافكم اللاتي تسعون اليها وتخططون لها، على المستوى الشخصي وعلى مستوى الزوج والأبناء ان شاء الله.

برأيي أنه ان وضح الهدف فقد قطعنا نصف الطريق، ولم يبق الا الطرق والوسائل،

أما كلمة بيت مسلم، فهذه كبيرة جدا ولا أحسب أنها ستفي بالتفصيل الذي تبحثون عنه.

وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى.

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: بيتـــــــــي!
« رد #10 في: 2011-10-29, 06:06:50 »
** جمانة أتعرفين خطر لي الأن كم أحببت اسمك من شخصيتك التي ( أراها ) مما تكتبين ...
بالفعل أشعر وكأنني أراكِ و أرى كل من في هذا المنتدى وهم يكتبون و أرى ملامحهم و شخصياتهم ....

... استقر الأن في وجداني إذا رزقني الله يوماً ببنت فسأسميها جمانة ... ::)smile:

نعم لم أصبح أماً بعد بالمعنى المعروف
لكنني أعتبر نفسي أماً لأبناء أختي و صديقاتي و أبناء أقربائي
وأماً لكل شخص يقصدني في خدمة أؤديها له و لا ارغب بعدها في المقابل إلا من رب العالمين .... الأمومة هكذا

عطاء بدون مقابل
و قدوة و عمل إلى الممات ... و أتمنى أن أستطيع و أصبر عليها لأن أذى الناس أحياناً يجعلنا نعرض عن مساعدتهم عقاباً لهم .... :emoti_138:

و في الزواج أهم شخص تقومين بدور الأم تجاهه هو الزوج

لا أفهم أبداً كيف يمكن لأم أن تربي جيلاً قوياً مؤمناً و مبدعاً ... وهي زوجة نكدية و مؤذية لزوجها و اهلها و اهل زوجها !!!!!! :emoti_144: :emoti_209: :emoti_336:

لا يوجد ( أم ) صالحة .. إلا إذا كانت ( زوجة ) صالحة بالأساس ... الشلال يأتي من أعلى لأسفل و ليس العكس !! :emoti_351:

لذلك أتفق بشدة مع ماما هادية أن البداية هي تقوية الجسر و القواعد التي ستبني عليها ما تحلمين به
وهذا الجسر و هذه القواعد

هي شكل العلاقة في التعامل وتسيير أمور الحياة بينك و بين زوجك !

... و للحديث بقية  emo (30):
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: بيتـــــــــي!
« رد #11 في: 2011-10-29, 06:19:41 »
** أحياناً ..... يضيق صدري من ثرثرة النساء التي تحدثتِ عنها بعفوية و واقعية عبرتِ فيها عما يجول بخاطري للغاية !!!

قبل الزواج لم تكن ثرثرة النساء من جدول يومياتي لأنني أكتفي بالسلام و اللقاءات الاجتماعية مع الأهل و المعارف في المناسبات المختلفة
وتكون طبيعة الأحاديث فيها هو ما أحبه و أختاره بنفسي وإلا فأترك المجلس !!!
وأترك تلك الثرثرة و السلامات و الوصفات الأسئلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع لوالدتي تقوم بها عني وفي نفس الوقت
تسليها فهي تجلس بالساعات وحدها في المنزل حيث أكون أنا و إخوتي في كلياتنا أو مصالحنا المتكاثرة !

أما الأن ... فصرت في بيتي
وعلي أداء كل تلك الواجبات الاجتماعية
أحرص على أن تكون نيتي فيها لله و وصل القرابة و إدخال السرور على المسلم و الاهتمام لأمر المقربين من الأهل ...

لكن .. حقيقة أكره بشدة و تثقل على قلبي كل تلك المكالمات و المحادثات و الزيارات وما يتبعها من أحاديث نسوية فارغة المعنى و المضمون اللهم إلا من الذنوب
ولا حول ولاقوة إلا بالله !!!!!! :emoti_351:

أتحجج أحياناً بالدراسة و الانشغال لكن أشعر بتأنيب الضمير ....

يضيع الكثير من الوقت في مكالمات قد تمتد لساعات في نصائح متكررة و عقيمة و أحيانا مفيدة لكنها لا تحتاج سوى خمس دقائق لسماعها و الاقتناع بها
وبقية الحوار...... في النار !!!! :emoti_144:

أحياناً تكون المتكلمة خالة .. أو عمة .. أو صديقة.. أو قريبة ... أو والدتي أو حماتي !

و الأخيرتين - رغم حبهما الشديد لي و حبي لهما - أكاد كثيرا أنفجر منهما و أتهرب من مكالمتهما  ::ooh::....
لا لشيء إلا لأن مكالمة لإحداهما ( لابد ) وأن تمتد لساعة ( على الأقل )
وأغلبها أسئلة أعتبرها تدخلا صريحاً في حياتي و زوجي

وكم أكره ذلك .. كم أكرهه..ويكرهه هو أيضاً

وكم أكره أيضاً أن أحرج إحداهما أو أرد رداً سخيفاً فأثير حزنها وأنا على علم أن لا هم لهما إلا مصلحتنا ... sad:(


لكن ما العمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :emoti_138:
وكيف هي حدود المعاملة مع الأم و الحماة بعد الزواج بشكل يحفظ لنا حبهما و رضاهما
وفي ذات الوقت حريتنا و سرية بيتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:emoti_26:
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: بيتـــــــــي!
« رد #12 في: 2011-10-29, 07:28:55 »
قرأت كلماتكم جميعا ، وكم هي ممتعة ....

رائع لب مطلبك والمحور الذي ترين أن حياتك ستبنى عليه يا جمانة "الفكرة المسلمة"  النابعة من الإنسان المسلم، وهنا الزوج بقلبيهما وعقليهما، وأنت اليوم تبحثين عن آلية هذا التطبيق الفعلي والواقعي ليتححق الهدف ببيت مسلم ....ليس بالشعائر فقط وإنما بالحياة .....

أحب أن أعطي رأيا يا جمانة واقعيا حول أن إحاطة الأمر بهالة التعقيد والخوف المبالغ فيه قد تجعل الوصول للآلية صعبة فلا أعرف كيف أبدأ ولا من أين ولا ما الأولى، ولكن النظر بعين الواقعية وتبسيط الأمور مهما بدت صعبة ودخول عنصر العفوية والطبيعة في الحياة يسهل الأمور أكثر ....


وطبعا يا جمانة حتى نبدأ وننطلق ونعرف النقطة الأولى التي سننطلق منها في موضوعنا هذا، فها هي سارة (أم وعالمة) تبدأ بسؤال حول أو ل عنصر وهو العنصر الأساسي "حياتك مع زوجك"

وبدأت بالسؤال عن كيفية الموافقة بين أن تبقى الحياة الزوجية وخصوصياتها سرية بين الزوجين وبين عدم جرح أو إيذاء الوالدتين وهما تسألان بعفوية

جميل هذا السؤال ..........


ولي رأي بسيط ، أو ربما نقول تشديد على أمر، وهو أن نرى بالعينين، أعني أن تري بعينك كزوجة تريد أن تبقي على سرية حياتها وخصوصيتها، وبعين الأم وهي هنا أم الزوج وأم الزوجة، فهما أمّان وإن بلغت بهما ثقافة التعامل والمعرفة كل مبلغ إلا أنهما بالنهاية أمان تعودت كل واحدة منهما على أن ذلك الذي ذهب وابتعد كان دهرا معها، لصيقا لها جزءا منها، محور حياتها، موضوع سعيها وجهادها، مبلغ أمنياتها فيه، وإكليل أفراحها في ابتسامة منه وفرحة قلبه ...........

وعندما نرى بهاتين العينين سنقلل من نسبة الأنانية التي قد لا نتفطن أنها أنانية بقدر ما نرى أنها حب الحياة بخصوصية والاستقلال بالحياة، وعندما نرى بهاتين العينين لن نستثقل كثيرا كلماتهما، وسنعرف حينها كيف نأخذ تدخلاتهما مأخذ البساطة خاصة وأنها بيني وبين أمي مثلا عبر الهاتف وليست تدخلات فعلية، وبالتالي سأعرف كيف أجيبها بما يحفظ سري من ناحية وبما يشعر أمي أنني ناضجة من ناحية أخرى فتسري الطمأنينة لقلبها ويتناقص مع طمأنينتها مقدار أسئلتها، وبما يجعلني أحافظ على شعورهما ولا أضطر لجرحهما .....فهما ما تزالان في مرحلة الفطام بعد، يعني مرحلة حساسة بالنسبة لنفسيتيهما، الانفصال الذي تراه كل منهما صعبا

وحاولي أن تصطادي حكمة في كلماتهما بإغفال جانب القلق والضجر منهما، والذي قد يكون مبالغا فيه عندك فتحجب عنك حكمة بين الحكم

يعني هنا سأتحدث معهما و أنا أراعي أموارا عديدة سوف أجعلها في عناوين  ::)smile:

-1 النظر يعينين فلا أجرح ولا أسرح : والجرح لهما إن لم أنظر بعينهما، وأن أسرح أي أن أذهب مبدأ سرية حياتي فأسرح بعيدا لتصبح عامة لا خاصة، فيتحقق الوسط الذي أحافظ به على سرية الحياة وعلى مشاعر أقرب الناس الأمّين
-2 السماع بأذنين :    (أعني أن أسمع لكلماتهما وأنا أصطاد حكمة لا أريدها أن تغيب عني في معمعة الضجر من عفوية تدخلاتهما، لأنهما مجرّبتان )
-3 عمل العقل على تطمين القلب  : وهذا بأن تشعريهما أنك تتصرفين بحكمة وأنك لا يُخاف علي بالدرجة التي تسمح لمستوى الخوف عليك عندهما بالتناقص تدريجيا وبالتالي تناقص درجة التدخل طرديا، وهذا هو عمل عقلك على تطمين قلبيهما . قلب أمك عليك لترتاح عليك، وقلب حماتك لترتاح أنها زوجت ابنها لامرأة ولا كل الستات   ::ok::

-4 أين أنت يا حكمتي بين الكلمات ؟  ::)smile:: وهنا تصطادين الحكمة، وإن لها لوهجا يكاد ينطق يقول : أنا هنا، خاصة عندما تتسلحين بما سبق من شروط فيذهب الضجر ، فتهدأ النفس لتبحث بين الركام عن لبنة تحتاجينها في البناء   emo (30):
هذه السياسة في هذه النقطة قد نضمها للسياسة الثانية


جميل هذا الموضوع والله  ::)smile:
« آخر تحرير: 2011-10-29, 08:18:58 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: بيتـــــــــي!
« رد #13 في: 2011-10-29, 08:01:41 »
والله لا أجمل منكم يا فراشتي الحبيبة!

كنت أكتب رداً فإذا بردك يتصدّر الساحة :)

أظنني اتبعت الطريقة التي ذكرت مع أحبتي الكبار الأربعة (أبي وأبي وأمي وأمي!)... وهي ناجحة تماماً... لكني أضيف إليها نقطة بسيطة، هي الحديث الواضح معهم أنك مشغولة بدراستك... ولا تستطيعين التحدث إلى أمك أو حماتك لفترات طويلة... لأنك مشغووولة  ::cry::

ما أجملك يا أختي "أم وعالمة" :)
شكراً لكلماتك الطيبة...

أنهيت مشاركتك بنقطة مهمة... أفردت لها أسماء حديثاً منطقياً متسلسلاً...
وجميل ما تحدثين به عن الأمومة... رزقك الله الذرية الصالحة وأعانك على تربيتها كما يحب ويرضى...

أخي الكريم جواد،
شكراً لردك...

كما قلت في مشارك سابقة، لا أعني تخصيص الموضوع لي... وبيتي أكتبها لكل بيت مسلم ينشأ... ويحلم أن ينشأ في الطاعة وعلى الأساس المتين والطريق المستقيم...
البيئة محور أساسيّ، أوافقكم، لكنّها خارج حدود البيت... وأظنّ أن أهل البيت قادرون على تحديد امتدادهم خارجه...

بالنسبة لي، فأقيم حالياً في أمريكا... والمجتمع هنا يعيش في (حرية!) تمكنني من بناء بيتي كما أشاء... لكن لكلّ شيء ضريبته...
الحياة مريحة نوعاً ما... بسيطة... وهادئة من الناحية الاجتماعية مقارنة بدولنا العربية... لكنها مشغولة جداً، ومستهلكة جداً من الناحية العملية... أداء ما على الفرد من مهمات وبناء ذاته في العمل أو الدراسة أمرٌ يحتاج كلّ وقتنا... يجب أن تعمل وتعمل وتعمل كيما تصل.....

والله الموفق وبه نستعين....
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

جواد

  • زائر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #14 في: 2011-10-29, 12:58:32 »
أخواتي الفضليات،
معذرة بداية على عدم التنسسيق فأنا أكتب من اتصال موبايل.

هذا الموضوع برأيي من أهم المواضيع التي أثيرت في المنتدى ومن الصواب ألا نهمل تفاصيله لأنه بحق يلمس نخاع المجتمع.

والموضوع أيضا لو كان عاما فلن تكون منه فائدة تذكر ! لأن الكلام العام يتحدث دوما عن خطوط عريضة لا أحسب أن أخواتنا الفضليات يغفلون عنها،
إنما ستأتي أهمية الموضوع في نقاط تتوقف عندها الزوجة وتحتاج فيها الى نصيحة أو نقاش أو حتى سردا لحلا نجاحا جربته.

ولهذا ذكرت أختنا أم وعالمة مشكلة الحديث الطويل مع الأم والحماة، فلا أعتقد مثلا أنه لو كان الكلام هنا عاما ومرسلا قد نصل الى نقطة كهذه.

وما أحسب أن هذه الأمور تعد من الأسرار الشخصية للبيوت ففي النهاية سنجد أن غالبية احتياجاتنا وتحدياتنا مشتركة في جزء كبير منها.

وقد أجابت ماما هادية والأخت الكريمة أسماء بأول نقطة على سؤال أختنا الكريمة جمانة في بداية الموضوع ، كيف ستبني بيتك مسلما.
لكن أي بيت مسلم نتحدث عنه؟

معذرة هذا شيئ ليس بجديد أصلا، وقد خاضته من قبل المامات في بداية زواجهن وأعتقد وحتى هذه اللحظه،
لذا فلا أعتقد أننا سنأتي بجديد في المصطلحات والقواعد وإنما ما نحتاج اليه حقا هو الخبرة والتجربة و وضع اليد على نقاط القوة والضعف.

فوجهة نظري أن الجيل اﻵباء والأمهات أقوى تدينا وإيمانا وأن جلينا أكثر قدرة على الإيجابية اﻵن بفعل التطورات التي حدثت وتحدث في أوطاننا.

لكن، مرة أخرى عن أي بيت مسلم نتحدث؟

فليضرب لي أحد مثالا لهذا البيت، حتى نعرف عن أي شيئ نبحث وحتى نستوضح تفاصيل ما نبحث عنه، فعادة ستدهشكم التفاصيل..

وسؤالي لأختنا الكريمة جمانة عن مكان إقامتها كان بسبب أنني أذكر أني قرأت في مكان ما أنها تعيش بأمريكا،
وحقيقة ودون مواربة، هذه النقطة تحتاج منكم الى تفكير عميق وخطة منفصلة بذاتها لأني رأيت بعيني كيف تؤثر البلاد الغربية على ساكنيها،
ولا أقول إيمانيا، أبدا، بل ستتذوقون نعمة الإسلام وتشعرون بقيمته في تلك البلاد،
لكني أقصد هنا ما ستلقية عليكم الحياة من أمور تتسرب اليكم دون أدنى شعور بها تقريبا.

شعرت بهذا أثناء تواجدي مرة في صالون سياسي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين في مصر،
ولفت نظري أن جل الحاضرين كانوا من المغتربين، الذي قضوا الكثير من حياتهم في الغرب.

وحتى لا تذهب بكم الظنون بعيدا، فلقد كانوا أفصح لغة وأكثر تدينا في حديثهم لكنهم لا يعيشون معنا في بلادنا.

الكل بلا استثناء جاء ليتحدث عن تجربة البلد التي يعيش فيها وعن وجوب أخذ القدوة منها ومن طرق نهضتها،
الكل جاء ليتحدث ولا أحسبهم استطاعوا البقاء في مصر طويلا..

كلهم كانوا من أساتذة الجماعات في الدول الغربية، لكن لا أحد منهم تحدث عن أنه قرر الرجوع لمصر.

على الرغم أنني أكاد أجزم أنه في بداية سفرة كان هذا هدفة، أخذ العلم والتجارب الناجحة ونقلها الى بلادنا.
لكن وبكل أسف من جرب الحياة المدنية المتطورة لن يستطيع النزول الى مستوى الحياة في بلادنا وسيظل دوما غير قادر.
خاصة أنه لكي يحيى كل منهم حياته التي يعيشها في بلاد الغرب سيحتاج الى اموال طائلة لن يجدها لأن أجر وظيفته هنا لن يوازي 10 بالمائة من أجره هناك.

وهكذا فكثير ممن رجع ابى العيش الا في مستوى معين وبفكر معين يظهر في دقائق تصرفاته .

وكثير لم يستطع الرجوع أصلا، وكلما حاول ومضى أجازته في وطنه ، لم يطق الإزدحام والتخبط والتأخر و  و وو،

هذه إحدى أهم لبنات البيت .

أكمل في مداخلة لاحقة عن نقطة العلاقة بالزوج، ان تيسر لي الوقت ان شاء الله..

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #15 في: 2011-10-29, 13:35:48 »
البيئة محور أساسيّ، أوافقكم، لكنّها خارج حدود البيت... وأظنّ أن أهل البيت قادرون على تحديد امتدادهم خارجه...

لا أتّفق مع هذه الرؤية..... بوصفي شخصًا خضع لتجربة شبيهة........ وكانت نتيجتها عجزا كاملا عن الاندماج مع المحيط..... هناك في الجنوب (الصعيد) ولكوني من الشمال (الوجه البحري)..... احتفظت بلهجتي وطبائعي........ مع وجود تحفظ في تكوين صداقات شخصية......... وامتناع كامل عن تكوين صداقات عائلية.......... وببلوغي سن العشرين وهجرتي مع العائلة إلى القاهرة........ عانيت عجزًا عاتيا عن الشعور بإنسانيتي..... فالإنسان في القاهرة ليس أكثر من لقمة في بطن غول طاغ....... ثم في موطن الوالد في الشمال........ خيبة أمل كبرى لمحاولتي الربط بين الصورة التي رسمها أبي لبلاده وبين صورتها الحالية.......... وعجز المحيط عن ابتلاعي..... وعجزي عن إساغته.........

والأمل في وجه الله أن يجمعني بوطن في جنته "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"......

البيئة محور أساس في كل خطرة وكل حلم.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: بيتـــــــــي!
« رد #16 في: 2011-10-29, 15:57:20 »
جزاكما الله خيراً أخويّ الكريمين...

النقطة المشتركة لحديثكما هي البيئة... وكيف تكون جوهراً في الحياة الأسرية...
هي طبعاً محورية، لكنّ ما قصدته أن بإمكان الزوجين (وكذلك أبناءهم) تحديد علاقتهم مع هذه البيئة بطريقة تجعلهم يكبسونها ولا تكبسهم...

انتقالي للحياة في بلد أجنبيّ جعلني أتعلم أن الحياة الأسرية شيء مقدس جداً، وأن إقامتها على أساس متين ليس سهلاً... لكنه ليس مستحيلاً...
الالتزام الدينيّ يشعر أحياناً بالغربة هنا في أمريكا، لكنّ طبيعة الحياة تسهل المفهوم، وتجعلنا نقوم بشعائرنا ونتقيد بحدودنا (الإسلامية) دون تدخلات جوهرية... إلا بعض التي تطلب الإيضاح وتستفسر عن الذي نقوم به... وهنا ينفتح أفق جديد للشرح والتفصيل واستقطاب القلوب لهذا الدين العظيم...

أما الحياة وأسلوبها... فهي بلا شك تتعدى كثيراً الحياة في بلداننا العربية تطوراً وتقدماً... لكنها تبقى متعبة لنا... نحن الذين نتعلق بكل الذي تركناه خلفنا في الوطن...
رغم ذلك، فإن الاستذكار الدائم، والتواصل المستمر مع الأهل... ربما لن ينفع كثيراً! لأن معظم المغتربين يحافظون على هذين الأساسين في غربتهما...

إنّ الذي يفيد هو خطة (تبدأ باكراً جداً) تضمن لي ولزوجي ولعائلتي أن نستطيع الاستقرار في بلادنا بعد أن نتمم ما علينا هنا....
والإتمام الذي أتحدث عنه غير موجود فعلياً... فهنا تشعر أن العلم لا ينتهي... وأن الدراسة لها حبال وخيوط طويلة... وأنك تتمنى (كمسلم لا يقبل إلا بالقمة) أن لا تترك باباً ولا طريقاً ولا سبيلاً إلا تطرقه وتأخد منه حصتك.....

أما ضمان العودة، فجيب معه ضمان التغلب على المشكلة التي تواجه كلّ من يتغرب ثم يعود....
أن يكون لك مكاناً... وأن تستطيع التأقلم مع المجتمع من جديد... وأن تجد عملاً يتوافق مع الذي أمضيت عمرك (أو شبابك على الأقل) تنهل منه كي تقدم لبلدك وأمتك....
والارتباط المتسمرّ بفلسطين هو خطتنا لتهيئة مكاننا الاجتماعيّ واعتيادنا النفسيّ عليه لما نعود... ولا أقصد بالارتباط الشعور والحبّ والذكريات... بل أقصد التواجد الفعليّ في فلسطين مرة أو مرتين كلّ عام... الحياة هناك... الاختلاط بالناس شهرين أو ثلاثة أو أربعة كل عام... وهذا ما نعدّ له إن شاء الله...
أما بالنسبة للخطوة الأخرى... وهي تهيئة مكان يستقبلنا (علماً وعملاً)... فأظننا في المسار الصحيح كذلك إن شاء الله... ولقد بدأ زوجي منذ عامين بناء معهد بحثيّ لعوم الأعصاب في الضفة الغربية... عمره عامين... لكنّ عمله أكبر بكثير بحمد الله... وهو في الطريق ليكبر ويحتضننا لما نعود إلى الديار....

والآن سأتحدث عن إتمام العلم.....
للحقيقة يا إخوتي، فلقد كنت مقيدة بفكري قبل فترة قصيرة... في أن الخطة لمن يريد إفادة وطنه كالتالي:
- يسافر ويتعلم فترة سنوات محدودة
- يعود إلى البلد ويستقر
- يعمل فيها ويفيد المجتمع بما تعلم.

لكنّ العيش هنا أوضح لي أن الإنسان لا يصل القمة، وأن الناس هنا لا تقنع... هنا للناس طمع عجيب في العلم... وأنا لا أقبل أن أكون أقل منهم... وزوجي لا يقبل... وأهلي لا يقبلوا (ربما يقبلوا مقابل عودتي إليهم :|!)...
الفكرة التي أتشربها الآن أن الغربة هي البعد والقطيعة... الغربة ليست غربة إن كنت في أمريكا، ولكنك مرتبط بجذور عميقة عملية في أرضك... مرتبط بعملك هناك... مرتبط بالتواجد فيها كل عام... مرتبط بحبها... مرتبط كيانك بكيانها وترابها وزيتونها.....

لا أرفض الآن أن أقضي عمري بين هنا وهناك... بل أحب هذا...
أحب أن آخذ من هنا وأن آخذ من هناك... وأن أعطي هنا وأن أعطي هناك...

ربما عليّ إفراد موضوع جديد يتحدث عن الغربة... عن فهم هذا المصطلح...
الأرض يا إخوتي كلها لله...
تقسيم الحدود هذا كله ليس في ديننا... فكل أرض إسلام هي أرضي... وكل أرض يسكنها موحد لله هي أرض لي فيها مكان...
لكن هذا لا يتعارض مع العشق القلبي الذي أحمله بين ضلوعي للقدس وفلسطين... ففيها ذكرياتي... وفيها رباطي... وفيها أحبة القلب وحبات الفؤاد...

يبدو أنني حدت قليلاً!... لكنّ الحديث له شجون...
وكله مترابط...
والأسرة هي انعكاس كل تلك الأفكار التي أحملها في قلبي وعقلي... ويحملها معي زوجي... يعينني وأعينه ونبني معاً نفسينا... وأبناءنا وإسلامنا...

الفكرة الأخيرة التي أريد التأكيد عليها، هي أني أؤمن بدور البيئة، لكني أؤمن كذلك بأن للأسرة قدرة عالية على تسييرها وفقاً لمسارها... بالتخطيط الصحيح والأفق المتسع...

يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #17 في: 2011-10-29, 16:39:56 »
قرأت عن أسلوب الحياة في أميركا في كتب الدكتور المسيري والدكتور جلال أمين وفي رحلة أنيس منصور حول العالم...........

الولايات المتحدة الأمريكية قارة كبرى....... فيها عدة ولايات........ كل ولاية بوزن دولة كبرى من دولنا........ ولكل منها صبغة متعيّنة...... فالمال في بوسطن....... والسينما في هوليود..... واليهود في نيويورك....... والقمار في لاس فيجاس....... لكن ينتظم كل هذه الحبات سلوك تعاقدي....... يطبعه البروتوكول...... وتحكمه الأوراق الرسمية....... وتغيب عنه العاطفة....... كل شيء جرى تنميطه........ واستعبدت الآلة إنسانها....... وكما صوّر شارلي شابلن في فلمه (العصور الحديثة)........ أصبح الإنسان مجرّد يد تربط مسمارًا في سلعة....... وتفنى الأعمار بهذه الصورة.........

الوفرة...... وغياب الخصوصية والذوق........ والإنسان في أكثر درجات سطحيته....... التي شرت والبرغر.......

حسن يا جمان.... أنت الآن في جزيرة روبنسن كروزو.......... وعليك أن تستعبدي كل الظروف التي تحيط بك لصناعة وطن صغير...... ومبتور...... تماما كسكننا هناك في الصعيد....... كانت الزهور على شرفاتنا...... ولوحات التطريز على جدراننا....... ولسان بلادنا على لساننا......... نرى الناس ولا نلمسهم....... ونسمعهم ولا نرجع القول.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: بيتـــــــــي!
« رد #18 في: 2011-10-29, 16:55:09 »
يا سلام يا سلام .... emo (30): هذا الموضوع يا جمانة يجعلك تلقين من حبات القلب إلقاء المغترب الذي ما أن يسمع كلمة "وطن" حتى يحكي عن حبه

جميل استحثاث الأخ جواد  لحديثك عن البيئة يا جمانة حتى نستوفي الحيثيات والجوانب الأولية الخاصة ونحن نريد أن نتحدث عن البيت المسلم ....

كما هو جميل ما بسطته في حديثك عن نواياكما أنت وزوجك للعودة والنواة معدة بالضفة الغربية للعطاء منكما، بارك الله لكما فيها من خطوة وكبرها الله وجعل منها الخير للأمة ....

وكما هو جميل حديثك بواقعية عن إغراءات القمة العلمية في بلاد الغرب، وجميل أيضا ما أنهى به عبد الرؤوف عن خصائص أمريكا .....

وأفهم جيدا كم أنت متوكلة على الله يا جمانة لتبني بيتا مسلما في ظل هذه الظروف الوقتية من هجرتكما بحيث تنتقلان بين مهجركما وفلسطين إلى حين العودة للاستقرار .........

لدي الكثير من الطروحات في موضوعك هذا يا جمانة، ومنذ قليل كنا ومجموعة من الأخوات المقبلات على الزواج والمتزوجات نتدارس مثل هذه الأمور  emo (30):
بانتظار تكملة أخينا جواد

« آخر تحرير: 2011-10-29, 16:56:56 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: بيتـــــــــي!
« رد #19 في: 2011-10-29, 17:11:03 »
حقّا يا أسماء..... ومن منّا لا يحبّ أن يسافر ؟؟!!!....... والقرآن كلّه حديث عن السفر في الله....... فرارًا بدينه...... واستقراءً لبدء خليقته....... واعتبارًا بنهاية عدوّه......... وسعيًا على رزقه.........

أمّا كلماتي السلبية في أميركا...... فسببها صور لا تغيب عن مخيّلتي......... صورة ذكرها أنيس منصور عن سيدة سقطتْ في محطة المترو ولم تجد يدا تمتدّ لها....... لأن الأوراق لا تلزم أحدا بنجدتها!......... وحديث عبد الوهاب المسيري عن سيارته التي تعطلت في أميركا......... وكانت أخته ترافقه....... وعندما طلبت من سيدة تجلس على الدرجات أن تعطيها كوبا من الماء.... ردّت الأخيرة:
-Why should I do?!!!!!!!

ثمّ عن الويلات التي سقتنا إياها الولايات....... في العراق وأفغانستان....... وهنا في مصر....... معونة بمذلّة...... وخطّة لتحديد النسل وتنصير المسلمين.........

واعتماد الناس في أميركا النفعية منهاجا للحياة......
وكلام عن اضطهاد السود........

وإسرائيل قبل إسرائيل....... امّحتْ فيها دولة المايا....... وقامت مكانها دولة الرجل الأبيض الذي سام الأمم سوء العذاب........
« آخر تحرير: 2011-10-29, 20:26:11 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........